تتمايل الكلمات من فرح بها = والأحرف اعتنقت كما الأغصانِ
وتكونت ظلل يروق لظلها = أن تكسو المدح لأهل الشانِ
من يغرفون العلم في ثغر الأولى = لم يبخلوا للقاصِ أو للداني
قمم شوامخ يقطرون فضيلة = لم تمتلئ لحيائها العينانِ
وإذا تحدث منهم نفرٌ ترى = بحراً تدفق فوق بحرٍ ثاني
بحرٌ حوى نور الكتاب وسنة = بهما الهداية معشر الإنسانِ
والآخر الإيمان ممزوجاً به = فالعلم والإيمان يجتمعانِ
أرأيت بحراً لا يكاد يُرى له = قعراً وهل بحرٌ بلا شطآنِ
جرت المراكب من حمولة علمهم = شقت بذاك قيادة القبطانِ
حملوا لنا لغةً وفقهاً وانبروا = للسنة الغراء كالفرسانِ
نبذوا الأحاديث الضعاف وعرضوا = من قال حدثنا إلى الميزانِ
أدوا كتاب الله ضبطاً فسروا = آياته بالجهد دون تواني
وعقيدة سلفية حملوا لنا = من منهل صافٍ وذي جريانِ
فهم المنابع صافيات كلما = أوردت منهم مورد الظمآنِ
وهم النجوم لمن أراد هداية = وهم الثريا في سما الأوطانِ
عقدٌ يزين نحر جامعتي التي = نظمت جواهره بغير تواني
دراً وياقوتاً وألماساً وما = في البحر من كنز ومن مرجانِ
فلك المدائح ما حييت وما أرى = حقاً سأوفيه ببعض بناني
فالعذر ممن جمعت أمثالهم = عذراً على التقصير في التبيانِ
فقصيدتي حلفت مراراً أنها = توفي لجامعتي من الشكرانِ
حنثت وصامت بعدما قالت لنا = ما مثلها يوفى بذا الشكرانِ
فاغفر لنا اللهم من زلل وما = صنعت يداي وما جناه لساني
ثم الصلاة على النبي محمدٍ = ما كان من نعمٍ من المنانِ