عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013- 7- 6
الصورة الرمزية OrK!eD
OrK!eD
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: KFU
الدراسة: انتساب
التخصص: English
المستوى: المستوى الرابع
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 589
المشاركـات: 15
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 144376
تاريخ التسجيل: Tue May 2013
المشاركات: 112
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 463
مؤشر المستوى: 52
OrK!eD has a spectacular aura aboutOrK!eD has a spectacular aura aboutOrK!eD has a spectacular aura aboutOrK!eD has a spectacular aura aboutOrK!eD has a spectacular aura about
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
OrK!eD غير متواجد حالياً
****شهر رمضــان ****

[IMG]https://fbcdn-sphotos-f-****************/hphotos-ak-frc1/261677_10150240318647880_5790554_n.jpg[/IMG]


شهر لتجديد الإيمان
شهر رمضان فرصة لتجديد الإيمان , وإحياء القلوب به , ورد الشاردين إلى ساحة الله , فينتبه الغافل , ويتذكر الناسي , ويتوب العاصي , ويقف الجميع على باب الرحمن الرحيم , قائلين ما قال أبوهم من قبل : (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) .
إنه شهر الروح والسمو بها .
فالإنسان - بحكم طبيعته المزدوجة - يسمو تارة ويهبط أخرى , يحلق حيناً في آفاق روحية عليا , كأنه ملَك ذو جناح , ويتمرغ حيناً في أوحال المادة والشهوة كأنه حيوان من ذوات الأربع .
فلا عجب أن نراه يعثر كما ينهض , ويخطئ كما يصيب , ويعصي كما يطيع . ولكن الله جعل له أكثر من مصفاة وأكثر من مطهرة يغتسل بها من أدرانه ويتطهر بها من خطاياه , يخرج منها نظيفاً نقياً , كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس .
فهناك مصفاة يومية هي الصلوات الخمس .
وهناك مصفاة أسبوعية وهي صلاة الجمعة .
وهناك مصفاة سنوية وهي صيام رمضان وقيامة .
يقول الحديث النبوي الذي رواه مسلم في صحيحه : (الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) .
فمن لم تطهره الصلوات اليومية , ولا الجمعة الأسبوعية , كانت لديه فرصة في رمضان ليتطهر فيها بحسن الصيام والقيام , ويحوز مغفرة الله تعالى لما فرط منه . فإن فاتته هذه الفرصة فهو الشقي المحروم . ورد أن جبريل عرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يرتقي المنبر فقال : (بعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آمين ! فيا بؤس من دعا عليه أمين الوحي وأمن عليه خاتم الرسل (1) .
فالصلوات الخمسة هي ميزان اليوم , والجمعة ميزان الأسبوع , ورمضان ميزان العام .

شهر الإخلاص الله
ورمضان شهر لانتصار الإنسان : انتصار إرادته على شهوته , وعقله على هواه . على أن أعظم ما يكون انتصار الإنسان حين يفعل الخير , ويعمل الصالحات , أداء للواجب , وابتغاء رضوان الله وحده . فهذه هي ذروة الإخلاص والتجرد , وهي ذروة السمو الإنساني .
والصوم الذي يأمر به الإسلام ويثيب عليه , ويفتح لصاحبه أبواب المغفرة والجنة , ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ومباشرة النساء , فمن الناس من يصوم حِمية من مرض , أو سعياً إلى صحة , أو احتجاجاً على مظلمة , أو خضوعاً لمراسيم , أو اتباعاً لعادة , أو نحو ذلك من البواعث والأغراض , ولكن هذا كله لا يقيم له الإسلام وزناً . والصوم المعتبر في ميزان الإسلام هو الذي يقوم به صاحبه (إيماناً واحتساباً) ، أي تصديقاً بوعد الله , وطلباً لما عند الله . وكذلك القيام ، ولهذا حرص الرسول على ذكر هذه العبادة حين قال : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه , من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (2) .
إن الإسلام رسالة توحيد وتحرير , جاءت تحرر الناس من عبادة ما سوى الله , من عبادة الطبيعة ، وعبادة الأشخاص , وعبادة الأوهام , وعبادة الأهواء , وتوجيه العبادة إلى إله واحد , هو الرب الأعلى (الذي خلق فسوى . والذي قدر فهدى) .
وهكذا كان الصوم عبادة خالصة موجهة إلى الله وحده . وفي هذا جاء الحديث عن الله عز وجل : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم , فإنه لي وأنا أجزي به . يدع الطعام من أجلي , ويدع الشراب من أجلي , ويدع لذته من أجلي ، ويدع زوجته من أجلي) (3) .
وعلامة الصوم المقبول - الذي هو ثمرة الإيمان والإخلاص لله - أن يكف الصائم لسانه عن الزور واللغو , ويده عن الأذى , وجوارحه كلها عن المعصية , وأن يصوم ظاهره وباطنه عما يسخط الله تعالى , وأن يدفع السيئة بالحسنة , وإذا جهل عليه أحد أو سابه أو قاتله قال بلسانه وبقلبه : اللهم إني صائم !
بهذا ينتصر الإنسان , ويكون الصيام له جنة ووقاية , وإلا كان صياماً صورياً لا يُعِد صاحبه - في الدنيا - لتقوى , ولا يحقق - في الآخرة - لأهله مغفرة ولا رحمة ولا عتقاً من النار , وفي الحديث : (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع) (4) ، ( ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) (5) .
ونسأل الله أن يجعل من رمضان موسماً لتجديد إيماننا ، وإحياء قلوبنا ، ويجعل غدنا خيراً من يومنا , وأن يجعل حظنا من هذا الشهر المغفرة والرحمة والعتق من النار.

اللهم اجعلنا من صوامه وقوامه وبارك لنا في أوقاتنا .

وكل عام والجميع بخير .