لـص في بيتنا!!

[حفـيد وايـل]

كـان هذا اللص مقرب لنا ..
من منا لا ينسى إين وضع مفتاح سيارته ، أو شاحن جواله أو حتى جواله!!
كان اللص شديد الذكاء ولديه مرونه خيالية ،
فهو يراقبنا بخفه ، وما إن يرى إحدى جوالات أصحاب المنزل منسيه على الطاوله او فوق التلفاز
يأتي بخلسة ويسرقها ، ثم يبـدا بالبحث معنا عنها !!
إنه يسرق الضحية ويقتله ويمشي في جنازته ويلقي تراتيل الآيات الجميلة ويذرف الدموع السخان عليه !
كان يسرق الجوالات ، ثم يستمع للمسروق وشكايته
فيقول المغلوب على أمره (أريد جوالي
جوالي جديد !
ايفون!
ثم يأتي له اللص بعد عشرة أيام
فيقول ذلك الشخص
"أقلها أريد شريحتي إين هي .. هي مايهمني ففيها
ارقام زملاء العمل ، والاصدقاء ، والرسائل ، وارقام المراجعات الحكوميه و و !
والجوال يأتي بدلاً عنه ألف جوال !!

ثم يأتي لصنا الشريف ، بعد شهرين
ليجد ذلك المسكين قد تغير
ويقول
(الله يعوضني ، جبت شريحة جديدة وجوال جديد )
وجلبت أرقام الزملاء من جديد
وأخبرتهم أن الرقم القديم ، انتهى واحترق ، خلاص !! الله يسامح من فعلها وسرق أشياءي

بعد ثلاثين يوماً يأتي لصنا الشريف
ويضع الجوال والشريحة أمام صاحبنا المكلوم
فيبادره صاحبنا المكلوم فيقول
لا أحتاجه . . طابت نفسي هات الشريحه بكسرها والجوال يمكن أعطيه أخوي الصغير !

كان صاحبنا اللص ، يعمل في مجال الادمان السلوكي
ويقيس معدل رغبة الانسان في شيء بذاته
إلا أنه استنتج في بحثه الذي نشره
أن الانسان كلما مر عليه وقت أطول تدنى رغبته في الشيء المفقود

من منا يا أعزاء من يفقد شيء ، ثم بعد مده من زمن يتنازل عنه
ويقول أقلها شريحة !
أقلها وظيفه تسد رمق العيش
أقلها زوجه تفي بالغرض
أقلها صديق مخلص
أقلها سياره توصلني وتجيبني

أخي الكريم هل تعلم أن رغباتك الآن هي 100%
ربما تنازلت عن 5% لكن صدقني
لو عشت على 1% ستحصل على راحة البال المنشودة ألا وهي (القناعة )

كنا نطمح للابتعاث ، فخذلونا
ثم تنازلنا عن عشرات النسب
ثم شحذنا الطموح بالهمم لإكمال الماجستير
فخذلونا وتنازلنا عن خمسين بالمئة
ثـم وجدنا أنفسنا محاصرين بالظروف
وظللنا على واحد بالمئة وهي وظيفة !!

إنها معركة شد وجذب
معركة ثور يطاردك واعتزازك بنفسك وثقتك العاليين وهمتك تجعلانك تقف امام الثور كي يهاجمك
وما إن تهاجمك الظروف الثورية ، تهرب وتتنازل عن احلامك!!

إن الأمل له فائدة واحدة مرجوه ألا وهي (الصبر على أمل ) !
والرغبة فائدتها وقود ذاتي يبقيك على ارض المعركة لوقت أطول . .

إلا أن يقذفك الثور إلى قبرك !
أو يقفزك القدر إلى ظهره لتمتطيه وتقوده !!


فما أجمل هذا اللص الذي يعلمنا ، مجريات الحياة . . .

أيها اللص الشريف
من رأك مرةً تسرق!
بل ما أخذت إلا لتعطي

[✶ جُمان ✶]

حقيقة وليس محض خيال مانصر عليه في داخلنا سنصل إليه وإن حدث ولم نصل إليه قد نحصل على أفضل منه وهذا يتجلى في جميع أمور حياتنا ...
وهذا الوصول ليس سهلاً بل يحتاج صبر وجلد .. فالدنيا لو كانت سهلة ميسرة لما كان الصبر
أحد أبواب الجنة ...

وأخيراً ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل ...
موضوع جميل .... سلمت أخي حفيد وائل ...

[(فـ@ـد)]

الله عليك يا نائل
صدقت وربي ، مقال ارجو ان اجد الفرصة للعودة اليه فهذه الايام ايام سفر وانشغالات والا لوددت ان اسرح بخيالي وأستمتع بتأمل المقال اكثر

بوركت ...