|
متميز في الفنون الادبيه
|
رد: مسـتغ ـــربـة ,,!! }
لفصل الثاني ,,
الجزء الثالث ,,
(( تصبحين على حب يا عزيزتي ))
(( رمت أمل بكلماتها تلك في قلب جميلة , وكأنها رصاصات اخترقت أضلعها ))
استوقفتها تلك الكلمات كثيراً , واستوقفها ذلك الإحساس اكثر !!
الحب ,,
ماهيته ؟؟
ما لونه؟؟
كيف مذاقه ؟؟
الحب ,
ذلك الإحساس الذي لم أعشه إلا من خلال أوراق رواياتي ,,
آما أن الأوان لقلبي أن ينبض ؟؟
أم أن قطار العمر لا يبقي على المشاعر ولا يذر !!
وضعت رأسها على وسادتها , وغفت !!
وحلمت !!
لأول مرة منذ زمن !!
حلمت بالعالم الوردي !!
ولأول مرة تنام وخيال البسمة مرسوم على ملامحها !!
(( وفي الحجرة المجاورة ))
استيقظت ام يحيى , وذهبت لتتفقد ولدها , فلم تجده !!
بحثت عنه في كل مكان دون جدوى !!
كان يحيى جالساً يفكر !!
يفكر في أمل !!
أمل التي كانت أميرة أحلامه ,,
التي تربعت على عرش قلبه منذ ان كانوا أطفالاً , !!
امل التي جاء إليها بكل لهفة , من أجل أن يلتقيها !!
أن يصارحها بحبه الذي كبر معه وبه وعليه !!
لكن !!
لم تعد له الان !!
وقلبها أصبح ملك شخصٍ آخر !!
جلس يتامل البحر ,, ويتذكر كل اللحظات التي عاشتها امل مع غيره !!
كم كنت أتمنى أن أكون مكانه !!
كم من ليالٍ مرت وانا ارسم تفاصيل حياتي معك !!
كل شيء جميل تمنيه لك , ولم أتخيل إلا ان يكون لك !!
مرت الساعات و لا يزال يحيى واقفاً امام البحر , بين حنينه , وذكرياته , والألم الوليد الذي نبض في قلبه فجاة !!
ذهبت أم محمد لكي تنادي ولدها , الذي راته مرهقاً ,!!
أم محمد : ماذا بك , كاني أراك متعباً , هل تحس بألم ؟؟!
محمد : لا لاشيء يا أماه سوى انني لم أستطع النوم ليلة البارحة ..
أم محمد : ولمَ , لم تنم ..؟؟!
محمد : لا أعلم , لعل جو المكان اختلف عليّ قليلاً !!
أم محمد وبلهجة غضب : جو المكان أم جو البحر ؟؟!!
محمد مرتبكاً : أي بحر ؟؟ ماذا ماذا تقصدين .. آهـ صحيح إنه جو البحر فعلاً ..
أم محمد : ولدي , لا تنظربعيداً , لا تنظر إلى ما هو أعلى منك !!
محمد : ماذا تقصدين يا اماه ؟؟!!
ام محمد : أقصد , أمل يابني, لعلك تظن باني لم احس بغيابكما ليلة البارحة !!
كنت طيلة الليل , أدعو الله ألا يشعر احد بغيابكما ,
إعلم أنه لولا والدها الطيب ,
ما قبلتُ بفكرة السفرهذه من الأساس , والدها الطيب يا محمد أتدرك ما اعنيه ؟؟!!
عموماً لا مجال للنقاش الآن لكن ضع في حسبانك بان لي معك كلام آخر !!
(( ذهبت والدة محمد وتركته في ذهول , وخوف !! ))
ما لذي تقصده امي ؟؟
مالذي تريد قوله بالضبط ؟؟!
ونظرتها تلك , أصبحت اخافها , هي نفس النظرة التي حرمتني من إكمال دراستي ؟؟!
هل ستحرمني من أمل أيضاً !!؟؟
لا مستحيل , مستحيل أن توجد قوة في الدنيا تمنعني من امل !!
(( استيقظت والدة امل للتو , وذهبت إلى المطبخ كي تعطي أوامرها للخادمة , وهناك وجدت أم محمد وهي تعد القهوة , تضايقت جداً لوجودها , أحست وكانها تتصرف كما لو كانت صاحبة المكان , كانت أم محمد تحاول تحاشيها بأية طريقة فهي تعلم من هي ام امل , وبعصبية وغرور بدأت أم امل تعطي اوامرها للخادمة , وهي تنظر إلى ام محمد باشمئزاز وغيض ))
أيتها الغبية ألم أطلب منك إحضار القهوة التركية إلى غرفتي !!
(( وخرجت من المطبخ , حيث وجدت أختها ,))
أم يحيى : ماذا بك ِ, مالذي حصل ؟؟
أم أمل : لا أعلم إلى متى سأتحمل هؤلاء الناس !!
أم يحيى بصوتٍ منخفض : أخفضي صوتكِ , أي ناسٍ تقصدين ؟؟
أم أمل : ولماذا أخفضه هل ممنوع علي التحدث أيضاً ,,؟؟
أم يحيى : عيبٌ عليك يا أختاه , فمهما كانوا هم ضيوفك الآن !!
أم أمل ترفع صوتها بلهجة تهكم : ضيوف , وأي ضيوف تقصدين , وهل تسمينهم ضيوفاً ؟؟
خرجت أم محمد غاضبة : معك حق فنحن لسنا ضيوفاً , نحن لسنا من البشر أصلاً , لكن أتعلمين , لم أحضر إلى هنا إلا من اجل زوجك الطيب , ولولاه ما قبلت بالمجيء إلى هنا والإجتماع بك ..
أم أمل : آآآ , زوجي الطيب !! زوجي الذي تستغلونه بمسمى الصداقة , والجيرة أليس كذلك ؟؟!!
أم محمد : نستغله !! لا ياعزيزتي , ليكن في معلومك بأنا لن نقبل إحساناً من أحد , وليس جميع الفقراء كما يظنهم عقلك الصغير !!
أم أمل : عقلي الصغير أوَ تجرؤين على إهانتي في بيتي !!
أم محمد : وكأنك لم تهينني قبل قليل , أم ان الفقراء لا كرامة لديهم بالنسبة لك !!
أم يحيى : كفا عن هذا الكلام , إعذريها يا أم محمد هي لا تقصد ذلك , إنها طيبة القلب , انت لا تعرفينها ..
أم محمد : لا أحد في الدنيا يعرفها كما أعرفها , لكن يبقى الإحترام لصاحب المكان الذي دعانا للمجيء ,,
أم أمل : وما الذي تعرفينه عني يا .. !!
أم محمد : يا ماذا أكملي . ,؟؟
(( أم يحيى تسحب ام امل وتدخلها عنوة إلى الغرفة حيث توجد أمل و جميلة , وتخرج إلى أم محمد لتحاول تهدئة الموقف ))
(( سمعت جميلة تلك الكلمات التي تفوهت بها في الغرفة , لكنها تظاهرت بالنوم , كي لا تواجه الموقف !!
بينما استيقظت أمل مفزوعة على صوت امها في الغرفة وهي تمتم بكلمات نابية ))
أمل باستغراب : أماه ماذا بك , مالذي حصل ؟؟ ومن هؤلاء الناس الذين تقصدينهم ؟
ام أمل وهي تنظر إلى جميلة : هؤلاء الناس الذين ظنوا بأنهم أصبحوا بشراً , ومن حقهم ان يخالطوا من هم أعلى منهم , لكن كل الحق على والدك الذي يصر دائماً على إقحامهم بيننا..
(( كانت جميلة تحاول التماسك , من أجل أمل , فهي لا تستطيع إهانة امها أمامها ))
امل : أماه ماهذا الكلام ؟؟ أخفضي صوتك رجاءاً , لا أريد أن تسمعك جميلة .
أم أمل : ومن جميلة هذه التي تحرصين على مشاعرها ؟؟
((استيقظت جميلة , أو بالأحرى نهضت من سريرها , وخرجت من الغرفة , دون أن تتفوه بكلمة واحدة ))
أمل : أماه مالذي يحصل ؟؟ مالذي أصابك ؟؟!!
أم أمل : اسكتي أنت , يا ابنة أبيك !!
(( ذهبت جميلة إلى المطبخ حيث وجدت أمها تبكي , فأخذتها , بعد أن طلبت منها إخبار والدها , واخيها بأنها تود الرجوع إلى المنزل ))
(( كان والد أمل مذهولاً من قرار والدة محمد , بعد أن حاول مراراً إثنائها عن رغبتها لكنها رفضت , مدعية بأنها تشعر ببعض الآلام , فخضع أخيراً لرغبتها , وعادوا إلى المنزل ))
(( اما محمد الذي علم بالذي حصل مع ام أمل وأمه , قرر وللمرة الأولى التفكير بعقله فيما قالته له أمه , أغلق هاتفه , كي يقطع أي طريقة ممكن أن تضعفه أو تؤثر على تفكيره , أحس بانه يحتاج البقاء بمفرده , وطلب من جميلة إخبار امل بأنه قد انتدب إلى مدينة اخرى ))
(( أمل هي الأخرى كانت لا تعلم , ماذا تفعل , فهي لن تستطيع أن تري بيت أبو محمد وجهها بعد الذي صدر من امها , حاولت كثيراً الوصول إلى محمد لكنها لم تفلح ,))
(( حتى جميلة هي الأخرى لم تعد كما كانت فإحساس الإهانة يجبرها على إقصاء امل من حياتهم ليس من اجلها , بل من اجل اخيها المسكين !! ))
:
:
يتبع الجزء الرابع <<<,,
|