هو الإسم الصعب الذي أنتهج لنفسه خطا مغايرا عن أبناء جيله ليحلق كالصقر في فضاءات أوسع لم يستطع الرحاب نفسه أن يتسع له ويمشي بخطوات ثابتة نحو القمة التي كانت تنتظره بفارغ الصبر لتتسع له وحده من دون مشاركة أي من الغير معه .
حلق في سماء الإعلام الشعري الكويتي في مشوار البداية بالثمانينيات ليقدم نفسه كمجدد لهذا الموروث بعد أن أتخم بالغث والسمين ليأتي بالقصيدة النابضة بمشاعر المتلقي ويصل معه لأكبر كمية من الحرص على متابعة هذا الشاب ( في ذلك الوقت ) ليبرهن بأن الشعر لا يزال بخير ويثبت لنفسه (كما يحب أن يفعل دائما) بأن الإبداع ليس حكرا على أحد ويستثني من هذه القاعدة نفسه .
يكمل هذا المشوار من الإبداع لنصل معه بالطريق إلى منتصف التسعينيات وهو نجم له ثقله بالميزان الشعري الذي لم يستطع أحد أن يكيل بمكياله ويقتحم بمفاجآته المدروسة بجدارة عالم الأغنية بتعاون غنائي وصلت نجاحاته مستوى تحليق صقرنا العالي عن طريق نص ( صحيت جمرة ) لنتسائل بيننا وبين أنفسنا من أين لك هذا ؟
وفجأة ( كما هي عادة له ) يغيب بهدوئه المعتاد وابتسامته التي تكشف عن مدى الطيبة الموجودة في قلب ومعدن هذا الإنسان فترة من الزمن لا لشيء إلا ليريح هذان الجناحان اللذان خطا على صفحة الشعر العديد من النصوص المنقوشة بماء الذهب على جدار الوقت ، ويعود من بعدها ليصافح جمهور الشعر بالوطن العربي بمجموعة من الأمسيات التي أحياها منفردا ليضع بذلك قاعدة له لا يتجاوزها ولا يحيد عنها إلا بالقليل النادر من الظهور الذي يشبع كمية الإبداع عنده فنشهد عودته من خلال مشاركته بأضخم ملحمة وطنية أقيمت بذكرى وفاة المغفور له الشيخ/جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل رحمه الله عام 2006 مع أقوى تجمع إعلامي خليجي من حيث عدد الشعراء والفنانين والإعلاميين المشاركين بهذا العمل .