عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 4- 24   #6
الباارونه
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
 
الصورة الرمزية الباارونه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 53587
تاريخ التسجيل: Thu Jul 2010
المشاركات: 731
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 2655
مؤشر المستوى: 71
الباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant future
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: تاريخ
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الباارونه غير متواجد حالياً
رد: ملخصات تاريخ الخلفاء الراشدين ..



المحاضرة الخامسة
الفتوحات الاسلامية في بلاد الشام
عناصر المحاضرة
- فتح الشام.
- تسيير الجيوش.
-مسير خالد بن الوليد من العراق إلى الشام.
- معركة اليرموك.


ب- فتح الشام:
لما قدم الخليفة أبوبكر الصديق من الحج عام 12هـ خطب في المسلمين في المسجد النبوي، فقال لهم: "... اعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عوّل أن يصرف همته إلى الشام فقبضه الله إليه.. ألا وإني عازم أن أوجه أبطال المسلمين إلى الشام بأهليهم ومالهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأني بذلك قبل موته، وقال:" زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها"، فما قولكم في ذلك؟ فقال عمر بن الخطّاب: ( ألا والله ما استبقنا إلى شيء من الخير قط إلا سبقتنا إليه، وقد والله أردت لقاءك بهذا الرأي لذي ذكرت..) ثم أضاف عمر: ( ابعث الرجال تتبعها الرجال، والجنود تتبعها الجنود، فإن الله عز وجل ناصر دينه، ومقر الإِسلام وأهله ومنجز ما وعد رسوله) وقال عثمان بن عفان: ( أرى أنك ناصح لأهل

هذا الدين, فان رأيت رأياً فيه لهم رشد وصلاح وخير فاعزم على إمضائه، فإنك غير ضنين ولا متهم عليهم )، وأقر الحاضرون جميعاً رأي عثمان، وزادوا عليه: ( ولا نتخلف عن دعوتك وإجابتك).
ففرح أبوبكر الصديق، ونزل عن المنبر وكتب الكتب، إلى ملوك اليمن وأهل مكة وإلى القبائل العربية جميعها، وكان رسوله إلى اليمن: أنس بن مالك، وبعد مدة جاءه يبشره بقدوم أهل اليمن، وقال لأبي بكر الصديق: يا خليفة رسول الله ما قرأت كتابك على أحد إلا وبادر إلى الطاعة، وأجاب دعوتك، وقد أجابوك شعثاً غبرا, وساروا اليكبالذراري والأموال والنساء والأطفال فسُر أبوبكرسروراً عظيماً.
أقامت المدينة استقبالاً حافلا لأهل اليمن الذين قدموا للجهاد، ونشرت الأعلام وخرجت المدينة عن بكرة أبيها تستقبلهم، وكانت أول القبائل ظهورا من وفد اليمن قبيلة حمير، وهم بالدروع والسيوف الهندية وأمامهم ذو الكلاع الحميري

ينشد بعض الأبيات الشعرية الحماسية.
ثم تتابعت قبائل اليمن في هذا الاستعراض العظيم، وتتابعت القبائل العربية ملبية لدعوة الخليفة أبي بكر, ونصب لهم معسكراً خارج المدينة بالجرف.
تسيير الجيوش:
لما تكاملت الجيوش وفرغت من أهبتها، عقد أبوبكر الصديق الألوية لفتح
الشام, فكانت أربعة ألوية وولى عليها الأمراء, وبَيَّن لكل أمير وجهته، والأمراء هم:

1- أبو عبيدة بن الجراح، ووجهته حمص.
2- عمرو بن العاص ووجهته فلسطين.


3- يزيد بن أبي سفيان ووجهته دمشق.
4- شرحبيل بن حسنة ووجهته وادي الأردن.

وكلما عقد أبوبكر لواء لأمير كان يزوده بالوصايا، فأوصاهم بتقوى الله، ومشاورة جنودهم والرفق بهم والتواضع وعدم قتل الشيوخ والأطفال والنساء وأمرهم أن يعاون بعضهم بعضاً.
ومن وصاياه ليزيد بن أبي سفيان: ( واني قد وليتك لأبلوك وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك، وان أسأت عزلتك، فعليك بتقوى الله، فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك، وإن أولى الناس بالله أشدهم توليا له، وأقرب الناس من الله أشدهم تقربا إليه بعمله، وقد وليتك عمل خالد........
و اياكوعيبة الجاهلية, فإن الله يبغضها ويبغض أهلها، وإذا قدمت على جندك

فأحسن صحبتهم، وابدأهم بالخير، وعدهم إياه، وإذا وعظتهم فأوجز، فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً، وأصلح نفسك يصلح لك الناس، وصل الصلوات لأوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها والتخشع فيها، وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل محادثتهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به، و لا ترينهم فيروا خللك، ويعلموا عملك، وأنزلهم في ثروة عسكرك، وامنع من قبلك من محادثتهم، وكن أنت المتولي لكلامهم، ولا تجعل سرك لعلانيتك فيخلط أمرك، وإذا استشرت فأصدق الحديث تصدق المشورة، ولا تخفي عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك، واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عندك الأستــار، وأكــثر حرسك وبددهــم في عسكـــرك وأكثر مفاجأتــهم في

محارسهم بغير علم منهم بك, فمن وجدته غفل عن محرسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط، وأعقب بينهم بالليل، واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة، فإنها أيسرها لقربها من النهار، ولا تخفف من عقوبة المستخلف، ولا تبطىء فيها، و لا تسرع إليها، ولا تخذلها مدفعا، ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسده، ولا تجسس عليهم فتفضحهم، ولا تكشف الناس أسرارهم، واكتف بعلانيتهم ولا تجالس العابثين، وجالس أهل الصدق والوفاء، وأصدق اللقاء، ولا تجبن فيجبن الناس، واجتنب الغلول فإنه يُقرب الفقر ويدفع النصر، وستجدون أقواماً حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له).


وهذه الوصية تؤكد لنا علم أبي بكر وحصافته، وحسن إدارته لأمور الدولة وفهمه لتعاليم الإِسلام، وتستحق أن تكون منهجاً ودستوراً يسير عليه ولاة الأمور و قادة الجيوش.
توجه كل قائد من قادة الجيوش الوجهة التي وجهها له أبوبكر الصديق، والذي كان عالماً بطرق الشام وبلادها، ويبدو أن هذه المعلومات قد جمعها من أسفاره للشام أيام تجارته.
عمل عمرو بن العاص بوصية أبي بكر له, وسار في طريق إيلياء حتى وصل إلى فلسطين ونزل (العربة), فلما علم هرقل بوصول كتائب المسلمين أراد أن يشغل كل طائفة منهم بطائفة من جنده الكثيف ليضعف من قوتهم، فأرسل إلى عمرو أخاه تذراق، فخرج نحوهم في تسعين ألفا، وبعث الدراقص فاستقبل

شرحبيل بن حسنه، وبعث الفيقار في ستين ألفاً نحو أبي عبيدة، فهابهم المسلمون، و جميع فرق المسلمين واحداً وعشرين ألفاً سوى عكرمة في ستة آلاف، ففزعوا جميعاً بالكتب والرسل إلى عمرو، وسألوه رأيه في الأمر، فكاتبهم وراسلهم: إن الرأي الاجتماع، وذلك أن مثلنا إذا اجتمع لم يغلب من قله، وكتب القادة لأبي بكر، فكان رد أبي بكر مثل رد عمرو، فقال لهم اجتمعوا فتكونوا عسكراً واحداً، وألقوا زحوف المشركين بزحف المسلمين، فإنكم أعوان الله، واللْه ناصر من نصره وخاذل من كفره، ولن يؤتى مثلكم من قلة، وإنما يؤتى العشرة آلاف إذا أوتوا من تلقاء الذنوب، فاحترسوا من الذنوب، واجتمعوا باليرموك متساندين، وليصل كل رجل منكم بأصحابه.


وكتب هرقل الى بطارقته: أن اجتمعوا لهم وأنزلوا بالروم منزلاً واسع العطن، واسع المطرد، ضيق المهرب، ففعلوا فنزلوا الواقوصة، وهي ضفة على اليرموك وصار الوادي خندقاً لهم، وهي فرجة بين جبلين لا تدرك، وإنما أراد باهان وأصحابه أن يثبت الروم ويأنسوا بالمسلمين, وترجع إليهم أفئدتهم عن طيرتها.
ونزل المسلمون على طريق الروم، وليس للروم طريق إلا عليهم، فقال عمرو: أبشروا حصرت الروم، وقل ما جاء محصور بخير، وأقاموا صفراً وشهري ربيع لا يقدرون منهم على شيء من الوادي والخندق ولا تخرج خرجة إلا أغار عليهم المسلمون.


مسير خالد بن الوليد من العراق إلى الشام:
لما رأى المسلمون مطاولة الروم، كتبوا إلى أبي بكر الصديق، فنظر أبوبكر الصديق في أمرهم، ورأى أنه لا يستطيع أن يخرجهم من رتابة هذا الحصار وينتزع النصر من الروم انتزاعاً غير خالد بن الوليد، فكتب إليه بالعراق يأمره بالمسير إلى الشام, وأن يأخذ نصف الجيش ويترك النصف الثاني للمثنى بن حارثة.
وسار خالد نحو الشام، فلما صار إلى عين التمر لقي رابطة لكسرى عليهم عقبة بن أبي الهلال النمري فضرب عنقه، ثم سار حتى لقي جمعاً لبني تغلب عليهم الهزيل بن عمران فضرب عنقه، وسبى منهم سبياً كثيراً بعث بهم إلى المدينة، وصار إلى الأنبار، فأخذ دليلاً يدله على طريق المفازة، فمر بتدمر فتحصن

فأحاط بهم ففتحوا له وصالحهم، ثم مضى إلى حوران، فقاتلهم قتالاً شديداً، وقيل: ان خالداً سار في البرية والمفازة ثمانية أيام حتى وافاهم.
والطريق الذي سلكه خالد بجيوشه من العراق إلى الشام هو أقصر الطرق ولكنه أخطرها، وقد تعرض هو وجنوده لمعاناة جمة من قلة المياه، ولكن خالداً الذي عودنا على الجرأة والإِقدام لم يكن بهياب للموت في سبيل نجدة المسلمين ونصرتهم.
اختلفت الروايات في عدد جنود خالد بن الوليد، فابن الأثير يروي الأرقام التالية على الرغم من التباعد بينها: (800، 600، 500. 9000، 6000) ويشير الطبري إلى أن عدد جنود خالد عشرة آلاف, وهو الأقرب للصحة لأن أبا بكر الصديق طلب من خالد بن الوليد أن يقسم جيش العراق إلى نصفين

فيترك نصفه مع المثنى بن حارثة ويأخذ النصف الثاني، وكان تعداد جيش العراق ثمانية عشر ألفاً.
لقد كان عدد جيش المسلمين بالشام ستة وأربعين ألفاً, وكان قتالهم على التساند كل جند وأميره لا يجمعهم أحد، حتى قدم عليهم خالد من العراق. وعندما قدم خالد، قدم مدد للروم بقيادة باهان، ففرح المسلمون بمدد خالد كما فرح الروم بمدد باهان، وقدم باهان قدامه الشماسة والرهبان والقسيسين، وكان تعداد جيش الروم: أربعون ومائتا ألف، وكان منهم أربعون ألف في السلاسل حتى لا يفروا من الزحف.


لما خرج الروم للقتال، أراد المسلمون الخروج متساندين فسار فيهم خالد بن الوليد، فحمد الله وأثنى عليه، وقال:( إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم، وأريدوا الله بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده، وإن من وراءكم لو يعلم علمكم حال بينكم وبين هذا، فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذي ترون أنه الرأي من واليكم ومحبته ) قالوا: فهات الرأي:
قال: (إن أبا بكر لم يبعثنا إلا وهو يرى أنا
سنتياسر، ولو علم بالذي كان ويكون لجمعكم. إن الذي أنتم فيه أشد على المسلمين مما قد غشيهم، وأنفع للمشركين من إمدادهم, ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم فالله الله، فقد أفرد كل رجل منكم


ببلد من البلدان لا ينتقصه منه أن دان لأحد من أمراء الجنود، ولا يزيده عليه إن كانوا له. إن تأمير بعضكم لا ينقصكم عند الله ولا عند خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهلموا فإن هؤلاء تهيئوا، وهذا يوم له ما بعده، إن رددناهم إلى خندقهم اليوم لم نزل نردهم، وأن هزمونا لم نفلح بعدها، فهلموا فلنتعاون الامارة، فليكن عليها بعضنا اليوم والآخر غداً، والآخر بعد غد حتى يتأمر كلكم، ودعوني إليكم اليوم فأمروه) .
فخرجت الروم في تعبئة لم ير الرَّاؤون مثلها قط، وخرج المسلمون في تعبئة لم تعرفها العرب من قبل ذلك، فخرجوا في ستة وثلاثين كردوساً إلى الأربعين, وجعل خالد على الميمنة: عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة

يزيد بن أبي سفيان، وجعل أبا عبيدة في القلب، وكان القاضي: أبو الدرداء، وكان القارىء: المقداد، وهو الذي قرأ لهم سورة الأنفال, التي كانت تقرأ عند لقاء العدو حسب سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان القاص أبوسفيان بن حرب وعلى الطلائع قباث بن أثيم، وعلى الأقباضعبدالله بن مسعود.
بدأ القتال، وحملت الروم حملة أزالوا المسلمين عن مواقفهم إلى المحامية, وعليهم عكرمة بن أبي جهل، فقال عكرمة:( قاتلت مع النبي صلى الله عليه وسلم في كل مو طن تم أفر اليوم) ثم نادى: ( من يبايع على الموت؟) فبايعه: الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا أمام فسطاط خالد، فقتل منهم من قتل، وجرح منهم من جرح،

وتقاتل خالد وقائد القلب في جيش الروم قتالا شديداً، فقتله خالد، ثم نهد بالقلب حتى كان بين خيلهم ورجلهم، فانهزم الفرسان وتركوا الرجالة.
ولما رأى المسلمون فرسان الروم يحاولون الهرب أفرجوا لهم، فتفرقوا و قتلوا الرجالة واقتحموا خندقهم، بقيادة خالد، وتقدم عمرو إلى الواقوصة حتى هوى فيها المقرنون بالسلاسل وغيرهم، وبلغ قتلى الروم في هذه المعركة مائة وعشرون ألفاً, واستشهد من المسلمين ثلاثة آلاف.
وكان سهم الفارس في موقعة اليرموك ألفاً وخمسمائة، وقد قاتلت النساء في هذه الموقعة قتالا شديداً، وكانت منهم جويريه بنت أبى سفيان.

وفي أثناء معركة اليرموك جاء نعي أبي بكر الصديق وتولية عمر بن الخطاب الخلافة وعزل خالد بن الوليد من القيادة، ويقال: ان الرسالة تلقاها خالد وأبقاها سراً حتى لا تؤثر على معنويات المسلمين في القتال، وهناك رأي آخر يقول بأن الرسالة استلمها أبوعبيدة, ولم يخبر خالداً بأن عمر بن الخطاب عزله حتى انتهت معركة اليرموك.
وكما انتصر خالد بن الوليد على عدوه, فقد انتصر على نفسه فقبل أن يقاتل جنديا قي جيش أبي عبيدة بنفس الحماس الذي كان يقاتل به وهو قائد جيوش المسلمين. وانطلاقاً من شدة حرص الصديق رضي الله عنه على وحدة الأمة وخشيته عليها أن يصيبها التفكك من بعده رأى أن يوصي لمن يلي بعده أمر

المسلمين، ومن ثم كان عهده للفاروق بأن يقوم على تدبير مصالح الرعية من بعده.
يروي الواقدي أن أبا بكر لما ثقل دعا عبدالرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب؟ فقال: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني، فقال أبوبكر: وإن، فقال عبدالرحمن بن عوف هو واللَه أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان، فقال: أخبرني عن عمر، فقال: أنت أخبرنا به. فقال علي ذلك, فقال: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته، وأنه ليس فينا مثله، وشار معهما سعيد بن زيد وأسيد بن الحضير، وغيرهما من المهاجرين والأنصار، فقال أسيد: اعلمه الخير بعدك، يرضى للرضا ويسخط للسخط، الذي يُسر خير

من الذي يعلن ولن يلي هذا الأمر أحد أقوى عليه منه.
ونستنتج من ذلك أن أبا بكر الصديق كان يشاور صحابته في الأمور كما كان يهتم بالأنصار اهتمامه بالمهاجرين، وأنه لم يعهد لعمر بن الخطاب إلا بعد أن استشار عدول أمته فيه.
وتحققت فطنة الصديق في اختيار عمر بن الخطاب، وأيده العلماء في ذلك حين قالوا أن أبا بكر كان أفرس ثلاثة حين استخلف عمر.
وقد ترك أبو بكر الصديق رضي الله عنه عهد عمر مكتوبا وموثوقاً بخاتمه, وكان نص العهد الذي حرره عثمان بن عفان رضي الله عنه كما يلي:
(بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما عهد
بهأبوبكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة، داخلاً فيها حيث يؤمن الكافر،


ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، اني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا, فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
فارق أبوبكر الصديق الأمة الاسلامية بعد أن حقق رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالخروج بالإِسلام خارج نطاق الجزيرة العربية، وسار في منهجه على سنة ر سول الله صلى الله عليه وسلم، وتولى له القضاء عمر بن الخطاب، وتولى له الجزاء أبوعبيدة بن الجراح، وكان كاتباه: زيد بن ثابت، وعثمان بن عفان. وأما عماله فهم: عتاب بن أسيد على مكة المكرمة، وعثمان بن أبي العاصي على الطائف، والمهاجر بن أمية على صنعاء، وزياد بن لبيد على حضرموت،

ويعلى بن أميه على خولان، وأبو موسى الأشعري على زبيد ، ومعاذ بن جبل على الجند، والعلاء بن الحضرمي على البحرين، وجرير بن عبدالله على نجران, وعبدالله بن ثور على جرش.