ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > ساحة طلاب وطالبات الإنتظام > ملتقى طلاب الانتظام جامعة الإمام عبدالرحمن (الدمام) > ملتقى كليات العلوم والأداب - جامعة الإمام عبدالرحمن > منتدى كلية الآداب بالدمام
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2012- 5- 1
الصورة الرمزية بتركك للوقت
بتركك للوقت
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الادب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: جغرافيا
المستوى: المستوى الخامس
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 1387
المشاركـات: 0
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91581
تاريخ التسجيل: Sat Oct 2011
المشاركات: 114
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 87
مؤشر المستوى: 55
بتركك للوقت will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
بتركك للوقت غير متواجد حالياً
محاضرات مادة التذوق الادبي( د.منال )


المحاضرة السابعه والثامنة:


مقرر التذوق الأدبي
من الشعر العربي الحديث
موازنة بين سينية البحتري ومعارضة أحمد شوقي لها


مفهوم المعارضة
المعارضة هى فن شعرى يحاكى فيه الشاعر شاعرا آخر فى إحدى قصائده ويلتزم وزنه وقافيته ويتتبع معانيه.وقد عارض شوقي قصيدة البحتري التي مطلعها :
صنت نفسي عما يدنس نفسي

-وشوقي في معارضته يثبت أن المتذوق للعمل الأدبي بطول صحبته لأعمال الأدباء الكبار ينتقل من التقدير إلى الاستمتاع حتى يصل إلى المحاكاة حينما تتوفر دواعي الإلهام والموهبة
سينية البُحتري :

البحتري يصف إيوان كسرى
التعريف بالشاعر :
هو أبو عبادة ، الوليد بن عبيد ، والبحتري لقب عرف به الشاعر نسبة إلى أحد أجداده " بحتر " ، ولد بمنبج قرب حلب بسوريا عام 204هـ ، اتصل بأبي تمام فتأثر به وأكتسب منه فصاحة اللسان وجمال الأسلوب ، ذهب إلى بغداد واتصل بالخلفاء والوزراء ومدحهم وخاصة الخليفة المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان ، وتوفي عام 284هـ ، برع البحتري في الوصف والغزل ..



مناسبة النص :
زار البحتري إيوان كسرى ، وهو قصر الأكاسرة بالمدائن جنوب بغداد إثر مقتل الخليفة المتوكل ، فأعجب به أشد الإعجاب ، واستلهم من بنائه الضخم ، ومن الرسوم الرائعة على جدرانه سينيته هذه والتي اشتكى فيها من ضيقه وهمومه وتصبر بآثار كسرى والفرس


النص :


1-- صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ
2-وتماسَكتُ حينَ زَعزَعني الدَّهـ ـرُ التماساً منه لتَعْسِي ونَكْسي
3-حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمومُ فوجَّـ ـهتُ إلى أبيضِ المدائنِ عَنْسي
4- ذَكَّرتْنيِهُمُ الخُطوبُ التّوالي ولقد تُذْكِرُ الخطوبُ وتُنْسي
5- لو تراهُ عَلِمْتَ أنّ اللّيالي جَعَلَتْ فيهِ مأتماً بعدَ عُرْسِ
6-فإذا ما رأيتَ صورةَ أنطاكِيّـ ـةَ ارتَعْتَ بينَ رومٍ وفُرْسِ
7- والمنايا مواثِلٌوأنوشِرْ وانَ يُزجي الصّفوفَ تحت الدِّرَفْسِ
8-وعراكُ الرِّجالِ بينَ يَدَيْهِ فـي خُفوتٍ مِنْهُم وإغماضِ جَرسِ
9- تَصِفُ العينُ أَنَّهم جِدُّ أحياءِ لَهُم بَيْنَهُمُ إشارةُ خُرْسِ
10-يَغْتلي فيهمُ ارتيابيَ حتّى تَتَقَرَّاهُمُ يَدايَ بِلَمْسِ

المفردات :


¢- صنت : حفظت ، يدنس : يوسخ ، جدا ( جدو ) : العطاء ، جبس : اللئيم الجبان..


¢2- زعزعني : حركني بشدة ، نكسي : إذلالي

¢3- (رحلي : (الرَّحْلُ : كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع وغيره ، الهموم : الأحزان ، أبيض المدائن : المراد عاصمة الفرس وهي تتألف من مدائن عدة ، عنسي : ناقتي ..
¢
4-الخطوب : مفردها الخَطْبُ وهو الحال والشأن والأمر الشديد ،

¢التوالي: المتتابعة


¢5- مأتماً ( أَتَمَ ) : الجماعة من الناس في حزن ..جمع مَآتِم ، عرس : الزفاف والتزويج ..جمع أعراس ..
¢
6-أنطاكية : أنطاكية مدينة عريقة وكبيرة تقع في جنوب تركيا وتبعد عن الحدود السورية بنحو 30 كيلومترا ، ارتعت :فزعت

¢
7- المنايا: مفردها المنيّة وهي الموت ، مواثِلٌ :ماثلة وشاخصة وقائمة ، أنو شِروان : من أشهر ملوك الفرس ، يزجي :يرسل ويوجه ، الدّرفس : العلم أو الراية ..

¢
8-عراك : قتال ، خفوت : هدوء وسكون ، إغماض : خفاء ، جرس : الخفي من الصوت ..

¢
9-- جِدّ : لم يهزل ، خرس : مفردها أخرس وهو من انعقد لسانه عن الكلام

¢ ..
10- يغتلي ( غلو ) : يتعاظم ، ارتيابي ريب: الشك ، تتقرّاهم: تتّبعه لتتحقق منه ..


شرح الأبيات و الأفكار الرئيسة في القصيدة :

- في البيتين 1-2 الفخر بالنفس


¢1- يفتخر الشاعر بنفسه حيث أنه حفظ نفسه من كل ما يسيء إليه ويلوث سمعته ، فقد ترفع عن طلب العطاء من الجبان اللئيم ..
2- وقد أراد الدهر أن يذله ويقهره لكننه تماسك أمام عوادي الدهر وقابلها بخلق قوي وعزم راسخ ..


- في البيتين 3-4 سبب رحيل الشاعر للمدائن


¢3-يبين الشاعر سبب رحيله حيث كثرت الهموم عليه وكثرت أحزانه لمقتل الخليفة المتوكل ووزيره مما جعله في ضيق من العيش ؛ فدفعه ذلك إلى توجيه ناقته للمدينة البيضاء ليسرِّي عن نفسه بعض ما فيها من الأحزان ..


¢4- وإن أحداث الدهر والمعاناة التي يعانيها الشاعر في معيشته ومقتل المتوكل ووزيره دفعته لتذكر مصير هؤلاء القوم ، فلا عجب فإن المصائب منها ما يذكرك ومنها ما ينسيك


الأبيات من 5-10 وصف لإيوان كسرى :


¢5- يصف الشاعر إيوان كسرى الذي من يراه يوقن بأن الأيام والليالي قد جعلت الحزن سمة له بعد أن كانت لا تفارقه الأفراح.
¢
6- وقد امتلأ القصر باللوحات الجدارية الجميلة التي تصور حروب ومعارك الفرس مع الروم وقد شد انتباه الشاعر مشهدا على جدار القصر يمثل معركة دائرة بين الروم والفرس ويصفها وصفا دقيقا.

¢
7-وقد شُخِص فيها الموت وعنف اللقاء ، ويظهر فيها أنوشروان وهو يوجه جنوده ويدفعهم تحت رايته .

¢
8- وتدور رحى المعركة بين المقاتلين في سكون وهدوء وصوت خفي ، يكاد الشاعر يسمع صوت جرسا خافتا مبهما لا وضوح فيه من شدة إتقان الصورة.


9- فالعين بكل ما تراه من حركة تكاد تقر أنهم أحياء ولكنهم يستعملون بينهم لغة الإشارة.



10- تعاظم شكي في هذه اللوحة حتى ظننت أنهم أحياء بالفعل ، م9ما دفعني إلى لمسهم بيدي حتى أتأكد من كونها صورة لا حقيقة.

شوقي يعارض سينية البحتري

التعريف بالشاعر :



شاعر مصري عربي ، جركسي الأصل ، تعلم تعليمه الثانوي بالقاهرة ودرس الحقوق في فرنسا أعجب بالشعر الأموي والعباسي وتمثل أشعار البحتري وعارض الكثير من القصائد على نهج الإحيائيين ..
نفي لإسبانيا ( برشلونة ) وعاد لمصر وقد اتسعت جوانب ثقافته ما بين العربية والتركية والفرنسية ، وفي عام 1927 بويع أميرا لشعراء العرب.
وقد نظم شوقي في معظم الأغراض الشعرية القديمة كما برع في الشعر الوطني والديني والاجتماعي

¢جو القصيدة :



نفي أحمد شوقي إلى الأندلس ومر بقصر الحمراء فهاجت الذكرى في نفسه فكتب هذه القصيدة
وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها مستوحيا قصيدته هذه من سينية البحتري

1- اختلاف النهار والليل ينسي اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
2- وسلا مصر هل سلا القلب عنها أو أسا جرحها الزمان المؤسي
3- أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
4- وعظَ البحتريَ إيوانُ كسرى وشَفَّتْنِي القصورُ من عبدِ شمسِ
5- لم يَرُعني سوى ثَرى قُرْطبي لمَسَتْ فيه عبرةَ الدَّهرِ خمسي

6- وإذا الدار ما بها من أنيسٍ وإذا القوم ما لهم من مُحِّس
7- مشت الحادثاتُ في غرف الحمـ ـراء مشي النّعي في دار عُرسِ
8- مرمرٌ قامت الأسودُ عليه كلَّةُ الظُّفر ليّنات المجسّ

9- خرج القوم في كتائبَ صُمٍّ عن حفاظ كموكب الدّفن خرس
10- ركبوا بالبحار نعشاً وكانت تحت إبائهم هي العرش أمسِ
11- وإذا ما فاتك التفاتٌ إلى الماضي فقد غاب عنك وجه التأسّي

المفردات :


¢1-اختلاف : تعاقب وتتابع ، اذكرا : يخاطب الشاعر صاحبيه على عادة القدامى ، الصِّبا : عهد الحداثة وصغر السن ، أنسي : سعادتي وفرحتي.


¢2- سلا : اسألا، والخطاب لصاحبيه ، سلا : نسى ، أسا : عالج وداوى ، المؤسي : المعالج ، وهي اسم فاعل فعله أسا.


3- الدوح : الشجر العظيم ممتد الفروع المتشابك الأغصان ومفردها ( دوحة ) ويقصد الوطن ، بلابله : جمع (بلبل ) ويقصد بالبلابل ( المصريين )، الطير : يقصد به المستعمرين.

¢- وعظ : نصح ، إيوان كسرى : قصر كسرى ، شفتني : وعظتني ، عبد شمس :


¢5-يرعني ( روع ) : يفزعني ، ثرى : التراب الندي ، قرطبي : نسبة إلى قرطبة ، لمست : أحسست وشعرت ، عبرة : جمعها ( عبرات) وهي العظة.


¢6-أنيس : المُؤانِسُ، وكلُّ ما يُؤْنَسُ به. وما بالدار أَنيسٌ، أي أحد ، محس : من يحسّ بالحياة ..


7- الحادثات : مفردهاحادثة وهي الأمور العظيمة أو المصائب ، النّعي ( نعي ) : الناعي، وهو الذي يأتي بخبر الموت ، عرس : الزفاف للتزويج

¢8-مرمر : الرُخامُ ، كلّةُ : غير حادة ، لينات : اللين ضد الخشونة وهو الناعم الأملس ، المجس : موضع اللمس.


¢9-كتائب : مفردها كتيبة وهي الجيش ، صم : لا يسمعون ، حفاظ : الدفاع عن المحارم ، موكب الدفن : الجنازة ، خرس : لا يتكلمون ..


¢10- نعشا : : سرير الميِّت، سمِّي بذلك لارتفاعه. فإذا لم يكنْ عليه ميّت فهو سرير، والمراد السفن ، العرش : سريرُ الملك ..


¢11- فاتك ( فوت) : الفوات والترك عن جهل ، التفات : الإكثار من التلفت ، التأسي (أسي ) : التجمّل والتصبّر ..
شرح الأبيات والأفكار الرئيسة للنص :


¢-الأبيات من 1-3 الحنين والشوق للوطن :


1- إن مرور الأيام وتعاقب الليل والنهار يجعل الإنسان ينسى ما تقادم عهده من أحداث ، فأرجو منكما يا رفيقي أن تذكراني بأيام الصبا الجميلة ، وما كنت أشعر به من سعادة وسرور ، وأنا أمرح بأرض مصر الحبيبة ..

2-وأرجو منكما يا صديقيّ أن تسألا مصر الحبيبة الغالية ، هل نسيها الفؤاد أو غابت صورتها لحظة عن الوجدان ، أو تمكن الزمان من علاج ذلك القلب الذي جدّ به الشوق إليها ، فاندمل الجرح وشفي ذلك القلب ؟

3- ومما يدعو إلى العجب أن يحرمنا الاستعمار الإقامة بأرضنا ، والتمتع بخيراتها ، ويحتلها هو ومن جاء معه من جنود الغرب ، وكأننا بلابل حرمت من أشجارها التي تربت ونشأت فيها ، ولتتمتع بها طيور غريبة مختلفة الأنواع والأجناس ..

¢- الأبيات من 4-5 (قصر الحمراء أثار في نفسه الأشجان(


-التمس البحتري العبرة والعظة في إيوان كسرى ، وشاعرنا مثله وعظته قصور الأندلس التي أقامها العرب المسلمين من القدم ..

¢
- لم يفزعه فيما رأى بقرطبة سوى الحال الذي كانت عليه والواضح من خلال القصور والحدائق والبساتين وما آل إليه العرب فيها مما أكسبه العظات الكثيرة


¢- الأبيات 6-8 (وصف حال قصر الحمراء)


6-يتحسر الشاعر على مجد العرب الذي اندثر، فيرى قصر الحمراء لم يعد به إنسان ، ولا يستشعر لأصحابه حياة فيه ..

7- فقد أتت المصائب المتوالية عليه ومشت في أرجائه وكأنها تحمل خبر وفاة مجد العرب فيها بعد أن كانوا يحيون فيها ..

8- فترى في القصر كتل من الرخام وقد مثلت عليها الأسود لكن أظافرها أصبحت غير حادة وصار ملمسها ناعم من بعد الخشونة ..

¢- الأبيات 9-11 وصف خروج العرب من الأندلس
¢
9-فقد خرج المسلمون منها تاركين حضارتهم لا يملكون فعل شيء للدفاع عن محارمهم وكأنهم يسيرون في جنازة ساكتين صامتين ..


¢10- خرجوا منها مستقلين السفن وكأنها نعوشهم والتي كانت في عهد آبائهم تستخدم في إقرار الحكم لهم وإبراز قوتهم ..


11- فإذا فات الإنسان عن جهل أن يعود ويتأمل ماضيه فلن يجد ما يعينه على التجمل والتصبر على ما يصيبه
حين نوازن بين هاتين القصيدتين ، فإننا نوازن بين القديم والجديد ، فنجد أن البحتري يفخر بنفسه ويعبر عن ذاته ويستحضر العبرة والعظة مما آل إليه الفرس ، بينما نجد شوقي يمزج بين الذاتية والتجربة العامة ، وهو يستلهم التراث ، ويتذكر ويقول الحكمة التي تنم عن فكر عميق وتأمل دقيق ؛ لذا تفوق شوقي على البحتري ..
اتفق الشاعران في إحساسهما بالألم ؛ فشوقي يتألم لضياع مجد العرب وتراثهم في الأندلس ، والبحتري يتألم لضياع إيوان كسرى ، إلا أن عاطفة شوقي وإحساسه بالمرارة أكثر وأشد إيلاما وعمقا ..
كلاهما أجاد في التعبير ، وكذلك أجادا في التصوير ..

الأفكار بين القصيدتين
نرى البحتري يبين سبب الألم والحزن الذي أصابه ، ثم ذهابه للمدائن للتسري ، ووصفه إيوان كسرى الذي يدل على مصير الفرس وأخذ العبرة من كل ذلك . كما رأينا شوقي يبدأ قصيدته بالحنين للوطن ، ثم تعرض للتاريخ وعبره واصفا قصر الحمراء والذي يدل على المصير الذي لحق بالمسلمين وخروجهم من الأندلس مطرودين ..
فنجد الأفكار عند كليهما فيها ترابط وعمق ، واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض ، وقد مال الشاعران إلى التحليل والتعليل ، وبالرغم من تعدد الأفكار عندهما إلا أن أفكار البحتري يربطها خيط واحد وهو أخذ العبرة والعظة من أثار السابقين ، بينما أفكار شوقي يربطها رابط واحد وهو الحنين إلى الوطن والأمل في العودة إليه ..

العاطفة في القصيدتين
سيطر على كلا الشاعرين عاطفة الحزن والألم ؛ فشوقي يتألم لضياع مجد العرب وتراثهم في الأندلس ، والبحتري يتألم لضياع إيوان كسرى ، إلا أن عاطفة شوقي وإحساسه بالمرارة أكثر وأشد إيلاما وعمقا .. وقد كان لهذه العاطفة أثرها في التعبير والتصوير .
الصور والأخيلة :

لقد عبر الشاعران عن عواطفهما بصورة دالة جميلة معبرة كان للبحتري الفضل في ابتكارها فنجد البحتري يصف تبدل حال الإيوان ( لو تراه علمت أن الليالي جعلت فيه مأتما من بعد عرس ) ويقلده شوقي في الصورة ( مشت الحادثات في القصر مشي النعي في دار عرس (
ونجد الصور عندهما جزئية جاءت لتوضيح الفكرة وإبراز العاطفة ويميل الشاعران فيها إلى التشخيص والنصان مليآن بالاستعارات والتشبيهات .كقول البحتري :( الليالي جعلت فيه مأتما ) استعارة مكنية شبه الليالي بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( جعلت ) ..وقوله :( المنايا مواثل ) استعارة مكنية شبه المنايا بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه ( مواثل
وسر جمالها التشخيص ، وهي تدل على الرعب الذي أضفته الصورة في نفس الشاعر


¢وكانت أبيات شوقي لا تقل ثراء عن أبيات البحتري من حيث الصور الجزئية أو الاستعارات كقوله :


¢وعظ البحتري إيوان كسرى) : استعارة مكنية حيث شبه الإيوان بالواعظ الناصح وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه ) وعظ(.
)شفتني القصور) : استعارة مكنية حيث شبه القصور بالواعظ الناصح وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه شفتني

(خرج القوم في كتائب صم عن حفاظ كموكب الدفن خرس ) تشبيه تمثيلي حيث شبه خروج المسلمين من الأندلس لا يستطيعون عمل شيء لأنفسهم ، بالذين يسيرون في جنازة صامتين لا يستطيعون تقديم شيء لأنفسهم ..
الألفاظ والأساليب بين القصيدتين

لغة الشاعرين جزلة فخمة ، وقد أحسن الشاعران في اختيار الألفاظ التي تعبر عن المعاني ، فقد استخدما ألفاظا متجانسة مع بعضها كقول البحتري (جبس) فغرابة الكلمة جعلتنا ندرك ترفعه عما حوته من معنى الدناءة وما تضمنته من بخل ولؤم ، وهي أشد وقعا من غيرها لتصوير العواطف وإيجاد التوازن الموسيقي ، فالألفاظ بصفة عامة سهلة موحية ملائمة للجو النفسي كما أن العبارات جاءت محكمة عندهما .وقد تفنن شوقي في انتقاء ألفاظه كاختياره لفظة (اختلاف) لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ، وهي أجمل من انقضاء التي تدل على الانتهاء.
أما الأساليب

¢بالنسبة للقصيدتين : نوّع الشاعران فيهما بين الأساليب الخبرية التي توحي بالحزن كقول البحتري (حضرت رحلي الهموم)*و كقول البحتري (( صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي ) أسلوب خبري الغرض منه التقرير ، وكذلك في (وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ ) ، وهو يجري مجرى الحكمة ..) وقد استخدم شوقي هذه الأساليب الخبرية للأغراض نفسها فقد ورد لديه أسلوب خبري يفيد استمراره في الحزن كقوله (مشت الحادثات ) وكقوله : (شفتني القصور من عبد شمس ) ولم يخلُ أيضا أسلوب شوقي من الخبرية التقريرية كقوله :( وإذا الدار ما بها أنيس ) ، ( وإذا القوم ما لهم من محس ) أسلوب خبري الغرض منه التقرير ..


¢و قد وجدت أيضا الأساليب الإنشائية التي تثير الذهن وتحرك المشاعر وتشرك السامع والقارئ مع الشاعر في أفكاره ومشاعره كقول شوقي : (اذكرا لي عهد الصبا وأيام أنسي ) إنشائي أمر الغرض منه الالتماس

¢وكقوله : (الأسلوب في (وسلا مصر) أمر الغرض منه الالتماس
وفي قوله : ( هل سلا القلب عنها ) إنشائي استفهام الغرض منه النفي. وقوله : (أحرام على بلابله الدوح ) أسلوب إنشائي, استفهام , الغرض منه الإنكار ،

¢والبيت يجري مجرى المثل وكما يلاحظ القارئ شوقي في هذه الأبيات المختارة أكثر من الأساليب الإنشائية لأن الواقعة على النفس أشد حيث نفي من وطنه مكرها ورأى في البلد الذي نفي إليه أثار إخوته المسلمين وقد نفوا مكرهين كذلك فناسب ذلك تنوع الأساليب الإنشائية التي تساهم في تلوين التجربة ونقلها للقارئ بعكس الأساليب الخبرية التي تسير في رتابة أكثر من الإنشائية وي الأنسب للبحتري في نقل التأسي على تجربة لا ينتمي إليها حقيقة كشوقيٍ ..

الموسيقى :

تأثر شوقي بالبحتري في هذا الجانب على عادة شعر المعارضات حيث التزم شوقي بموسيقى البحتري الخارجية والداخلية المتمثلة في :
الموسيقى الخارجية :

أ- الوزن الواحد وزن بحر الخفيف ، والقافية الموحدة ..

ب- التصريع في مطلع القصيدة ..



ج- الميل إلى استخدام حرف السين المكسور في القافية والذي يتلائم مع الصوت الحزين الهادئ


تمّـت بحمد الله ..














رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ قسم حاسب ] : محاضرات مادة تحليل نظم / مستوى رابع من حطمك ياطموح منتدى كلية التربية بالجبيل 40 2012- 5- 15 04:31 AM
التذوق الادبي ( gladiator ) المستوى الثاني - كلية الأداب 4 2012- 4- 26 07:19 AM
[ السنة التحضيــرية ] : محاضرات التذوق الادبي /د:وضحى القحطاني ṣάяσọήα ✿ منتدى كلية الآداب بالدمام 9 2012- 4- 1 12:49 AM
[ سنهـ تحضيري ] : محاضرات مادة الاحياء >>استفساار !! + تجميع اسئلة الشفوي لمادتي الصحه واللياقه والاحياء ؛* ms.tsleek منتدى كلية التربية بالجبيل 5 2012- 3- 19 11:23 PM
[ السنة التحضيــرية ] : محاضرات التذوق الادبي.. لبى خفوقه منتدى كلية الآداب بالدمام 37 2012- 3- 15 03:18 AM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 03:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه