لم أجرؤ بعد ..

لم أجرؤ على تجاهل حروف اسمك من الأبجدية

لم أجرؤ بعد ..

أن أكون زوجة عادية ..

لم أجرؤ .. أن تراني عيوناً غير عيونك ..

وأن أسكن قلب غير قلبك ..

لم أجرؤ .. إلا أن أكون بين يديك ..

تلك المراهقة .. الساذجة .. الغبية ..

لم أجرؤ .. أن يمر النهار ..

دون انتظار مجيئك ..

دون احتضار ..

لم أجرؤ بعد .. أن أعيش الخيار ..

وأكون زوجة عادية ..

كل ما كتبناه .. محاه المطر ..

كل ما حلمنا له .. نهاه القدر ..

اليوم ..

أنت لست إلا اسماً في ذاكرتي العتيقة ..

ولست سوى لحظة هُشمت بدقيقة ..

وحبنا الأحمق .. لملم أنفاسه الأخيرة ..

ولملم الأشواق والخوف والغيرة ..

وأصواتنا في الطرقات الضيقة .. تنادينا ..

لعلنا نسمع .. لعلنا نرجع ..

لعلها تهز ذكريات وردية ..

قلت : ..

لماذا الرحيل ..؟

وقلبي العليل .. !!

وعمرنا الطويل .. ؟؟

وحبنا الجميل ..؟!!

لماذا يموت ..؟ .. لماذا نموت ..؟..

ألأنني فرشتُ العمر زهراً تحت قدميكِ ..؟

ولأنني أحببتكِ ..؟

ألأنني جمعتُ الياسمين والحساسين لأجلكِ ..؟

ألأنني صادق .. تخدعين القلب ..؟!!

ولأنني عاشق ..تخونين الحب ..؟!!!

قلت : ..

لأجل حبٍ صادق .. كبر على مقلتينا ..

لأجل زهر طاهر .. نام على يدينا ..

لأجل قمر باسم .. يطلع من راحتينا ..

لأجل سوسنة نيسانية ..

أسوقها لعينيكِ هدية ..

لا تكوني زوجة عادية ..

دعني أدافع عني ..

وكم أموت ليرض الحب مني ..!!

أهديك كل سنيني ..

يا ضوئي الشارد خلف فرحي وحزني ..

كم اشتقتُ لأكون فتاة أحلامك ..وأميرة القصيدة ..

لأن تهديني زهراً وسنوات مديدة ..

وأقماراً .. وأنجماً بعيدة ..

أحبكَ .. بكل ثانية يحبني فيها ..

وكلماته لا أذكر ما جاء فيها ..

أعانق صورتك ..

أتنهد بصمت ..

بخوف شديد ..

أخاف أن يلمحك بين أنفاسي ..

تقاسمه ابتسامتي ..

تطلع من نظراتي ..

تشاركه الحب والشوق والسؤال ..

تُمزج بين كلماتي ..

بين "صباح الخير" و"كيف الحال" ..

أناديه .. بصوتك ..

أخاطبه .. بشفاهك ..

أراه بنظرة .. جبانة .. خفية ..

تسابقني خطواتي لبريدي ..

لأقرأ رسائلك ..

لأشم رائحة عطرك من بين الحروف ..

وتلفني أشواقاً شتوية ..

من صدى الكلمة ..

وندىً لقصة معتمة ..

وأسماءً لحبيبة ورقية ..

احترقت وتلاشى الدخان ..

وكأنها لم تكن .. ولم يكن ذاك الزمان ..

والكون يشهد .. والصمت يلف ذاك المكان ..

والحزن يتنهد .. والعمر صار رماداً ودخان ..

ولكــــن ..

اطمئن ..

ولتطمئن أحلامنا .. وأصواتنا .. وخطواتنا .. وبقايا ذكرياتنا ..

أني ..

لــن أكــون بيوم "زوجــة عــاديــة" ..


.. باســمة ..