ولك من الشكر أجزله؛ ومن الورد أعطره؛ ياصديقي ..
وكما لا يخفى على شريف علمكم؛ أن الضرورة الحقيقة هي التي لايمكن دفعها؛ ولا نتصوّر دفعها؛ ومن أتى بدعوى فعليه البيّنة؛ ولا تشنيع؛ والكلام يطول؛ وعقارب الساعة تغتال الوقت؛ والامتحان مقبلاً كجلمود صخرٍ حطّه السيل من علٍ ..
قال ابن خرداذبة - الجغرافي الشهير - في كتابه المسالك والممالك : (إن الأرض مُدَوَّرَةٌ كدوران الكرة؛ موضحة كالمحة في جوف البيضة)؛ ومنذ ذلك الحين - اي تقريبًا من القرن التاسع ميلادي - في زمن الدولة العبّاسية؛ ولا تزال الجغرافيا بأنواعها؛ تحفل بهذه الصورة البديعة التي تم رسمها عبر فكرٍ فذٍ عبقري في غابر الزمان.
أما من حيث المقصد؛ فأقول : كما قيل : والله من وراء القصد.