الشعر العربي الحديث
المحاضره (9 )
عنوان المحاضره : الاحساس الحاد بالألم عند الشابي
· الأحساس الحاد بالألم في شعر الشابي .
· أختلاف الشعر من حيث العمق والسطحيه .
· سطحية الأحساس في عصور الضعف .
· شعراء يعيشون حياة فنيه صحيحه قائمة على أحساس الحاد بأنفسهم والمجتمع والكون من حولهم من أمثال أبن الرومي والمتنبي وأبي العلاء .
· ابو القاسم الشابي وحدة الأحساس .
· شاعر تونسي مات وهو لم يبلغ الخامسة والعشرين بعد صراع مرير مع المرض .
· قرأ الشعر القديم والحديث وأستوعبه ولم يتعلم لغة أجنبيه .
· جدد ي شكل القصيدة الحديثه وفي موضوعها .
· كان أحساسه حاد أتجاه عصره وأمته .
· شعره لحن ضخم للعويل والبكاء وندب نفسه وحياته .
· أختلاف ردود الأفعال تجاه المرض .
· كذلك كان شعوره قوياً بالحق والجمال والكمال .
· كان شاعرناً حاداً منفعلاً بالحياة محباً لها .
· عبر عن آلامه شعراً حزيناً باكياً يقول في أغنية الحزن :
حطمت كف الأسى قيتارتي
في يد الأحلام
فقضت حتماً أناشيد الغرام
بين أزهار الخريف الذاويه
وتلاشت في سكون الأكتئاب
كصدى الفريد
· ويقول :
كف عن تلك الأغاني الباسمه
ايها العصفور
فحياتي ألف لحن الأسى
من زمان قد تقصى وعسى
ان يثير الشد وفي صمت الفؤاد
أنة الأوتار
· لم يستطيع الشابي أن يبتعد عن هذا الشعور بخيبة الأمل فالعلة تعصف بقلبه وهو لا يملك إلا حبات من الدمع تتناثر من عينيه .
يقول :
في الياجي
كم أناجي
مسمع القبر بغصات ... نحيبي وشجوني
يقول :
ثم أصغي علني اسمــ ..ع ترديد أنيني
فأرى صوتي فريد
مات حبي
مات قلبي
بعد أن ذاق اللهيب
· وأكبر الظن أن هذا الحب الذي يودعه ويرثه ليسى سوى حبه للحياة فأشباح الموت تطارده , يقول :
أرأيت أم الطفل تبــ ..كي ذلك الطفل الوحيد
لماتناوله بعنـــ ..ف ساعد الموت الشريد
أسمعت نوح العاشق ال .. ولهان مابين القبور
يبكي حبيبته فيا ..لمصارع الموت الجسور
· والليل يفزعه حيث يتجمع عليه الألم ويشتد المرض يقول :
أيها الليل البؤس والهول .... وياهيكل الزمان الرهيب
ياظلام الحياة يالوعة الحزن ... ويامعزف التعيس الغريب
· ويقول :
إنما الناس في الحياة طيور ... قد رماها بواد رهيب
يعصف الهول في جوانبه السود ... ليقضي على صدى العندليب
· والألم الذي يعانيه الشابي هو مصدر شاعريته وإلهامه
· ولم يقف إحساس الشابي الرقيق بالألم عند نفسه بل تعداه إلى أمته التي كانت ترزخ تحت الأستعمار الفرنسي وكان الشعب التونسي معظمه كالنائم لم يستيقظ منه إلا الأقلون من أمثال الشابي الذي راح يهب في وجه الأستعمار , يقول :
ألا أيها الظالم المستبد .. حبيب الفناء عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعيف .. وكذلك مخضوبة دماه
وعشت تدنس سحر الوجود .. وتبذر شوك الأسى في رباه
رويدنك لايخدعنك الربيع .. وصحو الفضاء وضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام .. وقصف الرعود وعصف الرياح
ولا تهزأن بنوح الضعيف .. فمن يبذر الشوك يجنِ الجراح
* وإذا كان الشابي هان يوماً أو ذل أمام مرضه فأنه لم يهن أبداً أمام المستعمر ,يقول :
إذا الشعب ... > ناقص بيتين <
إلى أن يقول :-
إذا ماطحت إلى غاية .. لبست المنى ولعت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال .. يعيش أبد الدهر بين الحفر
أبارك في الناس أهل الطموح .. ومن يستلذ ركوب الخطر
هو الكون حي يحب الحياة .. ويحتقر الميت المبتذر
· وفي بعض الأحيان كانت تشرق على سماء شاعرنا بعض ومضات من ألامل
· وكان في بعض الأوقات يثور لنفسه ويهاجم هؤلاء الذين كانو لايقدرون أدبه وشعره يقول :
سأعيش رغم الداء والأعداء .. كالشر فوق القمة البيضاء
أرنو إلى الشمس المضيئة .. بالسحب والأمطار والأنواء
· ويثور على شعبه جميعاً امل لسكونهم وإستسلامهم للأستعمار او لأنكارهم مكانته , يقول :
أيها الشعب ليتني كنت حطابا .. فأهوى على الجذوع بفأسي
ليت لي قوة العواصف ياشعبي .. فالقي إليك ثورة نفسي
أنت روح غبية تكره النور .. وتقضي الدهور في ليل ملس
هاأنا ذاهب إلى الغاب ياشعبي .. لأقضي الحياة وحدي بيأسي
· وفي الغاب لم يكن شاعرنا سعيداً فقد هاجمه الألم وأطل عليه الظلام وحاصرته الهموم يقول:
ياصميم الحياة أني وحيد .. مدلج تائه فأين شروقك
ياصميم الحياة قد وجم الناي .. وغم الفضاء فأين يروقك
* قد أصبح شاعرنا كورقة ذابلة تتهيأ لسقوط أنه يمهد ويستعد لرقاده الأخير , يقول :
أسكني ياجراح .. وأسكني ياشجون
مات عهد النواح .. وزمان الجنون
وأطل الصباح .. من وراء القرون
· وهو يتغنى فرحاً سعيداً يقول :
الوداع الوداع .. ياجبال الهموم
ياضباب الأسى .. يافجاج الجحيم
وقد جرى زورقي .. في الخضم العظيم
ونشرت القلاع .. فالوداع الوداع
* أنتهـت j *