|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج
النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج الدكتور إبراهيم الصياد مقدمة : يضع الإسلام تصورا عاما للحياة ينبثق من العقيدة ويهتدي بهداها . وفي ضوء هذا التصور يقدم منهجا متميزا للاقتصاد الإسلامي والطب الإسلامي وكافة أنشطة الحياة ، فالإسلام عند المسلم عقيدة روحية ومذهبية اجتماعية ومنهاج يسلكه في أمور دينه ودنياه . وسوف نعرض خصائص التصور الإسلامي ثم نوضح انعكاساته على النظرية الطبية في الإسلام . يقوم التصور الإسلامي على المباديء التالية : ـ 1 - توحيد الخالق . 2 - وحدة المخلوقات . 3 - وحدة الأمة . 4 - الاستخلاف في الأرض . أولا - توحيد الخالق توحيد الألوهية معناه رد السلطان إلى الله سبحانه وتعالى سواء في ضمير الفرد أو في واقع الحياة . وبقدر ما تستقر في النفس عقيدة التوحيد بقدر ما يتخلص الإنسان من العبودية لغير الله . وهذا من مقومات الكرامة الإنسانية . والعباد كلهم سواسية أمام الله وليست هناك حاجة إلى وسيط بين العبد وربه . وعلى أساس الإيمان بالله الواحد تلتقي عقول المسلمين وقلوبهم على عبادة الله وتتضافر جهودهم على إقامة شريعته . ثانيا - وحدة المخلوقات الكون كله مخلوق لله تعالى ومن حكمته أنه خلق الكائنات متصلة مترابطة ، فكل كائن وجوده مرهون بوجود غيره بدءا من الذرة وانتهاء بالكائنات الحية الراقية . وقد أودع الله تعالى في الكون المادي قوانين أزلية تحكم حركته وهذه من سنن الله في خلقه . وأمرنا باستخدام العقل والحواس في البحث عنها وفهمها . وبقدر ما يدرك الإنسان نواميس الكون بقدر ما يتمكن من استخدامها في عمارة الأرض . وكلما أدرك تناسق هذه القوانين زاد إيمانه بوحدة المخلوقات وعظمة الخالق الواحد. ثالثا - وحدة الأمة رسالة الحق إلى المخلوقات واحدة منذ عهد آدم . والخلق الذين آمنوا بالله وأحسنوا العمل يكونون على دين واحد يمتد عبر الرسالات السماوية . يقول تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيها ) " الشورى 13" . فوحدة الأمة نتيجة حتمية لطبيعة الإسلام الذي قام على توحيد الخالق ووحدة الكون والدين . وتتجلي وحدة الأمة في وحدة المنهج الذي هو شريعة الله المنزلة ووحدة القيم والمعايير التي لا تحتمل النسبية ولا تخضع للأهواء . فالعدل مثلا ينبع من عقيدة التوحيد لأن الكل سواء في العبودية لله تعالى فتنطبق عليهم نفس القيم والقوانين . وينبع من وحدة الأمة شعور الانتهاء والالتزام بقوانين المجتمع بوازع من الضمير لا خوفا من القانون .وهذا الانتماء قد يصل إلى حد التطوع للتضحية بالنفس في الجهاد أو بتجنب الهجرة من موطن الوباء حفاظا على سلامة باقي أجزءا الوطن من أن ينتشر فيها الوباء بين المسلمين . رابعا- الاستخلاف في الأرض قال تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) (البقرة 30) . أناب الله الإنسان في الأرض للتصرف فيها وعمارتها. والاستخلاف ينبع من مبدأ وحدانية الخالق فهو المالك الواهب الذي منح الإنسان أمانة الخلافة في الأرض . ورزقه من العقل والإرادة ما يمكنه من عمارتها واستغلال خيراتها . وللخلافة ضوابط ، فالمالك الحقيقي هو الله تعالى والإنسان موكل في التصرف حسب ما أ مره الله به وبما شرعه له وليس كما يريد الإنسان لنفسه. ولكي يحقق الإنسان وظيفته كخليفة في الأرض لابد أن يستوفي ثلاثة عناصر هي :- ا- إعمار الأرض وإقامة الحضارة. 2- حماية هذه الحضارة من الإفساد. 3- إصلاح ما قد يطرأ عليها من فساد. ا- إعمار الأرض وإقامة الحضارة: الحكمة من خلق الإنسان وعلة وجوده هي ابتلاؤه باستخلافه في الأرض لعمارتها وحمايتها وإصلاحها. يقول تعالى : (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) (هود 61). (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) (الملك- 2). فإذا قام الإنسان بمهمة الخلافة متبعا شرعة الله فذلك لب العبادة. وكل طاقات الإنسان وقدراته يجب أن يسخرها لأداء هذه المهمة . روى الترمذي عن أبي برزة نضلة بن عبيد الله الأسلمي عن النبي:r قال . " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع. عمل عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه ". فالجسد والمال والعلم والوقت هي وسائل الإنسان لعمارة الأرض، وسوف يحاسب يوم القيامة على ما قدمه في حدود طاقته . وعمارة الأرض مهمة ربانية يؤديها الإنسان ولا يشترط أن يكون هو المستفيد منها . روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي r قال : " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهمية إلا كان له بها صدقة " . والمحصلة النهائية للنشاط الفردي المتعاون على الخير هي إقامة مجتمع متقدم متحضر . وغياب التحضر والعمران يعني أن المجتمع لا يقوم بواجب الخلافة . 2- حماية الحضارة من الإفساد: الكون في عقيدة المسلم جزء من خلق الله ، وكل شيء فيه يسبح بحمد الله، يقول تعالى :- ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) (الإسراء44 ). لذلك فموقف المسلم من الكون موقف ألفة ومحبة، وإذا كان غير المسلم يسعى للمحافظة على البيئة من أجل رفع مستوى الحياة المادية ، فإن نظرة المسلم للبيئة أسمى من ذلك ، فهي توجيه رباني بالحماية من الإفساد طبقا لمستلزمات الخلافة في الأرض بصرف النظر عما تجلبه له هذه الحماية من مصلحة. والمسلم يحب الكون شكرا لنعم الله تعالى عليه، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن قطع شجرة في الغزو إلا لطعام. والقرآن الكريم ينهي عن أي عمل يؤدي إلى الفساد في الأرض . يقول تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) (الأعراف : 56 ) . اللهم ارحم الشاحن (سعدالحارثي وزوجته وأولاده) برحمتك يا ارحم الراحمين التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالله13 ; 2012- 3- 6 الساعة 12:42 PM |
2012- 3- 6 | #2 |
متميزة في ملتقى الصور وعالم التصوير
|
رد: النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج
الله يعطيك العافيه اخوي ماقصرت
رحمه الله رحمه واسعه |
2012- 3- 6 | #3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج
سبحآنه
يعطيك العافيهـ والله يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته ؛ ويجبر كسر اهلهم |
2012- 3- 6 | #4 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج
بارك الله فيك اخي ابو عبدالله
|
2012- 3- 6 | #5 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هلا فيك اخي الكريم وجزاك الله كل خير على مانقلته من فائده طيبه وعلى ما ذكرته في اخرها رحم الله المتوفي وذويه والمسلمين يارب ولك الشكر والدعاء |
2012- 3- 7 | #6 |
صديق ملتقى المواضيع العامة
|
رد: النظرية الطبية الإسلامية في الوقاية والعلاج
شاكر لكم جميعا المرور
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الإسلامية, النظرية, الوقاية, الطبية, والعلاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إليكم ملزمة فقه السيرة و فيها التفاصيل التي يذكرها الدكتور في المحاضرة !! | أحمد باسمح | المستوى الأول - كلية الأداب | 68 | 2011- 1- 7 03:44 PM |