المحاضرة الأولى / المفهوم الحقيقي لأدب الأطفال
تحديد المفهوم : أدب الاطفال مصطلح لم يظهر الا في العصر الحديث نتيجة الحاجة الشديدة لوجود ادب موجه الى الاطفال يرشدهم ويوجههم من خلال التسلية بالامتاع الا ان جذوره الحقيقية ممتدة في اعماق التاريخ حيث توجد نصوص قديمة خص الأطفال بتأليفها في المجتمعات القديمة .
تعريف ادب الاطفال وشروطه :
هو نص ادبي موجه الى الاطفال يتميز بالجودة والتناسب (او الارادة والقصد)
مالمقصود بالجودة ؟ هي محاولة الاديب تجويد كتابته الادبية وتقديمها باحسن صورة من ناحيتي الشكل والمضمون وهو أمر لايملكه سوى الاديب الحصيف صاحب الموهبة الفذة والجودة امر نسبي يختلف من كاتب الى آخر واشتراط الجودة في ادب الاطفال يخرج من هذا المصطلح كثير من النصوص الضعيفه السطحيه في معانيها والساذجه في تعابيرها والجودة : الشرط الاول في ادب الاطفال الحقيقي
مالمقصود بالتناسب (الارادة والقصد) ؟ هو ان يقصد المؤلف الاطفال بكتابته الادبيه ويريد توجيه نصوصه الى الاطفال بمعنى : انه يحاول ان يكيف تلك الجوده والخبره والموهبه التي يمتلكها في انشاء النصوص الادبية وفق مستوى الطفولة وحاجتها ويستعين في هذا التكييف ببعض العلوم النفسيه والمعارف التربوية التي تمكنه من فهم مجاهل الطفولة وعالمها مثل علم نفس الطفوله او علم نفس النمو او علم النفس التكويني بالاضافة الى علوم التربية وانماط التعامل مع الاطفال وسبل تنشئتهم هذه العلوم والمعارف ترشد الاديب الذي يكتب في مضمار ادب الاطفال الى طرق التعامل مع الطفولة ومراعاة مظاهر نموها العقلية الادراكية والوجدانية النفسية والاخلاقية التهذيبية والاجتماعية السلوكية .
وبناء على ذلك يجمع الاديب الذي يتوجه بكتاباته الى الاطفال بين الموهبه والمعرفة وقد يستغني بعض الادباء بخبرتهم في التعامل مع الاطفال عن تلك المعارف والعلوم
تصنيف الاديب الذي يدور في عالم الطفولة الى انواع عدة هي :
1- ادب الاطفال الحقيقي : وهو الادب الذي يؤلفه الكتاب ابتداء للاطفال محاولين فيه بقدر الامكان مراعاة خصائص مراحل الطفولة وحاجاتها المتعدده وياتي على راس هذه الانواع الدواوين الشعرية الموجهة الى الاطفال ومن اولئك الذين خصوا الاطفال بدواوين شعرية الدكتور ابراهيم ابو عباه (شذو الطفولة) ، محمد سعيد البريكي ، حبيب المطيري ، عبدالله الخالد ، وعلى مستوى الوطن العربي سليمان العيسى شاعر سوري ، وهناك المسرح الشعري لاحمد سويلم .
2- ادب يختار لاطفال : وهو الذي لم يكتب للاطفال في اصله وانما قصد به الكبار فالاديب يتوخى فيه قدراً من البساطة في الفكر واللغة وهو ماشجع بعض القائمين على الطفولة على تقديمه ، فهي وان تميزت بالجوده فانها تخلت عن شرط الارادة والقصد ، وذلك مثل قصص شوقي الشعرية وحافظ ابراهيم وعبدالقادر المازني وفدوى طوقان ، وهذا الضرب من الادب مبثوث في المناهج الدراسية وكتب المطالعة المدرسية .
3- ادب ذكريات الطفولة : وهو ماينتجه الطفل نفسه نتيجة الاهتمام بتنمية ذوقه وتاصيل موهبته الادبية منذ الصغر ويندرج تحت هذا النوع مايقلد به الصغار الكبار من موضوعات واهتمامات نجد معظمها قد احتضنته مجلات الاطفال مثل مجلة الشبل ومجلة ماجد ، ومعظم كتابات الاطفال وانتاجاتهم تفتقر الى الجودة كما انه لايمكن ان يحكم عليها بأن الاطفال هم المقصودون بتأليفها وكتابتها فيختل بذلك عنصر الارادة والقصد .