|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أمل فما وصل!
لعلّ أصعب ما تعانيه النفس وما يُثقل كاهلها هو الخوف من عدم تحقيق أمانيها وإدراك مُبتغاها, ولاسيما إن كانت تلك الأماني قد قرُب نوالها فكانت قاب قوسين أو أدني من حيازتها. فتصبح عندئذٍ ( كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) أو أنها مثل حال ذلك الذي سار في صحراء قاحلة فأنهكه المسير وخارت قواه وكاد يقتله العطش ولكنه مازال يسير ويحمل نفسه ويحثها لمواصلة المسير حتى وصل إلى ساحل بحر فانكبّ على مائهِ يشرب ويشرب لكنه أدرك عند تلك اللحظة وعلم يقيناً أنّ ماء البحر لم يزده إلا عطشاً فأدركه الموت من ساعته بعد أن ظنّ أنّه بلغ غايته . أرأيتِ يا نفسي أنّك تسيرين في دجى ليلٍ أسحمٍ بهيم! وبعد أن قطعتِ مراحل في ذلك الليل خبأ ضوء سراجكِ الذي كان يضيء لكِ الطريق . فما الذي أخبأ ضياء ذلك السراج المتوهج ؟ وكيف السبيل إلى إعادة توقده وتوهجه ؟ أتراه قد ملّ صُحبتي ! أم أنّ أحداً غيري حلّ في مكاني واستقر في قراري وأخذ سراجي! أم أنّي أصبحتُ من زرعٍ قد آن حصاده وليس له من ماء من كان يُسقيه حتى استقام ساقه وصلُب عوده ولو نغبةٌ من ماءٍ لعلها تكون عرق الحياة لذلك الزرع الذي يبس وما كان يبوسه إلا من قلّة الرّي ! أم أنّ النفوس تغيّرت والأهواء تبدّلت والقلوب انتكست والعقول انعكست! إن كان كذلك فلن يكون قولي إلا واهاً لآمالٍ طالما خفت ألا تتحقق واهاً لدمعٍ سكبته العين على صفحة الخدين فترقرق واهاً لأيامٍ نحتُ في أرضها نهراً من الحب فتدفق واهاً على قلبٍ كثيراً ما عانى وتشوّق واهاً على عقلٍ طالما فكر فيها وتعمّق واهاً على قلمٍ راح يكتب في حُسنها وتحذلق واهاً على الصبابة والوجد واللوعة أعيت كل أديبٍ يتشدّق خطراتٌ سرت في ليلٍ أسحمٍ لاتدري أين المسير وإلى أين المُنتهى ! زفراتٌ تخرج من بين الأضلع يكاد الصدر ينشق منها أو يتفجر! آهاتٌ تُخرج المكنون من صميم القلب إلى الواقع المتلبد ! هذا هو حال إنسانٍ سُلب لبه وذهب عقله فتغيرت أحواله , فعانق الجنون بعد أن كان سيداً للعاقلين وارتمى في أحضان الهوى ونهل من عذب رضابه وعلّ من صافي شهده , فكان جزاءه : أن قُتلت آماله وخابت ظنونه! فخرّ صريعاً لجرانه! يبكي أحزانه! ويشكو هجرانه ! ويألم على حرمانه! عند ذلك خطر بباله قول القائل : عند الصباح يحمد القوم السرى وعند الممات يحمد المرء التقى . قلت : في كفَّ فاتنةٍ أو عينِ ناعسةٍ .. أو خدِّ غانيةٍ تحيا أمانينا لكنّها في فجاجِ الأرضِ ضائعةٌ .. تباً لحظٍ بمُـرِّ الكاسِ يسقينا رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان |
2013- 3- 11 | #2 |
مشرف عام سابقاً
|
رد: أمل فما وصل!
،،
سلمت بما خطت يداك .. أمل قد وصل ! دائماً الاماني لانضع امامها العراقيل و إذا لم تتحقق فليس نهاية المطاف ،،، شكراً لك ،،، |
2013- 3- 11 | #3 |
:: مشرفة ::
ملتقى الفنون الأدبية سابقاً |
رد: أمل فما وصل!
/
سلمتَ ويعطيك العافية |
2013- 6- 8 | #4 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: أمل فما وصل!
شكرا لكم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|