شبكة راصد الإخبارية - « عبد الوهاب » - 7 / 10 / 2007م - 1:52 م

الموضوع يتعلق بموظفي مستشفى الملك فهد بالهفوف وتحديدا الذين يعملون برواتب متدنية تصل إلى 800 ريال شهريا. فبع أن خصم منهم مبلغ التأمين وأجرة سائق الباص فكم يبقى من الراتب؟؟؟ توجد أسئلة كثيرة لمصلحة من وضعت هذه الرواتب المتدنية ومن المسؤول عنه ذلك:

1- لمن يشتكي وعلى من يشتكي موظفي المستشفى من قلة الراتب هل لوزارة الصحة التي هي من تعاقدة مع المقاول الذي يشغل مستشفى الملك فهد «شركة سفاري» ووضعت الرواتب وطالبت من الشركة أن توظف السعوديين على مثل هذه الرواتب ووضعت غرامه على المقاول إذا لم يوظف السعوديين؟
وسؤال هنا لما وضعت وزارة الصحة مثل هذه الرواتب المتدنية؟ هل لعلمها بأن طالبي العمل في الاحساء سوف يعملون بأي راتب كان لسد حاجتهم؟ وهناك أمثلة سوف اذكرها وهي ليست قصص من نسج الخيال.
هل يشتكي الموظف لمكتب العمل والعمال الذي حدد أقل راتب يتقاضاه العامل السعودي 1500ريال لأن عقد الذي يوقعه الموظف هو مع الشركة والتي هي بدورها لا تستطيع زيادة الرواتب أكثر من ذلك.. أه من الذين يصطادون ويلعبون بظروف الناس فعلى ما أظن أن الموضوع يحدده كثرة العرض والطلب.

2- الموظفين يعملون بشهادات الثانوية العامة والكلية التقنية من الذين لم يحصلوا على فرصة الدارسة في الجامعات أو وظيفة يعتاشون عليها فيقبلون بالعمل بمثل هذه الرواتب ويعملون بوظائف تختلف عن المسميات التي يتم التعاقد عليها مثل مراسل في طبيعة عمله يكون مسمى وظيفته عامل نظافة وهناك أكثر من ذلك سوف اذكر لكم لحقا قصة تبكي وتضحك في نفس الوقت.

3- الشئون الصحية التي كل ما تقدم إليها أحد لطلب وظيفة يخبرونه بعدم توفر وظائف شاغرة والغريب في الموضوع أنه في المناطق الثانية من بلادنا الحبيبة يكون عدد الموظفين العاملين على بند الأجور والمستخدمين ضعفين أو أكثر، ناهيك عن الموظفين الرسميين والعكس يكون في الاحساء فمن النادر أن تجد موظفين على بند الأجور في مكتب واحد.

4- الإحراج عندما يطلب أي موظف منهم تعريف براتب لتوجيهه لأي جهة كانت لأن مسمى وظيفته "تفشّل". فمثلا من يتوقع أن يكون المواطن السعودي التي تعد بلاده من أغنى الدول في العالم في حين أن أبنائه أو بناته يعملون بوظيفة عامل أو عاملة نظافة. نعم العمل ليس بعيب لكن فقط اعطوهم رواتب جيدة لكي يعيشون عيشة كريمة. لا يريدون أن يأكلون كما تأكلون أو يركبون مثل ما تركبون... فقط يريدون أن يعيشون "مثل الأوادم".

5- هل الشئون الصحية لا ينطبق عليها القرار السامي المتضمن بأن أقل راتب يعمل به السعودي هو 1500ريال أو أن وزارة الصحة مستثناة من هذا القرار؟؟ فإن كان ذلك، فأين مكتب العمل أليس هؤلاء سعوديين متعاقدين، لم لا ينطبق عليهم هذا القرار أو أن القرار السامي لم يصل لمسامعهم وكأن القرار يقصد به دولة أخرى.

أما الآن فسوف أبدء بسرد بعض القصص الموجودة في المستشفى:
• شاب (و-ع) يعمل في المستشفى حوالي ست سنين فتزوج من موظفة عمل كعاملة ترحيل وتحميل هذا الشاب يبلغ من العمر 30 سنة وراتب وراتب زوجته فقط 1400 ريال وكان
يسكن في شقة ولم يتعلم السواقة وليس له دخل ثاني!
فلما سألته: لما تزوجت وأنت في مثل هذه الحالة وكيف وافقت زوجتك عليك؟
فرد قائلا: لست احلم أكثر من أن تكون لي زوجة استمتع معها بشقاء الحياة ولم اعرف معنى كلامه إلا بعد أن ولدت زوجته والذي فاجأني بأنه أخبرني أن زوجته داومت معه اليوم!!
فقلت له: كيف تعمل وهي لم تأخذ أكثر من عشرين يوم!!
فقال لي باستهزاء: سوف تكمل فترة "نفاسها" وهي تداوم
فقلت له: إن زوجتك والدة بعملية جراحية وليست ولادة طبيعية؟؟!!
فقال لي: لعدة أسباب طلبت منها أن تداوم، منها أنها ليس لها إجازة أمومة فعندما طلبت لها إجازة اخبروني أن العقد المبرم مع الوزارة لا يغطي أيام إجازة الأأمومة. وثانيا أن موعد إيجار الشقة سوف ندفعه الشهر المقبل فكيف نقضي كل هذه الطلابات؟؟ ولا تنسى أننا الآن ثلاثة والشخص الثالث لا يعرف شيء عن راتبنا، ويطالبنا بتوفير كل ما يطلبه أقصد طفلتي. ألم أخبرك من قبل أننا نستمتع بحياة الشقاء!.

• القصة هذه المرة لفتاة (ف - ع) قد صرفت حكومتنا الرشيدة على تعليمها لكي تتخرج كمدرسة لغة عربية بعد تخرجها في عام 1420هـ -1421هـ بتقدير جيد جدا، وبالإضافة إلى دورة تدريبية في مجال الحاسب الآلي «إدخال بيانات ومعالجة نصوص» بتقدير ممتاز ودورة تدريبية في اللغة الانجليزية وقد نجحت بتقدير ممتاز.
لكن وبعد كل هذا التعب انطبق عليها المثل المصري القائل «سبع صنايع والبخت ضايع» فكان القدر أقوى منها فعوضا من أن تدرس وتربي أمهات المستقبل أصبحت تربي عاملات النظافة في المستشفى بوظيفة مشرفة نظافة وبعد فترة من الزمن وبعدما أنتهى عقد الشركة السابقة «شركة أيمان» ومجيء «شركة سفاري» رقيت من مشرفة نظافة إلى مغسلة موتى! فآه من دراسة السنوات التي تعبت في دراستها فكيف قبلت هذه الفتاة أن تعمل في مثل هذه الوظيفة وكيف قبلت هذه الفتاة أن تكفن شهاداتها ودوراتها وكل هذا الجهد والتعب والدارسة؟ وما كيف شعور والدها الذي
رباها لكي تعينه على نوائب الدنيا كيف شعوره وتعب السنين أمام عينيه وزهرة عمره ومهجة فؤاده تعمل بوظيفة مغسلة موتى براتب 1000ريال؟!!!

توجهت بسؤالها وأنا محتارة بأي سؤال أبدؤها به، فلم استطع إلا أن أرمي عليها كل أسئلتي فأجابت بحرقه ذابت منها الجبال: يا أخي وماذا عساي أن أفعل؟ إلا أن اصبر وأحتسب، فأنا لم ادع مكانا لم أتقدم بطلب الوظيفة منه لكن دون جدوى. فعلى سبيل المثال «ديوان الخدمة المدنية» عرفت حيطانه وحفظت تشققات جدرانه أكثر مما أعرف جراح قلبي المتشقق المكسور!! آه وألف آه أنا لم يبقى شيء لأطور نفسي به إلا وعملته وكلي طموح أن يغير الله حالي إلى أحسن حال، فأنا أعشم نفسي يوما بعد يوم أن يتغير الحال وتقبل أوراقي في إحدى الأماكن التي قدمت فيها إو حتى الشئون الصحية التي حفظت درجات سلمها درجة درجه وحفظت العبارة التي يرددونها لي في كل مرة أسألهم عن ملفي وهي الاسطوانة المعروفة لديهم «والله يااختي لسى ماجى رد على طلبك». ست سنوات وأنا على هذا الحال من المؤكد أنك سوف تسألني لماذا كل هذا العناء فقبل أن تطرح سؤالك سوف أجيبك وبكل سهولة «لكي أساعد والدي» فأنا من أسرة حكم عليها ضيق الحال أن يتجنب كل منها الآخر لكي لا يحرج بطلب ما فإخوتي متزوجون ومشغولون بتلبية طلبات زوجاتهم وأولادهم وأما أختي المطلقة التي تقاسمت معي الشقاء لكن من نوع أخر فقد فشلت حياتها الزوجية وكان
الانفصال هو الحل لكي نتقاسم الأحزان أنا وهي ووالدي.

آه من والدي الذي يتمنى الموت ألف مرة ولا يرى بناته في مثل هذه الحالة والحزن صديقهما الدائم المقيم معهما. تدمع عينه كل ما نظر إلى إحدانا فهو لا يملك الواسطة، نعم الواسطة التي
توظف بناته بدون شهادة فأنا سوف أعيش وأقاوم لكي اعيش وإن شاء الله سوف يأتي الفرج.
فرددت عليها بحزنا اقتبسته من حزنها وبابتسامة ميتة إن شاء الله الفرج قريب.

• (هـ - هـ) فتاة قصة من نوع أخر قمت بالتحدث معها وبعد أن شرحت لها أنه سوف يكون هناك أمل من تحسين وضعها فقالت: على شرط أن لا يؤدي حديثها إلى فصلها من العمل فهو رزقها ومنه تعيش هذه الفتاة عاشت اليتم منذ 25 عاما، مع وجود والديها حيين! فقد انفصل والديها وهي في ربيعها الثاني وعاشت هي وأختها الكبرى في بيت جدتها. لقد نست ملامح أبيها الذي لا تتذكر من أبوته غير صوته الذي على عليها بعدما أخبر بأن ابنته سوف تعمل في المستشفى ولم يكن صوته العالي بسبب خوفه على بنته بل خوفه أن يدرج أسم ابنته في التأمينات ويلغى من الشئون الاجتماعية فدار حديث بينها وبين أبيها على الهاتف أنه سوف يضربها إذا ألغيت اسمه من الشئون فردت البنت قائلة:

أذا كنت تريد مني عدم العمل في المستشفى أعطيني مصروفا شهريا فإن جدتي لا تعطيني إلا بعد أن تذلني وأنا صابرة فأين أنت خلال كل هذا السنوات السابقة التي لم تعرف كيف كانت تعيش أو حتى لم ترسل لي المال لكي ألبس مثل كل البنات؟! فكم عيد مضى ولم ألبس ملابسا جديدة، هل سئلت نفسك من الذي يصرف علي خلال كل هذه السنين الماضيات؟ لا أنت ولا والدتي والتي هي بدورها لا تعرفني إلا في حال خروجها من البيت هي وزوجها لكي ترسل اخواني لأرعاهم!! فقط الآن فقط يا أبي بالاسم فقط عرفت أن لك بنت في هذا الدنيا هل زرت أختي بعد زواجها أو هل تتذكر
اسم زوجها، أو حتى تتذكر لما أخبرتك أنه هناك شخص سوف يتقدم لخطبتي ورفضت أمي هذا الخطبة كي تزوجني غصبا لابن أختها؟! ألم تشعر أن من واجبك كأب أن تتدخل أو حتى واجباتك نسيتها؟!

أبي كم مرة أصبحت طريحة الفراش وحرارتي مرتفعة وتتصل عليك جدتي وتطلب منك أن تأتي لكي تحملني للمستشفى فمرة تقول لها أنك بعيد ومرة أخرى تقول لاخوتي أن يخبروا جدتي انك لست موجود في البيت وكذلك أمي التي بدورها وهي القريبة مني ترفض أن تزعج زوجها العصبي بطبيعته بطلب إيصالي إلى المستشفى فقط خوفا من غضبه، فتقول لجدتي: ما فيها شي بس تتميرض حطي عليها كمادات وبطيب، أذا ما طابت إلى بكره أجي وشوفها إذا تحتاج للمستشفى ولا لأ!!

وكأنها هي الطبيب ولا حتى أتت لكي تراني إن كنت كاذبة في مرض أو صادقة، على الأقل تعتبرني مربية أو خادمة لأولادها فللخادمة حقوق من ضمن حقوقها حسن معاملتها وعلاجها في حالت مرضها وغير ذلك الكثير...

أبي دعني أعيش صحيح أن الراتب قليل والحمد الله أنني لم أسلك طريق الضياع ففي مثل ظروفي ووضعي ومثل سني كثير من البنات ضاعوا وحتى في أقل من تلك الظروف، الحمد الله أني لم أضيع شرفك لا لأجلك بل من أجلي فأنا وعلى كل ما مر علي من ظروف صعبه أجد أن هناك في أخر النفق نور يدعوني ولست أدري هل هو الموت الذي يريحني من هذا الدنيا أو شخصا غير الشخص الذي تقدم لي وطردته أمي ينتشلني من وحل ظروفي. أسئل الله أن يثبتني وأن يحفظني من كل سوء.

وبعد أن تكلمت الفتاة عن حالتها واسترسلت في سرد معاناتها شعرت بأنني أواجه بحرا هائجا من الأحزان والهموم والمشاكل وأكثر ما شدني في كلامها أنها وفي ظروفها الصعبة استطاعت أن تشق هذه الوردة طريقها إلى الوجود بين الصخور الصلبة والأرض البور..

اختم كلامي في هذه القصة بطلب أرجو التعليق على هذا الموضوع وكما لدي الوثائق لكل ما ذكرته وأن شاء الله اذكر لكم في الأيام القادمة قصص لمعانات موظفي المستشفى..