المحاضرة السابعة
أهم غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
الفهرس
أولاً: غزوة بدر الكبرى
- أسبابها
- أحداث المعركة
- نتائجها
ثانياً: غزوة أحد
- أسبابها
- أحداث المعركة
- نتائجها
أولاً :غزوة بدر الكبرى :
أسباب المعركة : -
لقد أشرنا في ذكر غزوة العشيرة, أن عيراً لقريش أفلتت من النبي صلى الله عليه وسلم في ذهابها من مكة إلى الشام، ولما قرب رجوعها من الشام إلى مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله, و سعيد بن زيد, إلى الشمال ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى الحوراء، ومكثا بها حتى مر بهما أبو سفيان بالعير، فأسرعا إلى المدينة وأخبرا رسول الله بالخبر, حينها قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (هذه عير قريش، فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها ).
ثانيا : المعركة: -
ونظراً إلى أن نداء الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أمرا ملزماً بل كان ندباً, ونظراً إلى أن أحداً لم يكن يتوقع أن لقاءً مسلحاً حاسماً سوف يتمحض من التحدي الجديد هذا، فقد خرج بعض المسلمين برفقه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأخذوا أهبتهم الكاملة من السلاح وغيره.
وما أن سمع أبو سفيان بنبأ التحرك لمجابهة قافلته حتى أرسل إلى مكة على جناح السرعة ضمضم بن عمرو الغفاري, وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلى أموالهم, ويخبرهم أن محمداً قد تعرض لها في الطريق, وما إن وصل ضمضم إلى مكة حتى جدع بعيره، وحول رحله، وشق قميصه وراح يصرخ :
يا معشر قريش : اللطيمة, اللطيمة . أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث. وسرعان ما استجاب الناس لندائه، فتجمعوا عند الكعبة 950 مقاتل تصطحبهم مائة فرس, ولم يتخلف من أشرافهم أحد، عدا أبو لهب الذي يبدو أن مرضه وكبره أقعده عن اللحاق بالمستنفرين.
أما أبو سفيان فإنه استطاع أن يفلت من قبضة المسلمين بإسراعه وتجنبه الطريق الداخلي صوب الساحل, وما أن اطمأن على قافلته حتى أرسل إلى رفاقه في مكة إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وأموالكم ورجالكم فقد نجاها الله فارجعوا. إلاّ أن أبا جهل بن هشام أصر على الخروج والنزول في بدر (حيث كان للعرب هناك سوق يجتمعون فيه ثلاثة أيام من كل عام ) وقال :
" نذهب إلى بدر وننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها ".
أما المسلمين : -
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم انطلق بأصحابه البالغ عددهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً ( 314رجلاً )مستخلفاً على المدينة (أبا لبابه) ومقيماً عليها (عمرو بن أم مكتوم) إماماً على الصلاة بالناس، ودفع اللواء الأبيض إلى مصعب بن عمير الداعية الشاب، وأما الرايتان السوداوتان فقد حمل علي احداهما, أما الأخرى فقد حملها بعض الأنصار. وكان بحوزة المسلمين 70 بعيراً وخيلين فقط.
وحينما وصلوا قريباً من بدر أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه يتحسسون خبر القافلة، فتمكنوا من إلقاء القبض على رجلين من قريش معتقدين أنهما من أتباع أبي سفيان. إلا أنهما أكدا انتماءهما للجيش القرشي الذي يعسكر قريباً من المسلمين تحجبهم بعض التلال والكثبان، فسألهما الرسول عن الجيش فقالا: هو بالقرب من العدوة القصوى.
ثم سألهم عن عددهم؟ فقالا: لا ندري فسألهم كم تنحرون؟ قالا: يوماً تسعاً ويوماً عشراً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم القوم بين التسعمائة والألف، ثم سألهما: فمن منها من أشراف قريش؟ فعدا عليه جملة من قادة قريش منهم: عتبة وشيبة أبناء ربيعة، وأبو جهل عمرو بن هشام وأخيه أبي بن خلف وسهيل
بن عمرو وعمرو بن عبد ود غيرهم.
ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه فقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.
ثم استشـار أصحابه في قتالهم فالجميع أشاروا عليه بقتالهم بالرغم من قلة عدد المسلمين وعتادهم. فسُرّ النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لأصحابه: سيروا
و أبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم.
خريطة توضيحية لموقعة بدر
بداية المعركة:
وفي صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من رمضان، التقى الجيشان وحدثت مناوشات بين الفريقين ومبارزات فردية كان النصر فيها حليفاً للمسلمين. وقد استفزت هذه البداية كلا المعسكرين فزحفا نحو بعضهما وأصدر الرسول أوامره إلى أصحابه ألا يهاجموا حتى يأذن لهم وأن يبعدوا مهاجميهم القرشيين بالنبال، وسوى صفوفهم، ورجع إلى العريش الذي أقامه بمشورة بن سعد بن معاذ وراح يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول: ( اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً ) وما لبث الرسول صلى الله عليه وسلم أن التفت فجأة وقال والبشر يكسو وجهه: ( أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله, هذا جبريل آخذاً بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع ) .
وانطلق الرسول يحض أصحابه على القتال، ثم انطلق بنفسه عليه الصلاة والسلام يجالد الكفار بنفسه ويتقدم الصفوف، ثم ما لبث أن أخذ حفنة من الحصباء واستقبل قريشاً بها وصاح: شاهت الوجوه وضربها بوجوههم ونادى أصحابه شدوا، فحمل المسلمون حملة صادقة ورغبة عميقة في الاستشهاد، وراحوا يحصدون صناديد قريش ويأسرون أبطالها، ثم ما لبثت الهزيمة أن حلت بالمشركين الذين فروا من ساحة القتال لا يلوون على شيء مخلفين وراءهم سبعين قتيلاً و مثلهم من الأسرى.
ومن أبرز الذين قتلوا من المشركين: أبو جهل ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة, وأمية بن خلف، أما خسائر المسلمين فقد بلغت أربعة عشر شهيداً ستة من المهاجرين
وثمانية من الأنصار, والتمس الرسول صلى الله عليه وسلم رأس أبي جهل فجاءه بها عبد الله بن مسعود, فحمد الله ثم أمر أن يطرح قتلى المشركين في قليب قريب. ثم بعد ذلك رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم وزع الغنائم والأسرى على المسلمين، ثم ما لبثت قريش أن بعثت في فداء الأسرى ففدى كل أسير بين الألف والأربعة آلاف درهم, ومن لم يكن منهم يملك شيئاً منّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالعتق.
هكذا انتهت الحرب وبقي السؤال المهم وهو: ما هي الأسباب الحقيقة وراء انتصار القلة على الكثرة ؟
من الممكن أن نجيب على السؤال بما يلي: -
من المؤكد أن السبب الرئيس وراء انتصارهم هو توفيق الله عز وجل بعد أن بذلوا ما في وسعهم في الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى الانتصار ( فتحقق بذلك ناموس الكون الذي يؤكد انتصار الحق على الباطل ), وتأتي بعده الأسباب المساعدة التي بذلت في تحقيق ذلك النصر ومن الممكن ايجازها فيما يلي: -
1 - القيادة الموحدة: -
كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو القائد العام للمسلمين في معركة بدر وكان المسلمون يعملون كيد واحده تحت قيادته, يوجههم في الوقت الحاسم للقيام بعمل حاسم، وقد انضبط المسلمون في تنفيذ أوامر قائدهم، فكانوا مثالاً رائعاً للضبط الحقيقي الذي هو أساس متين للبنية المثالية.
ونتج عن هذه القيادة الآتي:
أ- انضباط الأعصاب. ب - الشجاعة النادرة في المواقف.
ج- المساواة بين القائد والجنود. د- الاستشارة في كل عمل حاسم.
2 - التعبئة الجيدة : -
طبق الرسول صلى الله عليه وسلم في (مسير الاقتراب) من المدينة إلى بدر تشكيله لا تختلف بتاتاً عن التعبئة الحديثة في حرب الصحراء، فكان لهم مقدمة وقسم أكبر ومؤخرة. واستفاد من دوريات الاستطلاع للحصول على المعلومات ( وهذا هو الأسلوب الأمثل في حرب الصحراء حتى الوقت الحاضر ) أما في المعركة فقد قاتل المسلمون بأسلوب الصفوف بينما قاتل المشركون بأسلوب الكر والفر وهو أسلوب قديم لا يلائم الأوضاع المستجدة.
3-العقيدة الراسخة :-
وقد رأينا ذلك في جواب المهاجرين والأنصار حينما استشارهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قتال قريش، وقد كان للمسلمين أهداف معينة يعرفونها ويؤمنون بها وهي أن تترك الحرية الكاملة لهم لبث دعوتهم حتى تكون كلمة الله هي العليا. أما أهداف قريش من حربها فما هي إلا أن تنحر الجُزُر ويطعم الطعام وتشرب الخمور وتعزف القيان وتسمع العرب بمسيرها ( وشتان بين الهدفين الهدف السامي النبيل, والهدف الدنيء والحقير) .
4- المعنويات العالية :-
شجع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل القتال وقوى معنوياتهم حتى لا يكترثوا بتفوق قريش عليهم عدداً، ولم تكن معنويات الذين مارسوا الحرب وعرفوها من المسلمين عاليه فحسب إنما كانت معنويات الأحداث الصغار الذين لم يمارسوا حرباً ولا قتالاً عالية أيضاً، وقد أثبتت كافة الحروب في كافة أدوار التاريخ أن التسليح والتنظيم الجيدين والقوة العددية غير كافية لنيل النصر ما لم يتحل المقاتلون بالمعنويات العالية.
أهم نتائج المعركة : -
1- التهديد الحقيقي لطرق مكة التجارية.
2- اضعاف هيبة مكة ونفوذها على العرب.
3- نماء قوة الإسلام وتعزيز دولته الجيدة في المدينة.
4- انفساح المجال لنشر الدعوة.
5- ازدياد التضامن بين المهاجرين والأنصار.
ثانيا : غزوة أحد :
أسبابها :
بعد الهزيمة النكراء التي لحقت بالمشركين في معركة بدر فإن قريش راحت تعد العدة لكي تثأر من المسلمين. وأقسم أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً.
وقد اتفقت قريش على أن تقوم بحرب شامله ضد المسلمين, تشفي غيظها وتروي غليل حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة.
وكان عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أميه، وأبو سفيان بن حرب، وعبد الله بن أبي ربيعة أكثر زعماء قريش نشاطاً وتحمساً لخوض المعركة .
الاستعداد للمعركة :
إن أول ما فعله كفار قريش بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التى كان قد نجا بها أبو سفيان والتي كانت سبباً لمعركة بدر, فبيعت تلك العير بخمسين ألف دينار, والى ذلك أشار الله عز و جل بقوله (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).
ثم استنفرت قريش كل قادر على حمل السلاح من أبنائها، ودعت الأحابيش وحلفاءها من قبائل كنانة، وأهل تهامة وثقيف للانضمام إليها فبلغوا ثلاثة آلاف رجل ومعهم سبعمائة درع ومائتا فرس وثلاثة آلاف بعير، واستدعيت النساء للخروج لكي يثرن الحمية في نفوس المقاتلين ويمنعهم من الفرار. وتولى القيادة أبو سفيان، فسـار بهم طاوياً الصحــراء حتـى نزل قريباً من جبل أحـد شمـال
المدينة. ولما وصل الأمر للمسلمين، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتشديد الحراسة على المدينة، وأرسل بعض أصحابة يتحسسون الأخبار ثم أمر أصحابة أن يظلوا في المدينة ويتركوا قريشاً حيث نزلت فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا قاتلوهم فيها.
وهذا هو رأي النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بعض الصحابة رأوا غير ذلك وهو الخروج إلى الكفار ومحاربتهم فألحوا بذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستجاب لهم ثم غادر المدينة على رأس ألف مقاتل، بعد أن وضع نساءها وصبيانها في الحصون والآطام حتى إذا قطعوا شوطاً من الطريق إلى أحد انسحب عبد الله بن أُبي بن أبي سلول بثلث الناس وقال مبرراً ذلك: أطاعهم وعصاني، ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟
خريطة توضيحية لغزوة أحد
بداية المعركة :
عسكر الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه السبعمائة قريباً من أحد جاعلاً ظهورهم إليه وسوى صفوف المسلمين، وطلب منهم أن لا يقاتلوا حتى يأمرهم بذلك، واختار خمسين رجلاً وضعهم على الجبل وأمَّر عليهم عبد الله بن جبير وقال له انضح الخيل عنا بالنبال لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا. فاثبت لا نؤتين من قبلك. ولبس النبي صلى الله عليه وسلم درعين زيادة في الحيطة ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير.
أما قريش فعبأت رجالها بمواجهة المسلمين وقسمت فرسانها الذين بلغوا مائتي رجل إلى قسمين، أحد هما في الميمنة، بقيادة خالد بن الوليد والآخر في الميسرة بقيادة عكرمـة بن أبــي جهل، وسلم اللواء إلـى بنـي عبد الدار وراح أبو سفيان
يحرضهم على القتال. التقى الطرفان في يوم السبت الموافق 15 شوال من السنة الثالثة للهجرة, وكان النصر في بداية المعركة حليفاً للمسلمين إلا أن الرماة خالفوا رأي النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا عن جبل الرماة وظنوا أن المعركة قد انتهت فنزلوا يريدون الغنائم، فاستغل خالد بن الوليد هذه الفرصة فالتف على المسلمين من جهة جبل الرماة فقتل من بقى من الخمسين على الجبل, ثم التقوا بالمسلمين وتراجع المسلمون وأشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات, ولكنه لم يمت بل أصيب وكسرت رباعيته، دافع صلى الله عليه وسلم دفاع الأبطال وكذلك صحابته رضوان الله عليهم.
بعدها رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ من مكان قيادته مركزاً يتجمع المسلمون فيه ثانية لكي لا يتبعثروا وينفرد المشركون بهم ويحيلوا نصرهم إلى عملية إبادة شاملة, فاتجه صوب الشعب بصحبة أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وجماعة من المسلمين بلغوا ثلاثين رجلاً، بينما كان الآخرون قد تشتتوا في الميدان، وعاد بعضهم إلى المدينة ولما علم المسلمون بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت تجمعوا حوله، وطلب منهم أن يتراجعوا إلى جبل أحد وأن يحصبوا المشركين بالحجارة، وأن لا يسمحوا لهم بأن يلتفوا عليهم من فوقهم. وحاول الكفار إبادة ما بقي من المسلمين إلا أنهم لم يستطيعوا وحاولوا مرات عديدة الصعود إلى جبل أحد لمحاصرة المسلمين إلا أنهم لم يستطيعوا لأن المسلمين تصدوا لهم، حينها أدرك المشركون أنهم عاجزون
عن إبادة المسلمين والوصول إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآثروا الانسحاب مكتفين بهذا القدر من النصر على المسلمين. وأشرف أبو سفيان على مرتفع عال ونادى بأعلى صوته: إن الحرب سجال يوم بيوم بدر أعل هبل، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر: قم فأجبه وقل : الله أعلى وأجل، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. ثم انصرف أبو سفيان ومن معه وهو ينادى إن موعدكم بدر للعام القادم فقال صلى الله عليه وسلم لعمر: قل نعم هو بيننا وبينكم موعد وتوقف القتال.
خسائر المسلمين والمشركين : -
خسر المسلمون في هذه المعركة بضعة وسبعين قتيلاً، وقيل خمسة وستين، من أبرزهم حمزة بن عبد المطلب وحنظله بن أبي عامر بن صيفي ( غسيل الملائكة ) ومصعب بن عمير وغيرهم. أما المشركون فبلغ عدد قتلاهم ثلاثة وعشرون رجلاً وقيل سبعة وثلاثون.