[ المنح الدراسية ] : طلاب المنح الداخلية سعوديون أيضا!

[انسان أنا]

طلاب المنح الداخلية سعوديون أيضا!

السيد "يوسف" لديه ولدان توأم من زوجة واحدة، لا تكاد تفرقهما عن بعضهما، حركاتهما متماثلة، وتفكيرهما شبه متطابق، يصرح دائما بحبهما الشديد، وأنهما بالنسبة له كأصابع اليد الواحدة، لا فرق بينهما، لكنه وما إن وصل الولدان إلى المرحلة الجامعية حتى أرسل الأول في بعثة دراسية خارج المملكة، وتكفل بدفع المصاريف كاملة، بل ودفع مصروفا شهريا لابنه، وتأمينا صحيا، وتذكرة سفر سنوية، وغير ذلك من مصاريف الكتب والرحلات العلمية ونحوها، بينما سجل ولده الآخر في كلية أهلية محلية، وتكفل فقط بدفع رسوم الدراسة فقط، وامتنع عن دفع مصروف "جيب" شهري لابنه هذا، الذي يكلفه رسوما دراسية أقل، بل منعه من العمل الجزئي أو التسجيل في برنامج "حافز"!
هذه القصة التي لا تصدق من عدم العدل، وسوء الاهتمام هي ما يحدث بالضبط في وزارة التعليم العالي، وبالذات التفرقة الظالمة ما بين طلاب البعثات الخارجية ومواطنيهم من طلاب المنح الداخلية للجامعات والكيات الأهلية.
دعونا في البداية نؤكد على التقدم السريع الذي حصل في مسيرة التعليم العالي بالمملكة، خلال السنوات القليلة الماضية، سواء على مستوى افتتاح الجامعات الجديدة في المدن الكبرى أو المحافظات، وحتى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حتى وصلنا إلى وجود مقاعد شاغرة في الجامعات الحكومية لأول مرة هذا العام، وهذا إنجاز يسجل لرجال وزارة التعليم العالي، وعملهم الدؤوب خلال السنوات الماضية، لكن يبدو أن لكل عمل رائع بضع جوانب من النقص، التي تستوجب إعادة النظر فيها، ومنها الوضع الحالي لطلاب المنح الداخلية، الذين تتكفل الوزارة برسومهم الدراسية فقط، دون توفير مكافأة شهرية مالية، أسوة بإخوانهم من طلاب الكليات الحكومية.
لقد جاء طرح هذه المنح الداخلية تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم 29 وتاريخ 3/ 2/ 1431 والذي نص على: "على أن تتحمل الدولة الرسوم الدراسية لـ(50%) من أعداد من يقبلون سنويا في الجامعات والكليات الأهلية، وذلك لخمس سنوات من تاريخ هذا القرار ومن بعدها إعادة النظر في هذا الترتيب بين وزارة المالية ووزارة التعليم العالي"، هذا القرار ساهم بزيادة نسب قبول السعوديين في المرحلة الجامعية، وتخفيف الضغط على الجامعات الحكومية، ودعم مسيرة التعليم الأهلي الجامعي في بداياته، فضلا عن أن تنظيمات وزارة التعليم العالي قد قصرت برنامج المنح الداخلية على التخصصات العلمية والفنية المناسبة لسوق العمل، ضمن آلية محددة، الأمر الذي يرفع من كفاءة ومستوى مخرجات برنامج المنح الداخلية خلال السنوات القادمة مقارنة بمخرجات التعليم الجامعي الحكومي والابتعاث الخارجي، فضلا عن الأثر الاجتماعي والنفسي على الطالب الذي يدرس بالقرب من أهله، بدلا من سفره إلى الخارج، خصوصا خلال مرحلة البكالوريوس.
من جهة أخرى تشترط الوزارة على طالب المنحة الداخلية استمرار الحصول على معدل تراكمي محدد خلال مراحل دراسته شرطا لاستمرار المنحة، طبعا هذا المعدل المطلوب يقل عن المعدل التراكمي المحدد لاستمرار المكافأة الجامعية لطالب الكليات الحكومية! فضلاَ عن المعدل الأقل الذي يطلب من طالب الجامعة الحكومية شرطا لاستمراره في الدراسة والذي حدد فقط بالمعدل 2 من 5! كما تشترط الوزارة أن لا يقل عدد الساعات المسجلة لطالب المنحة الداخلية عن 12 ساعة لاستمرار المنحة، بينما تشترط الوزارة عدد ساعات أقل لطالب الكلية الحكومية لاستمرار المكافأة الشهرية – وليس استمرار تسجيله في الجامعة - وهي 9 ساعات فقط!
طالب المنحة الداخلية، هو مواطن سعودي، اجتهد في دراسته، وتجاوز شروطا صعبة، حتى يحصل على منحته، لذا يستحق ما يطبق على الطلاب الآخرين، وهي المكافأة الشهرية بنفس القيمة على الأقل وهي 990 لطالب التخصص العلمي، و850 لطالب التخصص الأدبي، بعد خصم نصيب صندوق الطلاب، خصوصا وأن الوزارة تمنع طالب المنحة الداخلية من العمل في القطاعين العام والخاص، وتمنعه من التسجيل في برنامج "حافز"!
السؤال: كيف يستطيع هذا الطالب الشاب الصرف على نفسه، وتوفير احتياجاته الإنسانية قبل الدراسية!! علما أن صرف هذه المكافأة لن يشكل عبئا على الوزارة مقارنة بالرسوم التي تدفعها مقابل تسجيل الطلاب، وتصل في حدها الأقصى إلى 70 ألف ريال لطلاب الطب البشري وطب الأسنان، وغني عن القول الحديث عن الأثر النفسي والاجتماعي الكبير على الطالب، حينما يوفر له مصدر معيشة كريمة خلال حياته الدراسية، الأمر الذي سوف يساعده – بلا شك - على التركيز على دراسته، والاستقرار النفسي والاجتماعي، ومن المثير أن نعلم أن عددا من الطلاب قد فضل القبول في تخصص نظري في جامعة حكومية على تخصص طبي مهم في كلية أهلية؛ فقط بسبب وجود مكافأة شهرية لطالب الجامعة الحكومية!
برنامج المنح الداخلية وفر فرصا كبيرة لتعليم قطاع واسع من الشباب السعودي، في تخصصات طبية وعلمية منتقاه، فهل يفشل البرنامج بسب نقص "بسيط" يعتري أحد أركانه؟ هذا ما لا نتمناه، ولا نعتقد أن وزارة التعليم العالي تتمناه، لكن يبقى الحل بسيطا، وضمن إمكانات الوزارة، وهو مساواة طلاب المنح الداخلية بطلاب الكليات الحكومية وفقط، ولتكن البداية بصرف مكافأة شهرية لهم.

المصدر ...
http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...rticleID=14421

[reem-alanzi]

هل أصدرت قرارات تترتب على هذا المقال ؟

ام تم سفه هذا الموضوع ؟

[M!ss Kemo]

كلام واقعي حقيقة

نتمنى انهم يعرفو هالشي ويعطون الطلاب والطالبات مكافئات

[sσмєσиє]

موضوع بالفعل يستحق النقاش .. بل يستحق بدء التطبيق ..

لا أرى بأن صرف مكافأت شهرية بمبالغ لا تتعدى 1000 ريال لكل طالب شهرياً سوف يسبب ذلك العجز المادي في ميزانية وزارة التعليم العالي .. ونحن جميعاً نعلم بأنها تمتلك نصيب الأسد من ميزانية الدولة ..

أسوة بزملائنا في الخارج و الداخل .. نحن جميعاً في نفس المركب ولا أعتقد بأننا نطالب بشيء يقع في حدود المستحيل ..

[ღ ЈŨšŤ ĠįŔĽ ღ]

.,


مقال يحكي الواقع المرّ

ِ
الابتعاث الخارجي:
تسديد رسوم الدراسة
توفير مكافأة مالية شهرية
وفي مزايا جاهلينها

اما الابتعاث الداخلي:
تسديد رسوم الدراسة واذا نزل المعدل عن 2.75 يدفع نص المبلغ
مكافأة ما فيه وسجلنا بحافز فتره وتم قبول مجموعة من المتقدمين للطلب "حالفهم الحظ" وبعد 3 اشهر من القبول تم ايقاف صرفها بحجة لا تقبل ’’ طالب/ة بكلية الغد "

لا بد من المطالبة بالمساواة بين الابتعاث الخارجي و الداخلي بصرف مكافاة ..