المحاضرة التاسعة
3ـ الفلسفة الطبيعية.
بعد أن اطلع فلاسفة القرن الثامن عشر على الفلسفات السابقة عليهم ، رأو وعلى رأسهم " جان جاك روسو " أن الطبيعة خيرة ، وأن كل شيء يظل سليما مادام في يد الطبيعة ، ولا يلبث أن يمسه الدمار إذا مسته يد الإنسان .
وكان أصحاب هذه الفلسفة يرون أن واجب التربية أن تعمل على تهيئة الفرصة للطبيعة الإنسانية كي تنمو متبعة في نفس الوقت قوانين الطبيعة ، لأنها أفضل وأكمل وأصلح ، وأي فساد يظهر على الناس ، فإنه ليس من فعل الطبيعة بل من فعل المجتمع والناس الآخرين المتدخلين في العملية التربوية .
ويرى أصحاب هذه الفلسفة أنه من الواجب أن يتربى الطفل في وسط الطبيعة وعلى طبيعته ليتعلم عن طريق ما يقوم هو نفسه من أفعال ، لأنه يولد مزودا بقدراته الفطرية التي يجب أن تحترم ، وأن تنمى بعيدا عن ضغط المجتمع والناس ، لأن مثل هذا الضغط يسبب انحرافا لنمو هذه القدرات ويفسدها .
أما المنهاج عندهم هو المنهاج الطبيعي المؤلف من بعض العلوم التي تحتاج إلى الخبرة والممارسة كالعلوم الطبيعية ، والجبر والفلك ، والجغرافيا ، على أن تدرس هذه العلوم من خلال الأسفار والرحلات ، أما العقاب وخاصة البدني فهم لا يؤمنون به ، وإنما يلجأون إلى القانون الطبيعي ليقوم بهذه المهمة ، فيقول " روسو " : فإذا طلبت منه أن يرتدي ملابسه للخروج إلى النزهة وتأخر في لبسها ، فدعه في البيت ولا تخرجه برفقتك ، فإذا كسر زجاج النافذة فدعه يتألم من البرد ، ومن أهم ما تشتهر به هذه الفلسفة هي الأنشطة اللاصفية .
التطبيق التربوي للفلسفة الطبيعية :
1 ـ من المولد حتى الخامسة : التركيز على دور ألأبوين في رعاية الجانب الجسمي للطفل ، وتلبية حاجاته ومراعاة ميوله الطبيعية من خلال الإكثار من النزهات والألعاب المفيدة وتجنب العقاب .
2 ـ من سن ( 2 ـ 12 سنة ) هي تربية بدنية حسية ، ويكون تدريب الحواس بتعريض الطفل لظواهر الطبيعة التي يتعلم منها حسب طبيعته .
3 ـ من سن ( 12 ـ 15 سنة ) التركيز على التربية العقلية التي ينبة المعلم من خلالها المتعلم إلى بعض الحقائق المحسوسة دون لأنت يلقنها له تلقينا .
4 ـ من ( 15 ـ 20 سنة ) هي مرحلة التربية الخلقية والدينية ، من خلال التركيز على القواعد الخلقية من خلال مشاهدة المواقف الإنسانية المختلفة ، واتخاذ المعلمين قدوة .
4 ـ الفلسفة الوجودية .
المصطلح " وجودية " مأخوذ من كلمة " وجود " وهو ضد " العدم " ، وقد انتقل اللفظ إلى اللغات الأوربية والذي يعني الخروج من الشيء والبقاء في العالم ، أما في العربية فمعناه الحضور ، والمقصود به الوجود الداخلي للإنسان .
نشأت هذه الفلسفة في فرنسا بعد الحربين العالميتين وما نتج عنهم من أوضاع اجتماعية واقتصادية ، ومن هنا كان الوجوديون يؤكدون على حالة قلق الفرد الإنساني في بحثه عن المعنى ، وعن تكامله الشخصي .
مرت الفلسفة خلال تطورها بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى :
يعتبر الفيلسوف الدنماركي " كيجارد " أو من استخدم كلمة وجود في مضمون فلسفي ، حيث يعتبر هو الأب الروحي للفلسفة الوجودية ، حيث اعتبر أن الشخص الموجود هو الذي يتصف بعلاقة لا نهائية مع نفسه ويهتم بمصيره ن والذي يشعر أنه يجمع بين النهائي واللانهائي ( الجسد الفاني ، والروح )
المرحلة الثانية :
مثلها " مارتن هيدجر " والذي هاجم الرأي القائل أن الوجود الإنساني مرتبط بالله عز وجل ، وأن الوجود الوحيد الذي يرتبط به الإنسان هو وجوده هو وحده .
المرحلة الثالثة :
بدأت على يد " جان بول سارتر " وهو من أتباع الوجودية ، أي أن الإنسان هو الذي يأتي ويصنع هذا الوجود ، لذلك يجب أن يتمتع بحرية تامة ، بحيث يكون مسؤولا عن أعماله .
من أبرز المبادئ والأفكار التي تنادي بها الفلسفة الوجودية :
ـ لا تحاول إعطاء الإجابات القاطعة عن الحقيقة ،والواقع والقيم ، لكن يجب إيقاظ ميل الإنسان للبحث عنها .
ـ تؤمن بأن يتخذ الإنسان قراراته في هذا العالم بنفسه لا تفرض عليه .
ـ أن يكون المنهج الدراسي عالما من المعرفة على التلميذ أن يكتشفه ويختبره بنفسه ، وأن بندمج فيه كليا ويعيشه ,
ـ أن يهتم المنهج بالنقاش والتحليل والإستقراء بعيدا عن الحفظ والتلقين وإنتاج أفراد متشابهين .