عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 5- 1   #26
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 39
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 136
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

المحاضرة الثانيه
النص النبوي
خطبة النبي الواعظة .

*من بلاغة النبي في وعظ الناس .
يقول النبي الكريم(أيها الناس :إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم فإن العبد بين مخافتين :أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به واجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الممات فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار .)


*معاني الكلمات :

معالم :مفردها معلم وهوالأثر يستدل به على الطريق
المخافتان :المخافة أو الخيفة من الخوف والفزع .
الشبيبة:يعني بها حداثة الشباب وهو خلاف الشيب.
الكبر:تقدم العمر .
مستغتب استعتب واعتب بمعنى واحد وهو سره بعدما ساءه.
ويقال أيضا:استعتب :بمعنى طلب أن يعتب .
*مضمون النص :

جعل هذاالنص النبوي مضمونا إنسانيا عاما يتوزع على جمله من المضامين الجزئية الخاصة يمثلهذا المضمون العام في توجيه الناس وإرشادهم ودفعهم إلى الخير والتحفيز به ولهوتحذيرهم وترهيبهم من الشر وإبعادهم عنه ومن هذه المضامين الجزئية الفرعية ما يأتي :
التذكير بالآخرة والعمل لها ومن اجلها .
مخافتا الإنسان بين الماضي والمستقبل أو بالأحرى بين المعلوم والغيبي
اتعاظ الإنسان بنفسه ودنياه وشبيبته وحياته
الدنيا عمل بلا حساب والآخرة حساب بلا عمل .
أهداف النص:
-السعي إلى إثبات الخير وإدراجه والتحفيز له ومنأجله .وفي المقابل التنفير من الشر بكل أبعادة جملة وتفصيلا.
-أضاء الحياة منقبل النبي للناس جميعا والحث على تخير الطريق المثلي للخير .
-الدفع بالناسجميعا إلى النجاة من ظلمات الدنيا وظلامها .
-الحث على طلب الآخرة والترغيب فيجنانها ونعيمها.
-الإعلام بعمل الدنيا دون حساب والتقرير بحساب الآخرة دونالعمل .
*المعطيات اللغوية والجمالية في النص النبوي

أولا:النداء
يستهل النبي صلى الله علية وسلم خطبته تلك بنداء عام ومفصل خصه بل خاطب به الناس جميعا وهذا بالطبع يتوافق والرسالة النبوية التي تستشرف مناط العالمية دون المحلية أو القبلية والحق أن هذا النداءالمتصدر يحمل إلى جوانب عمومة موفقا دلاليا فاعلا يتمثل في لفظ (إي)الذي يبدو مناديامبنيا على الضم في محل نصب ثم يمتد التمثيل بـ(هاء) كأداة أو حرف تنبيه وينتهي التمثيل الندائي بلفظة (الناس)كبدل مرفوع إن هذا الموقف يشير دلاليا إلى قرب الناس جميعا من النبي الكريم واليه كذلك أو بالأحرى أن هذا النداء في عمومة وتفصيلة فضلاعن تنبيهه وتوجيهه يتناسب تماما وتوجه رسالة الإسلام إلى الناس كافة والبشرية جمعاء .

ثانيا القسم :
ورد القسم في النص النبوي الشريف مرة واحدة وعبر صيغة بعينها هي (فوالذي نفس محمد بيده)وما يمكن أن نشير إليه هنا هوطبيعة هذا القسم أو بالأحرى نوعه حيث ورد كما هو واضح مرة واحدة .ولكن هذه المرة لمتأت عبر لفظة واحدة كلفظ الجلالة (الله)مثلا وإنما جاءت عبر صيغة ممتدة استئنافيه معجلة وتمر بصلة الموصول التي تبدأ بالفاء (فوالذي)ثم يختتم ذلك القسم بمالك ذلك المصير ورافده(بيده)ولله المثل الأعلى (سبحانه وتعالى)

إن هذا القسم المركب -حتى وإن جاء مرة واحدة-يحمل دلالة قويةمعادلة لجملة السوابق واللواحق من تأكيدات وعظية وتقريرات إرشادية كما يبدو في الوقت نفسه مناسبا للسياق المنوط به والذي جاء حاملا لوازم الترهيب من مصيرالإنسان اللاهي العاصي .إذا جاء متخير الدنيا بشهواتها وإثرها على الآخرة بنعيمها وجنانها .
ثالثا:الأمر

ورد الأمر عبر هذا النصالنبوي (الشريف)ثلاث مرات لما عن المرة الأولى والثانية فقد جاءنا بصيغة واحدة مكرورة (فانتهوا)=(من الفاء وفعل الأمر الملحق بواو الجماعة )بدا ذلك الفعل فيالمرة الأولى منوطا بالآثار (المعالم)وغدا في المرة الثانية مرتبطا بالنهاية (الآخرة )فتكرار فعل الأمر مع توحد لفظة يتناسب تناسبا كليا مع الوعظ والإرشاد خاصة إذا جاء على لسان سيدنا محمد عليه السلام وفي سباق التذكير بالأولى والآخرة
أما مجئ الأمر في المرة الثالثة فقد تفارق في صيغته اللفظية ونوعه (فليأخذ)إذ انطوى على لام الأمر (الساكنة )وفعل المضارعة (يأخذ)والفعل هذا مع لام الأمر يتناسبان في ورودهما على هذا النحو مع سياق الإرشاد لأنه منوط بحال ذلك المرشد الذي يتلقى الأوامر أو بالأحرى يستشرف الترهيب والترغيب في آن واحد
رابعا:المحسن البديعي .
أ-الطباق:
ورد الطباق قرابة أربع مرات على النحو الأتي (دنياه ..آخرته..الشبيبة ..الكبر ..الحياة ..الممات..الجنة ..النار..
إن هذه الطبقات الأربعة جاءت في سياق التخيير عبر خطاب النبي للعبد المسلم وإن استهلت هذه الطبقات بجملة الأمر فليأخذ العبد من نفسه لنفسه .أي انه بدأ من النفس إلى النفس ثم من الشبيبة إلى الكبر ومن الحياة إلى الموت أو الممات
وأخيرا من الممات إلى الجنة أو النار أي انه النبي منطق هذا التخيير وجعله متناميا يمر بجملة من المراحل المتنامية من البدء إلى المنتهى أو من الأولى إلى الآخرة .

ب-المقابلة :
جاءت المقابلة مرة واحدة عبر هذا النص النبوي وبصيغة مألوفة .هي (أجل قد مضى ..وأجل قد بقى )إن هذه المقابلة تقتسم عمر الإنسان بين الماضي من جهة والحاضر بل والمستقبل من جهة أخرى .ومن هنا تكررت لفظة (أجل )لكنها أخذت درجة التقابل مع تكرارها لأنها في سياق المضمون المراد أخذت توجهين :أحدهما إلى الماضي والأخر إلى المستقبل .وهذان التوجهان يعنيان المفارقة بلوالتقابل في تصرفات ذلك العبد الملتقى(المنصوح)وفقا لحياته الإنسانية المتطورة المتقلبة من البدء حتى المنتهى .

ج-التكرار:
بدأ التكرار في ثنايا ذلك النص (النبوي)الشريف حاملا التنوع والامتداد نلحظه على النحو الأتي (معالم -معالمكم)و(نهاية ..نهايتكم)و(أجل ..أجل )و(يدري ...يدري)و(نفسه ..لنفسه)و(الممات ..الموت)يبدو من صيغ هذا التكرار أنة جاء هنا بنمطية /اللفظي والمعنوي .وهذا التكرار المجمل المتنوع يعكس بالضرورة النغمات الصوتية للدوال أو الكلمات المكرورة .والتي بدروها تعيد أسلوب الوعظ وطرائقه .وتكرر وسائل النصح ودوافعه بمعنى أن التكرار بلفظة المكرور ونغماته المتراتبة المتماثلة يغدو إلحاحا شديدا على المعنى المراد من هذا (التوجه المرشد) للإنسان في عمومة والإنسان المسلم بوجه خاص .
د-النفي:
جاء النفي عبر هذا النص (النبوي )الشريف أربع مرات مرتين :في سياق النصح بتقدير الأجل (اجل ..لا يدري ما الله صانع به (و)أجل ..لا يدريما الله قاض فيه .كما جاء في المرتين الأخريين في سياق عمر الإنسان و تم اوجه بين الدنيا والآخرة(وما بعد الموت من مستعتب)و(لا بعد الدنيا من دار إلاالجنة أو النار)
إن النفي هنآ نفي إيجابي وفاعل هادف .لأنه في البدء يدعو إلىالترغيب لهذا العبد (المسلم)والترهيب له من جهة أخرى .
أما في المنتهى فهو يعلي من هذا الترغيب .وينفر من هذا الترهيب وذلك حينما نراه يعقب بجملة من المظاهرالمفارقة (الحياة ..الموت)..(الأولى ..والآخرة)..(الجنة..النار)
وإن كانت الأخيرتان التزمتا أسلوب الاستثناء .الحصري ..
الذي جاء ليؤكد دوافع التخيير التي ساقها النبي من قبل تحفيزا لذلك العبد المسلم .
*الخلاصة والاستنتاج:
إن هذا النص يغدو نداء عاما للناس جميعا .يتناسب هذا النداء في عمومة مع عالمية الإسلام المنشودة التي ارتضاها النبي سبيلالحياته .(فبما رحمة من الله لنت لهم)
وقد سطرها هنا بجملة من الوسائل اللغوية المتعددة التي تحمل في طياتها معاني ودلالات ايجابية وفاعلة .تتناسب تماما ومضمون(الوعظ)أو بالأحرى (الترغيب )في الخبر دون الشر ومن ثم الجنة دون النار .تأسيسا علىما جاء به القرآن الكريم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)