أسباب ارتفاع معدل إصابة الصغار بمرض السكري من النوع الثاني؟ - ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

علي المطر · #1 2008- 11- 27

أسباب ارتفاع معدل إصابة الصغار بمرض السكري من النوع الثاني؟

د. رياض سليماني
تشير التقارير الواردة من منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية لمرض السكري على أن هناك ازدياداً في معدلات الإصابة بمرض السكري عند الصغار والمراهقين علماً بأن هذا النوع من مرض السكري كان يعتقد بأنه يصيب البالغين وكبار السن فقط إلا أنه لوحظ في السنوات العشر الأخيرة زيادة في معدل الإصابة بمرض السكري عند الشباب والمراهقين وهؤلاء المرضى يكونون غالباً مصابين بزيادة في الوزن أو السمنة ولديهم تاريخ عائلي قوي بالإصابة بمرض السكري وقد يكونون معرضين أيضاً للمشاكل الطبية الأخرى والتي تصاحب مرض السمنة كارتفاع ضغط الدم أو كولسترول الدم علماً بعض بأن هؤلاء المرضى قد لاتوجد لديهم الأعراض الشهيرة لهذا المرض مثل كثرة العطش والتبول المتكرر، فماهي الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة:
1- السمنة وزيادة الوزن: يعتبر هذا السبب من أهم أسباب حدوث مرض السكري من النوع الثاني إذ تسبب السمنة ظاهرة مايعرف بمقاومة الأنسولين وقد يوجد لدى المريض بعض العلامات الإكلينيكية والتي قد تفيد في تشخيص هذه الظاهرة بالإضافة إلى التحاليل المخبرية الكيميائية

2- نمط الحياة اليومي: لقد تعود الصغار والمراهقون والشباب على نمط معين في معظم أنحاء العالم ويتميز هذا النمط بالإكثار من تناول الوجبات الغذائية السريعة والتي تتميز بمعدلات مرتفعة من السعرات الحرارية والكولسترول وقد صاحب هذا النمط الغذائي تدني معدل النشاط والحركة وقد أدى تضافر هذين العاملين إلى زيادة مضطردة في معدل الإصابة بداء السمنة عند هذه الفئة من المجتمع وكما ذكر سابقا فإن لهذا العامل أهمية كبيرة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

3- الأسباب الوراثية: لاشك بأن مرض السكري من النوع الثاني الذي يصيب الصغار والمراهقين تكون لديه جذور وراثية وعائلية وقد لوحظ هذا واضحاً في الدراسات التي أجريت في بعض المجتمعات الغربية ومن أهمها ارتفاع معدل الإصابة لدى الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية المعروفون ب(هنود البيما)

4- العوامل المتعلقة بالحمل: تشير الدراسات إلى أن التغيرات التي تحدث للجنين قد يكون لها دور في الإصابة بمرض السكري ومنها نقص الوارد الغذائي للجنين أو زيادته.

5- سن البلوغ: لوحظ تزايد معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عند صغار السن في فترة المراهقة ويرجح الخبراء أن تكون لعوامل التغيرات الهرمونية والتي تصاحب فترة البلوغ دور هام في ازدياد معدل الإصابة للمرضى المعرضين للإصابة في هذا العمر.

@ ماهو دور الأفراد والمجتمع للتقليل من معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الصغار؟

1- محاربة ظاهرة زيادة الوزن والسمنة: لابد من استحداث برامج توعوية وتثقيفية للناشئين عن مرض السكري والتركيز على أهم عاملين للإصابة بالمرض وهما السمنة الناتجة عن الإكثار من الوجبات السريعة وقلة النشاط والحركة على أن تقدم هذه البرامج التوعوية بطرق علمية جيدة وبأسلوب مشوق وواضح آخذين في الاعتبار عمر هذه الفئة من المجتمع ولا بأس من تعميم هذه البرامج بالمدارس والجامعات بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة.

2- الكشف المبكر للمرض والمشاكل الصحية التي قد تصاحبه خاصة عند أفراد العائلة الذين لديهم تاريخ عائلي قوي للإصابة بمرض السكري خاصة المصابين بالسمنة أو ببعض المشاكل الصحية والتي تصاحب ظاهرة مقاومة الأنسولين مثل ارتفاع ضغط الدم واضطراب الدهنيات في الدم.

3- مساندة جمعيات السكر العلمية والخيرية للقيام بمهامها التوعوية والتثقيفية.

4- محاربة العادات السيئة والتي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية المصاحبة لداء السكري ومن أهمها مشكلة التدخين لدى المراهقين والشباب.

5- القيام بمعالجة الحالات الجديدة للمرض عن طريق توفير نظام غذائي وسلوكي مناسب للمريض وإشراك العائلة في الاهتمام بحالة المريض وتوفير الجو العائلي والنفسي لصحة المريض ومتابعة حالة المريض ومدى حاجته للأدوية المناسبة للعلاج حسب حالة المريض والتي يقررها الطبيب المعالج.

6- توفير عيادات سكر خاصة لهذه الفئة العمرية من المرض نظرا لحساسية هذه الفترة من البلوغ والمراهقة واحتياجاتها الخاصة العلاجية والنفسية وذلك ضمن مراكز السكر المتخصصة.
@ أستاذ واستشاري أمراض الغدد الصماء

http://www.alriyadh.com/2008/11/21/article389585.html

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)