يتردد على ألسنة بعض الرجال في بعض المواقف التي تبدى أو تفضل فيها المرأة على الرجل كلمات لا تصح، فيقول البعض (ما هذا أليس من المفروض أن “الرجال قوَّامون على النساء” [سورة النساء الآية 34] )
و كأن تفسير هذه الآية أن يفضل الرجل على المرأة و أن الذي يحدث في هذا الموقف مخالف للإسلام .
فتقول الكثيرات من مناصرات حقوق المرأة بأن المرأة المسلمة مهضومة الحق و أن السبب في ذلك الإسلام مبررين موقفهم بهذه بالآية الكريمة ؛ و ذلك لأنهم يفسرون هذه الآية الكريمة على هواهم قائلين أن الإسلام يُفضِّل الرجل على المرأة ، و أن كلمة “قوَّامون” تعني متسلطون ، أو أن يُبَدَّى أو يُفضَّل الرجل على المرأة في جميع النواحي ، و هذا بالتأكيد أمر خاطئ تمام الخطأ ، بل المعنى أن الرجال قائمون على خدمة المرأة و رعايتها و الاهتمام بشئونها ، و فيما يلي سأعرض لكم بعضًا من التفسيرات لأئمة كبار في عالم التفسير تؤيد ما أقول.
1-الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في كتابه التفسير الميسر قال :
“الرجال قوَّامون على النساء ” أي :الرجال من شأنهم القيام على رعاية النساء و التعاون معهن على ما يعود على الجميع بالخير .
2-الإمام فخرالدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على التيمي الرازي في كتابه مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير قال :
“القوَّام” اسم لمن يكون مبالغًا في القيام بالأمر ، يقال هذا قيم المرأة و قوَّامها للذي يقوم بأمرها و يهتم بحفظها .
3-الإمام العلامة أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في كتابه تفسير القرطبي قال:
قوله تعالى : “الرجال قوَّامون على النساء” ابتداء و خير ، أي يقومون بالنفقة عليهن و الذب* عنهن ، و أيضًا فيهم الحكام و الأمراء و من يغزو و ليس ذلك في النساء .
و هكذا و بعدما ذكرته من تفسيرات لتلك الآية الكريمة ، يجب أن ننظر نظرة مختلفة ، و نقول بأن الإسلام جاء حافظًا للمرأة و لمكانتها و لأهميتها في المجتمع بعد أن كانت المرأة مضطهدة في جميع دول العالم حتى في دول أوروبا صاحبة التمدن و التحضر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ