الحيوانات أيضا تعشق الديمقراطية
تفضل الحيوانات التي تعيش في قطعان الحياة الديمقراطية وتكره الديكتاتورية هي الأخرى.
ورغم ما يلاحظ في مجتمعها من أن هناك قائداً قويا يتخذ القرارات وتقتدي به بقية القطيع، إلا أن العلماء يعتقدون أن الحيوانات تعيش حياة أقرب إلى حياتنا الديمقراطية التي تصنع فيها الأغلبية القرار المتفق عليه. مثل: أين تقف، وأين ترعى، ومتى تنهض، ومتى تتحرك..
وفي تجربة قام بها كل من الدكتورة لاريسا كونرادت والبروفسيور تيم روبير من جامعة سيوسيكس حول الكيفية التي تصنع بها الحيوانات القرارات الجماعية، وجدا أن المجموعات الكبيرة منها تفضل الحياة الديمقراطية على العيش في مجموعة استبدادية تحت حكم فرد واحد من غير منافس حتى لو كان أكثر أفراد المجموعة خبرة.
وأظهر النموذج الذي صممه الباحثان، أن للقرارات الجماعية
أثراً مباشراً على أفراد القطيع. أما المجموعة الاستبدادية فإن قرار القائد فيها هو المؤثر، حيث تتحرك بقية أفرادها متى تحرك من مكان الرعي حتى لو كانت لا تزال جائعة، بينما لا يتوقف أعضاء المجموعة الديمقراطية عن المضغ حتى تأخذ الأغلبية كفايتها من الكلأ. فقد اكتشف الباحثان أن قطيع الغزلان الحمراء مثلاً يتحرك عندما يتوقف 62% من أعضائه عن الرعي. واكتشفا كذلك أن اشارات التصويت المتبعة لدى الحيوانات تشمل لغة الجسم أو النداءات، وأنه بإمكان مجموعة صغيرة أن تؤثر في بقية القطيع.
المصدر: مجلة الكوثر الكويتية، العدد (50) - السنة الخامسة، ديسمبر 2003م.