بكلتا يديها أحاطت الكوب بقوه ...
(( لم تحس بحرارته ..... فزمن الألم ... انتهى ))
سرت ارتعاشات الغضب في يديها حتى اهتز سطح (( النسكافيه )) ..
وما لبثت أن رأت الكوب يهتز ..
ثم اهتزت الارض والاثاث من حولها .. عرفت انه مخاض دمعة ستولد في عيونها ..( فقد عاشت هذا المخاض كثيرا في السنين القليله الماضيه) ..
رفعت رأسها بقوه لتوصد الباب أمامها ..
(( لن تنزل دموعي بعد اليوم ... على من لايستحقها ))
رفعت يديها لتعيد ترتيب طرحتها حول راسها فوقعت عينها على صورة اطل من اطارها وجها فقدته منذ زمن
لم تعد ترى الا وجها قاتما .. متجهما ..
روح سكنها (( الحزن)) فأوصدت عليه الابواب ..
تجرع الالم مرة واحده وارتدى قناعا زائفا من القوه حتى لم تعد لوجهه ملامح ..
: لا الومه .. فقد كان وقع الفقد علي اليما جدا حتى التف الجمع من حولي وحاوطوني بعزائهم لاتماسك واستجمع قوتي واقبل على الحياة من جديد وكان (( هو )) ..
من بينهم ..
دفن حزنه في اعماقه حتى ظن الناس انه .. نسيه .
(( الرجال مايبكي )) تجرعها منذ صغره حتى انصهرت مع رجولته واصبحت رمزا لها ..
فلم يبكي حتى .. (( ابنه )) ..حتى نهشت الكآبة قلبه وروحه
جلست على حافة السرير ونظرت الى الصوره بحزن ..


: لم يكن حبي لك في يوم من الايام امرا يحتمل الجدل ..
منذ ان سرت دماء الانوثه في جسدي .. وانا لا اتمنى رجلا غيرك ..
كنت تعاقبني على قسوتك على نفسك .. بقسوه ..
( ساخطا تاره .. وشاتما تاره .. وضاربا تارة اخرى ..)
حاولت مرارا قتلك في اعماقي .. وخنقك في مساماتي ..لكنك كنت تقوم بحركة التفاف حولي لا استطيع لها دفعا .. فكان كل شيئ يعود سيرته الاولى ..
لا يا شريك عمري .. ما هكذا تكون الحياة .. ولا هكذا يتم التغلب على نوائب الدهر ..
اخذت رشفه من الكوب فايقظتها مرارته من افكارها
: مابال مرارة الاشياء تزيد من حولي ..
قفز الى ذهنها ذلك الوحش وهو ينقض عليها في الامس بضراوه .. فتحسست خدها المكلوم
سرت تنهيدة .. فتحفزت الدموع لتشن غارة على محاجرها ..فحاصرتها .. وردتها على اعقابها ..
رفعت عينيها في تضرع :
(( يارب الهمني القوه والصبر... يااارب ))
ساد صمت ثقيل صم اذنها ..حتى قطعه رنين الجرس ..
قفزت من مكانها وفتحت الباب ليطل عليها وجه طال انتظارها له ..
مد يديه قائلا : (( ولا يهمك وانا اخوك .. ماعاش من زعلك .. مشينا ))
اسندت راسها على صدره الحنون واسقطت دموعها الحصون العاليه ..


تمت ..