|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
وإعلمي أن هنالك لا شيء, لا شيء يشغلني ويخرجني عن هذه الطبيعة المقيتة. غير عينيكِ, يضيع الحديث مني والرّب, وربّ هذا الجمال الفادح, وربّ صوتكِ الذي يقرص أذني. سلكتُ جميع المنعطفات الخاطئة, نسيت طريق العودة.. والمنزل, ووجه جارتي الممل! وقطتي التي هربت مساء الأمس. عينيكِ تبتلع فوضى الأرصفة. وتتلقف الزحام بعيدًا عن وحدتي. وعن السماء المزمجرة, التي أهرب إليها بين الفينة والأخرى. لكن, لماذا أدور في حلقات مفرغة تحت هذا البرد القارس ؟ لماذا تركت كنزتي وبعض قلبي في البيت وخرجتُ أبحث عن صوتك؟ لماذا أكتب إليكِ كلما شعرت بالوحدة؟ تنضح الأسئلة المغفلة, التي أعلم إجابتها مسبقًا, التي أسكتها بحديثٍ تافه أقضمه مع غريبٍ أخبرني أن اللعب مع عينيكِ نار الوعيد. يلتحم صوتكِ في الهواء ويذوب كقطعة حلوى في أذني. صوتك ينهل علي كالترومبيت, نفّاذ بما فيه الكفاية لينخر قلبي. صوتكِ مضمخ باللا إكتراث. مع هذا.. تسرقين حبّي بلا طائل, وأمنحكِ إياه دون مورابة. أبوابي مشرعة للتنازل عن أيًا كان لأجلك, دائمًا أبوابي مشرعة لكِ وحدك, ولكنكِ أنتِ التي لا تأتين, وتدعين البرد يعرج طريقه إلى نافذتي. ترتبين لي إنتشالًا أنيقًا وسط هذه المعمعة, عينيكِ معتقل إجباري, وأنا كالجريح في منتصف الميدان, أسقط مكشوفًا عاريًا من دفء يديكِ, حزين. وأعلم أن الكتابة إليكِ أشبه بالنفخ في قربة مقضوضة, أو بوتقة ذات ثقوب. وأنكِ ستأخذين وقتًا طويلًا بين أسطري لتدركي أن حبّي أعمق من أن تطمريه. صوتكِ الأجراس التي توقظ ذكرياتٍ كانت تبكي داخل لهاتي. تجري البحار لمستقرٍ لها, تقفر المساحات الممتدة حولي شيئًا فشيئًا. وما زال في عينيكِ شيءٌ يحبطني, كلام كثير. بلغة لا أفهمها, أتصفح عينيكِ وأنا على إستعداد أن أتعلم أبجديتكِ الجديدة. كي لا أعد غريبًا آخر مر على رصيفك, أو لم يمر. في عينيكِ ماتوا جميع المتيمين بها, وأستطيع أن أرى حبّهم يفيض عن قبورهم. في عينيكِ تساؤلات طفلٍ عن هذا العالم, وكهل يقرأ الصحيفة. وساعي بريد متعب, رفض أن يحمل رسائلي إلى قلبك. في عينيكِ شيءٌ ما, يرتق جراحي تارة وينبشها تارة, فيها جميع التناقضات الممكنة. وسلّم يقود إلى جنة الهلاك. في عينيكِ حبّ. ليس لي, وأحبّك. أتوشح السهر, والأحاديث المفبركة, أتوغل في زخم الأعمال, والمقاهي المكتظة بذات الوجوه البائسة, أقرأ الصحف التي إعتادت أن تتراكم على عتبة الباب. أتنصل بقدر الإمكان من اللحظات الفارغة, الهادئة التي تدفعكِ طوعًا لتستحوذي على النصف المتبقي من عقلي, فأنتهي بممارسة الصداع لا أكثر. تمرغين ذاكرتي المأفونة بوجهكِ الوسيم وعيناكِ المخمليتان. أمشي بخطواتٍ كهلة, مطأطئ الرأس, لأرتطم بحائط غير موجود, وعامود إنارة غير موجود, وينهضني عجوزٌ أغبر غير موجود, أتذكّر تجاعيد يده كما أتذكّر وجه أمّي. أقف, في مكانٍ قصيّ. مغترب, ورائحة قميصي ملبدة بالسجائر, شعري أشعث, وعيناي الإضاءة المنكسرة على حوض السباحة. و"الوقت" ينفذ. ووجهي مليء بالصفعات, "الوقت" يتساقط. كأوراق شجرة الساكورا. "الوقت" يجري. كطوفانٍ لا يلجم. "الوقت" يتمزق. كغيوم تشرين.. وليس هنالك "وقت" لأستعيد ملامحي التي بددها طول النظر لساعة الحائط. وفي كل مرة أظن أن الأيام سوف تبلسم جروحي التي أكل عليها الدهر وشرب, إلا أنني أجدني أشتد تهاويًا عن قبل, كما هبّة ريح شاردة بلا ضفاف, مخطئة يا قطّتي الحلوة, مخطئة يا حبيبتي الشقيّة حين تأخذينني على محمل أقل ذكاء مما ينبغي, أنا أعلم جيدًا أن الطريق المفضي إليكِ مفخخ, وأسلكه بكامل حذاقتي. أعلم أن يديكِ لن تمدّ إلي إلا الشوك, وأتلقمه, مختارًا ومرغمًا.. أستيقظ كل مساء مفعمًا برائحة الموت, وتربت على رأسي كف الألم, تدسين العلقم تحت وسادتي, والوجع في طعامي, لم كل هذا أيتها الشقيّة؟ هل تظنين أنني قد أنساكِ...؟ هل تظنين أنني قد أناضل, وأهذي حين أعبر الشارع الذي عبرناه معًا, وتصدمني شاحنة غير موجودة. أو أعبر طريق المقبرة الضيّق, وأبكي أمام قبرٍ خاوٍ. ويتقطّع قلبي.. كوتر قيتارٍ معطوب. هل تظنين أنني سأتنازل عنكِ بهذه البساطة؟ كيف أنساكِ يا حبيبتي الشقيّة؟ أيّ فكرة عقيمة قد تقود إلى هذا اللا منطق؟ أي عقلٍ ثمل قد يلفظ هذه الفكرة؟ وربّ هذا الليل الذي يأكل من صبري, وربّ هذا الفرح الذي يستمر بالإضمحلال, والله. صورتكِ مقصولة في عيني كما ترغبين. وأتلفت خلايا دماغي من فرط التفكير بكِ, وأعلم أن هذا التفكير سيمرضني. ورفيقي يظن أنني لُكت من حبّكِ ما يكفي ليهترئ فكّي, وأنني تحدثت عنكِ حتى لم يبق لي بالُ ليضمّه. تدلقين الذكريات المرّة على رأسي المعصوب, وأستطيع إستظهار كل الكلام الذي جادت به شفتيكِ يومًا. بتت مأفونًا, الذارع المبتورة للجميع أنا يا حبيبتي, بعد أن كنت الطفل المغرور المدلل, أصبحت كرة متشابكة من الأحاديث العقيمة والأرق, ولا يحدث أن يهدهدني أحدٌ لأنام. غادرتي.. فقط هكذا. تركتيني للخواء. تركتيني لأتقيّأ الفرح. أتعثر في طريقي, أبتسم إبتسامة صفراء أمقتها. وأعتصر حلقي لأجدني أسعل الضحك المستهلك من أفواه المارّة, أشرب القهوة المرّة وأبصقها على قارعة التقمص الزائفة, يزحف إلي التبلد بمهل. ليجعلني أشد البلادة كما الحائط الذي أتكئ عليه, علّمتني كيف أن أطأ على قلبي, قلبي الذي يرفض كل شيءٍ إلا حبّك الذي فاض به حتى تساقط عن جوانبه. أنا آسف, وحزين. أنا الآن وحيد أكثر من أي وقتٍ مضى. ولا زلت أحاول المصالحة مع هذه الحياة, وأفشل فشلًا ذريعًا في كل مرة.. لا زال في رحم حلقي بكاء عمره سنتين, والحديث المرّ الذي لم يتسنى لي قوله لكِ يتشرنق حول عنقي. يخنقني يا حبيبتي. يخنقني يا وجع قلبي.. ما أشعر به, لا يمكنني أن أصيغه. فقط أفتقدك, أفتقدكِ أيتها الزهرة الشائكة التي إقتلعتني من صدر النعيم لتشهق قلبي وتزفره في صحراء قاحلة. ملتصقة بجبروتٍ في الذاكرة. أراكِ في البيت.. حينما أكون يائسًا, ومرهقًا. ويتسرب من فمي طعم الأصدقاء. عندما أشعل حطب المدخنة, في الكتاب الذي بين يديّ, والأرفف المليئة بالغبار. عندما أدير المسجّل, ليخرج منه صوتكِ متحشرجًا ليندس تحت المنضدة. في ترسبات كوب القهوة الخامس, في شجرة السنديان القابعة أمام منزلي. في إبتسامات العابرين, ونظراتهم المؤرقة. في خطواتي المتثاقلة الى المنزل, في عواميد الإنارة المشوشة, في إنعكاس المرآة الشاحب. في بعثرة مكتبي, وقهوتي الباردة, وعطري الصاخب, وصوت الكمان. في الشتاء, في الفصول الأربعة الذابلة, التي لا تلقين عليها أو عليّ التحيّة!. Brb
|
2013- 2- 13 | #2 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
أعلم أن الكتابة إليكِ لا تجدي. وأن قلمي ينزف لشيءٍ لا يعلم ماهيته, وأعلم أكثر. أنني أصبحت على شفا حفرة من التوحد, والإنتماء إلى حياة قاحلة بعد أن كنت قاب قوسين أو أدنى من الغرق في محيط الحبّ العذب. إذًا.. فأنتِ تخبرينني بطريقتك أن الموت محتم, في كلا الحالتين! وأن عينيكِ ستتأبّطني لا محالة, وتلقي بي عاريًا فوق منكب الليل. تقتاتني الوحشة, وأعين البائسين. لستُ أكتب إليكِ حتى يعلم الآخرين معضلتي, فهم سيذرفون دموعًا على قصتنا, ستجف, وسينسونني, وسينسونك, وسينسون عينيكِ المحرّم علي المكوث فيها. أما أنا. لا أنسى! ولا أستطيع إلا أن أصيغ هذا اللا نسيان إلى حروف بتسريحة الموتى. وأعصر بكفيَّ رأسي المكتظ حتى ينساب وجهكِ الوسيم المؤذي منه قطرة قطرة. مليء بكِ أكثر من أي وقتٍ مضى, مليء بالتفاصيل الصغيرة. ويكفي رحيلك. كوصب لتتشبع وسادتي بماء عينيّ المالح, يكفيني رحيلك لأشعر بمرارة الحياة أكملها. نعم, لا أنكر وقوفي بإتزان دون الحاجة إلى عكاز أو عينيكِ. لا أنكر الضحك وكتفي الممتد لرؤوس المهمومين. لا أنكر حقن حلقي بالصمت حتى لا يندثر حبّكِ أمام العالمين, لكنّي يا حبيبتي مكفهرّ. وزجرت الدموع حتى أصبحت أحسها تنهش أحشائي, أحاول الوقوف شامخًا أمام خطواتكِ المنتظمة, وتكتيكات قدومكِ المهندمة, المصرّة على إعادتك بصورة أكثر إبتكارًا كل مرة. أتوشح الوجع بلحاف مطرز بالدمقس, تتفننين حتّى في وجعي, ولكنني أحبّك. ولا أعرف ماذا أكون, إن لم أكن أحبّك. أحبّكِ كثيرًا. وبينما أنتِ غارقة في سنّ لسانكِ ليصبح أكثر حدّة, وأشد وقعًا علي. أنا منهمك في التنقيب عن ذاتي المهملة, تارة في البقعة المنكفئة من المقهى وتارة في ضفائر النساء, وأخبركِ بطريقتي أنني راضٍ بكل الأوجاع المتعلقة بكِ. بينما أنفث وجهكِ بعيدًا بالسجائر وأكواب الحزن الفارغة. أما ما أكتبه إليكِ فليست إلا رسائل مصيرها أن تتعفن في أحد أدراج مكتبي, صدقيني لا أحاول مراوغة هذا العذاب اللذيذ. بل لا أشعر بالراحة إلا حين تنصهرين كالحديد في جلدي, وتسلخين قلبي, وأحسّك كما أحس النيران المندلعة. في تجويف معدتي.. أتعرفين هذه المعادلة الصعبة؟ وكيف للمرء أن يعتاد على شيء "يدمنه" وهو مدرك تمامًا أنه يضره؟ أنا أعلم أنكِ مضرة. مضرة يا حبيبتي, تدهسينني بلا هوادة.. تفتكين بي بقدر ما أحبّك, ولكِ أن تتخيلي هذا القدر.. تجرفينني بعيدًا عن صحتي,إتزاني,عملي,والراحة, والأكسجين. تحدثين خرقًا في البيئة, تقلبين الطبيعة حولي رأسًا على عقب. تطربينني بصوتكِ المحلّى بالكعك والفطائر اللذيذة. وأنتِ تعلمين أنني مصاب بالسّكر. آه يا صوتك. أين تخبئين صوتكِ اللذيذ عنّي؟ من يا ترى ينتشي بنعومة هذا اللسان الحادّ ؟ أنتِ ذات الإنتحار البطيء الذي لا ينفكون عن التحدث عنه, لكنني والله أحبّك. وأحبّ كوني ملعونًا. محاطًا بطيوفك, حتّى بتت أخاف من جروحي أن تندمل, ومن عيني أن تشيخ عن البكاء. أمارس الحزن بتقليدية, ولا أريد أن يتغيّر ذلك. أحبّكِ حد الموت. وأسلككِ بقدميَّ العاريتان يا طريق الموت المجمّل بأزهار اللوتس المضمخة بالفرح, ولا أريد منكِ أبدًا أبدً أن تحبيني –بهذا القدر- فالحبّ يا صغيرتي ممرض, والحمى التي أهلكتني الأيام الفائتة, أخاف عليكِ منها. والوجع الذي تلقّمينني إياه كل ليلة, لم يخلق للسانكِ الحاد العذب. ولا يعنيني أبدًا كوني النقطة على طرف دائرتك. ما يعنيني هو: أنني أحبّك. وأسلككِ رافعًا رايتي الحمراء, الملطخة بدمي. أسلككِ يا طريق الجحيم المحاط بالملائكة التي تبتسم لي بحفاوة. وأؤمن بأن العظماء لا يموتون في دواخلنا بهدوء أبدًا. وأنتِ: كنتِ في كفّة.. والعظمة.. في كفّة أخرى. |
2013- 2- 13 | #3 |
متميزة في الملتقى العام
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
لي عوده |
2013- 2- 13 | #4 |
متميزة بملتقى المواضيع العامة
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
الله الله على كلمات صح لسان شاعها وتسلم يمينك رآإق لي ماطرحت يعطيك ألف عافيه دمتي بخير ., |
2013- 2- 13 | #5 |
متميزة في ملتقى الصور وعالم التصوير
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
كل الشكر والامتنان على
روعهـ طرحك دائما متميزه في الانتقاء ونترقب المزيد من جديدك الرائع ودي لك ❤ |
2013- 2- 14 | #6 |
:: مشرفة ::
ملتقى الفنون الأدبية سابقاً |
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
تميزَ دائم بـَ الطرحَ سلمتِ آنيقتيَ شكراً لكِ |
2013- 2- 14 | #7 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
ابداع وجنون
لم ارى مثله من قبل موضوع جميل جدا سلمت اناملك جدا جدا تقبلي مرور اخوووووووووك ......... |
2013- 2- 14 | #8 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
|
2013- 2- 14 | #9 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
|
2013- 2- 14 | #10 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ~~ّياحبيبتي الشقيه تعشقين غيري ...(واعشقك )ّ~~
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|