لا داعي للشعور بالذنب عند تصفحك لشبكة الانترنت خلال دوامك في العمل،
فقد تبين أن ذلك قد يساعد في تحسين الأداء.فقد كشفت دراسة حديثة أن تصفح شبكة الانترنت
يمكنه في الحقيقة إعادة النشاط إلى همم العاملين المنهكين، وتحفيز قدرتهم الإنتاجية،
مقارنة بأنشطة أخرى مثل إجراء المكالمات الهاتفية الشخصية، أو إرسال الرسائل النصية،
أو البريد الالكتروني، ناهيك عن العمل بصورة مستمرة دون راحة على الإطلاق.


وكانت الدراسة التي حملت عنوان " تأثير تصفح الانترنت في العمل على الالتزام النفسي"،
التي أعدها دون كيو تشين، وفيفيان كي جي ليم من الجامعة الوطنية في سنغافورة،
قدمت في سان أنطونيو في تكساس، خلال الاجتماع السنوي لأكاديمية الإدارة،
وهو اتحاد لجهابذة الإدارة.
وقد أجرى الباحثان دراستين. أخضع في الأولى 96 طالبا من المرحلة الجامعية الأولى في الإدارة،
إلى واحدة من ثلاث مجموعات. مجموعة تحكم، ومجموعة " فترة راحة" ومجموعة " تصفح
للانترنت". وقضى جميع الخاضعين للدراسة 20 دقيقة في إبراز أكبر عدد من حرف e يجدونه في نص
بسيط. وكلفت مجموعة التحكم في العشر دقائق المتبقية بمهمة أخرى بسيطة.
في حين سمح لمجموعة فترة الراحة بعمل ما يشاؤون، باستثناء تصفح شبكة الانترنت.
أما المجموعة الثالثة فسمح لها بتصفح شبكة الانترنت.




وما لبث أن كلف أعضاء المجموعات الثلاث بقضاء عشر دقائق أخرى في إظهار مزيد من الأحرف.
وقد تبين للباحثين أن متصفحي الانترنت كانوا أكثر إنتاجية وفعالية بكثير في أعمالهم، من أفراد
المجموعتين الأخريين. وأظهروا مستويات أقل من الإجهاد العقلي، والملل، ومستويات أعلى من
الالتزام.


وقال المؤلفان إن تصفح شبكة الانترنت يمكنه أن يكون عامل استرجاع مهما. وفي المقابل،
كان التراسل الشخصي عن طرق البريد الالكتروني الأكثر إلهاء بالنسبة للعاملين.
فيما وجدت الدراسة الثانية التي شملت 191 طالبا، نتائج مماثلة.

وقالت د. ليم في رسالة الكترونية، لماذا يكون تصفح شبكة الانترنت أكثر استرجاعا، مثلا، من
مراسلة صديق عبر البريد الالكتروني؟ الناس عند تصفحهم شبكة الانترنت، " يختارون عادة زيارة
مواقع يحبونها، وهو أشبه ما يكون بالذهاب لشرب فنجان قهوة، أو تناول وجبة خفيفة. وأن مثل تلك
الاستراحات ممتعة، وهي كفيلة بإعادة النشاط إلى متصفح الانترنت.




ونظرا لأن التصفح يساعد في رفع السوية الإنتاجية، فقد حذر الباحثان أصحاب العمل من المبالغة
في تقييد حرية دخول العاملين إلى شبكة الانترنت. وأوصى المديرين بالسماح بفترة زمنية من
التصفح الشخصي المحدود للانترنت، حيث إن له تأثيرا صحيا على إنتاج العاملين، مع تقييد حرية
الاطلاع على البريد الالكتروني.

وكانت دراسة سابقة أعدتها جامعة ملبورن الأسترالية أشارت إلى 70% من موظفي المكاتب،
يستخدمون شبكة الانترنت لأغراض شخصية. وكانت النتيجة أن تسعة من بينهم، كانوا أكثر إنتاجية
من الموظفين الذي لم يستخدموا الانترنت للتسلية.

وقال برينت كوكر من قسم الإدارة والتسويق في الجامعة، أن تصفح شبكة الانترنت بهدف التسلية،
من شأنه شحذ تركيز العاملين. مضيفا أن الناس بحاجة للترويح عن أنفسهم قليلا لاستعادة
تركيزهم.
وقد حدد كوكر معنى تصفح شبكة الانترنت بهدف التسلية بأنه دخول الشبكة للحصول على
معلومات ودراسة منتجات، والاطلاع على المواقع الإخبارية، وممارسة الألعاب الالكترونية، ومتابعة
آخر مستجدات أنشطة الأصدقاء في مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة أشرطة الفيديو في يو
تيوب.
ومضى قائلا إن الاستراحات القصيرة دونما توقف، مثل التصفح السريع للانترنت، يؤدي إلى صفاء
الذهن، ويقود إلى درجة عالية من التركيز الذهني بقية يوم العمل، وتكون المحصلة زيادة في
إنتاجية العمل.
ويقول إن الشركات تنفق ملايين الدولارات على برامج لمنع موظفيها من مشاهدة أشرطة الفيديو،
واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، أو التسوق عبر الانترنت، تحت ذريعة أنها تكلف ملايين من
الدولارات في عمليات إنتاج ضائعة.
وأضاف كوك أن الدراسة تعكس أشخاصا تصفحوا شبكة الانترنت بنحو 20% أو أقل من فترات دوامهم.
مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يتصرفون وفقا ميولهم الإدمانية للانترنت، هم اقل إنتاجية ممن
ليست لديهم تلك الميول الإدمانية. وكانت الدراسة التي أجريت على 300 موظف،
أظهرت أن 70% من الأشخاص الذين يستخدمون الانترنت في العمل،
يتصفحون الشبكة بهدف التسلية.


المصدر : البيان الاماراتية