متميز في الفنون الادبيه
|
رد: مسـتغ ـــربـة ,,!! }
الفصل الثاني ,,
الجزء الأول ,,
مرت السنوات تترى على شخوص روايتي ,,
تخرجت امل من الثانوية العامة , و التحقت بالجامعة ,
رزق والد امل بمولود أسماه فيصل ,,
اما بالنسبة لمحمد فقد التحق بالجيش ,
(( في منزل امل كان هناك صمت مطبق على زوايا المنزل , إلا أن بوادر شك بدأت تساور والدة امل بسبب غياب زوجها المتكرر , وكثرة سفره ))
أم أمل واقفة تراقب زوجها المنهمك في ترتيب ملابسه ,
يلتفت إليها : ألا تساعديني في ترتيب الملابس ؟؟
أم أمل : ألا تلاحظ كثرة اسفارك في هذه الفترة ؟!
أبو أمل : وماذا أفعل يا عزيزتي فكما تعلمين لا بد ان أتابع الفرع الجديد حتى أتأكد من سير العمل , وأجد الشخص الكفء الذي أثق فيه وأسلمه الإدارة هناك ..
أم أمل : ما كان يجب أن تنشئ فرعاً هناك من الأساس !!
أبو أمل بنبرة غضب : ألا تكفين عن اللوم والتأنيب ,,؟؟ ألا يمكن ان أسمع منك كلمة طيبة !!
أم أمل : ؟؟؟؟؟؟؟؟
(( وتتركه وتخرج من الحجرة ))
(( كل فتاة تحلم في ان تكون لها مملكتها الخاصة , منزل صغير تتوج عرشه , لكن دائماً ما ينغص عليها حلمها هاجس فراق حجرتها الوردية , حجرتها التي احتوت طفولتها , مرآتها , ألعابها , وذكريات زواياها ))
عدا جميلة ,,!!
جميلة التي تتمنى في كل لحظة أن تفارق حجرتها دون الرجوع إليها !!
جميلة التي كانت تحلم كباقي الفتيات بأن تتوج عش زوجها , لكنها الآن وبعد ذبول زهرة شبابها باتت امانيها أقرب إلى قبرها !!
أنهت جميلة للتو تنظيف المنزل , دخلت إلى حجرتها العتيقة تتأمل أثاثها الرث ,
وبحسرة وألم تخنق أنفاسها تنهدت قائلة : متى أخرج من هذه الغرفة ؟؟ وإلى الأبد !!
, رمت بجسدها النحيل وغطت في سبات عميق , دون ان تشعر بأنين سريرها المتهالك !!
نامت عيناها علها تعيش حلماً , يرحمها من واقعها المرير !!
بينما هناك عيناً لم تستطع النوم , عين في كل لحظة ترى فلذة كبدها تذبل كل يوم وهي تقف عاجزة عن فعل أي شيء ,!!
أم محمد : جميلة , جميلة .
جميلة : نعم يا امي ماذا بك ؟ هل تريدين شيئاً ؟؟
أم محمد : لا شيء سوى أنني اود الذهاب إلى جارتنا أم عبد العزيز , وجئت لأخبرك حتى لا تستيقظي ولا تجديني !!
جميلة : حسناً يا أمي , مع السلامة !!
(( تخرج ام محمد و في منزل أم عبد العزيز ))
ام عبد العزيز : أهلا بام محمد , كيف حالك , وكيف هو حال أولادك ..
أم محمد : آه يا أم عبد العزيز ومالذي جاء بي سواهم !!
أم عبد العزيز : خير انشاء الله !!
أم محمد : آه يا أم عبد العزيز , لقد أتعبني حال جميلة , وأنا أراها تموت امامي في كل يوم !!
أم عبد العزيز : قد قلت لك سابقاً , أعطيني صورتها , وأنا سأتولى الأمر ..
أم محمد : هي لن تقبل يا أم عبد العزيز , فقد لمحت لها أكثر من مرة وكانت ترفض ذلك ..
أم عبد العزيز : حسناً اتركي الأمر لي وسأحاول جاهدة في ان أجد لها الزوج المناسب ..
أم محمد : أتعلمين أحياناً اجدها على حق ,, فمن ذا الذي سيرضى الإرتباط بفتاة قد جاوزت الثلاثين من عمرها , ولم تكمل تعليمها , ومن عائلة فقيرة الجاه والمال !!
أم عبد العزيز : لا عليك , سنجد بإذن الله , صحيح أن الفرص امامها ضئيلة لكنها تبقى اهون من شبح العنوسة ..
ام محمد : اتمنى ذلك , ولن انساك لو كتب الله النصيب ..
أم عبد العزيز : ان شاء الله ..
(( حاولت جمبلة النوم بعد ان أيقضتها أمها لكنها لم تفلح !!
توجهت إلى حجرة اخيها محمد , علها تستطيع التخلص من الآلام التي بدات تخالج مشاعرها , لكنها لم تجده , تذكرت بانه لا يزال في معسكر الجيش , دخلت قبرها او حجرتها مرة أخرى , اشتاقت إلى قراءة رواياتها القديمة ,, فتحت خزانتها البالية , واخرجت تلك الروايات وانغمست في القراءة ,,
حاولت جاهدة ان تعيش مع أبطال رواياتها التي أصبحت جزءاً منهم أو هم من أصبحوا جزءاً منها , لكنها ولأول مرة عجزت عن الرحيل معهم أو إليهم !! ))
آه يا جميلة لقد شاخت ملامحك إلى الحد الذي لم يعرفك فيه أصدقاءك الذين كنتِ تقضين معهم جل وقتك !!
هل تراني نسيت القراءة ام أن بصري لم يعد يساعدني في رؤية ما بين السطور !!
أم ان الأماني التي كنت أعيشها معهم أصبحت بالنسبة لي الآن مستحيلاً لا يمكنه التحقق !!
أغلقت أوراقها واعادتها إلى خزانتها ,
آه ما أقساك يا غربة الروح !!
لم يبقَ لي احداً سواك !! فكل ما حولي انكرني !!
(( يدخل مترنحاً لا يكاد يقيم توازنه , يجد أطفاله يلعبون في الصالة , وبلسان ثقيل , وكلمات أثقل ,))
ينادي : هند ههـ هنددد !!
هند تفز من سهوتها : نعم نعم ماذا تريد ؟؟!!
صالح : أين العععششششاء ؟؟
هند : عشاء !!, ومن أين ؟؟
صالح وهو يستند على الجدار كي يسند طوله : ممن الممططبخ ؟؟ هههههههه
هند وبنظرة اشمئزاز : أعلم أنه من المطبخ , لكن لا شيء في المطبخ سوى الهواء !!
صالح : إذذذاً أحح أححضريه لي ححالاً !! خخخخخخخخ
هند : يبدو أن المزاج معتدل هذه الليلة ؟؟!!
صالح وهو يقع على الأرض جالساً : جدداً ججددداً ..!! هههههه
هند تنظر إليه بحسرة وتأخذ أولادها إلى الغرفة , وتتركه , يتمتم أو يدندن بطلاسم لا يفهمها سواه !!
(( تدخل غرفتها وتضم أولادها في أحضانها وتطلق لعبراتها العنان , وكلها أمل أن تمضي هذه الليلة دون ضربٍ أو عراك !! ))
(( ينام صالح على ماهو عليه , غائب العقل , غائب الوعي , غائب الإحسااااااااااس ))
(( يدق جرس منزل أمل , في وقت متأخر على غير العادة , تخرج أم أمل من حجرتها لتفتح الباب , بعد أن سافر والد أمل و نامت الخادمة ))
أم امل : من , من الطارق ؟؟
الطارق : افتحي يا ام امل إفتحي انا أم يحيى ..
أم أمل وهي تفتح الباب في استغراب : أم يحيى , أهلاً وسهلاً , تفضلي ..
أم يحيى وهي تسير نحو الداخل : أهلاً بك يا أختي , اعذريني على هذه الزيارة المفاجأه , لكني تعمدت ألا اخبركم بها , هل أبو أمل موجود , أخشى أن يكون نائماً !!
أم أمل : لا للأسف لقد سافرمنذ ساعات ,
تتدارك ام امل الموقف : آآآ, دعي أبو يحيى يتفضل إلى المجلس ؟؟
(( تذهب أم يحيى إلى زوجها وتدخله إلى الداخل , بينما تذهب والدة امل لإيقاظ الخادمة كي تقوم بواجب الضيافة التي لم تعتد عليه , في تلك الأثناء تسمع امل أصواتاً غريبة , تهمس لمحمد في الهاتف بالإستئذان لتستطلع الأمر , وتخرج وهي مرتدية ملابس النوم , وتتوجه مباشرة إلى مصدر الصوت , ودون سابق إنذار تجد نفسها أمام خالتها أم يحيى , خالتها التي لا ترتاح أبداً لمجرد وجودها في مكانٍ ما ))
ام يحيى وهي ترمق امل بنظرات نقد و استنكار لملابسها التي ترتديها : امل , !! ماهذا اللبس الذي ترتدينه ألا تخجلين !!
أمل وهي تنظر إلى ملابسها في استغراب : ومالعيب فيها ,؟؟ ثم أني في بيتي الذي يحق لي أن أفعل فيه ما أشاء !!
أم يحيى : ألم تتعلمي الأدب وتسلمي علي أولاً ؟؟!!
أمل : وهل تركتِ لي مجالاً للسلام !!
(( تسلم عليها أمل بإمتعاظ وتتركها مع أمها وتخرج ,
و تعود أمل إلى حجرتها وتعاود الإتصال بمحمد ))
محمد : ألو , ما ذا حدث ؟؟
أمل : لا شيء سوى ان خالتي العزيزة قد داهمتنا فجأة !!
محمد : خالتك , غريبة ومالذي جاء بها الآن ؟؟
أمل : لا أعلم , لا تعلم مقدار الضيق الذي يسببه لي وجود هذه المرأة !!
محمد : مهما حصل ومهما كانت , تبقى خالتك ..
أمل : خالتي , بالإسم فقط ..
(( تتفاجأ امل بدخول امها عليها , وتحاول ان تدس الهاتف تحت وسادتها حتى لاتراه ))
أم أمل : ماذا بك ؟؟
أمل : انا , لا لاشيء , هل تريدين شيئاً ؟
أم امل : هل اتصل والدك بك ؟
أمل : أبي !! لا لالم يتصل !!
أم امل : وهل اتصلتي به ؟؟
أمل : نعم , وكان جهازه مغلقاً !!
أم أمل : أن عاود الإتصال بك أخبريني , ولا تقولي له بأني قد سالت عنه !!
أمل : حسناً كما تريدين ..
(( تخرج ام امل , وفي بالها ألف علامة استفهام وتعجب , لماذا لم يتصل , الى الآن , لقد تغيرت كثيراً يا أبو أمل , إلى الحد الذي لا تبالي في الإتصال بي والإكتفاء فقط بإخباري بوصولك !! ,
تدخل حجرتها بعد ان نامت أختها وزوجها في غرفة الضيوف , وتبقى مستيقظة حتى اليوم التالي ))
"
"
يتبع الجزء الثاني <<<<
|