لم يترك هذا الدين العظيم شيئاً ولا أحداً إلا أعطاه حقه الذى يستحق، فلننظر كيف هي نظرة الإسلام للأبناء، لقد حث الإسلام الأباء على حسن تربية أولادهم تربية سليمة قويمة والمحافظة عليهم من كل ما من شأنه أن يصيبهم بضرر أو يلحق بهم السوء، كما تشير إلى ذلك العديد من الدلالات في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة يقول تعالى في سورة النساء: يوصيكم الله في أولادكم ويحث النبى صلى الله عليه وسلم على إعطاء الإبن أولى حقوقه وهي اختيار الأسم الكريم له الذى يدل على معنى طيب ونهى عن تخير الأسماء التى تدل على معنى قبيح، فلقد غير النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه اسم امرأة كانت تدعى عصية إلى جميلة، ويقول تعالى في سورة التحريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.ولقد فسر أهل العلم هذا الآية بحسن تربية الأباء لأبنائهم وتعليمهم أمور الدين والأخلاق الحميدة من منطلق قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .
ولم يكتفى الإسلام بهذا فحسب بل دعى الأباء إلى المساواة بين الابناء في كل شىء على أساس المعاملة الطيبة والهدايا والميراث وكل شىء حتى لا يكن في صدر الطفل شئ من والده فيكرهه أو تسوء معاملته مع أخواته الأخرين، ويقول تعالى في كتابه الكريم عن هؤلاء الذين يهملون حقوق أبنائهم ويجحدونها سواء كان لجهلهم أو لخشية الفقر:قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
والإسلام كذلك يحترم الكبير ويوقره فيقول النبى صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا وكذلك يأمر بمساعدة الأيتام والعطف عليهم ويأمرنا بأن لا نعاملهم بالقسوة والله عزوجل يأمر ولي أمر اليتيم بعدم الإقتراب من ماله حتى يبلغ الولد أشده.
وهكذا نرى أن الأسلام لم يضع اعتباراً لكافة الفوارق من جنس أوعرق أو لون وعصبية وقبيلة سواء كان الفرد مسلماً أم غير مسلم عربى أم أعجمى كل هذه الأمور ليس لها أهمية في الاسلام بل التقوى والأعمال هي الأساس والجميع سواسية في منحهم كافة الحقوق التى لا يجب أن نتغاضى عنها لأنها وضعت من قبل الله عز وجل
المصدر : برنامج التبادل المعرفي