][][§¤°^°¤§][][الأسرة و الدعم التربوي....][][§¤°^°¤§][][
اليوم سنتحدث عن طفل الآن هو في الصف الرابع الابتدائي...
هذا التلميذ كان في الصف الأول تلميذاً ممتازاً جداً.. و كنت أحبه كثيراً لدرجة أنني قرّبته مني في محل جلوسه في الصف..
في الشهر الثالث من الفصل الأول.. انحدر مستوى هذا التلميذ لدرجة أنه أصبح يهمل واجباته و ينسى حاجياته...
أتذكر أنه في أحد الأيام طلبت من أمه الحضور للمدرسة لمناقشة الأمر..
حضرت الأم و ظلت تدافع عن ابنها - و هذه الحالات نحن لا ننزعج منها - لدرجة أنها أصبحت تكرر بأن المدرسة و المعلّم هما سبب التدني...
قلت لها بأن ابنك طيلة الشهور الثلاثة لم ينحدر مستواه درجة واحدة و لكن الانحدار بدى عليه فقط منذ عشرة ايام...
الأم واصلت و لأكثر من نصف ساعة حديثها بأن هذا الولد هو الذي لديها من هذه الدنيا و ما إلى ذلك من كلام الاعتزاز من أم لولدها...
كان عليّ رغم حديثها المستطرد أن أظل هادئاً حتى أستطيع الحصول و لو على خيط واحد يوصلني لأساس المشكلة... كنت واثقاً بأن في كلام الأم شيئاً ما يخفي الحقيقة....
بعد ساعة من كلامها و أنا مصغٍ لها سألتها عن عدم حل ابنها لأكثر من خمس صفحات من كل كتاب تقريباً إضافة لكثير من الأنشطة الصفيّة و اللاصفيّة لم ينجزها...
ارتبكت الأم و قالت بأن انشغالها هو السبب و بدأ الغيث ينهمر...
أخذت أسجّل كل نقطة عندئذٍ لأن كل ما سبق لم يكن يعنيني أبداً في التعرّف على المشكلة...
تعرفت على الأسباب التي أدت بالولد للتدني الدراسي...
و لكني رغم هذا كنت شرهاً لمعرفة المزيد إيماناً مني بأن هناك شيئاً أكبر...
قلت للأم.. إن ابنك يسير من سيء لأسوأ... كان أحد الأسباب أن أحداً يذاكر معه دروسه و هو لا يجيد التدريس من خارج البيت...
و لكنني قررت أن أصنع شيئاً لهذا الولد...
أعطيت الولد أنشطة يحلها في الصف بصورة يومية حتى نهاية الفصل الدراسي و أنا أراقب مستواه بصورة مضنية و شاقة لنا نحن الاثنين...
في النهاية لم يصل الولد لمستوى الامتياز المطلق و لكنه وصل لمستوى بين الجيد و الجيد جداً...
ما نستفيده مما سبق:-
1- عدم ترك أبنائنا بيد شخص غير متخصص يعلّمهم أشياء في غير منفعتهم.
2- الانتباه لأبنائنا و إعطائهم شيئاً من وقتنا.. صحيح أن الحياة صعبة و لكن هؤلاء أبناؤنا.. مثلما نكدح لإعطائهم لقمة العيش فنحن أيضاً مسئولون عن توفير الحنان و الرعاية المساعدة على الحياة بثقة.
3- من واجبنا مصارحة المدرسة التي تسعى لمصلحة أبنائنا حتى و لو كان ذلك سيزعج المعلم فالحق أحق أن يقال.. و إذا رأينا أن ابننا في انحدار فالأولى متابعة المدرسة بدل إنفاق الأموال لتصحيح ما سببه غيرنا.
4- أبواب المدرسة مفتوحة و إذا تعذّر الحل فإن باب الوزارة مفتوح و إذا تعذر الحل فالصحافة خير وسيلة للضغط من أجل التغيير.. و كم من قضية حُلَّتْ رغماً عن المدرسة بوصولها للصحافة...
5- التحرك المبكر يحمي أبناءنا من تراكمات المشكلة...
و لنتذكر.. أبناؤنا أهم من الدنيا كلها و من خاف على ابنه فليسِرْ معه خطوة خطوة فليس أحلى من الوقوف من أبنائنا في يوم تخرجهم و عدسة الكاميرات تلتقط لنا صوراً لن ننساها أبداً و سنصاب بالبؤس إذا رأينا غيرنا في المكان الذي كنا نتمنى أن نقف فيه محتفين بابننا الخريج....
وإلى يوميات أخرى..