5 سورةالكهف
📜 (الدرس الخامس) 📜
ذكرنا فيما سبق ...
أنه لما أعلمهم الفتى بخبرهم قاموا معه إلى الكهف
- ملك البلد وأهلها
وقد أصبح سكانها مسلمون
- حتى انتهى بهم إلى الكهف،
فقال دعوني حتى أتقدمكم في الدخول لأعلم أصحابي فدخل،
🔸فيقال إنهم لا يدرون كيف ذهب فيه، وأخفى اللّه عليهم خبرهم،
🔸ويقال: بل دخلوا عليهم ورأوهم وسلم عليهم الملك واعتنقهم، وكان مسلماً فيما قيل، واسمه يندوسيس، ففرحوا به وآنسوه بالكلام،
ثم دعوا الملك وسلموا عليه وعادوا إلى مضاجعهم، وتوفاهم اللّه عزَّ وجلَّ، فاللّه أعلم.
{ ليعلموا أن وعد اللّه حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم} أي في أمر القيامة،
فمن مثبت لها ومن منكر، فجعل اللّه ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم
{ فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم} أي سدوا عليهم باب كهفهم، وذروهم على حالهم
{ قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا} .
🔸حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين
أحدهما : أنهم المسلمون منهم، و الثاني : أهل الشرك منهم، واللّه أعلم.
وليس هذا القول محموداً لأنه لايجوز بناء المساجد على قبور الصالحين وغيرهم
قال تعالى:
( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )
يقول تعالى مخبراً عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف، فحكى ثلاثة أقوال، ولما ضعف القولين الأولين القائلون بالثلاثة: اليهود،
والقائلون بالخمسة: النصارى، كما ذكره السُّدي بقوله { رجما بالغيب} أي قولاً بلا علم ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله { وثامنهم كلبهم} ،
فدل على صحته وأنه هو الواقع في نفس الأمر،
وقوله: { قل ربي أعلم بعدتهم} إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى اللّه تعالى،
وقوله: { ما يعلمهم إلا قليل} : أي من الناس.
🔸 قال ابن عباس: أنا من القليل الذي استثنى اللّه عزَّ وجلَّ، كانوا سبعة.
🔸وكذا روى ابن جرير عن عطاء أنه كان يقول: عددهم سبعة.
فكانوا ليلهم ونهارهم في عبادة اللّه، يبكون ويستغيثون باللّه.
قال تعالى: { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} أي سهلاً هيناً، فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه فائدة كبير فائدة،
{ ولا تستفت فيهم منهم أحدا} : أي فإنهم لا علم لهم بذلك إلا ما يقولونه من تلقاء أنفسهم رجماً بالغيب،
انتهت قصة أصحاب الكهف الذين فتنوا بالدين
والعصمة من فتنة الدين :
تكون بالصحبة الصالحه وتذكر الآخرة .
كما ورد في قصتهم فقد جمع قلوبهم وجمع صحبتهم الإيمان بالله ..
واعتزلوا قومهم راجين ثواب الآخرة .
غداً إن شاء الله نتحدث عن قصة صاحب الجنتين....