الفصل الأول ,,
الجزء الرابع ..
وفي مكانٍ آخر , والد أمل ينادي : هيا يا عزيزتي لقد تأخرنا .
تخرج من الحجرة : ها انا قد انتهيت !!
أبو أمل وهو ينظر إلى سمر : وهل ستذهبين بهذه الملابس , وبكل هذه الأصباغ في وجهك ؟؟!!
سمر : ومالغريب في ذلك , ثم أن جميع من في الحفلة يلبسون هكذا !
أبو امل : لا دخل لي فيهم , ادخلي وغيري ملابسك وامسحي هذا الذي لطختي به وجهك !
سمر : حسناً إذاً لن أذهب !!
أبو أمل : هذا أفضل !!
يخرج والد امل ويترك زوجته الجديدة , يتصل بأبو محمد : مرحباً أبو محمد , كيف حالك ؟
أبو محمد : أهلاً بالعريس !!
أبو أمل : عريس ,, يبدو ان العريس قد تسرع يا عزيزي !!
أبو محمد : تسرع , ماذا تقصد هل حدث امرٌ ما ؟
يحكي أبو امل ما حصل لوالد محمد ويرد عليه بانها بنت صغيرة ومن جيل مختلف في التفكير عن جيله وتحتاج إلى وقت وصبر لتفهم أسلوب حياته , ثم يذهب والد أمل إلى زوجته سمر كي يراضيها ))
(( وهناك في منزل أمل ))
امل في حالة ذهول : ماذا به لمَ لم ينتظرني ؟؟ لقد قلت له بأني أريده ؟؟!! ربما خرج ليقضي بعض الأمور !!
(( كانت أمل تحاول الإتصال بمحمد طوال الليل , دون رد ))
(( يمر أسبوع وهي على هذا المنوال , بينما كان محمد مصراً على عدم محادثتها , والأقسى من ذلك أنها لم تستطع الذهاب إلى منزل محمد بسبب سفر والدها ))
وأخيراً تذهب إلى امها وتخبرها بأنها تود الذهاب إلى جميلة , وبعد عدة محاولات تسمح لها امها شريطة الا تتأخر , لأن السائق سيكون بإنتظارها , توافق أمل بدون تفكير وتخرج مسرعة إلى منزل محمد , وفور وصولها يفتح لها محمد , !!!!!!!!!!!! ))
أمل : هل من الممكن أن أجد تفسيراً لما يحدث ؟؟!!
محمد :واخيراً جئتِ , انتظري هناك شيئاً نسيتِ أن تأخذيه معك آخر مرة ..!!
أمل : ألن تسمح لي بالدخول ؟؟!!
محمد : بلى تفضلي !! ويتركها ويدخل لإحضار هديتها !!
تلحق به امل , يأخذ الكيس ويرفع رأسه ليجدها امامه , !!
يناولها قائلاً : خذي هديتك لست بحاجة إليها !!
أمل في حالة ذهول : ماذا تقصد ؟؟
محمد : أقصد بأني لست متسولاً كي تتصدقي عليّ !!
أمل : إلى الآن لم أستوعب مالذي يحدث !!
محمد : أتظنين بأني سأقبل منك هدية كهذه ؟؟!!
أمل : لا أظن , إنما كنت متأكدة بأنك لن تفكر ناحيتي بهذه الطريقة !! وكأني لا أعرفك ؟؟!!
محمد : أمل لا تصرين على إهانتي , يكفي ما فعلته إلى الآن !!
أمل باستغراب: إهانتك ؟؟!!
محمد : أرجوك خذي هديتك , لا أريد أن أراها , كما أتمنى أن أنسى ما حصل !!
أمل بنبرة عتاب وألم : ألهذا السبب كنت ترفض التحدث إلي طيلة الأيام الماضية !!
(( تأخذ منه الكيس , وترميه في سلة المهملات , طالما أنك لا تريد ان تراها , فهذا أنسب مكانٍ لها , لكن تذكر ذلك جيداً , تخرج أمل من المنزل , وتصل إلى حجرتها ترتمي على سريرها وتجهش بالبكاء ))
(( بينما يضل محمد في حجرته يتذكر ما حدث وعينيه على الكيس المرمي في سلة المهملات ,))
تدخل جميلة لتنظيف حجرة محمد , وترى الكيس , تأخذه وهي تسأل محمد : أليس هذا الكيس الذي احضرته أمل عندما جاءت آخر مرة ؟؟
محمد : ..........!!!
تفتح جميلة الكيس , وتسقط بطاقة حمراء منه , تأخذها جميلة لتقرأها : من اليوم لن يكون هناك مانع من سماع صوتك في أي وقت ,,
أحبك يا كل عمري ,,
مجنونتك : أغلى أمل ,,
تخرج الهاتف المحمول وتسأل محمد : ما هذا ؟؟َ
محمد : كما ترين , لقد أحضرته لي بمناسبة نجاحي !!
جميلة : كم هي رائعة هذه الـ أمل !!
محمد : رائعة !! وهل أنت فرحة بما حدث ؟؟
جميلة : ألهذا كنت ترفض أن تكلمها ؟؟!! اسمح لي بأن أقول لك بأنك مخطئ !!
محمد : مخطئ , كأنك توافقينها على ما فعلته ؟؟
جميلة : مالك تتحدث وكأنها أجرمت في حقك ؟؟ أهذا جزاءها ,,!!
محمد : جميلة أنا رجل أتعرفين معنى هذه الكلمة ؟؟!!
جميلة : وهل في هديتها ما جرح رجولتك , هو شيء أحبته لك و قدمته دون ان يخطر في بالها ما تقوله الان !!
محمد : لكنها جرحتني , أنتِ تعلمين بأني لا أستطيع أن أقدم لها شيئاً , أو بالأحرى شيئاً يليق بها !!
جميلة : محمد إن الحب لا يعرف هذه الفوارق صدقني , فالقلب حين يعشق لا يعنيه من الدنيا سوى نبض محبوبه , وحينما أحببت امل أحببت فيها نقاء نيتها وطيبة قلبها , وخذني عندك كمثال منذ كنا صغاراً , صدقني لم أشعر معها يوماً بالفرق الذي بيننا , لم تحسسني بالنقص أو الذل ولو للحظة في كل مرة تحضر لي شيئاً ما !! لقد ظلمتها وقسوت عليها كثيراً !!
(( تضع الهاتف على الطاولة و تخرج جميلة متعمدة بعد أن تأكدت من ندمه ))
(( ينظر محمد إلى الهاتف ويتذكر كلام جميلة ويتذكر كلام أمل , يأخذ البطاقة ويقرأها , يبتسم وبنبرة ندم : لقد قسوت عليك يا حبيبتي , !!
يتناول الهاتف ويتصل بها بعد أن أشعله , يكتب الهاتف مباشرة :
{ أغلى أمل }
يرن هاتف أمل تنظر إلى الرقم , و بتعجب تقرأ { كل عمري } يتصل بك !!
ترد مباشرة : ألو !!
محمد : أحبك !!
أمل : ........!!!
محمد : ألا تسمعين , أقول لك بأني احبك !!
تبتسم أمل وهي تمسح دموعها وتنسى معها كل ما حدث : وانا أيضاً أحبك !!
(( في منزل صالح وهند حيث لا يوجد سوى المشاكل والصراخ , حتى ان الجيران قد ألفوا تلك الأصوات كل ليلة ))
صالح : قلت لك أعطيني النقود .
هند : لن أعطيك حتى لو قتلتني !!
يشدها من شعرها ويلوي ذراعها ويأخذ النقود عنوة ويذهب إلى أصحابه , ويتركها تبكي وسط صراخ طفليها ))
هذه هي حياة هند منذ أكثرمن خمس سنوات , أجبرها على تحمل إدمان صالح الجحيم الذي عاشته وهي تتنقل بين بيوت إخوانها بعد وفاة والديها ))
على مائدة الطعام أم محمد تخاطب ولدها : ماذا قررت بشأن الحديث الذي دار بيننا ؟؟
محمد : أي حديث يا أمي ؟
ام محمد : لا تتغابى موضوع التحاقك بالجيش !
محمد في استغراب : الجيش ؟ من قال لك بأني سألتحق به ؟
أم محمد : ظروفنا التي قالت ذلك , ثم انك نسيت والدك الكبير في السن , أم انك اعتدت على عدم تحمل المسؤلية ؟
محمد : أماه لا داعي لقول كل هذا الكلام , سألتحق بالجيش كما تريدين !!
ام محمد : بارك الله فيك يا بني , كنت واثقة بأنك لن تخيب أملي فيك ..
(( يخضع محمد لرغبة امه متخلياً عن طموحه الذي طالما كان يسعى إلى تحقيقه , لكن وفي قانون الفقر , لا وجود لقاموس الطموح , كل ما عليك سوى الإنحناء للتيارات التي تعصف بك دون رحمة أو هوادة ))
"
"
"
في الفصل الثاني ,,
هناك نقلات نوعية في حياة شخوص روايتي ^_*
وهناك لحظات لن تنسى , بالنسبة لهم