ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > ساحة طلاب وطالبات الإنتظام > ملتقى طلاب الانتظام جامعة الإمام عبدالرحمن (الدمام) > ملتقى كليات العلوم والأداب - جامعة الإمام عبدالرحمن > منتدى كلية الآداب بالدمام
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء   أعتبر مشاركات المنتدى مقروءة

منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2012- 5- 16
الصورة الرمزية نجوم الثريا
نجوم الثريا
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: جامعه الدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: عربي
المستوى: المستوى السابع
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 6230
المشاركـات: 2
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91114
تاريخ التسجيل: Wed Oct 2011
المشاركات: 165
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 52
نجوم الثريا will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نجوم الثريا غير متواجد حالياً
ندااااااااااااااااااااء خاص لنفيسه ..

نفيسه لوسمحتي...
الله يعافيك تنزلي محاضرااااااات الخليج من الاولى الى السادسه .....
رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 16   #2
نفسيه
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 77282
تاريخ التسجيل: Fri May 2011
المشاركات: 161
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 54
نفسيه will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الادب باالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نفسيه غير متواجد حالياً
رد: ندااااااااااااااااااااء خاص لنفيسه ..

المحاضرة الأولى: الخليج واليمن جغرافياً- الموقع- الأهمية الاستراتيجية -المطامع الاستعمارية- السكان.
- الموقع :الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية ؛ يسمى اليوم بمنطقة الخليج العربي لها أهميتها وتاريخها منذ القديم .كانت طريقا للملاحة بين الشرق والغرب.كانت ملتقى حضارات عديدة هندية وفارسية ويونانية.كانت رأس الطريق التجاري عن طريق وادي السند وإلى الغرب عن طريق وادي الرافدين .اهتم بها الإسكندر الأكبر لإنشاء امبراطوريته. أهمية الملاحة في التمازج الثقافي. دلت الآثار على وجود صلات بين الخليج والحضارات القديمة .كان الخليج مهما في التفاعل الحضاري .كان الخليج مركزا مشعا في قلب العالم القديم .
في العصور الوسطى :
1-سكنته القبائل العربية بكر وتغلب وتميم وعبد القيس. بعد الإسلام أقام العرب حضارة ملأت الدنيا
- أولاً : البحرين وقطر وعمان .
- قطر : قرية تنسب إليها الثياب القطرية , وهي سوق قديمة .
- الكويت : كلمة برتغالية تعني القرية .في العصور الوسطى : ظهر في هذه المنطقة كبار الشعراء العرب في العصر الجاهلي : طرفة – المتلمس – المرقش الأكبر والأصغر والمثقب .كثرت الأسواق كسوق عمان و صحار وهجر ودبي ظهر في العصر الإسلامي شعراء الخوارج - قطري بن الفجاءة – وغيرهم . ظهرت أطماع الغرب على المنطقة .توالى عليها الاحتلال.ثم كانت اليقظة العربية.تأثير العراق فكريا في المنطقة عوامل النهضة وآثارها : 1- الدعوة إلى التعليم وإنشاء المدارس في أوائل القرن العشرين . 2-كتاتيب لتحفيظ القرآن . 3- دور تجار اللؤلؤ في انتشار المدارس العصرية نظرا لحاجة التجار إلى ضبط حساباتهم . نظام المنطقة التربوي :كان للمنطقة نظامها التربوي المتوارث وهو نظام ذوثلاث شعب : أولا : أروقة المساجد ومدارس الوعظ , يدرس فيها الفقه والحديث وعلوم العربية كالنحو والبلاغة تدريسا يقوم على المتون وشروحها . ثانياً : مدارس الكتاب , ينهض بالواحدة منها معلم واحد هو ( المطوع ) أو ( الملا ) وله من يساعده في حفظ النظام , وتحفيظ المبتدئين وجمع المال .ويُعلم التلميذ في هذه المدارس مايخدم تجارة اللؤلو والملاحة , والقراءة والحساب وكتابة الرسائل . ولكن لم يعد هذا كافيا مع تطور الحياة . ثالثاً : المجالس( الديوانات ) وهي اجتماعات منظمة للرجال تنعقد في بيوت مريدي العلم ثم تطور كل ذلك إلى مدارس نظامية , فأنشئت في الكويت المدرسة المباركية عام 1912 ,وفي البحرين المدرسة الخليفية 1919 , وفي قطر أنشئت عام 1951 قطر النموذجية وباتت تدعى خالد بن الوليد .وفي عمان تأسست أول مدرسة ابتدائية عام 1926, ثم تلاحقت التطورات فأنشئت الجامعات . 2- البعثات : استقدام المدرسين وإيفاد الطلاب إلى الجامعات العربية , فكانت بعثة الكويت إلى بغداد 1924 وكذلك بقية دول الخليج نظرا لتطور العراق ولتشابه العادات والتقاليد ثم تحولت البعثات إلى مصر مع بداية الحرب العالمية الثانية , إذ كان بريق جامعة القاهرة يخطف الأبصار .وقد أحدثت البعثات تطورا ؛ فتغيرت العادات , وتطور الفكر . فأسس المبعوثون الكويتيون الأوائل بالقاهرة مجلة البعثة , رأس تحريرها عبد العزيز حسين . 3- الصحافة والطباعة: أول دورية ظهرت في الخليج هي مجلة الكويت , أصدرها المؤرخ الشيخ عبد العزيز الرشيد وعام 1928 . اهتمت المجلة بالأدب , واسهم فيها أدباء كبار من مثل شكيب أرسلان وعبد القادر المغربي ,وفي عام 1948 صدرت مجلة كاظمة وهي أول مجلة تطبع في الكويت , ورأس تحريرها أحمد السقاف .وفي البحرين صدرت جريدة البحرين على يد عبد الله الزايد عام 1939 , وعبد الله هذا هو أول من أقام مطبعة في الخليج.نشد في جريدته الإصلاح الداخلي والعدالة الاجتماعية والدعوة لاتحاد الخليج وفي قطر أصدر عبد الله النعمة مجلة العروبة الأسبوعية وعام 1969 , وجريدة العرب أول السبعينات . وفي الإمارات صدرت جريدة الخليج بصورة يومية عام 1969 , والاتحاد في العام نفسه . وفي عمان صدرت جريدة الوطن , وبعدها جريدة عمان , ومجلة العقيدة , ثم الأسرة , وأخيرا مجلتا النهضة والأضواء.وللحق لابد أن نذكر أن عرب الخليج كانوا يتتبعون الصحافة العربية – قبل أن تصدر الصحف في الخليج فقد كان في البحرين والكويت مؤيدون لحزب الوفد وللحزب الوطني , وتأثروا بما تدعوا إليه مجلة المنار.وقد أسهمت المجلات في تولد صراع بين جيلين , وتفجير النزاع بين القديم والحديث . وتمثل الصراع بين الوجهتين في قصيدتين ؛ الأولى وجهها الشيخ عبدالعزيز العلجي والثاني تمثل ردا عليهاللشاعر الكويتي مساعد بن عبد الله الرفاعي .وتصور القصيدتان الصراع بين جيلين وفكرين . كما شهدت الجرائد معارك أدبية منها ماجرى بين الشاعر عبد الرحمن المعاود الذي كتب قصيدة على نمط الرباعيات , فانبرى عبد الله الرومي من الإحساء ينقدها بعنف . وفي هذه المعركة نلحظ صراعا بين فكرين , يمثل كل منهما ثقافة معينة .وقد أشاعت هذه المعارك نقدا كثرت الدعوة فيه إلى النزاهة (النقد الموضوعي ). كما أسهمت الصحافة في تطور أسلوب الكتاب ورقي فن المقالة.وكان للمطبعة أثر في نشاط التأليف ونشر التراث .النهضة في فترة مابين الحربين: - اتجاه التأليف نحو التعريف بالرجال من مثل :(تعريف البديل في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين) لعلي بن الشيخ حسن الميلادي البحراني عام 1921.و(إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان ) لسالم بن حمود السيابي.وكانت التراجم بداية لحركة أكبر هي حركة التاريخ العاموتاريخ الأدب في وجه عام , وقد تأثر التأليف في هذه المرحلة بضوابط الرواية والتدوين التي عرفها العالم العربي منذ القرون الهجريةالأولى .ثم تطورت حركة التأليف , فاتجهت اتجاها علميا خاصةفيما يتصل بالدراسات الاجتماعية والدراسات الإنسانية ولاسيما بعد إنشاء جامعة الكويت . 4- الجمعيات : تطورت الحركة الثقافية , فظهرت الجمعيات الأدبية , وعقدت المواسم الثقافية , فأسست الجمعية الخيرية في الكويت , ثم انتهت , وتأسس على إثرها النادي الدبي عام 1920 , ثم ظهر بعد الاستقلال خمس وعشرون جمعية ,كان لها دور ثقافي في تزجية أوقات الفراغ للشباب. فتعقد الحفلات في المناسبات الدينية والقومية والفكرية كرابطة الاجتماعيين ورابطة الأدباء والمعلمين والصحفيين , وهناك جمعيات دينية وجمعيات ثقافية وجمعية النهضة العربية النسوية واخرى لهواة التمثيل .وتتالى تأسيس النوادي في منطقة الخليج , فتأسس في البحرين عدة نواد أدبية كالجمعية الثقافية ونادي أوال والنادي الأدبي , وشاركت في المواسم الأدبية وقد شارك النادي في تكريم أحمد شوقي وتقلده إمارة الشعر , فتطارحوا الأشعار والهدايا . وكان من الشعراء خالد الفرج.وقد استقدمت النوادي الثقافية والأدبية المفكرين العرب الذين أثروا الحياة الفكرية. 5- الحركة النسوية: أثيرت قضية المرأة منذ زمن طويل ولكنها طرحت في دول الخليج على أساس إسلامي , وما يتناسب مع الدين وموقفه من تعليمها . وقد مرت المرأة بمراحل كثيرة من مجتمع الغوص إلى أن ظهر النفط , وبظهوره حدثت تطورات وطرحت قضية المرأة , ونُظر إليها نظرة غير تقليدية , فدخلت الجامعة وتبوأت المناصب وكان هذا كله في إطار إسلامي . 6- ظهور النفط : كان النظام القبلي يضبط المجتمع. وكان الناس يعتاشون على مياه الخليج , وقد نتج عن واقعهم وجود ثقافة مشتركة تمثلت في الغاني والمسكن والملبس وعادات الزواج والمناسبات الدينية والدنيوية . فالخليج طبع حياتهم اليومية حيث نظمت حياتهم وفق مواسم الصيد وصناعة السفن و لذلك عندما كسد سوق اللؤلؤ الطبيعي بظهور اللؤلؤ الصناعي , تأثرت حياة أهل الخليج, ولكن ظهور النفط أحدث انقلابا أشبه بالانقلاب الصناعي الذي حدث في أوروبا منذ قرنين فتوسعت القاعدة التجارية , ونشطت العمال المصرفية , ووفد إليها كثيرون أسهموا في تطورها , وأثروا في التركيبة السكانية لمنطقة الخليج , فتطور المجتمع , وتفاوتت طبقات المجتمع , فظهرت طبقة المثقفين والتجار وطبقة العمال , وتوضحت الفوارق بينهم وتباينت وتعقدت الحياة , وتراجع المفهوم العائلي وكاد يحل مفهوم الأسرة الصغيرة محل العائلة الكبيرة إلا أنه مازال يقاوم في عناد وارتفع مستوى الحياة الاجتماعية ,واتصل الناس بالثقافة الغربية , فظهر المغالون في الدعوة إلى التجديد إلى جانب المحافظين .ولكن الخليج تأخر في نهضته بضعة عقود عن بقيةالوطن العربي نتيجة وقوعه في الأطراف الشرقية للأمة العربية, بعيدا عن مركز التأثيرات ( حركات الإصلاح من مثل حركة جمال الدين الأفغاني في الإصلاح الديني والسياسي والفكري وحركة البارودي في الشعر . ولكن الخليج تجاوز الزمن واستفاد من التجربة التي سبقته ومن التغيرات العميقة التي عاشها , فتغيرت بنية المجتمع نتيجة التوسع العمراني السريع والاتجاه نحو التصنيع .


المحاضرة الثانية : مرحلة الإحياء

مقدمة منهجية :كان الشعر وما يزال صورة صادقة للإنسان العربي بآماله وآلامه لذلك قيل الشعر ديوان العرب , ولهذا ربطنا بين الشعر والبيئة التي تنتجه في كل عصر من عصور الأدب العربي فالبيئة تؤثر في الأدب ويؤثر فيها , وكل تطور يلحق البيئة يحدث تطورا في الأدب وهنا تتولد الصراعات بين القديم والجديد.
مرحلة الإحياء في الخليج :
إن مرحلة الإحياء ارتبطت بتطور منطقة الخليج , ولكنه تطور لاينفصل عما جرى في الوطن العربي .والإحياء يأتي في مرحلة صدام قوى غريبة , وتصادم المجتمع بحضارة قوية غازية , فتحفز المشاعر للعودة إلى الأصول القديمة لتجد فيها حقيقتها التي تحميها من الفناء في القوى الغالبة , وفي هذا المفصل التاريخي تنشأ حركة الإحياء , وهذا شأن منطقة الخليج .فقد اهتم الاحتلال بنقاط ارتكاز ساحلية لتأمين الملاحة , فبدأ يتغلغل داخليا في فترة مابين الحربين , واستشعر تدفق النفط , وقدر أهميته , فبدأ الصدام الحضاري , وبدأت حركة التطور ومن ثم حركة الإحياء .
الشعر في منطقة الخليج في مرحلة الإحياء وغلب الشعر النبطي فيما مضى على الشعر في بعض البيئات لأن الشعر الفصيح يرتبط بالتعليم من حيث المبدع والمتلقي , ويحتاج الموقف إلى رائد يلفت النظر و يقود حركة الإحياء . وقد قام اضطلع بهذه المهمة محمود سامي البارودي الذي ارتقى بالذوق الفني , وانتقل بالأمة إلى المستوى الفني للشعر العربي الفصيح في عصوره الزاهية .
وقد قام بالدور الإحيائي في الخليج الشاعر عبد الجليل الطباطبائي .
إسهام عبد الجليل الطباطبائي في الإحياء:
نشأ في البصرة وامتد انتماؤه إلى الخليج كله ( زار قطر وتزوج, وقدم البحرين مادحا , وضمه تراب الكويت ) فلاحدود حالت دون تجواله مادام عربيا .
استطاع الطباطبائي على الرغم من مستواه الفني المتواضع أن يلفت الأنظار إليه في بعض قصائده قرأ شعر المتنبي وفهمه . أغراض الطباطبائي الشعرية :
أكثر شعره في الأغراض التقليدية ؛ المديح والتهاني والعتاب .ويرتقي شعره في التعبير عن عواطفه , ويرتفع إلى مستوى طيب , كقوله في مفتتح ديوانه في حصار الزبارة حيث الأهل والأحبة : لك الله إني من فراق الحبائب لفي لاعج بين الأضالع لاهب هواي زباري ولست بكاتم هواي ولا مصغ للاح وعائب
فعلى تسامي البارودي على البيئة , كان الطباطبائي ألصق ببيئته العراق , عاش مع عبد الباقي العمري وعبد الغفار الأخرس , ففي شعره التشطير والتقريظ والتأريخ والإخوانيات فكان أشبه بمحمود صفوت الساعاتي في مستواه الفني إن لم يكن أقل في شعره التعليمي , كقوله في آداب المائدة: وألزم لدى الأكل آدابا سأوردها تعش حميد المساعي عند كل سري
ولكن تواضع شاعريته أبعدته عن معارضة الشعراء على حين تحدى البارودي وعارض الشعراء الكبار , فتخلص من المضامين الهامشية , أما الطباطبائي فليس له سوى تشطير الأبيات كتشطيره لبعض أبيات المتنبي في الفخر:
(مطالب فيها الهلاك أتيتها) متذرعا بالصبر في هدماتها
فإذا كسا الروع الروع القلوب رأيتني ( ثبت الجنان كأنني لم آتها)
لقد عارض الشاعر بعض معاصريه, وأحسن اختيار النص المعارَض ون حيث المعاني الغزلية الرقيقة والموسيقى الخفيفة الراقصة.
اختار له ابن درهم الشاعر القطري ” هداية الأكرم إلى سبيل المكارم“ وعدها جديرة بالحفظ , تمثل صورة العصر , وتسمو بمستواها الفني , ابتعد فيها عن الأغراض الهامشية كالألغاز والتقاريظ والمواقف الهامشية كالتشطير والتذييل , والقصيدة تنحو منحى النصائح , تقرب من جو ” البردة ” للبوصيري. يقول فيها:
والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
أثر الطباطبائي في شعراء عصره:
استطاع الطباطبائي أن يلفت أنظار الشباب , فتأثروا به من مثل عبد الله الفرج وخالد العدساني في الكويت , ولكن هذا لم يحد من الشعر العامي , وهذا ما جسده عبد الله الفرج في اتجاهه نحو الشعر العامي.وما أثر من هذا الشعر يدل على أن الشعر مازال يحبو , وهذا شأن الشعر لدى العدساني وعبد الله الخلف وعبد الله الفرج وأحمد المشاري وغيرهم ممن عاشوا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في الكويت وغيرها من دول الخليج مثل ماجد الخليفي القطري وعامر بن علي العماني وإبراهيم بن محمد الخليفة البحراني
خصائص الشعر في مرحلة الإحياء في الخليج : تدني مستواه الفني : فقد تعامل الشعراء مع الموروث بطريقة سيئة ؛ يشطرونه ويخمسونه من دون الالتفات إليه كمصدر للإبداع , لذلك كثرت الزخارف , وخبا ألق الجمال الحقيقي لصور التراث , بهذه الطريقة تعامل الطباطبائي مع قول الشريف الرضي الذي حقق معايير الجمال من جدة الصورة والأصالة:
وتلفتت عيني فمذ خفيت عني الطلول تلفت القلب
فقال الطباطبائي:
فلا خبر بالجزم يرفع عنهم وحالي في خفض من الشوق ناصب
طويل اغتراب وافر الشوق كامل الغرام وحبي ليس بالمتقارب
ويتضح هذا التكلف الثقيل في استخدام قواعد النحو العربي وأسماء بحور الشعر في التعبير عن موقف عاطفي . ويرتبط بهذا التكلف والزيف في العواطف والقصيدة ”الخالية“ للطباطبائي خير دليل على ذلك , فقد استخدم كلمة ”الخال“ عشرات المرات في القافية مستفيدا من الجناس الكامل , فيختلف المعنى من كلمة إلى أخرى . ومن أوضح الأدلة على الغلو أبيات الخليفي :
حتى الغزالة أشرقت من نورها والبدر ضاء بنورها والأنجما
لو أنها بصقت على في أخرس أضحى فصيحا ناطقا متكلما يتجلى واضحا جهل الشاعر بقواعد اللغة العربية , فقد أخطأ في قوله ” والأنجما ” , وكان الأولى أن يقول ” والأنجم“ وهذا يساير ضعف العصر كله وثقافة الشعراء الضحلة .
يضاف إلى ذلك السقطات الفنية وانحطاط الخيال كما تبدى في قول عبد الله الفرج :
غزال ما الحريق بوجنتيه فحرقها ولو سكن الحريقا
فقوله : ما الحريق بوجنتيه ” وهذا خيال مشترك بين الناس , يختلف عن الخيال للشاعر الموهوب الذي نجده في قول السياب:
عيناك غابتا نخل ساعة السحر أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر.
عوامل نهضة الشعر في مرحلة الإحياء: 1-انتشار الصحف والمجلات العراقية والمصرية , وتجاوز شهرة الرصافي والزهاوي في العراق , و شوقي وحافظ في مصرلآفاق , وظهور أثارهم على شعر الخليج , وتبدى هذا في شعر صقر الشبيب الذي كان على صلة وثيقة بالحياة الأدبية في العراق بل كان ينشر شعره بصحف العراق, أما الثاني ” عبد الله النوري“ فهو عراقي الأصل كويتي الموطن . خصائص الكلاسيكية الجديدة شكلا ومضمونا في شعر الخليج في هذه المرحلة: ونعني بذلك الشعرالمتأثر بمدرسة البارودي وشوقي والرصافة ومن اتجه اتجاههم من الشعراء الذين تأثروا بالتراث الشعوري في أزهى عصوره , فأعادوا إليه مجده , وهو شعر يمتثل لطبيعة النظام الشعري ولا يحاول تغييره.
1- اعتماد الشعر على العقل الواعي في معانيه الواضحة المحددة , ويكبح جماح العواطف , ويحاول السيطرة عليها. 2-ضعف الخيال والابتعاد عن الغموض والرمز. 3-أغراض الشعر هي الأغراض التقليدية من المديح والرثاء والغزل إلى جانب الشعر السياسي والاجتماعي بعد تأثر البيئة الخليجية بالأحداث السياسية والاجتماعية في الوطن العربي .
يقول خالد الفرج في قضايا السياسة وفي الجامعة العربية:
عقدت اجتماعك يا جامعة فهل أنت مبصرة سامعة
سئمنا الكلام فهل من فعال فإن الأعادي بنا طامعة
فالشاعر يريد فعالا تحل مشكلاتهم , وهي تذكرنا بأبيات شوقي المشهورة التي يتحدث فيها عن الخلاف بين الأحزاب: إلاما الخلف بينكم إلاما
ولكن شوقي كان أكثر قدرة على تفتيت المشكلة إلى جزئيات وإثارة تساؤلات , وكان عنيفا في هجومه على رجال الأحزاب كاشفا تخاذلهم أمام الاستعمار , محاولا إثارة النزعة الوطنية , وكان شعره أرقى فنا من حيث الصياغة والموسيقى .
4-عدم خروج شعر هذه المرحلة عن عمود الشعر العربي الذي اكتمل على يد المرزوقي.
أ‌- فصحة المعنى يقصد بها الصواب من الناحية العقلية.
ب‌- وأما جزالة اللفظ فيرجع لارتباط القصيدة بالأسواق الأدبية أو بفن الإلقاء عموما.
ج- الإصابة في الوصف تعني وضوح وجه الشبه بين المشبه والمشبه به.
د - المعاني عقلية .
هـ - الابتعاد عن الغرابة والتعبير عن المعاني بلا زيادة أو نقصان .
و- استقلال البيت الواحد مع التحام أجزاء القصيدة .
ز- وحدة الوزن والقافية . واختيار الوزن الذي يناسب المعنى المراد الخوض فيه.
فأبيات خالد الفرج نسجها على وزن واحد ( المتقارب) , وقافية واحدة , والمعاني صحيحة من الناحية العقلية والألفاظ خطابية النبرة مستقيمة من الناحية اللغوية . ح- أما افتقاد الحكمة البليغة أو التشبيه الرائع فذلك راجع إلى مستوى الشاعر الفني ولا يرجع إلى الابتعاد عن الضوابط . ولكن الحكمة التي نفتقدها في قصائد , نجدها في كثير من شعر هؤلاء من مثل قصيدة الشيخ عبد الله بن علي الخليلي من عمان :
وكبار الأفعال إن هي كانت من كبار المقام كانت أصولا
وإذا الصالحات كانت لباسا لمطاع بنت من الحق جيلا
فالشاعر يستخدم الصفات العربية الموروثة في المدح ؛ فالبيت الأول ينظر إلى قول المتنبي ” على قدر العزم ” .معارضة الشعراء القدماء , والمعارضة تعني الالتزام بالوزن والقافية والغرض , كي يتمكن الناقد من الموازنة الصحيحة .وقد عرف الشعراء العرب في العصر الحديث المعارضات الشعرية , عرفها شوقي , وهدف منها إلى إحياء التراث , ولفت النظر إلى دواوين الشعراء . ونجد هذا اللون من الشعر قصيدة الشاعر العماني ” حميد بن عبد الله الجامعي ” ألا هبي بمجد الحاضرينا ” وهي تذكرنا بقصيدة عمرو بن كلثوم ” ألا هبي بصحنك فاصبحينا ”.المعارضة قد تكون لأبيات من القصيدة :
فلما رأتني قدت مهري وأني مؤذن بالارتحال
تحدر دمعها من مقلتيها على الوجنات يسفح بانهمال
فقلت لها لقد أجمعت عزمي إلى نور البسيطة ذي الجلال
وبغض النظر عن ضعف القصيدة الفني معنى ولفظا وبنية , فإنها تذكرنا بأبيات أبي نواس:
فقلت لها واستعجلتها بوادر جرت فجرى في جريهن عبير
ذريني أكثر حاسديك برحلة إلى بلد فيه الخصيب أمير
- الدعوة إلى تعليم المرأة كدعوة ” عبد الله سنان“ متأثرا بدعوة قاسم أمين والزهاوي , ولكنه حصر دعوته بخروج الفتاة إلى معاهد العلم , فيستخدم ألفاظا رنانة من مثل : زنزانة – أسار –المكبلة القفص – ثوري – تحرري :
حبسوك بالبيت الحقير وسقوك بالقدح المرير
حبسوك في زنزانة كالطير في القفص الصغير وهو يعارض قصيدة شوقي التي يدعو فيها إلى السفور في حذر .
- كان الصراع يحتدم حينا , ويهدأ حينا , وقد شغلت قضية المرأة في الخليج بعض الشعراء , فدافع بعضهم عن حقها في التعليم من مثل عبد الله سنان في أبياته السابقة وصقر القاسمي في قوله :
بالله لا تهملوا حظ البنات فما بنى سواهن في أخلاقنا بان
البنت مدرسة إن علمت خلقت روح التآلف في شيب وشبان
لاشك في أن قول عبد الله سنان أشد إثارة , ودعوة القاسمي متهافت , تسري فيه روح الاستجداء , ويبدو تأثره في البيت الثاني بشوقي .
وقد لقيت هذه الدعوات معارضة ممن يرى أن المرأة ينبغي ألا تغادر البيت , تتعلم في وتعمل .
يقول الشيخ العلجي :
زعم الجهول بأن إخفاء النسا من موجبات الذم والنقصان
ويتفرع من هذه المسألة مسائل متعددة من مثل اختيار الزوج , وقد تناول فهد العسكر هذا الجانب مصورا موقف الفتاة السلبي كأنها سلعة تباع لا رأي لها ولا تملك إلا العبرات أمام قسوة الأب والأخ وإغراء المال :
أغراهم بالمال وهـ ـوالمال معبود الجميع
ما راع مثل الورد يذ بل وهو في فصل الربيع
ومثلما تصدت المرأة لقضيتها في مصر والشام , تصدت المرأة في الخليج , فأصدرت المجلات.
- في الأغراض الشعرية , فكانت هي ذاتها من مديح وهجاء وفخر ورثاء ووصف ونسيب .
والمديح ينبغي أن تبدأ بالأطلال , لأنها تعبر عن حياته ورحلته الدائمة , أو تعبر عن موقفه من الحياة والموت , فالحياة يرمز لها بالمرأة , والطلل تقليد في مطلع القصائد تأثر به الشاعر الحديث بالشاعر القديم , يقول ماجد بن صالح الخليفي :
خليلي هذا ربع دار تغيرا ورسم عفت آثاره فتنكرا
ألا عرجا نبكي على الدار ساعة بدمع فما عين من الدمع تعذرا
والصور عربية موروثة : النداء بصيغة المثنى , والوقوف على الطلل , والبكاء على الطلل .
وكان الشاعر يقدم في قصيدته أكثر من تشبيه ليدلل على اقتداره, يقول الشاعر ماجد الخليفة:
فما الغصن إن مادت وما البدر إن بدت وما الظبي يحكي جيدها والتراقيا
معذبتي ما أنصف الدهر بيننا قضاك لغيري واستخار الشقا لي
نلاحظ تأثره في البيت الثاني بأبي فراس وفي الشطر الثاني بالمجنون .إن أحمد شوقي قد خط لهؤلاء الشعراء الدرب للمحافظة على الموروث إلى جانب التعبير عن مشكلات العصر , فشعر المديح يسير إلى جانب الشعر السياسي الذي يتناول قضايا المجتمع . والصراع بين القديم والجديد مستمر مع تطور الحياة . وعلينا ضبط التغير قلا نجري وراء كل صيحة , بل علينا بناء حداثة نشارك في صنعها تتناسب مع قيمنا وديننا. وأخيرا لابد من القول : لقد ارتبط الأديب ببيئته ارتباطا مباشرا , وعبر عنها تعبيرا مباشرا , ومع تدخل الأجنبي , طرح الموقف من الثقافة الأجنبية , فقدعد المثقفون العرب أنهم أصحاب حضارة , وأن الحضارة الغربية تحاول فرض نفسها في صورة غزوة استعمارية , وكان من المسلم به أن يرتبط الشعر في صوره وأنماط تعبيره بالشعر العربي في أزهى عصوره , لأن محاولة بعث الحضارة العربية الإسلامية كانت أملا حتى يمكن الوقوف أمام الحضارة الغازية , لذلك عادت أغراض الشعر القديم وظهر ما يسمى بالشعر السياسي أو الوطني , وهي صورة معادلة لشعر الفرق الإسلامية أو الأحزاب السياسية قديما .


المحاضرة الثالثة


تشكيل القصيدة: نعني بتشكيل القصيدة نهجها وهيكلها أو بنيتها , وتسلسل أغراضها , الذي تواضع عليها النقاد العرب قديما . فقد كان مثلهم الأعلى في القصيدة أن تفتتح بالنسيب , بذكر الحبيبة النائية , والوقوف على الدار العافية التي أقامت فيها زمنا , ومناجاة العهد الناعم الذي كان في هذه الديار , والتشوق إلى الحبيبة بحنين الإبل , ولمع البرق , والارتياح إلى النسيم الذي يهب في ناحيتها , والنار التي تلوح من جهتها . ثم يأخذ الشاعر في وصف الرحيل والانتقال والسفر ومشاقها , ويخرج من ذلك في حسن تخلص إلى غرضه الأصلي من القصيدة , فيمدح أو يفتخر أو يهجو أو يصف , وأحيانا يختم كلامه بشيء من الحكم والنظرات الذاتية في أحوال الناس والمجتمع.
ساد الحياة الأدبية في الخليج التقليد والاتباعية في منتصف القرن العشرين , ما ساد قلب الأمة في الربع الأول من القرن نفسه أو قبله .يقول أحد النقاد :“ أما المحدثون فقد اتبع أكثرهم خطة واحدة في الغزل والمدح والرثاء , فيبتدئ الشاعر بوصف غادة فيشبه شعرها بالليل وجبينها بالصبح وحاجبها بالسيف وعينيها بالنرجس ووجنتها بالورد وثغرها باللؤلؤ وريقها بالعسل وقوامها بالبان , وينتقل إلى الممدوح فيدعي أنه أسد في الشجاعة وحاتم في الكرم وبحر في الجود ”. إن قول الناقد السابق , يوضح أن النقاد قد ضاقوا ذرعا بالتقليد, ومن ثم فهو ينطبق على شعر الخليج في العقد الثاني من القرن العشرين , وكأنه قرأ بعض هذا الشعر الذي يثير التساؤل حول منهج القصيدة المتبع ؛ فقد رثى حسن بن علي بن نفيسة الشيخ قاسم بن ثاني ؛ بقصيدة بدأها بالأطلال والغزل ووصف جمال المرأة كما جاء في قول الناقد السابق تماما . يقول الشاعر في هذه القصيدة :
لمن طلل أمست به الهودج تنسف عفا وخلا ممن نحب ونألف
كأن لم يكن للخرد البيض مأتم ولا اختلفت فيه ظباء وأخشفوهذه البداية مقبولة في قصيدة المدح , ولكنها عجيبة في قصيدة الرثاء , فكيف يتغزل الشاعر ويصف جمال المرأة ثم ينتقل إلى الرثاء ,؟ الموقفان متناقضان متباينان, فالأول يتحدث عن الجمال , والثاني يعبر عم اللوعة , وقد كانت الأطلال وحدها كافية لأنها ترمز إلى الموت والفناء .
ولكن الشاعر تخلص إلى الرثاء تخلصا في كثيرا من التعسف . يقول : فهيهات لا ما فات بالأمس راجع فقم نبك من بالفضل والبذل يعرف
فآه وآه بعد قاسم ذا الندى مجيب الندا أن صارخ يتلهف ومن هنا بدأت الدعوة إلى التجديد , فليس الشعر غزلا ورثاء ومدحا وحسب .فالناقد طالبوا الشاعر بالصدق الفني أو صدق الإحساس ( صدق التجربة الشعرية ) أي أن يعبر عن تجربته وما تجيش به نفسه , ولا حاجة له بالنسج على منوال الشعراء والصب في قوالبهم .
ملاحظة: إن منهج القصيدة في مرحلة الإحياء ومقومات الشعر الأخرى في الخليج , تمثل التأثر بالماضي من ناحية وبحركة الإحياء في الوطن العربي من ناحية أخرى. ظهر هذا في المعارضات ؛ معارضة عبد الرحمن المعاود في قصيدته :( أيسعدني فيك القريض المهذب) للمتنبي في كافوريته ( أغالب فيك الشوق) وعارض في قصيدة أخرى ( إلى شخصك الميمون تنمى المكارم ) المتنبي أيضا في قصيدته ( على قدر أهل العزم) .وعارض في قصيدته ( شددنا نحو روضتك الركابا ) شوقي في قصيدته ( سلو قلبي غداة سلا وتابا ) نعني المدائح النبوية .
محاولات التجديد في تشكيل القصيدة لدى شعراء الخليج والمؤثرات فيها: اتصل أدباء الخليج بالحركة الأدبية في الوطن العربي فقد ” أتتهم الصحف العربية بتجديدها ومنها المقتطف والمنار والهلال والرسالة وتلتها الثقافة وأبولو , ففتحوا أنفسهم للرأي المباشر دون غزل في ليلى ولا مديح لقيس ... لذلك جاؤوا بالتجديد في الأسلوب وإن بقيت القصيدة كلاسيكية , ثم ظهر فيهم مَن نوَّع القافية وحافظ على وزن يوم أن كان ذلك جريمة لاتغتفر ”
ومن دعوات التجديد: مطالبة النقاد بتنوع القوافي , وكأن القافية الموحدة , تثقل الأسماع برتابتها , وتتنافى مع التطور الموسيقي المعاصر . فقد كان الناقد أحمد أمين من المؤيدين لهذا الرأي فقال:“ لأننا نخضع آذاننا للموسيقى الجاهلية , وهذا نوع من السجن لا يليق بأمة تتحرر من القيود , وقد جنى هذا القيد جنايات كبرى تتصل بالنوع الأدبي , فالقيد بالقافية حرمنا من الملاحم الطويلة التي كانت عند الأمم الأخرى , وحرمنا من القصص الطويلة الممتعة ؛ لأن اللغة مهما غنيت بالمترادفات لا تستطيع أن تقدم للشاعر مئات الكلمات على روي واحد وعلى حرف واحد ”
وهذا رأي فيه كثير من التجني لأن القافية حلية شكلية لايمكن أن تقف حائلا دون نشوء نوع أدبي , وهذا الأمر له علاقة بنظرية الأنواع الأدبية وعدم تأثر العرب بالملاحم له أسباب كثيرة.
لقد استجاب الشعراء لهذه الدعوات , فكان للشاعر العماني حجي بن جاسم الحجي قصيدة يخاطب فيها شعبه قبل خمسين عاما , نوَّع فيها في القافية :
أقسمت ياشعب إني لا أخاف الدهر عهدك
وعدتني بنهوض فحقق الله وعدك
ياشعب قلبي كليم قد كلمته الليالي
ياشعبي إن شفائي أمنية من محال وبقيت مسألة ” وحدة القصيدة ” موضع التساؤل ! فوحدة القصيدة تعني حسن التخلص وارتباط الأجزاء , بحيث لايشعر القارئ بهذا الانتقال من غرض إلى غرض . ولكن حسن التخلص لايسوغ للشاعر الانتقال العشوائي الذي يبدد وحدة القصيدة مما جعل النقاد المعاصرين يحاولون نقل الأبيات من موضع إلى موضع من دون أن تنهار وحدة القصيدة.ولكن دعوات التجديد وجدت استجابة :
فبدأ مفهوم الشعر يتغير تحت تأثير الاتجاهات النقدية الوافدة , فبعد أن كان مفهوم الشعر يتحدد بـ : الكلام الموزون المقفى , أصبح يتحدد : بـ التعبير الموسيقي باللفظ عن الإحساس الصادق (الصدق الفني ). يقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي :“ الشعر ما ينظمه الشاعر عن إحساس يجيش في نفسه بأوزان موسيقية تهز السامع ” .وصدق الإحساس نفى عن القصيدة: مقدماتها التقليدية.
والتعبير الموسيقي فك قيد القافية لدى بعض الشعراء في بعض القصائد .
مسألة وحدة البيت في الاتجاه الاكلاسيكي (القديم) :
البيت الشعري وحدة مستقلة في عرف النقاد العرب القدماء , وقد عدوا ارتباط البيت بغيره عيبا , وهذا أمر له ظروفه التاريخية كما يقول ابن خلدون في مقدمته , كإنشاد الشعر في الأسواق الأدبية
الأمر الذي يستدعي ذلك ليفهم السامع المعنى الجزئي . ومن ارتباط الأبيات المستقلة , تتولد وحدة نفسية أو رابطة معنوية , وهذا يلائم القصيدة المتعددة الأغراض .كما يستدعي موقف الإنشاد وحدة الوزن والقافية ليقف عند نغمة يربط فيها بين فكرة سابقة وفكرة تالية .
وبرزت النزعة العقلية على النصوص بوصفها سمة للكلاسيكية , وتجسدها أبيات الحكمة التي تكثف في بيت واحد , فيسير ويحفظ , ومن هنا قدموا الشاعر الذي تكثر أبياته السائرة , ومن يكثف المعنى . كما يرتبط الشعر بالإنشاد مما استدعى العناية باللفظ , والحدة في الموسيقا . مفهوم الشعر في هذه المرحلة( الكلاسيكية ) للشعر لديهم هدف ووظيفة : وليس للمتعة , فهو في خدمة الحياة, يستخدمه الشاعر في توعية شعبه , وحثه على التقدم ونيل الحقوق السياسية والاجتماعية , وتأكيد القيم الأخلاقية , أي إن الشعر سلاح بيد الشاعر لعلاج الأخطاء التي يراها في مجتمعه .وربما استدعى هذا الهدف مباشرة اللغة بلا استعارات أو خيال بعيد , بل المقاربة بين الأطراف .وقد توضح الهدف التعليمي في ظاهرة الوعظ والإرشاد والنصائح كبديل للحكمة التي تكثف التجربة الإنسانية . وذلك واضح في قول الشبيب: فاتعبوا في التماس العلم أنفسكم تثنوا إذا انجلت العقبى على التعب ويرتبط هدف الوعظ والنصح بالمناسبة , فالشعر هنا شعر مناسبات , يهتم باهتمامات الجماهير التي تفجر المشاعر . والشاعر الجيد الذي يطوع الحدث إلى موقف إنساني , مما يكسب القصيدة سمة الديمومة . وهذا مايحدث عندما ترتبط القصيدة بموقف إنساني , يلامس مشاعر الناس في كل زمان ومكان . وهذا ما خلد قصيدة ” أخي ” لميخائيل نعيمة .لكن المناسبات كانت في معظمها ديني ( مولد الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وحلول شهر رمضان , والأعياد , وموت أحد زعماء المسلمين ) فتنطلق حناجر الشعراء , ويستعرضون البطولات الإسلامية , ولكن هؤلاء الشعراء لم يصدروا عن خط فكري واضح كالذي نجده أحمد شوقي وأحمد محرم .



المحاضرة الرابعة : الاتجاه الرومانسي الاتجاه الرومانسي

ذكرنا في محاضرتنا الأولى أن التطورات بدأت تأخذ طريقها إلى الخليج , فاتسعت دائرة المثقفين , وانتشرت الجمعيات والمعاهد الثقافية , واتصل أبناؤها بالتيارات الثقافية في الوطن العربي . إضافة إلى التطورات الاقتصادية والاجتماعية إثر اكتشاف النفط , فتمايزت الطبقات , وتأثرت بالتيارات الثقافية , وتعقدت الحياة بحيث كادت تنسف البساطة بتأثير المادية التي كادت تعصف بدورها بعرى الروابط العائلية ؛ فتفككت الرابطة من القبيلة إلى العائلة التي كادت أيضا تضيع في زحام المدينة النامية .وقد عززت التطورات فردية الفرد , فسعى لحيازة الكماليات.
إن الاتصالات بالثقافات أدى إلى ظهور حركات التجديد التي غالى بعضها في تطرفه , واصطف بعضها الآخر مع واقع الأمة. فنما اتجاه كلاسيكي , عبر عن الحياة العربية , وحافظ على موروثاتها , وازداد محافظة , ولكن هذا التيار ما لبث أن تراجع أمام محاولات التجديد واتجاهاته لتي سرت في الخليج بعد الحرب العالمية الثانية. لقد استفاد الخليج من النقلة الحضارية في الوطن العربي , فحرق المراحل , واندمجت المرحلتان الثانية والثالثة – الرومانسية والواقعية - بعدالحرب العالمية الثانية .كانت النقلة مفاجئة , وبدلت صدمت التغير كثيرا من المفاهيم , وأوجدت حالا من القلق ؛ فالفرد يشعر بالضياع في هزات المجتمع الكبرى المفاجئة , ويسبب الانتقال الحضاري حيرة وقلقا , ويجعلهم غرباء في عصرهم .وقد عرفت أوروبا مغبة التغير وأسمت فترة المد الرومانسي النصف الأول من القرن التاسع عشر - بمرض العصر عقب الانتقال من عصر الإقطاعيات الزراعية إلى التصنيع .. من بساطة الريف إلى تعقيد المدينة .وهذا ما كان شأن العرب الذين مروا بمرحلة الاحتلال والثورات الشعبية. إن صدمة الإنسان العربي وضياع آماله الذي قصر الواقع عن تحقيقها كانت كبيرة مما جعله قلقا , فرسم واقعا مثاليا خياليا , عاش فيه غريبا عن الزمان والمكان , وهرب إلى الماضي أو الطبيعة . وقد دلت عناوين الدواوين على ما آل إليه حال الفرد ؛فألف علي محمود طه ” الملاح التائه ” وأصدر إبراهيم ناجي ديوانه : “ الطائر الجريح ” , ”وعواطف العواصف“ لعلي الشرقي , و ” وأفاعي الفردوس ” لإلياس أبي شبكة .
وهذا ينطبق على الخليج , فالتغير الذي طاله , انعكس على أسلوب الحياة ووجدانه , فعبر عنه الشاعر الخليجي تعبيرا وجدانيا , يجسم الانفعال في رمز يعبر عن الأمل الضائع .
يقول محمود شوقي الأيوبي الكويتي صاحب الدواوين الأربعة
( الأشواق – رحيق الأرواح – هاتف من الصحراء – الموازين):
رو قلبي من أغاريد الهيام واشف روحي من تباريح الغرام
أيها القمري أني مستهام من أغانيك فؤادي في ضرام أيها العاشق قل لي ما الهوى وترفق إن قلبي في وجيب عاطني من صوتك الفن العجيب هذه أرواحنا حيرى تذوب وشفاء الروح من هذا اللغوب أدمع حيرى بأيام النوى
هذه قصيدة تنتمي إلى مذهب الرومانسية , فما هي الدلائل على هذا ؟
إن هذه الدلائل التي نبحث عنها هي الحد الفارق بين مذهبي الرومانسية والكلاسيكية . لقد جسدت القصيدة ذاتية الفرد , وتناولت عواطفه تناولا روحيا بعيدا عن المادية إضافة على طريقة التعبير , فأغاريد الهيام والأرواح الذائبة صياغات غير مطروقة .الموسيقى بعيدة عن الرتابة التي ألفناها في القصيدة العمودية .الوحدة ليست وحدة بيت بل وحدة الفقرة. رقة الألفاظ , وهمس الحروف بدلا من اللهجة الخطابية والجزالة .وإذا قال قائل : إن الغزل أقل خطابية بشكل عام , فإننا سنترك الغزل إلى الولوج في ”محراب الشاعر“ لمحمود شوقي الأيوبي :
شرب الدمع وعاف الراح في الكوخ القصي
ناجيا بالروح والإحساس من رهط غوي
وهفت أنفاسه الحرى إلى البلبل ذي الصوت الشجي
وإلى الحقل إلى الغاب إلى روض على الطود العتي
عشق الشاعر طيفا مشرق الروح النضير
يتجلى في محياه جمال الحب ما بين البخور
يتجلى المذهب الرومانسي واضحا في هذه المقطوعة من خلال الصور الجديدة : الأمل الحلو والطيف المشرق الروح , ونهر الشعر المتدفق بين الزهور . كما يتجلى من خلال البناء العضوي المتنامي في إطار الفقرة ويتوحد فلا نستطيع تغيير ترتيب الأبيات. لرؤية هنا شعرية فالروض ليس زهرا ملونا ولكنه زاخر بالصور المليئة بالأمل , وجمال المحبوب ذو طابع سحري يلفه البخور كل شيء يخرج عن المقاييس العقلية .لجوء الشاعر إلى الغاب هربا من ضجيج المدينة .اللغة هي اللغة الرومانسية بعيدة عن المنطقية, ولهجته بعيدة عن الخطابية. عدم الالتزام بقافية موحدة لأنه لايخطب بل يهمس إلى صاحبه.الشعر هنا كتب ليقرأ وليس لينشد هذه كانت نغمة عامة لدى الشعراء في الخليج . كما يتبدى في قول الشاعر البحراني أحمد محمد الخليفة (صاحب الدواوين الثلاثة : أغاني البحرين – هجير وسراب – بقايا الغدران ):
أي حلم طاف بي يخفق في صمت الليالي
رقص الأمواج والرؤيا بموسيقى الجمال
حلم صور لي الدنيا من السحر الحلال
ما على الشاعر إن غرد بالحب ملاما
فهو في ألحانه يبكي لياليه القدامى
ويناجي في سكون الليل أرواح الندامى
فالشعر لم يعد مديحا وهجاء ورثاء تقليديا , بل غدا حديث النفس ونجوى الذات , فالذات هنا ضيقة بالواقع , أحلامها أكبر من إمكاناتها , تحلم بالمدينة الفاضلة أو بدنيا السحر الحلال كما يقول .
والأحزان التي تحيط بالمشاعر ليس لها تعليل مباشر سوى ” مرض العصر ” نتيجة ضغط الحياة وتحدياتها وإحساس الفرد أمام المتغيرات المادية من حوله , فلا منقذ له منها إلا العواطف التي يتغنى بها أملا في المستقبل وعزاء عن الواقع ويفسر الشاعر نفسه“ أحمد محمد الخليفة“ مأساة الإنسان الخليجي في مرحلة الانتقال من صياد يصارع الأهوال , يصيد اللؤلؤ بكفاحه ليعود إلى أحبابه إلى البر , فأين هي تلك الحياة التي تضج بالحياة والحيوية , أين الجرأة والحرية والنشاط والأمل واليأس من حياة الوظيفة الوادعة الروتينية , لقد انتقلت الحياة من البحر إلى البر:
أنا الغواص في البحر حليف الجد والصبر
أنا ابن الموج والأنوا ء والظلمات والفجر
هذه النقلة التي زلزلت وجدان الفرد في البحر زلزلت زلزلت وجدانه في البر أيضا . فالانتقال برا من مكان بكل ما يعنيه من قيم وأصالة إلى مكان جديد لم تألفه النفس , زلزلت وجدان الإنسان العربي في الخليج الباحث عن أصالته , فهو بدوي ينسج خيمته ويقيمها فوق رابية خضراء , يحتضن الطبيعة , ويعيش قيم المروءة العربية , إنها حياة بسيطة , لكنها ما لبست أن تقوضت , فشاد البشر القصور ,فانطوت الطبيعة في رقعة المدينة .يقول أحمد العدواني:
كنت هنا وكان لي بيت من الشعر
نسجته صنع يدي بالصوف والوبر
قام على رابية مخضرة الطرر
تؤمه الضيفان بين مرتق ومنحدر
والشمس تفتر له ويضحك القمر
ياليت شعري ما أرى؟ ما فعل القدر
ملاعب الربيع قد حلت بها الغير
عفَّى على آثارها ناس من الحضر
شادوا عليها لهم القصور من حجر
كأنها مقابر معكوسة الصور
وقد عبر الشاعر محمود شوقي الأيوبي عن رغبته في العودة إلى حياة البساطة ... إلى الخيمة والناقة رمزي البداوة والأصالة , ولكنه يعبر عن عجزه لأنه غدا أسير حياة فقد فيها الإنسان حريتهلقد رغب الشاعر العودة إلى حياة قريته الشعيبة بالكويت ولكن أنى له هذا وقد تحولت قريته إلى مدينة للحديد والنار .. إلى مدينة صناعية تضج بالآلات على الأرض , ويرتفع في سمائها الدخان .
فالنقلة هنا مفاجئة , قلبت الحياة رأسا على عقب , لذا أحس الإنسان العربي في الخليج بالغربة في أرضه , كما ردد خليفة الوقيان:
غريب إن مضيت وإن أتيت وناء إن دنوت وإن نأيت
أقلب في وجوه الناس طرفي وأسأل في الدروب إذا مشيت
لعل الشوق يحملني سعيدا لأفاق لها دنفا سعيت
يعيش الشاعر غربة نتيجة هذا التغير المفاجئ , فالوجوه غريبة , ليس خليجية ,جذبتها قريته للعمل , لذلك تطير أشواقه حيث تجد لها عوضا عن غربته . إن أمل الشاعر في العزاء بمكان يعوض له ما فقده لايعني الهروب , بل هو رسم لعالم جديد رغبة في التحرر من القيود الاجتماعية , والضغوط النفسية إلى العالم الرحب , إنها أشبه بأحلام اليقظة ولكنها ليست هي , وأجنحة الخيال وتقديس العواطف وشرنقة الذات تلتف حول نفسها .وهذا هو معنى الرومانسية .
وهكذا أصبح القلق والتبرم والحزن تغلب على نتاج شعراء الخليج حتى قال فهد العسكر (ضاقت بي الدنيا دعيني أندب الماضي دعيني) , مع أن ذلك الماضي كان محل سخط لضيق العيش , وقد عبر عنه عبد الله سنان في قصيدته ( الصياد) بصورة هيكل عظمي واهن القوى عرف الجوع والحرمان وطاردته الرياح والأمواج . أصول ثقافة شعراء الخليج : - لقد تمثل هؤلاء الشعراء شعر المهجريين من الرومانسيين العرب ؛ خليل مطران, وعلي محمود طه , والياس أبي شبكة , وإيليا أبي ماضي .فأحمد محمد الخليفة أهدى قصيدة من ديوانه ( من أغاني البحرين ) إلى روح علي محمود طه – الذي أكبر الخيام بوصفه شاعر الانعتاق كما يعده الرومانسيون - وأخرى إلى الشابي .وإبراهيم العريض الشاعر الرومانسي يتحدث في ديوانه العرائس عن فلسفة الخيام , فيطيل الحديث عن ألوان الجمال في الدنيا , ولكن الموت يعصف بها وبه , وهذا سر الشقاء الإنساني. - الثقافة الغربية كما قرأ أولئك الشعراء الشعر الأجنبي بلغته ومترجما .
خصائص الرومانسية في شعر شعراء الخليج:
- التعبير عن خلجات النفس ومكنونات الضمير , بتصوير الشعور والأحاسيس بوصفها مفاهيم رومانسية ترددت على ألسنة نقادهم. فقصيدة أحمد العدواني ” نداء المعركة ” تذكرنا بقصيدة ” أخي“ لميخائيل نعيمة إلا أنها تحقق مفهومه السابق للشعر, يقول أحمد العدواني : ياأخي إن مت لا تسكب على قبري دمعة بل خذ الشمعة من كفي وكن في الليل شمعة
الشاعر يهمس ,ويبوح , فتختفي الكلمات التي وجدناها في شعره الكلاسيكي:
هذا الدم المهراق فوق أديمها غسق يمهد للنهار فيطلع
هنا الكلمات الخطابية ولفظة الدم كلها معان تتلاشى في أبيات العدواني السابقة .
تقديس العواطف , فالحب قداسة , تردد في ألفاظ القداسة كما كنا نجدها في شعر العذريين.
وفي هذا كله رفض للمدينة الجديدة التي ضاع الإنسان بين عجلاتها وضجيجها , لذلك كان اللجوء إلى مرفأ الأمان .
- فالمرأة رمز الأمل , يحقق الشاعر من خلالها ذاته , ويتخلص من الضياع , إنه شيء أبدي خالد كما يقول خليفة الوقيان:
أريدك نورا يدوم ويبقى إذا كل حي على الأرض حالا
ومن هنا تأتي ألفاظ القداسة معبرة عن الإجلال للعواطف النبيلة كما يقول محمد أحمد الخليفة في قصيدة بعنوان ( في معبد الحب): يابنة الأمنيات ما أنت إلا ضوء غجر على حياتي استطالا
أتملاك في الغيوب وأحثو في المحاريب رهبة وجلالا
والشاعر يستعذب الألم في البعد والحرمان لاستدرار العطف الذي هو بحاجة إليه في وحدته , وقد عبر عن ذلك مبارك بن سيف في قصيدته ” الليل والضفاف“: ياضفاف الشط هل أشكوك ما بي من حنين لي فؤادي كلما طافت به الذكرى أثابا
يستلذ البعد والحرمان فيه والعذابا .
موازنة بين نصين من مذهبين مختلفين :المذهب الرومانسي والمذهب الكلاسيكي . ورقة عمل .


المحاضرة الخامسة :
البناء الفني للقصيدة في الاتجاه الرومانسي


البناء الفني للقصيدة في الاتجاه الرومانسي في الخليج: يعد إبراهيم العريض رائد الاتجاه الرومانسي في الخليج , وقد حدد مفهوم الشعر وفق هذا الاتجاه فقال :“ يخطئ هؤلاء الذين يقسمون الشعر أبوابا حسب ملابساته الخارجية من مدح ورثاء وفخر أو حماسة وغزل أو عتاب , دون أن ينظر إلى موقف الشاعر نفسه إزاء هذه الملابسات , فالروح التي تدفعك أنت لتستفز جماعة من البشر في حفل حاشد هي غير الروح التي تحدث بها إلى واحد من هؤلاء ممن هو قريب إلى نفسك , وهي بالأخرى غير هذه الروح التي تناجي فيها – إذا خلوت لهمٍ أو حزن – نفسك وحدها ”.إن الأساس في مفهوم الشعر الذي طرحه العريض هو العودة إلى الذات فالشعر الرومانسي شعر يتبنى العودة إلى الداخل إلى ذات الشاعر بعد أن عاش الشعر طويلا في إطار الملابسات الخارجية (المذهب الكلاسيكي الاتباعي) .فأسلوب الشعر الرومانسي مناجاة , يتخذ السلم الموسيقي الهادئ , ويختار لفظا أقرب إلى الحياة اليومية لأنه تلقائي . وأسلوب الشعر الكلاسيكي خطابي , يتخذ السلم الموسيقي المرتفع , ويتخير اللفظة الجزلة القوية الرنانة .يتبدى هنا أن أساس بين مذهبين أو اتجاهين هو خلاف لغوي .والعودة إلى الداخل تعني أن الذات محور القصيدة , وهذا يمنحها وحدة ترابطية عضوية . في حين كانت القصيدة الكلاسيكية ذات أغراض متعددة , يشكل كل بيت وحدة مستقلة , وربما هذا أفقدها الوحدة العضوية , وإن انتظمتها وحدة نفسية , وإن حاول الشاعر أن يحسن تخلصه من غرض إلى غرض.ويمثل إبراهيم العريض الخط الرومانسي الخليجي خلال الأربعينات والخمسينات في ديوانيه : ”العرائس“ و“ شموع“.وكان له مفهوم للشعر حدد فيه دوره في الحياة , يباين المفهوم الكلاسيكي للشعر, فبعد أن كان الشعر محاكاة للمثل الاجتماعية العليا الجمالية المناقضة للقيم السلبية ؛ فالجود مقابل الإقتار , والشجاعة مقابل الجبن , صار الشعر على يد الرومانسيين بحثا عن الجمال في الوجود الذي يمثلة الجمال الروحي .يقول إبراهيم العريض:هو يهفو لجمال ربما خفيت آثاره في الكون عنا فإذا شاهده في روضة أو سحاب مثَّل الإحساس فنالا تقل دنياه ظل زائل فشعاع الحب فيها ليس يفنى إنه عاشق الجمال , يتلمسه فيما ظهر وخفي على العين , يدركه الشاعر بحسه , ويعبر عنه بفنه , يدفعه إليه عشق الروح الأبدي. فالشاعر مولع بالجمال الروحي , يتبعه ويخلده في فنه الذي يعبر عن رؤيته الذاتية في الوجود . يقول: وتلعب ربة الأحلا م في عينيه بالنور بواد ضاحك الأرجا ء نامي الزهر ممطور وحين يضمها فرحا بقلب شبه مخمور يرى من خلفها طيفا وأسرابا من الحور تمتزج في النص الطبيعة بالغزل , فالشاعر وأحاسيسه تتخذ من الطبيعة والمرأة رموزا معبرة عن انفعالاته الفياضة .الشعر بوصفه فنا يشكل إحدى وسائل الإنسان للاتصال بالواقع وامتكلاكه ومن ثم تسخيرة لما فيه خير الإنسان . والشعر بهذا يكون طاقة في الإبداع , وقدرة على الإيحاء , وأداة في إثراء الوجدانفهو يرمي إلى تغيير الواقع , وهذا حلم يعيشه الإنسان في حالات تأزمه معتمدا الخيال الخلاق .لقد أسقط الشاعر التعبيرات الكلاسيكية , ولجأ إلى لون جديد من الصياغة ( وتلعب ربة الأحلام في عينيه بالنور) وربة الأحلام هي المخيلة المبدعة التي تطلق الرؤى من عقالها , فتتلاعب بالظل والنور لتولد صورا جميلة فريدة . وتتوالى الصور والعبارات المجازية ( بواد ضاحك الأرجاء) فالوادي ضاحك مشرق بالزهر , تهبه السماء ماءها بحركة يشيع فيها جو سحري , نسمع فيه زقزقة عصفور , يكمله رؤية محبين ,مسحورين بنشوة روحية سامية , ثم نرافق الشاعر إلى رحاب الجنة لتكتمل المنظر بملامحه الروحية حيث أسراب الحور , إنه رؤية رومانسية خالصة. وتتكرر الرؤى السحرية في تجربة الشاعر العريض كخلفية لتجربته الروحية في ديوانه (شموع ) كقوله :أنا أصغي إليك في كلة الليل كأني في عالم مسحور نلحظ هنا الموسيقى الهادئة المهموسة ويردد ألفاظ القداسة ( أبدعتك يد الخلاق كي تعبدي ) و(حسنك الروحاني ) والعطر سرى يذكر (بالفردوس) . أما الطبيعة عند الرومانسيين فهي حية ثرية بالإيحاءات؛ فالجبال تحلم , والكون يغني , والصبا تهدهد الزهر , والرد مثقل الأجفان بالنعاس , والطل قرط الزهر . إنها دنيا مليئة بالأحاسيس والصور . وفي ذلك يقول العريض ياإلهي جهلت كنهك لكن في مرايا الوجود ظلك باد حيث أمعنت في الطبيعة لحظا لاح حيا ما خلته من جماد وهي أبيات تستدعي أبيات ميخائيل نعيمة الشاعر المهجري على اختلاف منهجيهما .والموقف الفني نفسه نجده عند أحمد محمد الخليفة في دواوينه كلها , مما يجعله معلما من معالم الرومانسية بخصائصها المعروفة .يقول أحمد محمد الخليفة في قصيدة ” ابتهالات“ : هذه جنة خيالية التكوين سحرية الربى والورود ها هنا الطهر والبراءة والأحلام في معبد الجمال الفريد أتملى الجمال كالشاعر المفتون في روعة الربيع الوليد رب نجوى تعيد لي شبح السلوان من قبضة الشقاء الأبيد فالشعر فيض عفوي للمشاعر , يلوح منه القلق الخلاق للفنان وتوقه الشديد للحرية التي يرسمها في هذه الجنة الخيالية حيث الطهر والبراءة والجمال . كما يجسد هذا الشعر رؤية الكاتب الذاتية للوجود يفككه ويعيد بناءه بناء أكثر انسجاما وتوحدا وجمالا .ودور الشاعر في إعادة الانسجام والتعبير عن العالم الأمثل الذي يرسمه بعيدا عن آلام الواقع , يتضح في شعر الرومانسيين الخليجيين كما اتضح في شعر غيرهم , فالشاعر الخليجي في أيام الغوص والكفاح من أجل لقمة العيش , لم يعبر عن الحرمان والقيد , بل عبر عن حنينه لأهله في البر وهو يصارع أهوال البحر لأنه كان منسجما مع حياته الموروثة في بيئته الشحيحة , ولكن النقلة الجديدة هي التي ولدت إحساسه في الغربة , لأن مراحل النقلات الحضارية مسؤولة عن هذه المشاعر وفق قانون تلاقي المدنيتين .يقول الشاعر أحمد محمد الخليفة :هذا رسول الشعر بين الورى يعيش في أحلامه الشاردة ظل طريدا بينهم أدهرا فمل من عيشه الراكدة يمتزج الأرواح في لحنه شوقا وتسمو فوق أفق الخيال كأنما الأكوان فنه تستلهم السحر ودنيا الظلال وهذه الدهشة التي تطبع البيت الأخير هي سمتهم في تعاملهم مع الكون مقابل العالم المألوف للكلاسيكيين. وهكذا تتضح أن الرومانسية تهجر حديقة الكلاسيكية الأنيقة المرتبة , وتخرج إلى البراري الرحيبة في العالم الفسيح كما تهجر البلاغة القديمة ومواصفات الأسلوب الموروث إلى التعبيرعن التجربة الإنسانية تعبيرا ذاتيا صادقا وبذلك أضحى الأسلوب هو الكاتب أو الشاعر.


المحاضرة السادسة :

الاتجاه الواقعي والشعر الحر
ظهرت الواقعية في أدبنا العربي الحديث في أعقاب الحرب العالمية الثانية رد فعل على الرومانسية التي أسرفت في تقوقعها حول الذات واجترار الأحزان .
ظهرت عقب تجاوز العربي مرحلة النضج , وظهور الوعي السياسي , فظهر هذا في صورة ثورات وحركات تصحيح , فاتجه نحو التصنيع .
وكان الاتجاه الجديد في الأدب بعامة والشعر بخاصة تعبيرا عن القدرة على مجابهة الواقع والرغبة في تغييره , وقد اتخذ الاتجاه الواقعي القصيدة الحرة لونا له تعبيرا عن هذا الواقع الجديد . عوامل ظهور الواقعية في الخليج ساير التيار الرومانسي التيار الواقعي , ولكن بتقدم الزمن, ركد التيار الأول , وازداد تدفق التيار الثاني حتى غلب على الموقف الأدبي في الخليج . وكان مما ساعد عل جريان التيار الواقعي وجود الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في المنطقة , فقد ترك البصرة إلى الكويت منفيا ومستشفيا , لذلك كان ديوان محمد الفايز ( الكويت) ” مذكرات بحار“ عام 1965 بداية الاتجاه الواقعي في المنطقة – نظرا لتأثره بوجود السياب في الكويت – في هذا الاتجاه نرى أن الشاعر لم يعد يحن إلى الماضي , ويداعب أحزانه , بمعنى أنه لم يعد يكتفي بالتأسي , ولكنه يعرض رؤية جديدة . حاول الشاعر أن يقوم بعمل ما إزاء المدنية الجديدة المتوحشة التي أتت على كل شيء – الأحلام – البساطة - واقتلعت الخيمة والإبل , وأقامت المصانع , فرحل الشاعر للبناء وليس هروبا من واقع لا يتلاءم معه, رحل لكشف الواقع ليصنع غدا أفضل. يقول أحمد العدواني :ياغدنا الأخضر نحن هنا ليس لنا ألوان لا الذهب الأصفر ولا الذي دنياه من مرمر – يرنو لنا ياغدنا الأخضر ما بيننا وبينك الصحراء ترابها أصفر وأرضها خواء ومعنا المحراث والمعول وعندنا الجدول رحلة أحمد العدواني رحلة عقلية , تنفتح على الثقافة الإ نسانية المعاصرة , ولاتحصر نفسها بالموروث , فهو أشبه برحلة السندباد المغامر, يرحل من أجل الكشف والمعرفة ومواجهة تحديات العصر , ولكنه يعود من كل رحلة بمزيد من كنوز الثقافة التي تجعل للحياة هدفا وغاية , كما يعود وقد اتضحت أبعاد المبادئ التي يعرف بها طريقه الصحيح فلا يضل في زحام المدينة: رحلت عنكم أبيت أن أسجن أحلامي في القماقم وأوصد الأبواب دون كل موجة جديدة المعالم أسيح في العوالم أنهل من راح الحياة حيثما طاب لي المنهل رحلت عنكم ولم أزل أرحل لكي أمارس الحياة أحس فيها نشوة الخطر رحل ولكن زاده محلي , لا يستطيع أن يقتلع نفسه من جذوره , ولا يريد , فالتجديد لا يعني البعد عن الأصالة , فالارتباط بالأصل هو الأساس المكين ثم تأتي محاولة مسايرة التطور والبحث عن المعرفة الجديدة : سلمت يا نخلة سلمت يا كريمة الأيادي تمرك الشهي كان في الطريق زادي لولاه ما طابت لي الرحلة فالنخلة رمز الثقافة العربية والأصالة , وهنا يشير إلى أن ثقافته العربية الإسلامية كانت سياجا حصنه , وسهل له السير بخطوات واثقة من دون زلل والرحلة تحتاج إلى الصبر , لذلك اتخذ الشاعر الجمل رمزا له , للإشارة إلى الصبر الأبدي الذي لا يعرف اليأس , وإشارة إلى الأمل الباسم دائما , لأن أحلى الأيام لم نعشها بعد : إياك يا صديقي يا جمل إياك أن تكل أو تمل فإن في أعماق هذه الصحراء نبع الحياة لم يزل يمد للظماء أسباب السماء إياك يا صديقي يا جمل أن تفقد الأمل نلاحظ أن الشعر العربي في الخليج قد تناول موقف الإنسان في خضم المفارقات والتطورات التي تحدث في بوتقة الانصهار الكبيرة في الشرق العربي , ولكن الشاعر لم يفقد ذاته , لأنه يعي موقفه ويقول ” علي السبتي“ الكويتي في مقدمة ديوانه (بيت من نجوم الصيف) موضحا اتجاهه في ذلك الديوان :“ إنه تعبيرعن مشاكل إنسان واقعي يحب ويواجه مشاكل الحب في مجتمع ترهقه العبودية الذاتية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية ” إنه نوع من الالتزام بخط معين , ولكنه ليس التزاما حادا , فمن المهم في الالتزام أن يقيم الشاعر توازنا بين طبيعة الفن وحدة الالتزام فلا يزال بأشعاره إلى مستوى النثر التقريري أو عناوين الصحف . سرعة إيقاع العصر وعدم ملاحقة الإنسان الخليجي , بل العربي بصورة عامة له , جعله لا يشعر بالتكيف مع المدينة المتضخمة الجديدة , الحجرية القلب ذات الوجهة المزيفة . والمآسي الإنسانية التي لا تفتأ تنزف في الأعماق ومن هنا كان الحديث المستمر عن المدينة محللا أعماقها : مدينتي كأنها تمثال ملون مزركش لكنه تمثال حتى النساء في مدينتي بلا آمال المال في مدينتي المال يبيع يشتري يستأجر الرجال مدينتي متى أراك , تزهدين بالبشر؟ إنها مدينة التي تحدث عنها من قبل في قصيدته ” مدينة السندباد ” ففيها كل هذه الملامح الصخرية وهي في الحقيقة مدينة ” إليوت ” الأرض اليباب . ولكن شاعر الخليج يحس أن مدينته مازالت في مرحلة مخاض يمكن أن تلد يوميا كل عجيب إل أن تستقر , فحينئذ يستطيع أن يتأقلم معها .ولكن الشاعر الواقعي يعد نفسه باحثا عن الحقيقة , يتعذب من أجل أن يراها شيئا ملموسا أمامه , فهو يسعى وراءها , ويحلم بها , ويجاهد من أجل أن تتكشف له في الفجر الجديد . وهكذا يقول عبد الرحمن رفيع:والحقيقة حلم راود أذهان الخليفة أنت ضيعت ليالي سدى عندما أغريتني يوما فأسرعت لبابك ملقيا كل طموحي في متاهات رحابك إننا نقوى على حمل العذاب عندما يصنع فجرا الشاعر لا يقف موقف المعلم , ولكنه موقف المستكشف , ويدفعنا إلى السير معه لنبحث معا عن تلك الحقيقة الضائعة حتى تتكشف لنا معا في نفس اللحظة فنعي موقفنا , ونسعى إلى المواجهة مع أنفسنا بدلا من التعالي , أو الهروب من المواجهة, وهذه المواجهة تمنحنا في النهاية الثقة في اليوم والغد معا. كان الشاعر الرومانسي في الخليج وفي غيره , يعبر عن رغباته وعواطفه , فيرسم صورة مثلى للأماني , ولكنه أخذ يتغير بعد حين عندما بدأ طور الرجولة , وهنا لا يعود يهرب على أجنحة الخيال من واقعه , بل يواجهه , ويعترف به مهما كان , فالمواجهة هي الخطوة الأولى لفهم الحقيقة والتعايش معها أو محاولة تعديلها : أنا مثلكم لي والحسان مغامرات صاخبات عشرا هجرت ولا أعد الباقيات وأنا الذي أدري بأني لم أنل حتى الخيال حتى التحية من فتاة ومن أجل تحليل واقعه لابد من النظرة الشمولية بدلا من قوقعةالذات , وهنا يدرك أن التضحية بالذات قد تكون واجبة من أجل التغيير المأمول , ومن أجل غد أفضل للمجموع :لم أعد أحمل كالأمس بشطآن وحور لم أعد أحلم حتى بسويعات حبور لم يعد قلبي عصفورا غريرا فأنا بعد هبوب العاصفة صرت نسرا , طرت , حلقت على كل الجسور يا رياح الموت هبي أبدا فأنا أحمل في كفي ميلاد النهار لكن المذاق الخاص لشعر الخليج يتضح في طول الالتفات إلى مرحلة صيد اللؤلؤ التي تمثل حياة الخليج قبل ظهور النفط , وكان يعبر عنها بالحنين إلى الأحباب , والآن يتناول تلك المرحلة من زوايا أخرى جديدة , فهو يتناولها محللا ظروفها مسهبا في عرض آلامها وأحزانها لأنه الآن يقع بعيدا عنها بمسافة زمنية تسمح له بالروية . يقول مبارك بن يوسف:إيه يا ماء الخليجكم شربنا ماءك المالح في لفح السموم وسمعنا آهة النهام أعيتها جبال من همومإنك الخدر الذي يحجب في الأستار آلاف المآسيظالم أنت وجبار وغدار وقاسي إنها بداية تأقلم الإنسان الخليجي الذي يرى على الرغم من التطور السريع في حياته الحاضرة , إنه أفضل من آبائه الذينقاسوا عذاب الحرمان وجدب البر الذي اضطرهم إلى ركوب الأهوال في البحر . إن ما قاله الرومانسيون يوضح مرحلة عدم التأقلم من خلال شعر الغوص . فأحمد الخليفة شاعر رومانسي من البحرينوهو يتناول موقف الغواص من زاوية رومانسية تؤكد تعلقه بالماضي أو ما نسميه بالاغتراب الزماني لأنه لا يتأقلم مع الحاضر :أنا الغواص في البحر حليف الجد والصبرأعيش مع الرياح الهوج في كر وفي فر أنا ابن الموج و الأنوار والظلمة والفجرتسير سفينتي في الليل بين الموج والصخروقلبي هانئ يخفق بالآمال في صدريأصيد اللؤلؤ النادر في الليل من القعر وأهزج بالنشيد الحلو في الدنيا وفي الفجرأناجي بعد طول العهد أحبابا ورا البحروكأنه ينكر الحياة الرتيبة الجديدة المترهلة التي يراها خالية من المعنى التي يفقد فيها الإنسان ذاته ؛ لأنه مجرد رقم في زحام الحياة , أما الغوص فهو حياة التحدي للترهل وحضور الذات , ولذلك تتكرر ” أنا“ مرة ومرات في القصيدة . ومنذ مرحلة الرفض حتى معايشة الواقع , بقيت عناوين الدواوين تحمل مدلولا خليجيا في كثير من الأحيان مثل ” نفحات الخليج“لعبد الله سنان ” أغاني البحار الأربعة ” لعبد الرحمن رفيع , و“ المبحرون مع الرياح ” لخليفة الوقيان , ” أنين الصواري“ لعلي عبد الله خليفة , و“ مذكرات بحار ” لمحمد الفايز , و“ من أغاني البحرين ” لأحمد محمد الخليفة , ” وأشعار من جزيرة اللؤلؤ“ لغازي القصيبي وغيرها , وما زالت صوره في كثير من الأحيان أيضا تنسج خيوطها من شباك الصائد , وتتلون بأحزان الغوص .
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 17   #3
نجوم الثريا
أكـاديـمـي نــشـط
 
الصورة الرمزية نجوم الثريا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91114
تاريخ التسجيل: Wed Oct 2011
المشاركات: 165
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 52
نجوم الثريا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: جامعه الدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: عربي
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نجوم الثريا غير متواجد حالياً
رد: ندااااااااااااااااااااء خاص لنفيسه ..

مشكوووووووووووره نفيسه الله يسعدك ويوفقك ياااااااارب
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 03:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه