أقول للذي قبله الفايز : قد مكثت على ذاك الكرسي تلاثة عقود , ولم تكن ذاك الرجل المنصف , بل كنت ذاك الرجل الظالم .. فانتظر يا أيه الوزير السابق , فهناك حساب وعقاب , هناك رب لا ينسى إذ نسيت , هناك رب لا يظلم يوم ظلمت , هناك رب ينصف يوم بخست , هناك ربي لا إله إلا هو , هناك ربي يسمع ويرى , هناك ربي ناصر المظلوم , هناك ربي الحكيم .
..
أما الجديد
فأقول له : انتهى الأمل , وغربة الشمس , وقتل الحلم , واجهضت الأفكار , ودفن العقل , ودمر الشباب , وأهلك الكثير ..
وأخاف أن أقول غداً مثل ما قال أحد الشعراء :
ملكته بعدا جاوزت الثمانين ... ما كنت أرجوه إذ كنت ابن عشرينا
تمر بنا بنات الترك رهيفة ... مثل الظباء على كثبان يبرينا
قالوا : أنينك طول الليل يسهرنا ... فمالذي تشتكي ؟ قلت : الثمانينا
..