وفي قول الشاعر :
سالت علیھ شعاب الحي حین دعا أنصاره بوجوه كالدنانیر
یتمثل الجمال في صورة النجدة الزاخرة ، والعاطفة المشتركة ، والبھاء النضر ، والحماسة الملتھبة ، ومثل ذلك قول
المتنبي في سیف الدولة وقد بنى قلعة الحدث على درب الروم :
غصب الدھر والملوك علیھا وبناھا في وجنة الدھر خالا
ور م ص اء ، ث ن الھ ة م ى الحالی وبا عل ال منص أتى بالخ زل ، ف فھذه صورة جمیلة لقیت كفاءھا من التعبیر القوي الج
الدھر إنسانا یقصد إلیھ سیف الدولة ویزین صفحة وجھھ بأجل الأعمال .
أقسام الذوق :
یقسم الذوق من عدة نواحي :
الناحیة الأولى إلى سلیم وسقیم :
أولاً- الذوق السلیم :
وقد یسمى الذوق الحسن أو الصحیح أو نحو ذلك مما یشیر إلى تھذیبھ وصدق أحكامھ ودقة تمییزه بین الأدب العالي
الجمیل والأدب المتكلف السخیف .
ثانیا الذوق السقیم :
ة ث القیم ن حی واع الأدب م ین أن ة ب ن ا لتفرق ذي لا یحس و ال ك وھ و ذل د ونح رديء أو الفاس وقد یطلق علیھ الذوق ال
الفنیة أو الذي یؤثر السخیف المطرح أو الذي لا یحسن شیئا مطلقا .
ھ : " اطة بقول احب الوس فھ ص د وص ت وق ذوق إذا أطلق ة ال والنوع الأول ھو المراد في باب النقد وإلیھ تنصرف كلم
د رديء والجی ین ال ل ب م الفص ة وألھ ھ الفطن ة ، وجلت حذتھ الروای قلھ الأدب ، وش ذي ص ذب ال ذوق المھ ي ال ا نعن إنم
وتصور أمثلة الحسن والقبیح ، وأصحاب الذوق السلیم قلیلون وھم مضطرون دائما إلى حفظ أذواقھم من الآفات التي
تفسدھا " .
الناحیة الثانیة إلى سلبي وإیجابي :
أولا الذوق السلبي :
ع ة ویقن ة الأدبی ر بالمتع احبھ یظف ھ ، وص وھو ذوق یدرك بھ الجمال ویتذوقھ لكنھ عاجز عن تفسیر ما یدرك أو تعلیل
بھا فتضيء نفسھ وتمتع وجدانھ .
٢- الذوق الإیجابي :
مع ا یس ة . وحینم فة أدبی وھو ذوق یدرك الجمال ویمیز بینھ وبین القبح ثم یعبر عن ذلك مبینا مواطنھ ثم یعلل كل ص
أو یقرأ البیت أو القصیدة یستطیع بسھولة أن یدلك على مواطن الحسن أو القبح ذاكرا أسباب ذلك مقترحا ما یجب أن
یكون .
الناحیة الثالثة إلى عام وخاص :
أولا الذوق العام :
بعھم تركة تط روف مش أثرون بظ م یت د لأنھ د الواح ي البل دة وف ة الواح ي البیئ د ف ل الواح اء الجی ھ أبن - ما یشترك فی
جمیعا بطابع عام یجمعھم ویؤلف بینھم ، ومثال ذلك
المصریون یشتركون في ذوق عام یجمعھم على الإعجاب بالآثار الفنیة.
ثانیا الذوق الخاص :
ار ل إط ك داخ ل ذل ة وك یة الفردی ة أو الشخص ة أو الثقاف یة البیئ ة لخصوص ة خاص ھ جماع وھو الذوق الذي تتصف ب
ا ذین أیض امعیین ال ن ذوق الج ف ع الذوق العام لأھل البلد المعین ، ومثال ذلك نجد في مصر أن ذوق الأزھریین یختل
یختلفون بینھم بحسب مصادر ثقافتھم فمنھم من یتأثر بالذوق الانجلیزي ومنھم من یتأثر بالذوق الفرنسي وھكذا .
د ة تنش عریة الرائع یقول طھ حسین : " وھذان الذوقان – العام والخاص –وھما اللذان یقضیان بأن ھذه القصیدة الش
فنشترك في الإعجاب بھا .... ثم لا یمنع ذلك أن یكون لكل واحد منا إعجاب خاص بالقصیدة كلھا أو بالبیت من أبیاتھا
ھ ا وفی اق أحیان ھ الوف ذوقین فی ذین ال ن ھ زاج م ي م ا ھ ة إنم اة الفنی دره ، والحی ھ ولا یق عر ب د أن یش تطیع أح لا یس
الصراع حینا آخر ، والذوق العام ھو الذي یعطي الحیاة الفنیة حظا من الموضوعیة ، وھذه الأذواق الخاصة ھي التي
تعطي الحیاة الفنیة حظا من الذاتیة " .
ب ي تح انیة الت تھم الإنس م طبیع اس بحك ھ الن ترك فی ذي یش م ال ذوق الأع ویمكن أن یضاف إلى ھذین قسم ثالث ھو ال
ین ا أو ب ع بینھ ذي یجم و ال ریة ھ وس البش ین النف ت رك ب در المش ذا الق ناعیا وھ ان أم ص ا ك ھ طبعی ال وتتذوق الجم
٦
اھد اب بمش ي الإعج ا ف ع بینھ م یجم المتأدبین منھا في الإعجاب بھومیروس وشكسبیر وجوتة والمتنبي والمعري ، ث
الطبیعة الجمیلة ، وبالفضائل العامة والأفعال المجیدة .
العوامل المؤثرة في اختلاف الذوق :
ة ، ة أو الأم لا شك أن الذوق الأدبي لیس ثابتا وإنما یخضع لمؤثرات تتوارد علیھ فتخالف بین ذوق الفرد أو الجماع
ومن أھم تلك العوامل :
یة ارا حس ھ آث یط ب ا تح ؤثر فیم ا ، فت ان م ي مك وافر ف ي تت ة الت ة والاجتماعی وا ص الطبعی ا الخ راد بھ ة : وی ١-البیئ
ة روق مادی ن ف ین م ین البیئت ا ب ر لم ل الحض د أھ ره عن دو غی د الب ذوق عن د أن ال ا نج ك أنن ممتازة ، والدلیل على ذل
ین ة وب ة والمعرف ین الجھال ة وب ونة والرق ین الخش ومعنویة تطبع عناصر الذوق بطابعھا في كلتیھما ، وھي فروق ب
ى حراو یة وإل الاضطراب والاستقرار وبین البساطة والتعقید ، وھي فروق بین ذوق یطمئن إلى العناصر الخیالیة الص
اني ، ق المع رف وعمی ورة الت ى إلا بص ین ذوق لا یرض ة وب ة والحری ائل البدوی ریحة والفض ة الص اني القریب المع
ان ذین ك ة ال را وذا الرم لون زھی انوا یفض ذین ك ة ال ل البادی د أھ حا عن ك واض د ذل نعة . وتج الأداء والص ة ب والعنای
ي ال ف عره وق لان ش ر ف ذي تحض ى ال لون الأعش شعرھما بدویا خالصا لفظا ومعنى وخیالا ، بینما نرى الكوفیین یفض
رت إذا تغی اللھو والخمر مما یلائم ذوق الكوفیین الذین تأثروا بالحضارات المختلفة وكان فیھم المجان والمترفون ، ف
ل ى المتوك ا ورد عل م لم ن الجھ ي ب ة عل ك قص دق ذل البیئة تغیر معھا الذوق الأدبي منشئا وناقدا ، ومما یدل على ص
مادحا بقولھ
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتیس في قراع الخطوب
ذكاء ھ ال مت فی د توس ھوده ، ولق فھم بعض الحضور بقتلھ ، فقال الخلیفة : " خل عنھ فذلك ما وصل إلیھ علمھ ومش
ة م للبیئ ق الملائ عر الرقی ال ا لش نین ق ع س ر بض فلیقم بیننا زمنا وقد لا نعدم منھ شاعرا مجیدا " . فلما أقام في الحض
الحضریة كقولھ :
عیون المھا بین الرصافة والجسر
جلبن الھوى من حیث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القدیم ولم
سلوت ولكن زدن جمرا على جمر
ور ي العص د أم ف ر الو اح ي العص ان ف واء أك ي س ذوق الأدب اوت ال وكان لھذه البیئات المختلفة آثارھا المختلفة في تف
ي دي ف ام ع ول مق ي لط ذوق الأدب ي ال ة ف ر وطرف ن زھی ف ع ة یختل ي الجاھلی د ف ن زی المتتابعة ، فلا شك أن عدي ب
الحاضرة مما أكسبھ رقة وسلاسة لا تجدھما عندھما في جزالتھما وبداوتھما الخشنة ، ولا شك أیضا أن الذوق الأدبي
ت واص تجمع ن خ ة م ة الحدیث ذه البیئ ا ھ رب ، لم على شطآن دجلة والفرات في العصر العباسي غیره في جزیرة الع
ره ا أنك التین بم وطبعت النقاد والأدباء طابعا حدیثا في تذوق الأدب وإنشائھ . ویمكن التدلیل على تباین الذوق في الح
أحد النقاد على المتنبي حین وصف درع عدوه بالحصانة وأسنة أصحابھ بالكلال في قولھ یصف درع عدوه:
تخطّ فیھا العوالي لیس تنفُذُھا * كأنّ كلّ سنانٍ فوقھا قلَمُ
ذا ان ھ ن ك الكَلال . وم حابھ ب نة أص انة، وأسِ دوِّه بالحص فِ دِرْعِ ع قال القاضي الجرجاني : " فزعم أنھ أخطأ في وصْ
م ھ ل ع؛ كأن بٌ لا ینفَ د ي، وتع اء لا یُج راض عَن ة الأغ اني وإقام حیح المع ي تص ھ ف قدرُ معرفتھ، ونھایة علمھ فمناظرتُ
ذي ولھم : إنّ ال ب، وق یر الطّال یسمع ما شحَنَت بھ العربُ أشعارَھا من وصف ركْضِ المنھزم، وإسراع الھارب، وتقص
ا دوحَ بھ دھم، المم ودة عن رب المحم ذاھبَ الع م أنّ م م یعل ھ، ول رعةُ طِرْف ھ س نجّى فلاناً كرمُ فرسھ، والذي ثبطني عن
شجعانھم التفضلُ عند اللقاء، وترك التحصن في الحرب، وأنھم یرون الاستظھار بالجنَن ضرباً من الجبن،" .
اء فإذا المتنبي لم یخطئ في نظره إنما ھو یتبع الذوق العربي القدیم إذ أن العرب یصفون خیل الأعداء بالسبق والنج
وینسبون إلى خیولھم التقصیر ولا یرون في ذلك عیبا . بینما الناقد یحكي الذوق الجدید ویحاكم بھ المتنبي .
ي ات الرق ي درج ھ ف رات فتنقل ن الفت رة م ي فت ا ف عب م وافر لش ي تت تحدثة الت ل المس ھ العوام راد ب ان : وی ٢-الزم
ور ة تص ة تاریخی ي حلق والحضارة فیتشكل بما یتقرر في عصره من ثقافة ومذاھب مبتكرة ، وھكذا یكون الذوق الأدب
ذوق ول ال ي تح حة ف ك واض ة ذل د أمثل ي ، وتج اریخ الأدب ور الت ن عص ر م ة لعص ة والتھذیبی ود الثقافی ة الجھ خلاص
الأدبي بین العصر الجاھلي وما تلاه من العصور .
دیم ى الأدب الق وخیر مثال لذلك ما حدث في العصر العباسي إذ وجد أدبان قدیم وحدیث أو قل وجد ذوق جدید ینعى عل
ى واس عل ي ن ورة أب ا ث ر ، وم ن الحاض دلا م د ب ي البعی ى الماض رافھم إل ھ انص ى م قلدی ر عل ي الأداء وینك ھ ف طرائق
الأطلال واستبدالھا بنعت الخمر إلا أكبر شاھد على ذلك في نحو قولھ :
٧
صِفَةُ الطُلولِ بَلاغَةُ القِدمِ * فَاِجعَل صِفاتَكَ لِاِبنَةِ الكَرمِ
ة ي حفص ن أب روان ب ى م ارا عل دم بش وي یق معي اللغ رى الأص ى ن ذوق حت ایره ال ونشأ أدب جدید في ھذا العصر س
رب ر وق ة التعبی ا بطبعی دیم قانع ذوق الق ویعلل لذلك بتجدید بشار وسعة بدیعھ وعدم متابعتھ لمذھب الأوائل ، وكان ال
ت عارات ، ب الاس اني وتركی ق وراء المع ة ویتعم نعة البدیعی ى الص د إل دیث یعم ذوق الح إذا بال تعارات ف المعاني والاس
فصرنا نسمع مثل قول أبي تمام في حرصھ على المطابقة :
فَالشَمسُ طالِعَةٌ مِن ذا وَقَد أَفَلَت * وَالشَمسُ واجِبَةٌ مِن ذا وَلَم تَجِبِ
وقول المتنبي مبالغا إلى درجة بعیدة :
وَضاقَتِ الأَرضُ حَتّى كانَ ھارِبُھم * إِذا رَأى غَیرَ شَيءٍ ظَنَّھُ رَجُلا
وإذا تركنا ذلك إلى ذوق المعاصرین الأدبي فھل نراھم یعجبون بالبدیع أو التكرار أو المبالغة أو المدائح أو تقلید
السابقین أو فن المقامات مثلا ؟
ة یھم طائف أت ف ٣-الجنس : نعني بھ الجماعة التي سكنت مكانا واحدا وخضعت في حیاتھا لعواملھ عھودا طویلة فنش
من العادات والأخلاق وطرق الفھم والإدراك یخالفون فیھ سواھم ممن أنجبتھم بیئة أخرى مغایرة .
ة ة الأداء وروع ى حری ھ وإل لوب وجمال ة الأس ى رق ولكل جنس طابعھ في الذوق الأدبي فمثلا اللاتینیون فیھم میل إل
الخیال وذلك في الآداب الفرنسیة والإیطالیة ، بینما یمیل الجرمانیون إلى الجزالة والقوة مع التجدید
ي ي ف ذوق الفارس ر ال د ظھ دا، فق اء ونق ھ إنش ي تناولت ة الت وإذا نظرنا في الأدب العربي نلاحظ أثر الأجناس المختلف
بشار وأبي نواس وابن المقفع،
قد ظھر أثر ذلك في ما اصطلح على تسمیتھ بالشعوبیة .
ا ي فیھ ي یرث ة الت كما ظھر الذوق الرومي في ابن الرومي في تسلسلھ واستقصائھ وطول نفسھ ( انظر قصیدتھ الدالی
ھ ي روح ھ وف ي ھزل ده وف ي ج ابنھ ) ، والذوق المصري في البھاء زھیر الذي كان شعره حكایة الأسلوب المصري ف
ومعانیھ فتسمعھ فكأنك تسمع الشعب القاھري یتحدث ویتحاور
٤-التربیة : ونعني بھا آثار الأسرة والتعلیم والتنشئة الخاصة ، فقد تجد جماعة من جنس واحد وبیئة واحدة وزمان
واحد وھم مع ذلك متباینو الأذواق بسبب ما اختلفوا في الثقافة والدراسة
ا ذین عاش افظ الل وقي وح ك ش ة ذل والتھذیب الذي ظفر بھ كل منھم وفي الحیاة الخاصة من لین وخشونة . ومن أمثل
و ا نح دماء لرأین في زمان واحد في مصر ولكن كان لكل منھما في أدبھ ذوق خالف بھ الآخر وإذا نظرنا لمثال في الق
ذلك : " یحكى عن ابن الرومي أن لائماً لامھ فقال: لم لا تشبھ تشبیھ ابن المعتز وأنت أشعر منھ؟ قال:
أنشدني شیئاً من قولھ الذي استعجزتني في مثلھ، فأنشده في صفة الھلال:
فانظر إلیھ كزورق من فضةٍ * قد أثقلتھ حمولة من عنبر
يء ا أي ش اء، وأن ن الخلف ھ اب فصاح: وا غوثاه، یا لله، لا یكلف الله نفساً إلا وسعھا، ذلك إنما یصف ماعون بیتھ؛ لأن
أصف؟ ولكن انظروا إذا وصفت ما أعرف أین یقع الناس كلھم مني؟ ھل قال أحد قط أملح من قولي في قوس الغمام:
وقد نشرت أیدي السحاب مطارفا * على الأرض دكناً وھي خضر على الأرض
ود ال خ ض كأذی ط مبی ر وس ي أخض ر ف ى أحم ر * عل ام بأصف وس الغم ا ق یطرزھ
أقبلت في غلائل * مصبغة والبعض أقصر من بعض
وقولي في قصیدة في صفة الرقاقة:
ما أنس لا أنس خبازاً مررت بھ * یدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر
ما بین رؤیتھا في كفھ كرة * وبین رؤیتھا زھراء كالقمر
إلا بمقدار ما تنداح دائرة *في صفحة الماء یرمى فیھ بالحجر
ر ن عناص ر م ك العنص و ذل ة أو ھ ة الطبیعی یة الفطری و الشخص زاج ھ ة : الم یة الفردی اص أو الشخص ٥-المزاج الخ
ھ أن ق علی ن المتف ول . وم ة المی ن ناحی ذلك م ة وك ة الوجدانی ن الناحی راد م الحیاة العقلیة الذي یختلف باختلاف الأف
ي ؤثر ف ھ وت ا حول للأمزجة آثارا بینة في الشخصیة وأنھا تختلف باختلاف الأفراد وأنھا تحدد وجھة نظر الفرد نحو م
المزاج رف ب ذي ع ي ال ن الروم ك اب ال ذل دا ، ومث اء ونق ي إنش ذوق الأدب ي ال ك ف ر ذل ر أث د فیظھ د بعی ى ح سلوكھ إل
السوداوي فكان طبیعیا أن یكون متشائما في نحو قولھ :
لِمَا تُؤذن الدنیا بھ من صروفھا * لأفْسَحُ ممَّا كان فیھ وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدنیا اسْتَھلَّ كأنھ * بما سوف یلقى من أذاھا یُھَدَّدُ
٨
إذا أبصرَ الدنیا اسْتَھلَّ كأنھ * بما سوف یلقى من أذاھا یُھَدَّدُ
اعرا ین أن ش ي ح فقد خلع على الدنیا من مزاجھ الحزین المتشائم وأبكى الطفل حین الولادة من كوارثھا المرتقبة ، ف
كالبحتري یخلع على الربیع بھجة من نفسھ فتشیع فیھ الحیاة والجمال :
أَتاكَ الرَبیعُ الطَلقُ یَختالُ ضاحِكاً * مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن یَتَكَلَّم
وَقَد نَبَّھَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى * أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما
فَُتِّقُھا بَردُ النَدى فَكَأَنَّھُ * یَبُثُّ حَدیثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما
ویدخل في المزاج الحالات النفسیة التي تستأثر ببعض النفوس فتحملھا على إنشاء أو استحسان فن خاص من الشعر
أو النثر ، فمن الناس من یفضل النسیب ومنھم من یوثر الحماسة ، والبعض یؤثر الحكمة وھكذا .
نص رقم ( ١ ) من الشعر الجاھلي
دعوة للسَّلام لزھیر بن أبي سُلمى
ة ة مُزین ن قبیل التعریف بالشاعر : ھو زھیر بن ربیعة بن ریاح ،واشتھر بالنسبة إلى كنیة أبیھ (أبي سُلمى)، وھو م
د عراء الجاھلیین،وق یم الش و حك اھلیین ،فھ عراء الج ن الش ى م ة الأول عراء الطبق ن ش د م ر، ویع ة مض ن قبیل ،فھو م
عراء ى ش ھ عل ھ یقدم ي الله عن اب رض ن الخط ر ب ان عم د ك ر .وق ب وبجی عرف بالشعر أبوه وخالھ وأختاه وابناه كع
الجاھلیة،لسھولة شعره ولصدقھ لأنھ لا یمدح الرجل إلا بما ھو فیھ .ویمتاز شعره بمتانة الألفاظ والسھولة الإیجاز.
ذا دى علیھا،ول ة أو معت ا معتدی ة إم داء فالقبیل ة ع جو القصیدة ومناسبتھا : كانت العلاقة بین القبائل في الغالب علاق
ن رب .وم دد الح كانت الحروب سمة من سمات العصر الجاھلي، فالحرب تلد الحرب،لأن أھل القتلى یطلبون الثار فتتج
روب ذه الح ن ھ أسباب الحروب بینھم المشاجرات أو الإختلاف حول المرعى بسبب الإھانة .وقد نشأ شعر الحماسة م
التى یسمونھا (الأیام) وتسمى بأسماء الأماكن التي دارت فیھا،مثل (یوم ذي قار) و ( یوم خزاز).
ي وھذه الأبیات من معلفة زھیر التي یصور فیھا الحرب بصورة منفرة وفد أنشأھا بسبب الحرب التي دارت بین قبیلت
رین ا عش ابق منھم راء وأن للس ر الغب س والآخ مى داح ین،أحدھما یس ابق فر س ى تس ا عل ا تراھن ان حینم بس وذبی ع
ارت دث ث ا ح بعیراً جائزة.فسبقت الغبراء لكن أصحاب داحس اعترضوھا فسبقھا داحس ولما علم أصحاب الغبراء بم
ي أ زھ ى . فأنش الحرب بینھما، حتى تدخل ھرم بن سنان والحارث بن عوف فأصلحا بیب القبیلتین، وتحملا دیات القتل
ھذه القصیدة( المعلقة یمدح فیھا ھذین الرجلین ویدعو إلى السلام ونبذ الحرب ).
( الأبیات ( ١ ٥
١/ فأقسمت بالبیت الذي طاف حولھ * رجال بنوه من قریش وجرھم
٢/ یمیناً لنعم السیدان وجدتما * على كل حال من سحیل ومبرم
٣/ تداركتما عبساً وذبیان بعدما * تفانوا ودقوا بینھم عطر منشم
٤/ وقد قلتما إن ندرك السلم واسعاً * بمال ومعروف من القول نسلم
ماعیل اللغة والأسلوب: جُرْھُم :قبیلة عربیة یمنیة قدیمة نزلت الحجاز وسكنت مكة وھم الذین تزوج منھم نبي الله إس
ى علیھ السلام السحیل: الحبل المفتول فتلاً خفیفاً المب رم : الحبل المفتول فتلاً قویاً التدارك : التلافي تفانوا : أفن
بعضھم بعضا عطر منشم :
منشم إمرأة كانت تبیع العطر ، تشاءم العرب منھا لأن جماة من فرسانھم اشتروا منھا عطرا وغمسوا أیدیھم فیھ
تعاھدً على النصر فقتلوا جمیعھم السلم : (بكسر السین أو فتحھا )ھو الصلح الأحلاف : القبائل التي تحالفت على
الحرب ھل أقسمتم : فد أقسمتم ، وھل ھنا بمعنى قد المُقسم :