الموضوع: دروس عروضية ،،
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2006- 9- 10
أبو الطيب المتنبي
من مؤسسي الملتقى
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 2270
المشاركـات: 12
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل: Wed Aug 2006
المشاركات: 164
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 112
مؤشر المستوى: 79
أبو الطيب المتنبي will become famous soon enoughأبو الطيب المتنبي will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
أبو الطيب المتنبي غير متواجد حالياً
دروس عروضية ،،




أخواني الأعزاء ...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



بعد التحية ،،


أود أن أوجه عنايتكم إلى أن هذه الصفحة مفتوحة لأجل النقاشات المتعلقة بعلم العروض ، الذي يختص بمسائل الوزن والقافية للشعر العربي ..





وسوف أقوم وبشكل دوري ، بوضع دروس متسلسلة تهم الكتاب المبتدئين ، وذلك لصقل موهبتهم أكثر وتوجيهها التوجيه السليم ..



فالبعض لعله يمسك القلم وينثر ما في خاطره من مشاعر وأحاسيس ، ثم يطلق عليها اسم الشعر .. مع أنه لم يراعِ أهم ميزة في الشعر وهي الوزن ..

ثم يتفاجأ أن ما كتبه عبارة عن خواطر .. ومشاعر نثرية ..





هذا في حال عدم اعترافنا بقصيدة النثر .. التي دخلت ميدان الشعر خطأ حسب رأي البعض ، وبترحيب قوي من قبل البعض الآخر ..




وهنا تبيين وتوضيح لهذه النقطة :



كان الأدب العربي القديم لا يعترف بالشعر إلا إذا كان موزوناً وفق القوالب العروضية التي وضعها وأقرها الخليل بن أحمد الفراهيدي .. ومع وجد تيارات مناهضة إلا أنها لم تصمد بقوة أمام التيار المحافظ الجارف .

وكان الشعر العمودي هو الشعر في تلك الحقبة من الزمان .



بعد النهضة الحديثة أصبح للشعراء المتمردين – إن صح التعبير – حق التحدث ووضع القرار ، فقد تم إضافة أسلوب شعري جديد يعتمد على التعفعيلات التي وضعها الخليل دون الالتزام بأوزان البحور .. وذلك على يد نازك الملائكة و بدر شاكر السياب وغيرهم .

وتم تسميته بالشعر الحر، في حين لم يلتزموا بأهم مبادئ الحرية ، وهو عدم وضع القيود والضوابط .. لذلك الأجدر بهم تسميته ( شعر التفعيلة ) .



وبعد فترة ليست بالقصيرة رأى بعض المتمردين أن هذه التفعيلات أيضاً لا تخدم مشروع الشعر المعاصر ، فقرروا التخلص منها ، وكتابة الشعر بما هو مشاعر وأحاسيس لا أوزان وقوافي .. حتى قالوا :

شعري شعور وإحساس وعاطفة *** وليس شعري فعولن أو مفاعيل



وإن كان في كلامهم جزء من الحقيقة إلا أن الشعر لا يزال يحافظ على رونقه وجماله طالما أنه يتقيد بوزن .. وقافية .. ( حسب وجهة نظري الشخصية ) .



هذه هي المراحل الثلاث الأساسية التي مر بها الشعر العربي .. أقصد من ناحية وزن الشعر وقوافيه .





في هذه الصفحة سنتناول الأوزان الخليلة .. وكيفية الاستفادة منها لكتابة قصيدة عمودية أو تفعيلية ..



أما قصيدة النثر فلها موضوع مستقل آخر لا يمكن مناقشته هنا ، وذلك لأنها لا تعترف بشيء اسمه ( وزن وقافية ) وتسمي البحور المكونة لعلم العروض الخليلي : ( قوالب جامدة ) كالأنظمة العربية ، أو ( متخلفة ) كالشعوب العربية .





***





بداية : ( الدرس الأول )



يجب أن نعرف أن الشعر يتميز عن غيره من فنون الأدب الأخرى بوجود الموسيقى ..



موسيقى الشعر في الحقيقة تقع على أنواع ثلاثة :



أولاً : الموسيقى الخفية :-



وهذه الموسيقى لا يمكن للقارئ العادي أن يكتشفها لأنها تختبأ في ضلوع النص ، ولا تبدو بشكل صريح إلا على يد ناقد أدبي بارع .. لذلك سميت : (خفيّة) .

وترتبط هذه الموسيقى بما يحتوي عليه النص من صدق في العاطفة وجودة في اختيار الألفاظ ، وتناسق التراكيب ، والتسلسل الفكري .. وانطباق اللفظ على المعنى ..وقوة المضمون .. وبعد الخيال .. وغيره من العناصر الهامة في تكوين نص موسيقي جميل ..



وهذه الأمور تعطي للمتلقي متعة خاصة ولكن لا يكتشف محلها كما قررنا سابقاً .

وهذه الموسيقى سوف نفرد موضوعات ودروس خاصة لاستيفاء شرحها .







ثانياً : الموسيقى الداخلية :



وهي ترتبط ارتباطاً كلياً بالمحسنات البديعية ، كالجناس والطباق والمقابلة والتورية ورد الأعجاز على الصدور وغيرها من فنون البديع ..



وهي تعطي النص لمسة موسيقية خاصة .. يمكن حتى للقارئ العادي أن يتلمسها ويتذوقها في أماكنها .





ثالثاً : الموسيقى الخارجية :


وهي موسيقى الألفاظ ، وانطباقها على نسق وزني واحد .. مشكّلة وحدات وزنية متتالية يمكن تسميتها بالأبيات الشعرية ..



وتعتمد الموسيقى الخارجية على علم العروض ، فلأجل توفير هذا النوع من الموسيقى في النص لا بد من إتقان المسألة العروضية الخليلية ..



وعلم العروض في الحقيقة يحتوي على بحور شعرية ، هذه البحور تتكون من تفعيلات ، هذه التفعيلات تتكون من مقاطع صوتية .




***


إن ما نريد دراسته في هذه الصفحة ومناقشته هي الموسيقى الخارجية أو الوزن الشعري ، أو علم العروض الخليلي .



وهذا ما سيتم توضيحه في الدروس القادمة ..



انتظروا البقية ..


ولكم أطيب تحياتي ..



بقلم : أبي الطيب المتنبي ،،
رد مع اقتباس