رد: كل مايخص مقرر(العقيدة الاسلامية والمذاهب المعاصرة) لدكتور/صلاح السميح
من محتوى المحاضرة الاولى:
*معنى العقيدة لغة :
مأخوذة من عقد الحبل وشده ليكون أشد استيثاقاً.
ب- معنى العقيدة اصطلاحاً (بالمفهوم العام) :
هي الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقاً للواقع، لا يقبل شكاً ولا ظنا
*تعريف العقيدة الإسلامية (بالمفهوم الخاص) :
هي الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح .
*أركان الإيمان الستة التي هي أركان العقيدة الإسلامية.
*مصادر العقيدة الإسلامية، والتي هي : القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع.
*خصائص العقيدة
1 - أنها ربانية المصدر :
إن العقيدة الإسلامية مصدرها وحي إلهي رباني،
وتورث هذه الخاصية : عصمة الأمة من الخطأ والزلل والانحراف ، لأنها تستند على الوحي من الله ، ودليل هذه الخاصية قوله عز وجل : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ*دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً ﴾ *.
2 - الوضوح وموافقة العقل الصحيح والفطرة السليمة :
تمتاز العقيدة الإسلامية بالوضوح والبيان، وخلوها من التعارض والتناقض والغموض، والتعقيد في ألفاظها ومعانيها، لأنها مستمدة من كلام الله المبين.
وتورث هذه الخاصية : السلامة من الاضطراب في الدين، ومن القلق والشك والشبهات، وتحفظ أوقات الأمة من إهدارها في أشياء غير نافعة توسد أصحابها أكف الحيرة.
ودليل هذه الخاصية : قوله تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ .
3- الثبات والدوام :
العقيدة الإسلامية ثابتة دائمة، بمعنى أنها متفقة ومستقرة ومحفوظة، في ألفاظها ومعانيها، تناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لم يتطرق إليها التبديل ولا التحريف، ولا التلفيق ولا الالتباس، ولا الزيادة ولا النقص .
وتورث هذه الخاصية : ضمان وحدة كلمة الأمة على منهج واحد وتصور واحد، عندما تلتقي على الوحي الإلهي بما فيه من موازيين لا تضطرب ولا تتأثر بالأهواء .
ودليل هذه الخاصية : قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر:9] .
4- الشمول والتكامل :
إن العقيدة الإسلامية عقيدة شاملة فيما تقوم عليه من أركان الإيمان وقواعده، وشاملة في نظرتها للوجود كله، تعرفنا على الله، والكون والحياة والإنسان معرفة صحيحة شاملة.
وهذه الخاصية تورث : حفظ العبد المسلم من الاتجاه لغير الله في أي شأن من شؤونه، أو قبول أي سيطرة تستعلي عليه بغير سلطان الله.
ودليل هذه الخاصية : قوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* ﴾.
5-أنها عقيدة مبرهنة :
تتميز العقيدة الإسلامية بأنها عقيدة مبرهنة تقوم على الحجة والدليل،
وتورث هذه الخاصية : قوة اليقين في نفوس أصحابها بما معهم من الحق، فتقوى صلتهم بالله، ويكمل تحقيقهم العبودية له وحده .
ودليل هذه الخاصية : قوله تعالى : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[يوسف:108]، وقوله تعالى : ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة:111] .
*أهمية دراسة العقيدة الإسلامية من خلال الأمور التالية :
1-أنها الغاية من خلق الجن والإنس، قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56] ، ومعنى ﴿لِيَعْبُدُونِ ﴾ : أي : ليوحدوني .
2-أن العقيدة الصحيحة هي الحق الذي أرسلت من أجلها جميع الرسل، وأنزلت الكتب، كما في قوله عز وجل : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل:36] ، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا*مِنْ*قَبْلِكَ*مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء:25] .
3-أنها سبب سعادة الخلق في الدنيا والآخرة، قال عز وجل : ﴿ مَنْ عَمِلَ*صَالِحًا*مِنْ*ذَكَرٍ*أَوْ أُنْثَىٰ*وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ*حَيَاةً*طَيِّبَةً*وَلَنَجْزِيَنَ ّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من نفسه «.
4-أنها طريق النجاة من النار، قال صلى الله عليه وسلم : « فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» .
5-أن الله حرم مخالفتها، قال عز وجل : ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ*عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا* ﴾ [الأنعام:151].
6-أن الله جعل الالتزام بها شرطاً لصحة الأعمال وقبولها، قال عز وجل : ﴿ بَلَىٰ*مَنْ*أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ*عِنْدَ*رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة:112 ]
7-أنها تحرر العقل من الأوهام والشبهات والخرافات، قال عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ*مِّن*رَّبِّكُمْ*وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا* ﴾[النساء:174] .
|