ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > علم اجتماع > اجتماع 4
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

اجتماع 4 طلاب وطالبات المستوى الرابع تخصص التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل

مثل شجرة665اعجاب
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 2014- 4- 21   #11
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

عناصر المحاضرة الحادي عشرة

الصحوة الإسلامية في العصر الحديث


تحاول الأمة الإسلامية حالياً تجاوز المحن الكثيرة ، والمصاعب التي اعترضت سبيلها رغماً عما أحيك حولها من مكائد ومؤامرات عديدة ، كما تحاول أن تتلمس مواطن القوة لتنطلق من جديد ، خاصة وأنها لا تزال متمسكة بدينها ، مكمن قوتها ، وسر بقائها والذي مكنها من الصمود أمام التحديات الماضية التي واجهتها ، وسيمكنها من الصمود ، ويعيينها على النهوض والمواجهة من جديد بإذن الله .


ولقد شهد القرن الرابع عشر الهجري / العشرين ميلادي ، محاولات ومؤامرات كثيرة وشرسة استهدفت القضاء على الإسلام ، والهيمنة على المسلمين ، ونهب خيرات العالم الإسلامي ، والعبث بمقدراته وقيمه


ومن تلك المؤامرات على سبيل المثال لا الحصر :
1- الأزمات الطائفية والسياسية التي تعرضت لها لبنان في تاريخه الحديث والمعاصر .
2- الحرب العراقية الإيرانية التي استنزفت موارد وإمكانات البلدين الهائلة ، ودونما طائل أو هدف .
3- الحرب الخليجية الثانية والتي جاءت نتيجة لاحتلال بلد مسلم لبلد مسلم آخر ، وذلك أمر لم يسبق إليه من قبل ، ولا زلنا نعيش ونعايش نتائجها المأسوية على المنطقة العربية بأسرها .
4- الهجمة التنصيرية على بلدان أفريقيا وآسيا وبخاصة المسلمة منها .
5- قضية جنوب السودان التي زرعها الاستعمار الإنجليزي والتي أكلت الأخضر واليابس في السودان ، واستنزفت موارده المادية والبشرية ، ووقفت عقبة في سبيل تطوره ونموه ، رغماً عن إمكانية الزراعية الهائلة .
6- قضايا الأقليات المسلمة المختلفة ، وكلها حلقات في التآمر على الإسلام والعالم الإسلامي.


ورغم هذه الحلقات المتتابعة من التآمر والكيد للإسلام والمسلمين ، فقد شهد الثلث الأخير من القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي صحوة إسلامية مباركة ، ورجوعاً إلى الله ، بعد أن أصاب العالم الإسلامي اليأس والقنوط ، وأصابته خيبة الأمل في تجارب الفكر الأوروبي الفاشلة ، من ديمقراطية ، واشتراكية ، وتقدمية ، وقومية ووطنية ، وما إلى ذلك من تلك الشعارات الخلابة ، والمبادئ الغربية الوصفية التي حاول الغرب زرعها مكان المبادئ والأسس الإسلامية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فأخذ بعضهم يعود إلى الله ، ولقد تمثلت هذه الصحوة في الدعوة لأن يعيش المسلمون إسلامهم في جوهرة وقيمه الخالدة ، وأن ينطلقوا منه لمعالجة شئون عصرهم..


ونتيجة لذلك برزت مع نهاية القرن الرابع عشر الهجري / العشرين ميلادي ، مظاهر صحوة جديدة تهدف إلى الرجوع إلى الإسلام ،ومن مظاهرها تخرج شباباً ملتزماً ومتمسكاً بعقيدته الإسلامية رغم دراسته ، مناهج التعليم في المدارس ، والمعاهد والجامعات التي أنشأها دعاة التغريب ، وقد بدأ ذلك في أوساط المثقفين من الأطباء ، والمعلمين ، والمهندسين ومن طلاب الجامعات ، ثم بدأ الاهتمام بجامعات التراث الإسلامي ، فعلا شأن الجامعات الإسلامية ، وأقبل عليها الطلاب من جديد ، وبعد أن كانوا عازفين عنها في الماضي ، وبدأت تنافس ، بل تفوقت في أحيان على الجامعات العلمانية وأصبحت مناراً يرتاده الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي وأمثلة الجامعات كثيرة ، منها جامع الأزهرة ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وجامعة أم القرى ، وحتى وسائل الإعلام – التي كانت في يوم من الأيام حكراً لفكر العلمانيين والمستغربين -أصبحت في أحيان كثيرة منابر للدعوة الإسلامية ، ومناقشة مشاكل الإسلام ، وسبل النهوض به ، واتسعت دائرة الكتاب الإسلامي أكثر انتشاراً في الأسواق ، وأقبل أصحاب المطابع على طبعه وتوزيعه ، فازدادت العناية بالتراث الإسلامي ، وبنشره ، وقامت هيئات ومؤسسات من أجل ذلك التراث ، ولعل الزائر إلى أي من معارض الكتاب في أي بلد إسلامي – خاصة في البلاد العربية – يلحظ كثرة الكتب الإسلامية ، من كتب التراث ، والمؤلفات الحديثة .


ولعل كل ذلك يشير إلى بروز ظاهرة جديدة ، وهي الاعتزاز بالفكر الإسلامي ، وبدايات عودة الثقة بالنفس المسلمة من جديد ، إذ بدأ المفكرون المسلمون ينتقلون مثلاً من دور الدفاع عن دينهم وقيمهم ، وعن رد الشبهات إلى رد الشبهات إلى دور التحدي ، ومن مرحلة " النظرة الاعتذارية " والاستحياء إلى مرحلة عرض الفكر الإسلامي ، والمبادئ الإسلامية كما هي في ثقة واعتزاز ، وأصبح الكتاب والباحثون المسلمون يعرضون حقائق الإسلام كنظام شامل في حد ذاته ، لا حاجة له في المقارنة بأي نظام آخر ، خاصة عندما اتضحت لهم مثالب النظم الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وفشلها التام في حل مشاكلهم ومواجهة التحديات التي تواجههم .


وبدأ المسلمون يعون مشاكلهم المتمثلة في قضايا التخلف ، والجهل والمرض ، وبدأوا يعقدون المؤتمرات والندوات لمناقشتها ، وإيجاد الحلول لها ، وأخذت الرؤى تتضح أمامهم ، فعرفوا خصومهم : الاستعمار ، والصهيونية ، والرأسمالية والشيوعية ، وغيرها من النظريات الغربية الوضعية والعلمانية ، وبدأوا يدركون ويتنبهون لما يحاك ضدهم ، من مؤامرات ، ويعلمون جاهدين للوقوف أمامها .

وكل هذه – وغيرها – مظاهر للصحوة الإسلامية ، وللالتزام بالإسلام ، ومحاولة إعادته من جديد إلى شتى مناحي الحياة ليقوم بدوره كاملاً فيها ، حتى تتجه الحياة وجهة إسلامية من حياتها ، وفيما يلي أبرز مظاهر تلك الصحوة المعاصرة بإيجاز :


1- منظمة المؤتمر الإسلامي :
أدرك بعض قادة الإسلامية أن ضعفها يكمن في فرقتها وتشتتها ، وأن قوة الأمة لن تكون الإ عن طريق وحدتها وتضامنها ، وعودتها إلى مبادئ دينها الحنيف ، خاصة وأنه قد جربت كل المذاهب والنظريات السياسية الأوروبية ، ولم تجد فيها نفعاً ولا حلاً لمشاكلها ، بل على العكس ، فقد زادت من مصاعبها ، وواجتها بمصاعب وتحديات جديدة ، ومن ثم فقد قامت دعوات وحركات شعبية قوية في العالم الإسلامي تنادي بضرورة تضامن المسلمين ، وبضرورة العودة إلى الإسلام من جديد ، ليكون منهاجاً ونظاماً يحكم كافة شئون المسلمين الحياتية ، وليكون أساساً لوحدة الأمة الإسلامية ، خاصة وأن المسلمين قد جربوا شتى أشكال الوحدة القائمة على غير أسس إسلامية ، مثل أشكال التكتلات الإقليمية ، والقومية والاقتصادية دونما نجاح ، فقد حاولت بعض الدول المسلمة مثل تركيا ، وإيران وباكستان تحقيق شئء من الوحدة بينها عندما انضمت إلى " الحلف المركزي " – وحاولت الدول العربية أن توحد صفوفها عندما انضمت إلى " الجامعة العربية " ، ثم حاولت دول كثيرة أخرى نفس الشيء عندما انضمت إلى " حركة عدم الانحياز " – أو إلى غيرها من المنظمات الرامية إلى الوحدة ، ولكن دون أن تحقق الأمة الإسلامية هدف الوحدة ، وكان عليها أن تتجه إلى سبيل آخر ، هو سبيل الاعتماد على الذات ، وأن تحاول إيجاد التضامن بجهود ذاتية داخلية ، الأمر الذي دعا بعض دولها وقادتها إلى الدعوة إلى إنشاء منظمات إسلامية هدفها تحقيق وحدة وتضامن المسلمين بالتدريج وبالسبل المتاحة لدول العالم الإسلامي ، فقامت منظمة المؤتمر الإسلامي .
وكان قيام هذه المنظمة تتويجاً لجهود رسمية وشعبية في العالم الإسلامي ، لعبت المملكة العربية السعودية ، والمخلصين من أبناء الأمة دوراً بارزاً في إنجاحها .
وبدأت هذه الجهود بعقد عدة مؤتمرات : مثل مؤتمر بيت المقدس الإسلامي في سنة1350 هـ / 1931 م ، ومؤتمر كراتشي في سنة 1949 و 1951 م ، واجتماع مقديشو في عام 1964 م ، وكان هدفها كلها محاولة معالجة مشكلات العالم الإسلامي السياسية ، والثقافية ، والاجتماعية والاقتصادية ، وتعززت مثل هذه الدعوات وتطورت إلى الدعوة لإقامة " تجمع إسلامي دولي " كانت المملكة العربية السعودية من أول الداعين له في الستينات من القرن الميلادي الفائت .
وقد واجهت هذه الدعوة معارضة من بعض الدول العربية والإسلامية ، والدول الكبرى مثل الاتحاد السوفيتي آنذاك ، لأسباب أيديولوجية وسياسية مختلفة ، حيث كانت تتوزع أهواء قادة الدول الإسلامية والعربية ، فالستينات كانت فترة ازدهار الفكر الاشتراكي والثوري في المنطقة الإسلامية ، ورغم كل ذلك استمرت المحاولات والدعوات الرامية إلى إيجاد نوع من الوحدة بين المسلمين حتى وقوع نكبة يونيو 1967 م التي خسر فيها العرب معركتهم ضد دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل ) ،

حيث قويت فكرة التجمع الإسلامي بين قادة المسلمين – عرباً وغير عرب – ثم تبلورت الفكرة في دعوة الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية لاجتماع القمة الإسلامية بالرباط في عام 1389 هـ / 1969 م ، الذي جاء كرد فعل على الجريمة الصهيونية في إحراق المسجد الأقصى ، وفي ذلك المؤتمر تقرر إنشاء منظمة العالم الإسلامي – كأول تجمع إسلامي رسمي


وقد تم إقرار ميثاق المنظمة في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقد في جدة عام 1393 هـ / 1972 م ، الذي اشتركت فيه ثلاثون دولة إسلامية ، وقد تزايد عدد أعضاء المنظمة حتى شارف على ما يربو على الخمسين دولة ، وتهتم المنظمة بالمسلمين في جميع أنحاء العالم ، سواء كانوا أغلبيات أو أقليات مسلمة ، وتقرر المنظمة في ميثاقها أن الإسلام هو العامل الأقوى في تقارب وتفاهم وتضامن الشعوب الإسلامية ، بل إن العقيدة الإسلامية عامل من العوامل المهمة لتحقيق التقدم والرفاهية بين أبناء البشر .


أهداف المنظمة :
تسعى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحقيق الأهداف التالية :
1- تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء .
2- دعم التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والعلمية ، وفي المجالات الحيوية الأخرى ، والتشاور بين الأعضاء في المنظمات الدولية .
3- العمل على محو التفرقة العنصرية ، والقضاء على الاستعمار في جميع أشكاله.
4- اتخاذ التدابير اللازمة لدعم السلام والأمن الدوليين القائمين على العدل .
5- تنسيق العمل من أجل العمل على سلامة الأماكن المقدسة وتحريرها ، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني ، ومساعدته على استرجاع حقوقه ، وتحرير أرضيه .
6- دعم كفاح جميع الشعوب الإسلامية في سبيل المحافظة على كرامتها واستقلالها ، وحقوقها الوطنية.
7- إيجاد المناخ الصحيح لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الأعضاء والدول الأخرى .

وقد تبنى الملك فيصل آل سعود _ يرحمه الله _ الدعوة إلى التضامن الإسلامي للوقوف أمام المخططات الاستعمارية ، ولم شعت المسلمين ، ومجابهة الغزو الفكري بجميع أشكاله ، وقام من أجل ذلك بعدة جولات في معظم البلاد الإسلامية ، كما أرسلت المملكة العربية السعودية عدة بعثات لأفريقيا من أجل مساعدة المسلمين هناك ، واستقبلت المئات من الطلاب في جامعاتها ، وكان نتيجة هذا المجهود :

1_ تبهت الدول الأفريقية للخطر الصهيوني بعد اتصالات الملك فيصل بها ، فقطعت معظمها علاقتها السياسية مع الكيان الصهيوني ، وانقلب العديد منها إلى تأييد الحق الإسلامي في فلسطين وغيرها.
2- أنشيء البنك الإسلامي للتنمية ليسد الفراغ في مساعد الدول الإسلامية النامية ، وليقدم المساعدات لها على أسس خالية من المعاملات الربوية.
3- أنشئت الأمانة العامة للدول الإسلامية بجدة بعد انعقاد عدة دورات لملوك ورؤساء الدول الإسلامية (منظمة الدول الإسلامية ) ، وعقدت عدة مؤتمرات قمة إسلامية ، أسفر الثالث منها على تأسيس مجمع الفقه الإسلامي في مكة
4- أنشئ المجلس الأعلى للمساجد ، وبدأ العمل في التنسيق بين مؤسسات الدعوة في العالم الإسلامي ، ورعاية المساجد ، إعداد الدعاة .
5- تبني القضايا الإسلامية ، ومد يد العون للأقليات المسلمة التي تعاني الظلم والاضطهاد ، وأنشئ معهد شئون الأقليات المسلمة التابع لجامعة الملك عبد العزيز بجدة ( ولكنه انتقل فيما بعد إلى لندن ) ، لخدمة الأقليات المسلمة ودراسة مشاكلها .
وأنشئت إذاعة نداء الإسلام في مكة المكرمة لخدمة قضايا الأقليات المسلمة أيضاً ، وأصبحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تجمعاً كبيراً لأبناء المسلمين ، ومكاناً لإعداد الدعاة .
6- وافقت منظمة العالم الإسلامي في مؤتمرات لاحقة على إقامة ما يلي :


- صندوق التضامن الإسلامي .
-صندوق القدس .
-اتحاد المصارف الإسلامية .
-الغرفة الإسلامية للتجارة ، والصناعة وتبادل السلع .
-البنك الإسلامي للتنمية .
-وكالة الأبناء الإسلامية الدولية
-منظمة إذاعات الدول الإسلامية .
-المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والتكنولوجيا والتنمية في جدة .
-اللجنة الدولية للتراث الإسلامي .
-المركز الإسلامي للتنمية التجارية في طنجة .
-المركز العلمي للتربية والتعليم الإسلامي في مكة المكرمة .
-المركز الإسلامي للتدريب التقني والبحوث في داكا بالسنغال .
-اللجنة الإسلامية الدولية للقانون .
-مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في استانبول .


كما وضعت المنظمة المبادئ العامة التي تحكم العلاقات بين الدول الأعضاء في الآتي : المساواة بين الأعضاء ، واحترام سيادة أراضي كل عضو ، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها ضد وحدة وسلامة كل عضو ، وحل الخلافات بالطرق السليمة .
كما اشتمل ميثاق المنظمة على هيئات المؤتمر الإسلامي ، وتتكون من : مؤتمر ملوك ورؤساء الحكومات ، وينعقد مرة كل ثلاث سنوات ، ومؤتمر وزراء الخارجية ، ويجتمع كل سنة أو عند الحاجة في أي بلد من البلدان الأعضاء ، وأخيراً الأمانة العامة للمؤتمر ، والمؤسسات التابعة لها ، ومقرها جدة بالمملكة العربية السعودية .
وللمنظمة – كما أسلفنا – عدة مؤسسات منتشرة بين جدة والرياض ، ودكا ، وكراتشي ، واستانبول وغيرها .


2- رابطة العالم الإسلامي :
وهي منظمة إسلامية عالمية ، وشعبية ، تمثل كافة الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم ، وقد انبثقت عن المؤتمر الإسلامي العام الأول الذي عقد بمكة المكرمة في14 ذي الحجة عام 1382 هـ / مايو 1962م ، ومقرها مكة المكرمة ، والرابطة معترف بها دولياً باعتبارها عضواً في منظمة الأمم المتحدة ، ضمن المنظمات غير الحكومة ، كما أنها عضو في منظمة " اليونسكو " وفي صندوق الطفل العالمي بهيئة الأمم المتحدة .
وللرابطة " مجلس تأسيسي " هو الذي يرسم سياستها ، ويحدد أهدافها ، ويتكون المجلس من ست وخمسين عضواً من العلماء والمفكرين المسلمين ، ويجوز زيادة هذا العدد ، وذلك بترشيح من الأمين العام ، وموافقة المجلس التأسيسي ، والسلطة التنفيذية . وفي الرابطة " أمانتها العامة " ، ومقرها مكة المكرمة أيضاً ، والأمين العام – إلى جانب مسئولياته التنفيذية – هو المسئول عن التنظيم والتكوين الإداري والمالي للرابطة .. وهو كذلك حلقة الاتصال المباشر بين الرابطة ومختلف الجهات والهيئات العالمية ، وهو المسئول عن متابعة أعمال الرابطة ، ورفع التقارير عن تلك الأعمال إلى المجلس التأسيسي الذي يجتمع مرة واحدة في موسم الحج من كل عام ، وقد يجتمع أكثر من مرة في العام للحالات الاستثنائية .
وللرابطة عدة إدارات مثل : إدارة المؤتمرات والمجلس التأسيسي ، وإدارة الثقافة الإسلامية ، إدارة الصحافة والنشر ، إدارة الأقليات المسلمة ، وغيرها .


أهداف الرابطة :
1- تبليغ دعوة الإسلام وشرح مبادئه ودحض الشبهات عنه .
2- التصدي للتيارات ، والأفكار الهدامة.
3- الدفاع عن القضايا الإسلامية بما يحق مصالح المسلمين .


4- دعم الجمعيات الإسلامية التي تعمل على خدمة المسلمين ، ونشر الدين الإسلامي في كافة أنحاء العالم .
5- تقديم الخدمات للمسلمين في جميع دول العالم .
ولكي تتمكن الرابطة من تحقيق أهدافها تلك ، فإنها تستخدم العديد من الوسائل ، مثل:
1- العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية في البلاد الإسلامية .
2- تشجيع الدعاة المسلمين – مادياً ومعنوياً – للعمل على نشر الدين الإسلامي .
3- دعم المنظمات والمؤسسات الإسلامية التي لها صلة بالرابطة
4- العمل على تنقية وسائل الإعلام الإسلامي مما قد يلحق بها من تأثيرات وأفكار غريبة عن روح الإسلام .
5- نـشـــر التعليم الإســـــلامي بالمساهمة في إنشاء المدارس والمعاهد الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي.
6- دراسة مشاكل الأقليات المسلمة ، والتعرف على مطالبهم ، ومد يد المساعدة لهم.
7- الاستفادة من مناسك الحج – إلى أبعد مدى ممكن – في مجال التوعية الإسلامية ، وذلك عن طريق المحاضرات والندوات الإسلامية التي تقيمها الرابطة في موسم الحج .
8- العمل على نشر لغة القرآن الكريم بين الشعوب المسلمة حتى تكون لغة التفاهم بين الجميع .
9- تشجيع التأليف الإسلامي ، والاعتناء بالكتب التي تشرح حقائق الإسلام الناصعة ، وتشجيع المؤسسات الصحفية ، ودور النشر التي تخدم الدعوة الإسلامية.


أنشطة الرابطة :
للرابطة مكاتب فرعية في مختلف دول العالم ، وهي معترف بها رسمياً من قبل سلطات تلك الدول ، بل إن العديد منها يتمتع بالامتيازات والحصانات الدبلوماسية – وقد بلغ عدد مكاتب الرابطة في جميع أنحاء العالم 25 مكتباً حتى عام 1405 هـ.
وللرابطة نشاط مقدر في تقديم المساعدات المالية والعينية للاجئين المتضريين من الكوارث ، وقد أنشأت لهذا الغرض " هيئة الإغاثة الإسلامية " ومقرها مكة المكرمة ، ولها عدة مراكز في عدد من البلدان الأفريقية والآسيوية.
كما أن للرابطة دوراَ في نشر الفكر والوعي الديني ، أنشأت من أجله مطبعة خاصة ، تقوم بطباعة الكتب والنشرات في هذا المجال ،وقد اهتمت الرابطة بترجمة معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات ، وأنشأت لذلك إدارة الشؤن وأبحاث القرآن الكريم ، وترجمت معانيه .
وتصدر الرابطة مجلتين : عربية وإنجليزية ، بالإضاقة إلى جريدة أخبار العالم الإسلامي الأسبوعية ، وكتاب دعوة الحق الشهري ، وتقوم الرابطة بتشجيع عدد من الصحف الإسلامية في مختلف أنحاء العالم .

3 - المؤسسات الثقافية والتعليمية الإسلامية


أ- المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة ( إيسيسكو ):
أنشأتها منظمة المؤتمر الإسلامي تنفيذاً لتوجيهات قادة الدول الإسلامية ، وهي منظمة متخصصة تعمل في ميادين العلوم والثقافة ، ولها شخصيتها القانونية الاعتبارية المستقلة ، ولها أجهزتها الخاصة بها وهي :
1- المؤتمر العام – وهو هيئتها العليا – ويضم وزراء الثقافة والعلوم في دول منظمة المؤتمر الإسلامي .
2- الإدارة العامة ، وعلى رأسها مدير عام منتخب من المؤتمر العام ، ومن أهم أهدافها :
حماية الهوية الإسلامية وتقويتها وبخاصة في أوساط الأقليات المسلمة ، والدفاع عن الإسلام وعرضه بالطريقة الصحيحة ، والعمل على محو الأمية بين المسلمين ، وتطوير المدارس القرآنية ، وتوثيق روابط الأخوة بين الأعضاء والاهتمام بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بهدف تعلم الدين .


ب – المركز العالمي للتعليم الإسلامي :
أنشئ هذا المركز بموجب توصية صدرت عن المؤتمر العالمي الأول للتعليم الإسلامي الذي عقد في عام 1977 بمكة المكرمة .
ومن أهداف هذا المركز :
1- وضع الكتب والمناهج الدراسية على أسس من التعاليم الإسلامية بما يحقق غرس القيم السليمة في نفوس الناشئة .
2- ترسيخ القيم الإسلامية وتدعيمها بين الناس عن طريق مناهج التعليم ذات السمة الإسلامية .
3- تغيير المفاهيم العلمانية المعادية للدين وإحلال مفاهيم إسلامية في شتى فروع المعرفة .
4- العمل على تحقيق توصيات ما يعقد من مؤتمرات للتعليم الإسلامي .


جـ - الاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية :
هو مؤسسة عالمية للتربية والثقافة الإسلامية هدفها نشر الثقافة الإسلامية في داخل العالم الإسلامي وخارجه ، وقد أنشئ بموجب قرار مؤتمره التأسيسي الذي عقد في الرياض في الفترة مابين 22 – 26 ربيع الأول 1396 هـ الموافق 22 -26مارس 1976 م ، ومدينة الرياض هي مقر أمانته العامة ، ولها مكاتب في كل من جدة ، القاهرة ، الخرطوم ، لندن ، نيويورك ، ويتكون الاتحاد من عدد المؤسسات التعليمية التي تعمل على نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية على المستوى المحلي والمستوى العالمي ، ويشترط فيها أن تكون مؤسسات خاصة من حيث الإدارة والتوجيه ، وأن يكون تلاميذها من المسلمين ،

وأن تعلم اللغة العربية كمادة أساسية في منهجها ، وكذلك أن تجعل المبادئ الإسلامية أساس التربية والثقافة فيها ، وأن تهيئ للتلاميذ بيئة إسلامية من حيث العقيدة والخلق .
وتتمثل أهداف الاتحاد في :
1- نشر اللغة العربية ، ورفع مستوى تعليمها في أنحاء العالم باعتبارها لغة القرآن الكريم .
2-الحاجة إلى التعاون الاقتصادي :


يعاني العالم الإسلامي اليوم من الفقر ، ويعيش سكانه حالة محزنة من الحرمان والتخلف الاقتصادي ، رغماً عن الثروات والإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يتمتع بها ، فأرضه واسعة تربو على أربعين مليون كيلومتر مربع ، وثرواته الزراعية ، والحيوانية ، والسمكية ، والمعدنية كبيرة ، وطاقته البشرية ضخمة ،وهو زاخر بالأيدي العاملة الكافية للتنمية الاقتصادية ، وفوق هذا كله هناك عقيدته الإسلامية التي توجهه التوجيه الصحيح إلى حسن الاستفادة من نعم الله تعالى – إن هو تمسك بها .. ومع هذا فالمسلمون يعيشون " في مستنقع الفقر الذي يجر وراء المرض ، والجهل والتخلف " ، والذي يهيئ السبيل للمؤسسات التنصيرية التي انتشرت في بلاد المسلمين لمحاولة هدم عقيدة الأمة ، وتنصير أبنائها .


وهناك تباشير خير يشهدها العالم العربي اليوم ، ولعلها تكون المثال الذي يحتذى ، أو النواة لوحدة اقتصادية أكبر ، تلك التباشير هي قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي تأسس عام 1401 هـ / 1981 م ، والذي يمشي بخطوات ثابتة على طريق التعاون والتكامل الاقتصادي ، ونرجوا ان يكون خطوة أولى تسير على هديها بقية دول العالم الإسلامي .
ونحن نشهد اليوم بدايات حادة لترميم البناء الاقتصادي لدول العالم الإسلامي ، المتمثل في جهود منظمة المؤتمر الإسلامي التي أعارت التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء أهمية كبيرة ، فمثلاً أنشئ في عام 1394 هـ / 1974 م " البنك الإسلامي للتنمية " و " صندوق التضامن الإسلامي " الذي تسهم فيه الدول الأعضاء ، كل حسب قدراتها الاقتصادية ، وقد قامت المملكة العربية بمجهود رائد في هذا المجال ، وتبرعت بما يساوي ثلث رأس مال البنك ،فأسهمت بمبلغ ألف مليون دولار ، ودعت الدول القادرة من أعضاء المؤتمر الإسلامي بتخصيص مبلغ لا يقل عن ثلاثة آلاف مليون دولار أمريكي لتمويل مشروعات التنمية في الدول الإسلامية.
 
قديم 2014- 5- 2   #12
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

المحاضرة الثاني عشر

قضايا إسلامية معاصرة


الأقليات المسلمة :
ويقصد بالأقلية المسلمة ؟ مجموعة من المسلمين تعيش تحت سلطان دولة غير مسلمة في وسط أغلبية غير مسلمة ، أي أنها تعيش في مجتمع لا يكون فيه الإسلام الدين السائد ، أو الثقافة الغالبة ، ومن ثم لا يحظى فيه الإسلام بمؤثرات إيجابية تساعد على ازدهار مثله ومبادئه ، وقد يعاني المسلمون في حالات كثيرة من جهود ترمي إلى " علمنتهم " وإبعادهم عن مثلهم الدينية ، وإدماجهم في ثقافة المجتمع الغالبة.


وتعريف الأقلية المسلمة لا يكون من حيث المعيار العددي فقط ، وإنما من حيث وجودها الفاعل في الأجهزة السياسية والمدنية أيضاً ، وقد يشكل المسلمون في دولة ما أغلبية عددية ، ولكن ليس لهم نفوذ سياسي واقتصادي فاعل ، أو دور مؤثر في صناعة القرارات المصيرية ,وهناك من الكتاب من يرى أن المعيار العددي هو من أدق المعايير في تحديد ما يطلق عليه دولة إسلامية ، وما يطلق عليه أقلية مسلمة في دولة غير إسلامية ، إذ يرى أولئك أن الدولة التي يزيد عدد المسلمين فيها عن 50 % من السكان هي دولة إسلامية ، وإذا قل المسلمون عن تلك النسبة المئوية كان المسلمون أقلية في الدولة المعنية ، والعقبة في هذا التعريف هو انعدام الإحصاءات السكانية التي يمكن الاعتماد عليها ، وكذلك غياب الانتماءات الدينية للسكان في الإحصاءات إن وجدت ، وسواء أخذنا بهذا التعريف أو ذاك للأقلية المسلمة ، فإن تلك الأقلية تبقى جماعة مسلمة تعيش في مجتمع وبيئة غير إسلامية ،


والتقديرات العامة قد تقترب أو تبتعد عن الحقيقة ، فمثلاً هناك بعض التقديرات المتحفظة التي تقول إن واحداً من بين كل ثلاثة مسلمين في العالم اليوم هو من ضمن أفراد الجاليات الإسلامية المنتشره في أنحاء العالم .


وضمن إحصائيات العام 2000 م فإن واحدا من كل أربعة أشخاص في العالم سيكون مسلماً ، وكذلك سيكون من بين كل اثني عشر شخصاً في العالم فرد ينتمي للأقليات المسلمة .


وهناك الآن تواجد إسلامي في نحو تسعين دولة من دول العالم ، بينهما أربعة وأربعين دولة إسلامية ( أي ذات أغلبيات مسلمة ) ، والبقية (46 ) دولة أقليات مسلمة ، فالمسلمون في قارة آسيا مثلاً يقدرون بحوالي 892 مليون مسلم ، منهم251 مليون مسلم يعيشون كجماعات وأقليات مسلمة ، كما أن عدد الأقليات المسلمة في أوروبا يقدر بحوالي 66 " ستة وستون " مليون نسمة ، من مجموع سكان أوروبا البالغ عددهم 732 مليون نسمة ، ووصل عدد المسلمين في القارة الأمريكية ، وفي استراليا إل حوالي 13 مليون مسلم ،






وتقول هذه الإحصائية الصادرة عن منظمة المؤتمر الإسلامي أن عدد المسلمين في أفريقيا يقدر بحوالي 316 مليون مسلم من مجموع سكان القارة البالغ عددهم 652مليون نسمة ، وأن 44 مليون مسلم في قارة أفريقيا يعيشون كأقليات مسلمة.
وهناك تقديرات أخرى تجعل عدد الأقليات المسلمة العائشة خارج حدود العالم الإسلامي حوالي 374 مليون نسمة وأن الأغلبية منهم تعيش في قارة آسيا .


ويختلف توزيع المسلمين في القارة الواحدة من دولة إلى أخرى ، ففي آسيا تعيش معظم الأقليات المسلمة في الصين والهند ، ففي الصين يعيش حوالي 100 مليون مسلم ( وإن كانت بعض المنظمات الإسلامية ترى أنهم أكثر من ذلك بكثير ،، وتقول الإحصائيات الهندية الرسمية أن عدد المسلمين في الهند حوالي 90 مليون مسلم ولكن المسلمين أنفسهم يعتقدون أن عددهم حوالي 150 مليون مسلم ..


1- الأقليات المسلمة في أوروبا :
ولابد من دراسة الأقليات المسلمة في أوروبا في إطار العلاقات التاريخية بين الإسلام والمسيحية عبر العصور ، منذ الوجود الإسلامي في إسبانيا ، ثم العلاقات العثمانية الأوروبية ، ثم مرحلة الوجود الاستعماري الأوروبي في البلدان الإسلامية ، ونتج عن كل ذلك ظاهرة " المواجهة بين الإسلامة وأوروبا ، والتي بلغت ذروتها أيام الحروب الصليبية والمرحلة الاستعمارية ، وتتجلى الآن في الدعوات الأصولية الحالية في عالم الإسلام ، والتي تخشاها أوروبا وتظنها دعوات موجهة ضدها ، وتولد عن هذه " المواجهة " سوء فهم لازال يحكم العلاقة بين الأكثرية الأوروبية والأقليات المسلمة التي تعيش في وسطها ، ودراسة الوضع الأوربي أو البيئة التي تعيش فيها تلك الأقليات المسلمة سيمكننا من فهم أعمق للظروف الحياتية والمعيشية ، لتلك الأقليات ، وللمشاكل التي تواجههم وربما إيجاد السبل الصحيحة لحلها .. إذ أن مثل تلك الدراسة ستضع قضية الأقليات تلك في محتواها الصحيح ، فمحاولة فهمنا مثلاً للعلمانية السائدة في أوروبا ، ونظرتها للدين ، وكذلك فهمنا لسلوك المسلمين في تلك المجتمعات الأوروبية ، الذين يحاولون العيش حسب مقتضيات دينهم ، في المأكل ، والمشرب ، والملبس ( حجاب النساء مثلاً ) ، وممارسة عباداتهم مثل الصلاة في أوقات العمل والدراسة ، وهي كلها ممارسات جعلت الأوروبيون ينظرون إليها بشيء من الاستغراب ..
والمسلمون في أوروبا يعانون من مشاكل عديدة : أهمها خطر فقدان هويتهم الإسلامية ، ثم شعورهم بأنهم غرباء عن المجتمع الأوروبي ، غرباء في العقيدة ، وفي التقاليد واللغة ، وحتى في الشكل والعرق ، وشعورهم بأن المجتمع الأوروبي يعاملهم وينظر إليهم كغرباء أيضاً ، ويمارس ضدهم بعض التحزبات ، في العمل ، وفي السكن ، وفي الخدمات الاجتماعية ، وفي التعليم ، واللغة والمواطنة ، وهم يرون في تلك التحزبات والحواجز عقبات رئيسة تقف في طريق ممارستهم لحياة طبيعية في المجتمعات الأوروبية والتي تدعي حماية الحقوق الإنسانية ، ومن ثم فالمسلمون يشعرون بأنهم يعيشون على أطراف ذلك المجتمع ،




وفي عزلة دينية وفكرية عنه ، وكنتيجة للمعاملة التي تلقاها تلك الأقليات المسلمة في أوروبا على يد الأغلبية ، فإن شعورها بأنها " أقلية " مغلوبة على أمرها يتزايد باستمرار ، وهو ما يطلق عليه البعض " عقدة الأقلية " ، ولعل هناك أسباباً أخرى لهذا الشعور ، مثل : البحث عن الجذور ، والحنين للأوطان ، وعدم تقبل النساء للعادات والمثل السائدة في المجتمع الأوروبي ، وحواجز اللغة ..


2- الأقليات المسلمة في أفريقيا :
يشكل المسلمون في أفريقيا ثقلا ضخما لا يمكن تجاهله رغم ما به من ضعف فهناك خمس عشرة دولة إفريقية جنوب الصحراء تفوق نسبة المسلمين فيها 70%والإسلام جبهة زاحفة بقوة في القارة الأفريقية ، ولذلك لا غرو إذا احتدام الصراع بين النصرانية والإسلام لتحويل قبلة القارة ودينها وحضارتها ، وقد عمل النصارى وفقا لمخطط تصبح بموجبة أفريقيا قارة نصرانية في عام 2000م ، وها قد جاء هذا العام ولم يحدث ما خطط له النصارى ، بل حدث عكس ما أرادوا ، إذ أن يزداد انتشارا في القارة السمراء ، ورغم ذلك فهناك أقليات مسلمة في أفريقيا تعاني من مشاكل ومصاعب معينة ، ونحن إذ نعرف الأقلية المسلمة لا نعرفها من حيث المعيار العددي وإنما من حيث إنها جماعات مستضعفة – رغم ثقلها العددي في بعض البلدان – لا تتمتع بوجود في السلطة السياسية ، والخدمة المدينة ، وليس لها نفوذ اقتصادي فاعل ، أو دور مؤثر في صياغة القرارات المصيرية ، فهم قابعون تحت سيطرة حكومات أقلية نصرانية ، تتحكم في مصائرهم ، وتعمل في معظم الأحيان على إبقائهما في حالة من التخلف والانحطاط ، ومن ثم فإنه تلك الأقليات المسلمة في أفريقيا تواجه العديد من المشاكل والتحديات .


قضية فلسطين :
قيام دولة الصهاينة في فلسطين المسلمة في 15 مايو 1948 م كان نتيجة جهود كبيرة قامت بها الحركة الصهيونية السياسية ، بمؤازرة ودعم الاستعمار البريطاني الذي جثم على أرض فلسطين قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1948م .

  • الصهيونية وفلسطين :

بدأ التحضير لاغتصاب فلسطين على أيدي الصهيونيين خمسين عاماً قبل إعلان دولة الكيان الصهيوني في فلسطين في مايو عام 1948 م ، وذلك عندما أقر المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في مدينة " بال " بسويسرا في مايو عام1897 م ، وحضره أكثر من مائتي يهودي الجاليات اليهودية في سبعة عشر دولة ، مبدأ إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي يحميه القانون العام .








ويعتبر ثيودور هرتزل ، وهو يهودي مجري ، ومولف كتاب " الدولة اليهودية " (باللغة الألمانية ) أول من حول آمال العودة لدى اليهود إلى أرض الميعاد – فلسطين – من مجرد أمل وحلم ديني ، إلى هدف سياسي ينبغي الوصول إليه بشتى الوسائل والسبل ، وقد أيد هذه الفكرة يهود قوميون آخرون .
وقد قال هرتزل في كتابه المذكور بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود في الأرجنتين أو في فلسطين تدعمه وتسنده بريطانيا ـ إدراكاً منه أن الحركة الصهيونية لن تبلغ أهدافها إلا بدعم من إحدى القوى الأوروبية الفاعلة ، وذلك واضح في البرنامج الصهيوني الذي وصفه مؤتمر " بال " والذي يتلخص في النقاط الآتية :


1- استيطان يهودي لفلسطين بشكل منظم ، وعلى نطاق واسع .
2- تأمين حق شرعي للاستيطان معترف به دولياً .
3- إنشاء منظمة دائمة لتوحيد جهود اليهود من أجل خدمة القضية الصهيونية .
4- اتخاذ الخطوات التحضيرية للحصول على الضمانات الحكومية اللازمة لتحقيق أهداف الصهيونية .
5- تغذية الشعور والوعي القومي اليهودي .


ويتضح من برنامج مؤتمر " بال " أن الصهيونية حركة عنصرية ذات طبيعة استعمارية تهدف إلى اقتلاع يهود العالم من مجتمعاتهم التي يعيشون فيها عبر هجرات متصلة لخلق دولة قومية يهودية في فلسطين ، ومعنى ذلك أن الصهيونية قررت عامدة تحويل اليهود المضطهدين في المجتمعات الغربية إلى مهاجرين إلى فلسطين ، ثم مستوطنين فمحتلين لأراضي السكان المحليين بعد طردهم منها ..
ولم يكن غريباً أن يتجه " هرتزل " إلى القيصر الألماني ثم إلى السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني " لنيل سندهما ، وعندما فشل في ذلك وجه جهوده الدبلوماسية نحو انجلترا حيث كانت الحركة الصهيونية تلقى التشجيع والمؤازرة من بعض كبار الساسة البريطانيين ، وقد توجت جهود " هرتزل " تلك في 2 نوفمبر 1917 م ، حينما أصدر وزير خارجية بريطانيا " بلفور " الوعد الشهير القاضي بمساندة بريطانيا لإقامة وطن يهودي قومي في فلسطين ، والوعد عبارة عن رسالة بعث فيها آرثر بالفور – وزير الخارجية الذي عمل بحماس لصالح الصهيوينة – إلى اللورد روتشيلد الثري الصهيوني المعروف ،


وغني عن الذكر أنه لا حق لليهود – تاريخياً – في أرض فلسطين كما يدعي الصهيونيون ، ففلسطين منذ السنة الخامسة عشرة الهجرية أرض إسلامية ، وهي قبل ذلك التاريخ أرض عربية ، وظلت كذلك على مدى خمسة آلاف عام ، والواقع أن الوجود اليهودي في فلسطين لم يتجاوز المائة والأربعين سنة ، وكان ذلك على فترتين :






الأولى : بين عام 1000 قبل الميلاد وحتى عام 927 قبل الميلاد ، والفترة الثانية بين سنتي 142 قبل الميلاد وحتى سنة 75 قبل الميلاد ، وواضح أنهما فترتان قصيرتان ، وعلى مدى زمني متباعد .


أما الأسباب التي دعت إلى نجاح اليهود لاستلاب الوطن الإسلامي في فلسطين فهي عدة، من أهمها:
أ – التخطيط الصهيوني والصبر على المخطط :
أشرنا إلى هدف الصهيونيين في فلسطين ، وهو استيطانها ، عن طريق تنمية الهجرة ، وعن طريق شراء الأرض ، والبحث عن الحماية الدولية ، واستغلالها لمصلحتهم ، فهذا هو هدفهم ومخططهم والذي صبروا في سبيل الوصول إليه ، رغم الأحداث الجسيمة التي تواجه اليهود في شتى بقاع العالم ، مثل الاضطهاد الذي لقوه من ألمانيا النازية وغيرها من دول أوروبا ، ومثل المقاومة العربية التي كان يلقاها مشروعهم ونشاطهم الاستيطاني ، والتي لقيها مشروعهم الصهيوني من قبل الدولة العثمانية وسلطانها عبد الحميد ، والذي – حتى ساعة خلعه من الحكم – رافضاً لهجرة اليهود إلى فلسطين ..


ب – غياب التخطيط لدي الأمة الإسلامية :
وفي مقابل التخطيط للحكم من قبل الحركة الصهيونية ، كان قادة الأمة الإسلامية يفتقدون التخطيط في محاولاتهم الوقوف أمام المطامع الصهيونية في فلسطين ، وكانت مواقفهم لا تخرج عن كونها ردود أفعال لبعض ما كان يقوم به الصهيونيون من عمل منظم بغرض الهيمنة على أراضي فلسطين ، وطرد أهلها منها ، ثم إقامة دولتهم فيها ، ورغم توافر الإخلاص لدى بعض قادة الأمة الإسلامية والكثير من أفرادها ، إلا أن أفعالهم لم تتعد الاستنكار ، والشجب ، والتظاهر ، وغير ذلك من مظاهر الرفض ،


جـ - إبعاد الإسلام عن المعركة :
كان واضحاً للصهيونيين وحلفائهم الاستعماريين أن الإسلام هو الخطر الأول لو أدخل معترك القضية الفلسطينية ، وذلك بما ينطوي عـــليه من دعوة للجهاد ،واعتباره فــــرض عين إذا ما غزيت ديار الإســـــــلام ، وبما يدعو إليه من تخطـــيط ، وإعداد معنوي ، وإعداد عسكري ، { وأعدوا لهم ما اســـتطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } ( ألأنفال : 60 ) ، وغير ذلك من الأوامر الربانية التي تدعو لمحاربة أعداء الله ، وبخاصة اليهود والذين كانوا وما زالوا أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين .


د – إقصاء الشعب الفلسطيني عن المعركة :
عندما أدرك الاستعمار البريطاني ، وكذلك الصهيونيون بسالة الشعب الفلسطيني ، وتصميمه الذود عن أرضه ومقدساته ، قرر إقصاء عن المعركة ، وإدخال العرب والجيوش العربية إلى أطراف تلك المعركة مع علمهم وإدراكهم لمدى ضغف تلك الجيوش ،




ومدى تخاذلها وكان ذلك عندما قامت سبعة جيوش عربية لتخوض المعركة ضد الصهيونيين ، وبالنيابة عن الشعب الفلسطيني ، وكانت النتيجة التي خطط الاستعمار الغربي سلفاً أن هزمت تلك الجيوش ، وسلمت أراضي فلسطين جزءاً جزءاً إلى دولة إسرائيل المزعومة ، وعندما انتهت حرب فلسطين 1948 م تلك ، كان الشعب الفلسطيني قد تم إقصاؤه حربياً عن المعركة ، وبعد ذلك إقصاؤه سياسياً عنها ، فتحولت قضية فلسطين أمام هيئة الأمم المتحدة إلى نزاع بين دول ذات سيادة :دولة عربية مع دولة الكيان الصهيوني .. أضف إلى ذلك عمليات التصفية والإبادة التي تعرضت وتتعرض لها القيادات الفلسطينية ، خاصة المقاتلة منها ، عل أيدي بعض الحكام العرب ، فهناك المذابح التي تعرضت لها تلك العناصر الفلسطينية الوطنية في أيلول الأسود في الأردن ، وفي تل الزعتر..


2 – مرحلة العمل الصهيوني
– البريطاني لتهويد فلسطين – 1337 – 1358 هـ / 1918 – 1939 م :
تعتبر هذه المرحلة من أدق المراحل القضية الفلسطينية ، إذ تمكنت بريطانيا خلالها من فرض انتدابها على فلسطين ، وفيها وقعت البلاد العربية في الشام والعراق تحت قبضة الاستعمار البريطاني والفرنسي ، وتمكنت الصهيونية والعلمانيون من أبناء الأتراك من إسقاط الخلافة العثمانية وإلغائها ، وتبنت دول الحلفاء في مؤتمر السلام وعد بلفور ،
وتمكن الإنجليز من الانفراد بفلسطين يؤسسون لقيام دولة صهيونية فيها ..
وكان ذلك عن عدة طرق :


أ – تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين :
تزايدت الهجرة اليهودية إلى فلسطين تحت الانتداب ، وشجعت السلطات البريطانية في فلسطين تلك الهجرة ، ففتحت لها الباب على مصراعيها ، فبعد أن كان عدد اليهود في فلسطين عام 1339 هـ / 1919 م خمساً وخمسين ألفاً ، تزايد حتى وصل في عام 1368 هـ / 1948 م حوالي 650 ألفاً ، ورأى أهل فلسطين سيول المهاجرين اليهود الغرباء تغزو بلادهم دون أن يستطيعوا وقفها ، وكان اليهودي يمنح الجنسية الفلسطينية قبل أن يطأ أرض فلسطين .


ب – انتقال ملكية الأراضي إلى المهاجرين اليهود :
عملت الحكومة البريطانية على تشجيع انتقال ملكية الأراضي لليهود ، بحيث سنت القوانين والتشريعات التي تجعل الزراع الفلسطينيين في حالة من الفقر ، بحيث يتخلون عن أراضيهم للوكالة اليهودية ، والمنظمات الصهيونية الأخرى التي عمدت إلى شراء تلك الأراضي الزراعية ، مع العمل على طرد المزارعين الفلسطينيين منها ، وإحلال المستوطنات اليهودية مكانهم ، كما أن الحكومة منحت اليهود أراضي واسعة مما كان أيام العثمانيين أملاكاً للدولة ليقيموا عليها مستعمراتهم ، فرفعت بذلك نسبة الملكية اليهودية للأراضي في عام 1948 م إلى 14 % ، بينما كانت النسبة في القدس لا تتعدى 4 % .




جـ - اعتراف بريطانيا بالوكالة اليهودية :
اعترفت بريطانيا بالوكالة اليهودية ورئيسها حاييم وايزمان تشرف على أمور اليهود السياسية ، والتعليمية ، والاقتصادية والعسكرية ، فكانت دولة داخل دولة ، في الوقت الذي حرمت فيه العرب أي إشراف عل أمورهم ، كما عملت بريطانيا على تهويد الإدارات الحكومية بجعلها في أيدي اليهود صهيونيين ، أو إنجليز يهود ، أو إنجلترا معروفين بتعاطفهم ومساندتهم للصهيونية ، من أمثال هربرت صموئيل – المندوب السامي البريطاني في فلسطين في عام 1339 هـ / 1920 م ليشرف بنفسه على تهويد فلسطين ، فازدادت الهجرة ، حيث دخل اليهود المهاجرون فلسطين عن عدة طرق مستفيدين من قانون الهجرة الأول الذي أصدرته الحكومة البريطانية لينظم عملية دخولهم رسمياً لفلسطين ، الأمر الذي أدى إلى زيادة أعدادهم بعد أن كانوا أقلية ،
وقامت حكومة الانتداب بتوفير الحماية الاقتصادية لليهود ، وذلك بتقديم المساعدات المالية اللازمة للتنمية ، فخفضت رسوم المواد الخام التي تحتاجها الصناعة اليهودية من الخارج ، كما منحتهم امتيازات أخرى مثل السماح بتسليحهم ، وتجفيف بحيرة الحولة ، والحصول على امتياز من الحكومة البريطانية لمدة سبعين عاماً ، لاستغلال مياه نهر الأردن واليرموك عام 1926 م ، وعدلت الحدود الشمالية لفلسطين لتسهيل عملية تحويل مجرى نهر الأردن ، إضافة إلى كل ذلك مكنتهم حكومة الانتداب من الإدارات الحكومية في فلسطين ، فمثلاً اعترفت باللغة العبرية لغة رسمية إلى جانب العربية والإنجليزية ، ومنحت اليهود حق الإشراف عل شئونهم التعليمية ، بينما ظلت شئون الفلسطينيين في أيدي الموظفين الإنجليز واليهود.



3 – موقف أهل فلسطين :
أدرك أهل فلسطين من الوهلة الأولى أبعاد خطر تصريح بلفور الرامي إلى إقامة دولة يهودية في بلادهم ، فعارضوه بشدة ، كما عارضوا انتداب بريطانيا على فلسطين ، وتضمين وعد بلفور صك ذلك الانتداب آراء عرب فلسطين – كما صورتها المنشورات التي كانت تصدرها جمعياتهم مثل الجمعية الإسلامية المسيحيةتتلخص في :
1- وحدة سوريا و فلسطين – سوريا الجنوبية – جزء لا يتجزأ من سوريا .
2- الرفض بالسماح بأن تتحول فلسطين إلى وطن قومي لليهود ،
3- التفريق بين اليهود الفلسطينيين ، واليهود القادمين من الخارج ، واعتبار اليهود الفلسطينيين مواطنين يتمتعون بالحقوق والواجبات التي يتمتع بها بقية سكان فلسطين.
وكان واضحاً للإدارة البريطانية العسكرية في فلسطين آنذاك أن عداء السكان الفلسطينيين للصهيونية عداء ذو جذور عميقة ، وأنه آخذ في التحول إلى عداء للبريطانيين ، وأن فرض البرنامج الصهيوني بالقوة عليهم سيؤدي إلى انفجار خطير ، وأن الفلاحين كانوا أكثر استعداداً من سائر فئات المجتمع للثورة والتضحية ، وذلك للأضرار التي لحقت بهم برامج ومطامح الصهيونية ، فقد قاطع اليهود اليد العربية العاملة في المستعمرات اليهودية ، كما عارضوا برنامج القروض الزراعية للفلاحين..






وهكذا دخل الكفاح ضد الصهيونية والاستعمار مرحلة جديدة ، فعقدت مؤتمرات فلسطينية ، كان أحدها المؤتمر الفلسطيني الثالث في حيفا في ديسمبر 1920 م والذي حضره ممثلون عن الجمعيات الإسلامية المسيحية والجمعيات الأخرى من مختلف أنحاء فلسطين ، وأشار البيان الصادر عن ذلك المؤتمر إلى عدم شرعية الإدارة البريطانية لأنها تمارس سلطاتها دون مجلس تمثيلي ، واعترض الأعضاء على اعتراف الحكومة بالمنظمة الصهيونية هيئة رسمية ، وباللغة العبرية لغة رسمية وكـــذلك استخدام العلم الصهيوني ، وقبول المهاجرين الصهيونيين ، وأعلنوا عن ميثاق وطني للحركة العربية في فلسطين يقوم على ثلاثة مبادئ :
1- شجب السياسة الصهيونية التي تنطوي على إقامة وطن قومي لليهود،والمبنية عل تصريح بلفور.
2- رفض مبدأ الهجرة اليهودية .
3- إقامة حكومة تمثيلية وطنية .


وفي ظل الهجرة الصهيونية المتزايدة إلى فلسطين بسبب الاضطهاد النازي لليهود في أوروبا ، وتجاهل الإدارة البريطانية للمطالب الفلسطينية وانحيازها التام للصهيونية ، ظهرت دعوات للجهاد ضد الحكومة الحامية الحقيقية للصهيونية في فلسطين ، كدعوة الشيخ عز الدين القسام ، التي تطورت في عام 1354 هـ / 1935 م إلى ثورة مسلحة ضد البريطانيين والصهيونيين كبديل وحيد للحيلولة دون إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، ولكن قبل أن يتمكن " القسام " من تدعيم حركته استشهد قرب حنين أثر صدام عرضي وقع بين جماعته وقوات من الجيش والبوليس ، واستشهد معه اثنان من أتباعه ، وأسر خمسة آخرون واختفى الباقون في الجبال وسرعان ما أصبحت ذكرى حركته رمزاً للتضحية والفداء ، وغدت كل محاولة لإقامة تقارب بين الفلسطينيين والسلطات الحكومية مكتوباً عليها بالفشل ،


أ – الثورة الفلسطينية الكبرى : 1355 هـ - 1358 هـ / 1936 م –1939م :
كان التوتر بين العرب واليهود يزداد حدة طوال عام 1953 م وذلك نتيجة لاعتراض الصهيونية على إنشاء المجلس التشريعي الذي اقترحته الإدارة البريطانية ، وكذلك بسبب استمرار الهجرة اليهودية ، وبيع الأراضي على نطاق واسع ، ومن ثم فقد أدى حادث بسيط إلى اندلاع الثورة ، وهو إنه في الخامس عشر من أبريل عام 1936 م قتل رجل يهودي ، وأصيب يهودياً بجروح خطيرة في الطريق بين نابلس وطولكرم ، وأتهم العرب بأنهم وراء هذا الحادث ، ورد اليهود بقتل عربيين ، وبهجمات على العرب وتفاقم الموقف ، ووقع صدام بين العرب واليهود عند حدود يافا – تل أبيب ، وأصيب عدد من كلا الجانبين بجروح ، وتطور الأمر أكثر عندما أعلنت بعض الجمعيات العربية في نابلس الإضراب العام في البلاد كلها – على أن يستمر الإضراب حتى تستجيب الحكومة للمطالب العربية ، وذلك هو الإضراب الذي استمر ستة أشهر ، ثم تحول إلى حركة مسلحة شملت كل أنحاء فلسطين ، واشترك فيها مجاهدون من مختلف البلاد العربية والإسلامية .




وقد عجزت بريطانيا بقواتها العسكرية ، ووسائلها القمعية عن القضاء على هذه الثورة ، فلجأت إل مناشدة الزعماء العرب بالتدخل ، وبالفعل تدخل الملوك والحكام العرب ، وأوقف أهل فلسطين الثورة ، وأنهوا الإضراب ، بعد أن وعدهم أولئك الزعماء بان بريطانيا ستحل قضيتهم حلاً عادلاً .


وأكد القادة الفلسطينيون أمام لجنة التحقيق الملكية البريطانية التي أرسلت إلى فلسطين لتحري أسباب الثورة عدم شرعية وعد بلفور ، وكذلك الانتداب البريطاني على فلسطين ، وطالبوا بإلغاء الانتداب وبإقامة حكم وطني مستقل ، وقالت اللجنة الملكية في تقريرها أن أسباب ثورة عام 1936 م تعود إلى رغبة العرب في الظفر بالاستقلال الوطني من جهة وخوفهم من إقامة وطن قومي يهودي في بلادهم من جهة أخرى
وكانت الحرب العالمية الثانية على الأبواب ، وبدأت بريطانيا بالخطر الصهيوني ، وأرادت التخلص من المشكلة ، فأصدرت كتابها الأبيض عام 1358 هـ / 1939م عدلت فيه مشروع التقسيم ، وحاولت فيه تحديد الهجرة اليهودية ـ وتحديد انتقال الأراضي إلى اليهود ، ثم منح البلاد الاستقلال بعد عشرة سنوات وعارض الفلسطينيون الكتاب الأبيض ، بوصفه لا يحقق مطالب العرب التي تتخلص في أن نظفر فلسطين باستقلالها ضمن اتحاد فيدرالي عربي ، وتبقى عربية للأبد وعارض الصهيونيين كذلك الكتاب الأبيض ، وتعاهدوا على مقاومته بالعنف والإرهاب ، فقامت عصاباتهم مثل " شتيرن " و " الأرغون " بغارات على الثكنات العسكرية البريطانية ، والمستودعات والمطارات وأخذت تنسف دور الحكومات والمرافق العامة ، وقتلت عدداً من الضباط والجنود البريطانيين ، واغتالت اللورد " موين "وزير الدولة البريطانية في القاهرة .. كما قامت وسائل إعلامهم خارج فلسطين بحملة دعائية ضد
الكتاب الأبيض مستغلة في ذلك سلاح " اللا سامية " واضطهاد النازية لليهود ، وغيرها من الأمور التي حاولوا عن طريقتها كسب الرأي العالمي ، وتعاطفه مع آمالهم القومية في فلسطين.


واهتمت الصهيونية أثناء ذلك بالتنجيد والتدريب العسكري فكونوا " الهجاناه " وهي قوة عسكرية تابعة للوكالة اليهودية ، وألفوا المنظمات السرية الإرهابية من أجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من الفرات إلى النيل ، وقد اتحدت هذه العصابات لتكون في عام 1947 م جيش الدفاع الإسرائيلي .. وفي مقابل هذه الاستعدادات العسكرية لم يكن للفلسطينيين أي منظمات عسكرية مسلحة ، أو حتى جماعات مسلحة ، وبدأ الفارق العسكري بين اليهود والعرب في فلسطين واضحاً ، وهو فارق استمر وتزايد حتى يومنا هذا وعليه تعتمد إسرائيل في تجاهلها للحقوق الفلسطينية ، بل ولجيرانها العرب الآخرين .












ب – الجهود الصهيونية لإقامة الدولة :


ولم يكن غربياً إذن أن يساند الرئيس الأمريكي " روزفلت " الحركة الصهيونية في مسعاها لإقامة دولة صهيونية في فلسطين ، فاجتمع بالملك عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية في البحيرات المرة في عام 1945 م محاولاً إقناعه بالموافقة على تلك الدولة الصهيونية ، ولكن الملك المسلم رفض ذلك رفضاَ تاماً لأن موقفه كان دائماً إلى جانب الحق العربي في فلسطين وإلى جانب رفض الهجرة اليهودية ، فقد كان مدركاً لمطامع الحركة الصهيونية وإلى خطرها على فلسطين وعلى البلاد العربية أيضاً .. بل إنه كان دائماً يحاول وبكل السبل إثناء بريطانيا عن مساندتها للصهيونية ، وكان يمثل بموقفه هذا موقف كل مسلم غيور على دينه ومقدساته .. المسلم الرافض لتأسيس الكيان الصهيوني على أقدس بقعة من أرض الإسلام بعد الحجاز .
واندفع الرئيس " ترومان " الذي خلف " روزفلت " في تأييد الصهيونية ، وممارسة الضغط على بريطانيا من أجل إعلان الدولة اليهودية ، وزيادة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى يتحقق لليهود الغلبة العددية ، وقد خضعت الحكومة البريطانية لتلك الضغوط وأظهرت ذلك فيما أوصت به لجنة تحقيق بريطانية – أمريكية في عام1946 م بالسماح لمائة ألف يهودي بالدخول إلى فلسطين ....


4 - قيام إسرائيل :
بانسحاب بريطانيا ، أعلن بن جوريون قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948 م ، واعترفت بها بريطانيا لحظات بعد إعلانها ، وأعقبها الاتحاد السوفيتي ، ثم كل دول أوروبا الغربية ، كما اعترفت بها تركيا ، وإيران الشاه – فكانت أول دولتين إسلاميتين تعترفان بدولة الكيان الصهيوني .


ثم تلت من بعد ذلك مرحلة تثبيت الدولة الصهيونية التي امتدت من عام 1368 هـ إلى عام 1387 هـ / 1948 م – 1967 م ، وكانت أولى أحداث تلك الفترة دخول الجيوش العربية أرض فلسطين ، من الأردن ، وسوريا ، ولبنان ، والعراق ، ومصر ، والمملكة العربية السعودية ، وقد لاقت تلك الجيوش بعض النجاح في الطور الأول ، ولكن الضغط الدولي أجبرها على قبول الهدنة ، التي استغلها اليهود في تسليح جيشهم في حين طبق حظر على تسليح الدول العربية ، وعندما استؤنف القتال أصيبت الجيوش العربية بانتكاسات وهزائم متتالية ، ثم كانت هدنة " رودس" مع كل من مصر ، ولبنان ، والأردن وسوريا عام 1949 م ، والتي سيطرت إسرائيل بموجبها على 77 % من الأراضي التي خصصت لليهود بموجب قرار التقسيم ، وفي مارس 1950 م أصدرت الدول الاستعمارية الثلاث : الولايات المتحدة ، بريطانيا ، وفرنسا التصريح الثلاثي بضمان حدود إسرائيل ، والمحافظة على كيانها الصهيوني من أي خطر محتمل يتهددها






مرحلة التوسع اليهودي 1387 – 1409 هـ / 1967 – 1988 م :
اشتركت إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر عام 1376 هـ / 1956 م وقد كسبت فيه : فتح خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية ، والاتصال بأفريقيا ، وهو أمر هام جداً لإسرائيل .
ثم قامت إسرائيل بتحويل مياه نهر الأردن إلى النقب ، لاستيعاب مهاجرين جدد هناك ، وليصبح النقب قاعدة انطلاق لليهود الصهيونيين صوب شبه الجزيرة العربية ، ووادي النيل .
ثم جاءت حرب أكتوبر 1967 م – حرب الأيام الستة ، ونتائجها ماثلة أمام أعيننا الآن ، احتلال القدس الشرقي ، والضفة الغربية وهضبة الجولان ، شبه جزيرة سينا ، ومحاولات الصهيونية إزالة المسجد الأقصى ، وبناء الهيكل المزعوم مكانه .
ثم كانت حرب رمضان 1393 هـ / 1973 م – وعبور الجيش المصري خط بارليف والسند الأمريكي العاجل والهائل لإسرائيل .
ثم جاءت اتفاقيات كامب دافيد – سبتمبر 1978 م ، وما نتج عنها ، من توقيع اتفاق السلام بين مصر ودولة الكيان الصهيوني ، وتمزق الوحدة العربية الذي تلى ذلك السلام ، وتداعيات الأحداث التي نشهدها ونعيشها اليوم .


وتبقى في النهاية النتيجة المرة ، وهي : أن الشعب الفلسطيني اليوم موزع لاجئ ، يعيش أبناؤه مرارة اللجو ، وفلسطين غير موجودة على الخريطة السياسية ، ومكانها دولة الكيان الصهيوني التي أدخلت في روع العرب أنه لابد من الاعتراف بها ، فهي – كما يدعي قادتها – أمر واقع وأنه لا قبل للعرب من استرجاع فلسطين ، فالدولة الصهيونية قوية لا يمكن قهرها ، وأنه لا بد من السلام معها ، شاء العرب أم أبوا .
 
قديم 2014- 5- 2   #13
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

المحاضرة الثالثة عشر

المسلمون في آسيا وأوربا

المسلمون في الفلبين :

الفلبين مجموعة من الجزر منتشرة في مياه المحيط الهادي في أقص شرقي آسيا بين الجزر الإندونيسية والجزر اليابانية ، بعضها معروف ، وبعضها صغير مجهول لا يكاد يعرفه إلا ساكنوه ، وأكبر هذه الجزر " لوزون " في المنطقة الشمالية ، وأغلب سكانها نصارى ووثنيون ، وفيها العاصمة " مانيلا " ، وتليها في المساحة جزيرة "مندناو " في المنطقة الجنوبية ، ويتركز فيها المسلمون بالإضافة إلى جزر "بالاوانش " و " صولو " ، ويطلق عليها اليوم اسم " مورو الإسلامية " .
أما السكان فيبلغ عددهم حوالي ستين مليوناً تقريباً ، وعدد المسلمين بينهم يصل إلى( 6,5 ) مليون مسلم ، أي بنسبة 11 % ، وهذه هي تقديرات الحكومة الرسمية في مانيلا ، التي قد تتعمد تقليل أعداد المسلمين ، ويتكلم السكان اللغة المحلية بالإضافة إلى الإسبانية والإنجليزية اللتين دخلتا البلاد أثناء الاستعمار الإسباني والأمريكي ، ويتكلم المسلمون لغتين من اللغات السائدة في البلاد وهما : لغة " ثاصو " ، وهي قريبة من الإندونيسية ، ولغة " مراتاو " ، وهي الغالبة في جزيرة " مندناو " ، وتضم ألفاظاً عربية كثيرة ، وتكتب بالحرف العربي .

وبالنسبة لمعتقدات السكان الدينية في الفلبين ، فهناك النصارى، والمسلمون 11 %، والبوذيون ,ويتألف السكان من عنصرين أساسيين هما :
1 – العنصر القديم وهم سكان البلاد القدماء ، ومنهم " النجريتو " ، وهم الأقزام الآسيويون ، لونهم أسود وقامتهم قصيرة ، وهم جماعات بدائية تعيش في الغابات ، والمناطق المنعزلة ، ولا دين لهم ..
2 – عنصر المورو ، والذين قدموا إلى البلاد عل موجتين ، حملت الثانية منها الإسلام ، وتوزعت في البلاد على موجتين ، وقد أطلق عليهم الإسبان اسم المورو إذ شبهوهم بمسلمي المغرب والأندلس .
وقد وصل الإسلام إلى تلك البقاع عن طريق الدعاة والتجار الذين وصلوا من جزيرة العرب ، ومن الهند ، وإندونيسيا ، والملايو ، وقد جاءها الإسلام ولا سيما إلى الجزر الجنوبية منذ القرن الثامن الهجري ، وما أن حل القرن التاسع الهجري حتى تأسست عدة إمارات إسلامية ، أهمها إمارة الشريف أبي بكر في " صولو "عام 854 هـ ، وإمارة الشريف محمد بن علي في " مندناو " عام 906 هـ ، ثم إمارة " مانيلا " التي تشمل اليوم عاصمة البلاد .







وازدهرت الحياة الإسلامية في تلك البلاد التي أطلق عليها العرب المسلمون اسم "عذراء ماليزيا " زهاء قرن كامل ، وكاد الإسلام يعم البلاد ويقضي على الوثنية التي كانت قائمة في تلك الجزر ، وكان عدد المسلمين يقدر آنذاك بخمسة ملايين ونصف ، أي أنهم كانوا يمثلون نسبة 55 % من تعداد السكان ، ولكن نسبتهم اليوم هبطت إلى 12 % من عدد السكان بسبب ما تعرضوا ل من إبادة عن طريق الحروب مع الإسبان ، ثم مع الاستعماريين الياباني والأمريكي ، وأخيراً مع الاستعمار الفلبيني النصراني الذي ما فتئ يحارب الإسلام والمسلمين ، إذ تولى النصارى المتعصبون حكم الفلبين بعد أن نالت استقلالها من أمريكا ، وتابعوا مهمة الإسبان والأمريكيين في التنصير ، ومحاولة إفساد المجتمع المسلم ، وإبادة المسلمين بشتى الأساليب البشعة ، وخاصة في عهد " ماركوس " المخلوع الذي كان يفتخر بأن " الفلبين " هي الدولة الوحيدة ذات الأغلبية النصرانية في آسيا .


الغزو الصليبي وجهاد المسلمين :
تعرضت الفلبين إلى الغزو الإسباني ، وذلك عندما وصل " ماجلان " الإسباني إلى تلك الجزر في عام 927 هـ / 1521 م ، وحاول فرض سيطرته ونشر عقيدته ، فتصدى له المسلمون في جزيرة " ماكتان " وقتلوه ، ونجا بعض جماعته ، ورجعوا إلى إسبانيا ، وسير ملك إسبانيا بعد ذلك جيشاً تمكن من الاستيلاء على المناطق الشمالية والوسطى ، وعجز عن السيطرة على المناطق الشمالية والوسطى ، وعجز عن السيطرة على المناطق الجنوبية ، حيث يكثر المسلمون ، وأخذ الإسبان يطاردون المسلمين ويحاولون نشر عقيدتهم في المناطق التي سيطروا عليها ، واستمرت الحرب بينهم وبين الفريقين حتى عام 1318 هـ / 1900 م ، حيث خلفت الولايات المتحدة إسبانيا في استعمار الفلبين .. واستمرت في سياستها الرامية إلى تنصير السكان عن طريق الإكراه ، فقاوم المسلمون هذه السياسة واستمر القتال حوالي أربعة عقود استشهد فيها الآلاف من المجاهدين ، ولكن الغزاة شنوا على المسلمين حرب الجراثيم فمات الألوف في جزيرة مندناو وارخبيل صولو بالكوليرا ، والجدري ، والطاعون ، وبلغ ضحايا الأوبئة أكثر من 200 ألف ، حسب التقارير الغربية نفسها ، فتكونت لهم دولة تحت الإدارة الأمريكية وازدهرت المدارس ، وهدأت الأحوال .

وفي عام 1362 هـ / 1943 م احتل اليابانيون المناطق الإسلامية من الفلبين ، وقاوم المسلمون الغزاة الجدد ، وقاوم معهم سكان البلاد حتى حصلوا على الاستقلال عام 1366 هـ / 1945 م ، حيث سلمت أمريكا زمام الأمور إلى حكومة نصرانية عل رأسها نصراني ، وضم الجنوب الإسلامي إلى هذه الحكومة ، ومرة أخرى كان على المسلمين الجهاد ، وهكذا ظل المسلمون ولمدة أربعة قرون يحملون السلاح دفاعاً عن عقيدتهم وكرامتهم ، ضد الأسبان ، ثم ضد الأمريكيين واليابانيين ، والآن ضد الفلبين النصرانية المعادية للإسلام والمسلمين .



ولكن محنة الإسلام في جزر الفلبين بدأت بعد استقلال البلاد ، وقيام حكومة وطنية على رأسها رئيس كاثوليكي ، إذ أن رجال الكنيسة اهتموا بإثارة الحكومة ضد المسلمين ، حيث مارست سياسية البطش والإرهاب ضدهم منتهجة عدة أساليب منها:
1 – تشجيع النصارى على الاستيطان في المناطق الإسلامية .
2 – تبني الحكومة عمليات التنصير المنظمة بين المسلمين وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية الفقيرة .
3 – العمل على دفع المسلمين لترك أراضيهم الزراعي.
4 – عدم فتح المدارس الإسلامية ، أو أي مؤسسات تعليمية أخرى حتى يبقى المسلمون جهلاء وأميين .
5 – إرهاب المسلمين بغرض احتلال أراضيهم ، وذلك بتأسيس منظمات إرهابية يقوم عليها بعض المتعصبين من النصارى ، مثل منظمة " أيلاجس " الإرهابية والتي تجد الدعم المادي من إسرائيل ومن اليهود ، حيث أخذت منذ عام 1391 هـ / 1971 م تقتل المسلمين ، وتحرق دورهم ، ومساجدهم ومدارسهم ، وتهدد زعمائهم ليقبلوا تنصير السكان .

حركة النضال :
وبالمقابل اشتد وعي المسلمين ، وشعورهم بالانتماء إلى الأمة الإسلامية الكبيرة ، ونتيجة تعرضهم للقهر ، والاعتداء والتنصير أنشأوا عدداً من الجمعيات الإسلامية ، مثل " جمعية المسلمين الفلبينية " في مانيلا في عام 1315 م ، وجمعية " هداية الإسلام " ، و" مؤتمر الإسلام " ، و " النهضة الإسلامية " ، وغيرها وغيرها ، وأخيراً اضطر المسلمون إلى إعلان ثورتهم الإسلامية الحديثة في منطقتهم المعروفة" مورو " في جنوب الفلبين ، وكان ذلك في عام 1392 هـ / 1972 م على أثر إعلان حكومة " ماركوس " الأحكام العرفية في البلاد ، وإصدارها الأوامر إلى الجيش بشن الحملات العسكرية على المناطق الإسلامية ، وجمع أسلحة المسلمين ، فتدفق الجيش الذي بلغ تعداده حوالي ربع مليون جندي إلى الجنوب " مناطق المسلمين " ، وارتكب النصارى أفظع الجرائم من قتل جماعي ، وإحراق للأحياء ، وانتهاك الأعراض والحرمات ، ولكن المسلمين صمدوا في وجه تلك الفظائع تحت قيادة جبهتهم " جبهة تحرير بنجاسا مورو الوطنية " برئاسة نور ميسوارى ، التي كانت تعمل عل إقامة دولة إسلامية مستقلة عن باقي الجزر الفلبينية ، وكانت نواتها الأولى قد تكونت عام 1962 م باسم "لجنة تحرير مورو " وضمت مجموعة من الطلاب الذين كانوا يدرسون في الجامعات والمعاهد الإسلامية في الشرق الأوسط .
وتوالت المعارك بين الجانبين ، وتفاهمت ، وازداد تعرض المسلمين للقتل والإبادة إلى الحد الذي جعل القضية تعرض على مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الأول في عام 1392هـ / 1972 م في جدة ، وقد كشف الملك فيصل للمؤتمر ما يتعرض له المسلمون في الفلبين من إرهاب وقمع وتقتيل ، الأمر الذي جعل المؤتمر يرسل لجنة رباعية لتقصي الحقائق



وبعد مفاوضات واتصالات وافق " ماركوس " رئيس جمهورية الفلبين على لسان وزير دفاعه الذي حضر مؤتمر طرابلس الحكم الذاتي في ثلاثة عشر ولاية ، وقد جرى التصديق على هذا الاتفاقية من قبل اللجنة الرباعية التي شكلها المؤتمر الإسلامي .

وقد تطور صراع المجاهدين مع الحكومة ، ودخل طوراً جديداً خطيراً ، وذلك عندما بدأت عناصر حكومية متعصبة تتعاون مع بعض الخبراء الصهيونيين والقوى الاستعمارية من أجل القضاء على الحركة الإسلامية في الفلبين ، فقام بعض الزعماء الصهيونيين بزيارات متعددة للفلبين لمساعدة الحكومة في حربها ضد المسلمين ، بل أن وزيرة خارجية دولة الكيان الصهيوني آنذاك " غولدا مائير "قامت بزيارة الفلبين وتعهدت في تلك الزيارة بتقديم المعونات المادية للإسلام والمسلمين تتدخل في قضية مسلمي الفلبين ، والذين مازالوا يقدمون الشهداء والضحايا من أجل تحقيق مطالبهم العادلة .
وقد أدت تلك العمليات الإرهابية المستمرة للقضاء على المسلمين إلى انتشار الفقر والجهل والمرض بين المسلمين ، وإلى تأخرهم ، مما جعلهم فريسة لحملات التنصير والشيويعية ، ورغم ذلك فلا زال الجهاد الإسلامي مستمراً ، فالمجاهدون يسيطرون على جميع المناطق الإسلامية ، ما عدا بعض المدن ، ولقد سارعت بعض الدول مثل المملكة العربي السعودية وغيرها ، والمؤسسات الإسلامية كرابطة العالم الإسلامي ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وكالأزهر الشريف إلى تقديم المساعدات التعليمية لمسلمي الفلبين ، فهناك الآن عدة مدارس ومعاهد إسلامية ، مثل مركز الملك فيصل للدراسات العربية والإسلامية الموجودة ضمن جامعة "مندناو " ، كما أن عدد المساجد في الفلبين يقدر بحوالي 2500 مسجد ، وهذا دليل آخر على وجود الإسلامي هناك .

قضية كشمير
الأرض والسكان :
تقع ولاية كشمير في الطرف الشمالي من شبه القارة الهندية ( في الطرف الغربي من جبال الهملايا ) , وتحيط بها الصين من الناحيتين الشرقية والشمالية , وباكستان من الغرب والشمال, والهند من الجنوب , فهي متاخمة لخمس دول هي : باكستان ,وأفغانستان , وروسيا , والصين, والهند وتمتد حدودها مع باكستان إلى أكثر من سبعمائة كيلومتر , بينما تصل حدودها مع الهند إلى ثلاثمائة كيلومتر فقط , وهي ذات مناخ بارد لدرجة أن الثلوج تغمر بعض أماكنها شهوراً طويلة من السنة , كما أنها بلاد كثيرة الأنهار,, وبلاد كشمير من أجمل البلاد العربية , وكثيراً ما توصف بأنها جنة الله في الأرض.
وقد كانت كشمير مقسمة في زمن الاحتلال البريطاني إلى ثلاثة أقسام هي جامو ,وكشمير ومنطقة الحدود , أما اليوم فهي قسمين فقط هما : كشمير الحرة , وهو القسم الذي أعلن استقلاله




وانضمامه إلى باكستان , أما القسم الثاني فهو كشمير المحتلة الذي استولت عليه الهند واستعمرته ، وهو القسم الأكبر.
ويبلغ عدد السكان في كشمير – بشقيها – حوالي 12 مليون نسمة منهم ما يقرب من 85 % من المسلمين ، والباقي من الهندوس ، والسيخ والبوذيين ، ويبلغ عدد سكان الجزء التي تحتله الهند حوالي عشرة ملايين نسمة ، والجزء الحر التابع لباكستان نصف مليون نسمة ، وهناك أكثر من مليون لاجئ ، وربع مليون مغترب.. والمسلمون في كشمير سنة أحناف ، وبينهم أقلية شيعية . وإلى جانب طبيعتها الخلابة ، وأنهارها الكثيرة ، ومراعيها الخصبة ، وثروتها الحيوانية الكبيرة ، تتمتع كشمير بموقع استراتيجي متميز ، لكونها أحد الأبواب التي تصل بين الهند والصين وما جاورها من أرض التبت .

كشمير والإسلام :
أهل كشمير مسلمون منذ سبعة قرون ، ففي عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك مد المسلمون نفوذهم ، ونشروا الإسلام في إقليم كشمير ، وأتم فتحها والي الخليفة العباسي المنصور ، ثم زاد الإســـــــلام انتشاراً في عـــهد الخليفة العـــــــبـــاسي المعتصم بالله (218 هـ -227 هـ) وفي القرن الثامن الهجري / أوائل القرن الرابع عشر الميلادي استطاع أحد الدعاة إقناع حاكم كشمير باعتناق الإسلام ، فكان أول حاكم مسلم لكشمير ، واستمر العهد الإسلامي في كشمير حتى القرن الثالث عشر الهجري / بداية القرن التاسع عشر الميلادي عندما بدأ نجم المسلمين في الهند في الأفول ، ففي عام 1819 م دخل المسلمون في حرب طاحنة مع طائفة السيخ استولى على أثرها السيخ على ولاية كشمير ، واستمرت سيطرة السيخ عليها حتى عام 1263 هـ / 1846 م ، وقد ارتكب السيخ أيام حكمهم للمسلمين في كشمير أنواعاً من الظلم ، والاستبداد والوحشية تتحدث عنها كتب التاريخ في كثير من التفصيل المحزن .

السياق التاريخي والسياسي لقضية كشمير :
في خلال سيطرة السيخ على كشمير احتلت بريطانيا الهند ومعها كشمير ، فطردوا الحكام السيخ من ولاية كشمير ثم باعوها بموجب اتفاقية عام 1262 هـ / 1847م ، بأرضها وشعبها إلى أحد الإقطاعيين الهندوس ، واسمه " غولاب سنغ " من عائلة اسمها " دوجرا " بمبلغ 7,5 مليون " تانك شاهي " " العملة الرائجة آنذاك "، وهو ما يعادل مليون دولار ، وكأن قيمة كل فرد من أفراد الشعب الكشميري لم تتجاوز سبع روبيات ، ومن هذا التاريخ بدأ حكم " دوجرا " الهندوسي لولاية كشمير المسلمة وبدأت مأساة كشمير تظهر على مسرح التاريخ نتيجة للسياسة الجائرة التي حكم بها الهندوس أهل كشمير ، سياسة ضرائبية ظالمة ، وحكم غاشم ، قاسى فيه المسلمون أقسى أنواع الظلم والاستبداد على أيدي الهندوس .




وتوالت المؤامرات ضد كشمير ، فبعد مرور قرن على بيع كشمير ، وفي عام1367 هـ / 1947 م أصدر البرلمان البريطاني قانون استقلال الهند ، والقاضي بإقامة دولتين مستقلتين هما : الهند ، وباكستان ، وكان القرار ينص على أن المناطق التي يشكل فيها المسلمون أغلبية
السكان تذهب لباكستان ، ومناطق الأغلبية الهندوسية تذهب للهند ، وعليه كان يتعين على كشمير أن تنضم إلى باكستان نظراً للروابط العرقية ، والدينية والمصالح المشتركة بين البلدين ولكن مهراجا " حاكم " كشمير الهندوسي كان يحيك مؤامرة لضم كشمير إلى الهند ، وذلك بالتنسيق مع الهند ، واللورد الحاكم العام للهند ، ونفذت المؤامرة بطريقة كانت معدة سلفاً ،

قصة الانضمام :
حاول المهراجا مقاومة الثوار بكل الوسائل ، ولكنه اضطر إلى الفرار إلى الهند أمام انتصارات الثورة ، حيث طلب المعونة من حكومة الهند ، ووقع معها اتفاقية تقضي بضم كشمير إلى الهند ، وذلك في أكتوبر 1947 م ، فسارعت الهند إلى إعلان الموافقة على الاتفاقية " بصورة مؤقتة " ، وأرسلت جيشها لاحتلال تلك الولاية المسلمة ، أما باكستان فقد رفضت هذه الوثيقة .
مارست القوات الهندية عند دخولها كشمير أبشع وأفظع الجرائم، ولكنهم كانوا يقاومون الجيش الهندي مقاومة باسلة ، ولكن القوات الهندية تمكنت في النهاية من تثبيت حكم المهراجا ، وفي غصون ذلك كانت المعارك قد امتدت إلى حدود باكستان مما اضطرها إلى دخول المعركة علماً بأن جيشهم لم يكن منظماً بعد ، ولكنها أرسلت قوة من رجال قبائل " الباتان " القوية إلى كشمير حيث شبت بينهم وبين الجيش الهندي حرباً طاحنة تمكنت الهند خلالها من السيطرة على الجزء الأكبر من كشمير ، وأعلنت ان ذلك الجزء أصبح جزءاً لا يتجزأ من بلادها ، ثم تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن تشكو فيها من تدخل رجال القبائل الباكستانية في كشمير ، وأرسل مجلس الأمن لجنة للنظر في الأمر ، وبعد اجتماعات مطولة أصدرت اللجنة قرارين في عام 1368 هـ / 1948 م وعام 1369 هـ / 1949 م ينصان على ثلاثة مواد :
1 – وقف القتال . 2 – تجريد الإمارة من السلاح . 3– إجراء استفتاء حر محايد تحت إشراف هيئة الأمم لتقرير مصير إمارة كشمير ، وأمر انضمامها إلى الهند أو باكستان.

وعلى هذا الأساس توقف القتال في/1949 م ، ولكن المشكلة لم تحل ، وذلك لأن الهند لا تريد التخلي عن كشمير ، ولا تريد إجراء استفتاء حر محايد فيها ، بل أن نهروا أعلن في 1376 هـ / 1956 م إلغاء اتفاقية الاستفتاء ، وأعلن بالنيابة عن أهل كشمير ، انضمام الولاية إلى الهند على أساس سياسة الأمر الواقع ، وهي السياسة التي يتبعها الصهيونيون في فلسطين.







السياسة الهندية في كشمير :
هي سياسة ترمي في مجملها إلى طمس هوية كشمير الإسلامية ، وذلك عن طريق عدة سبل ترمي كلها للقضاء على الإسلام وحضارته في كشمير ، فبدأت الحكومة الهندية باتخاذ إجراءات مشددة وقاسية لإنهاء جهاد الشعب الكشميري ، واستخدمت في ذلك كل أنواع الأسلحة الفتاكة ، ثم قامت بوضع خطة للقضاء على الإسلام والمسلمين هناك ، تمثلت في تبديل المنهج التعليمي بمنهج هندوسي يشتمل على المعتقدات الهندوسية ، ويتجاهل تماماً المعتقدات
والمبادئ الإسلامية ، وكذلك تشجيع بين المسلمين والهندوس لإيجاد جيل مسلم بالاسم ، هندوسي العقيدة والفكر ، وتجريد لغة كشمير من الألفاظ العربية لقطع صلة المسلمين بتراثهم الإسلامي , وترويج حركة تحديد النسل بين المسلمين لتكون الأغلبية السكانية للهندوس , وطمس تاريخ الولاية الإسلامي , وغيرها من الأساليب الرامية إلى إضعاف الإسلام في نفوس المسلمين , والتضييق على المسلمين بكل الوسائل , وقد نتج عن تلك السياسة أن اضطر بعض المسلمين لاتخاذ أسماء هندوسية ليتسنى لهم كسب قوتهم .
وقد تفشى الجهل الديني عندما عطلت المؤسسات التعليمية الإسلامية , وتم الاستيلاء على أحسن أراضي المسلمين , وفرضت عليهم القوانين الجائرة , والضرائب التعسفية , وأصبحت المعاملة الوحشية سمة الحكم الهندي في الولاية – كل ذلك بغرض إزالة الإسلام , والمسلمين عن الولاية. فهناك مثلاً ضريبة الأضحية على المسلمين , ومنع ذبح البقر في كشمير , ومنع المسلمين من حمل السلاح ولو بترخيص , وإصدار القوانين القائلة : بأن الهندوسي إذا ارتد عن دينه فقد كل حقوقه في الميراث , في حين إذا ارتد المسلم عن دينه تركت له كل أملاكه , إضافة إلى ذلك فإن الحكومة أبعدت المسلمين عن كل وظائف الدولة....

الموقف الدولي من القضية :
هناك تجاهل دولي واضح لمسألة كشمير , وللانتهاكات التي تمارسها الهند في تلك الولاية , وهناك تواطؤ دولي واضح يسند المؤامرة الهندوسية في كشمير , ويتجاهل حق أهلها في تقرير مصيرهم , ولا تعليل لهذا التجاهل وذاك التواطؤ إلا أن الكشميريين مسلمون , وإن السياسة الغربية والأمريكية في ظل النظام العالمي الجديد تكيل بمكيالين , خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمسلمين , وليس بمصالحها الذاتية , من ذلك أن معارضة الهند , وعدم تنفيذها , وتجاهلها لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بكشمير , مع تزويدها بالقوة الكافية والرادعة من قبل الدول الغربية – تماماً كما هو الحال مع إسرائيل الآن .








اندلاع الحرب في عام 1965 م :
كانت نتيجة فشل كافة المساعي الدولية لحل مسألة كشمير إزدياد التوتر بين الهند وباكستان , وزاد من هذا التوتر الإعلانات الصادرة من وزير الداخلية الهندي وغيره من المسؤلين في يناير عام 1965 م بأن كشمير جزء لا يتجزأ من الهند ، وعلى أثر ذلك اندلعت الحرب واستمرت سبعة عشر يوماً ، توقف القتال بعدها بموجب قرار من مجلس الأمن في 22 سبتمبر عام 1965 م
وقد جرت محاولة أخرى لحل المسألة الكشميرية في اتفاقية " شملا " في عام1972 م الموقعة بين الرئيس الباكستاني ذو الفقار علي بوتو ، ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي ، ولكن مصيرها كان الفشل ، حيث بقيت المسألة دون حل حتى الآن .

الجهاد الكشميري :
استمر المسلمون في كشمير يقاومون إجراءات القمع الهندية منذ عام 1947 م ، بعد أن تأكد لأهل كشمير أن الحل السلمي لن يجدي شيئاً ، وإن الاعتماد على الأمم المتحدة لن يعطيهم حريتهم ، ولذا تشكلت حركة تحرير كشمير المتمثلة في " مؤتمر الحرية " .
وكان الاهتمام الإسلامي والعالمي , بالجهاد المسلح في كشمير أولاً بسبب الوحشية والعنف التي التي تتعامل بهما القوات الهندية مع ذلك الجهاد , وكذلك لأن الكفاح المسلح في الداخل كان يوازيه كفاح سياسي وإعلامي في الخارج , ومن ثم لم يكن غريباً أن اهتمت منظمة المؤتمر الإسلامي بالقضية الكشميرية , وأصدر وزراء خارجيتها عدة قرارات حول وجوب حلها سلمياً ووفقاً للقرارات الدولية , ولكن مواقف الهند المتشددة كانت دائماً العقبة أمام مثل تلك الجهود , ذلك أن الهند كانت ترى أن أي حل لقضية كشمير تحت رعاية العالم الإسلامي سيكون لصالح باكستان, وأن أي جهد في هذا الاتجاه سيؤدي إلى تدويل القضية , وذلك مالا تريده الهند .


المسلمون في الدول الشيوعية
المسلمون في الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ) :
تكون الاتحاد السوفيتي قبل انهياره من خمس عشر جمهورية ، فيها ست جمهوريات يشكل المسلمون أغلب سكانها ، وهي مناطق المسلمين في هذا الاتحاد ، وهي :
1 – تركستان الغربية :
2 – منطقة حوض الفولجا :
3 – سيبيريا :
4 – بلاد القفقاس – قفقاسية :
5 – شبه جزيرة القرم :



هذه هي مناطق المسلمين في الاتحاد السوفيتي المنهار , وهذا الوجود الإسلامي يوضح حقيقة هامة قد يجهلها كثير من الناس , وهي أن العنصر الإسلامي في بلاد الاتحاد السوفيتي ليس عنصر غريباً دخل البلاد فاتحاً ثم استقر فيها , بل المسلمون هم أهل البلاد وسادتها , وهم يمتلكون أهم الثروات في الاتحاد السوفيتي , وبدونهم يصبح في عداد الدول التي تعتبر من الدرجة الثالثة .

الروس وموقفهم من المسلمين :
كانت سياسة روسيا تجاه المسلمين منذ عهد القياصرة سياسة قائمة على محاربة الإسلام والمسلمين , تلك السياسة التي بدأها القيصر إيفان الرهيب واستمرت حتى بعد قيام الثورة الشيوعية عام 1336هـ / 1917م وهي تتلخص فيما يلي :
1 – سياسة التنصير الإجباري :
وخاصة في روسيا الأوروبية , فكان على المسلمين الارتداد إلى النصرانية , أو الطرد , أو التصفية الجسدية لمن سيبدي أقل مقاومة , إضافة على إغلاق مدارس القرآن , وهدم المساجد والاستيلاء على أوقاف المسلمين ,وكانت العقيدة الإسلامية جريمة يعاقب عليها بالإعدام .
2 – التهجير والإبادة :
بالتضييق على المسلمين بمختلف الوسائل , كطرد علماء الدين من المدن ,ومصادرة الأوقاف , وفرض الضرائب الباهضة على المسلمين , والتصفية الجسدية للقادة المسلمين , ثم بإحلال الروس في أراضي المسلمين .

روسيا الشيوعية وموقفها من الإسلام :
وحين قامت الثورة الشيوعية عام 1336هـ / 1917م لم ينتبه المسلمون إلى أهميتها , فوقفوا منها موقف المتفرج , وظن قلة منهم أن فيها خلاصاً لهم من الظلم القيصري
وقد حاول رجال الثورة كسب المسلمين إلى جانبهم بتذكيرهم بظلم القياصرة لهم ,وبوعدهم منحهم السيادة القومية , واحترام معتقداتهم , فوجهوا نداء للمسلمين في نوفمبر1917م , وقعه كل من لينين وستالين جاء فيه دعوتهم إلى الثورة , وفيه :
"يا مسلمي روسيا من تتار الفولجا , والقرم , وقرغيز سيبيريا , وتركستان ,وشاشان .. إلخ الذين هدم قياصرة روسيا المستبدين مساجدهم , وبيوت عبادتهم ,والذين أهينت معتقداتهم .. أعلموا أن معتقداتكم , وعاداتكم , ومعاهدكم القومية والثقافية ستكون بعد الآن حرة ومحترمة , نظموا حياتكم القومية بحرية تامة , وبلا معارضة من قبل أحد , فهذا حقكم ... ثوروا من أجل دينكم , وقرآنكم وحريتكم في العبادة .. إننا نحن نعلن احترامنا لدينكم ومساجدكم , وأن عاداتكم وتقاليدكم حرة لا يمكن المساس بها ...
وأعلموا أن جميع حقوقكم الدينية والمدنية مصونة بقوة الثورة .
ولكن حين استتب الأمر للشيوعيين حاولوا أول الأمر عن طريق الجاليات الروسية التي كانت تعيش في بلاد المسلمين نشر الشيوعية , وأخذوا يخدعون المسلمين ويحدثونهم عن مجتمع



الحرية والرفاهية , فاستجاب لهم بعض أبناء البلاد , ثم بدأت موسكو تتدخل في بلاد المسلمين , وحين رفضت الحكومات المسلمة ذلك عزمت حكومة موسكو على احتلال البلاد بالقوة , وفي إبريل عام 1918م أصدر لينين أمراً بالزحف على البلاد الإسلامية دون سابق إنذار , وتمكنت قواته من الاستيلاء على معظم البلاد وذلك لعدم تكافؤ القوى بينها وبين جيوش الحكومات الإسلامية الوليدة , فأزالوا عنها الصفة الدينية واستبدلوا بها جمهوريات اتحادية شعبية كل منها جزء من الاتحاد السوفيتي , وبدأ الشيوعيون يمارسون سياسة إلغاء كل ماله صلة بالإسلام .

لذا انصرف السوفيت إلى حرب الإسلام بطرق مختلفة ومتنوعة ، وأيضاً مرنة ولبقة ، ففي السنوات الأولى للثورة كانت سياسة الحزب الشيوعي تجاه المسلمين سياسة مذبذبة ومترددة ، وكانت تقوم على ثلاثة أسس هي :
1 – إلغاء الوقف الإسلامي
2 – إلغاء المحاكم الشرعية لأنها تعطي المسلمين سلطة على حياتهم اليومية ، وتقوي كيانهم
3 – إلغاء المدارس الإسلامية لأن التربية الإسلامية هي أساس حياة المسلمين .

وتابع الشيوعيون سياسة القياصرة المعادية للإسلام ، فطبقوا سياسة فرق تسد ، حيث عمدوا إلى تجزئة المناطق الإسلامية إلى وحدات قومية لغوية صغيرة متنافسة ، وقاموا بتفتيت المسلمين ، منعاً للوحدة الإسلامية ، كما أنهم اتبعوا سياسة تهجير المسلمين من مناطقهم حتى يصبحوا أقليات في عقر دارهم ، إضافة إلى أساليب الإبادة حيث أباد الشيوعيون خلال خمسين عاماً حوالي 20 مليون مسلم ، ويقال إن ستالين وحده قتل 11 مليوناً ، فمثلاً أصدر أوامره في عام 1362 هـ / 1944 م بسبي جميع الشاشان ونفيهم إلى سيبيريا ، وألغى جمهوريتهم ووزع أراضيها على جمهورية جورجيا ، كما نفى آلاف المسلمين من منطقة القرم ، والداغستان وغيرها .
وبعد موت ستالين أشرف الأمين العام السابق للحزب الشيوعي خروتشوف بنفسه على تنفيذ مخطط يرمي إلى تصفية المسلمين في التركستان ، عن طريق تهجيرهم ، ودمجهم في المجتمعات الشيوعية الإلحادية ، كما فرض الشيوعيون سياسة عزل المناطق الإسلامية بعضها عن بعض من ناحية ، وكلها عن العالم الإسلامي من ناحية أخرى ، فقد عاش المسلمون فترة طويلة تحت الستار الحديدي بعيدين عن كل ما يجري في العالم الإسلامي ، الأمر الذي مكن للحكومات الشيوعية من الانفراد بهم ، والعمل بكل الوسائل على إبعادهم عن الإسلام ، ومحوه من نفوسهم .ورغم كل ما قامت به الشيوعية من حرب ضد المسلمين ، إلا أنها لم تنجح في إن تذيب المسلمين في مجتمعها الجديد ، فلا تزال تركستان وأوزبكستان ، وبخاري ، وطشقند ، وسمرقند مناطق إسلامية ، وهم وإن جهل أبناءهم الكثير من مبادئ الإسلام إلا أنهم ما زالوا مسلمين في جوهرهم ، ولا زالوا متمسكين بهويتهم الإسلامية ، ولا زالت أعدادهم في تزايد.
 
قديم 2014- 5- 2   #14
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

-14-المحاضرة الرابعة عشر

دخول الإسلام إلى شرق أوروبا :

الجمهوريات الإسلامية في " كومونولث " الدول المستقلة
بعد انهيار الشيوعية والاتحاد السوفيتي عام 1991 م تم تأسيس رابطة الدول المستقلة ( الكومنولث ) ، فوجدت المجموعات الإسلامية في تركستان نفسها فجأة دولاً مستقلة ، منفصلة عن السيطرة الشيوعية ، وهي جمهوريات : أذربيجان ، أوزبكستان ، وطاجكستان ، وتركمنستان ، وكازاخستان ، وقرغيزستا ، وأحس المسلمون بزوال كابوس السيطرة السوفيتية القاسية الذي كان يحيط بهم ، ويسبب لهم التخلف ، وبدأوا محاولاتهم لاستعادة هويتهم الإسلامية في وجه التحديات الاقتصادية ، والسياسية ، وتحديات النظام العالمي الجديد ، وتراكمات السياسات الشيوعية ، والمعركة أمامهم لا زالت قاسية ، والطريق ما زالت طويلة ، وستكون عودتهم إلى الإسلام متوقفة على عدة عوامل منها : مدى المساعدة التي ستقدمها الدول الإسلامية الأخرى لهم ، واستعداد المتطوعين من الدعاة للانتشار في تلك الجمهوريات لبذر بذور الإسلام الصحيح من جديد ، بعد أن غيبتها السياسات الشيوعية ، ثم مدى استعداد تلك الجمهوريات للتفاعل مع الحكومات والشعوب الإسلامية الراغبة في مساعدتهم .

1 – جمهورية أذربيجان :
تقع على ساحل قزوين الجنوبي الغربي ، ويحدها من الجنوب إيران ، ومن الشمال بحر قزوين ، والداغستان وجورجيا ، ومن الشرق بحر قزوين ، ومن الغرب أرمينيا .
انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 م ، ونظام الحكم فيها جمهوري ، لغتها لغة تركية هي " الأذرية " ، وتأتي اللغة الروسية في الدرجة الثانية ، وسكانها يعودون إلى عدة أصول – أهمها : الأذربيجانيون ، والأوكرانيون وجميعهم نصارى ، ,اليهود فنسبتهم ضئيلة.
يشكل المسلمون في أذربيجان نسبة مرتفعة.
مناخها معتدل ، ماطر طوال العام ، وبارد في الأجزاء الوسطى ، ويعتمد اقتصادها على الصناعات كصناعة الأنابيب المعدنية ، والمضخات ، والسجاد ، والصناعات الخفيفة ، ومعدات استخراج البترول ، وبناء السفن وعلى المحاصيل الزراعية كالحبوب ، والقطن ، والخضروات ، والعنب ، والشاي الأخضر ، وفيها عدد من المعادن كالبترول ، والغاز الطبيعي والحديد ..

2 – جمهورية طاجكستان :
تقع في وسط آسيا ، ويحدها من الشمال قيرغيزيا وأوزبكستان ، ومن الجنوب أفغانستان ، ومن الشرق الصين ، ومن الغرب أوزبكستان ، لغتها الطاجكية ، وهي قريبة من اللغة الفارسية ، وهناك من يتكلمون اللغة الروسية والإيرانية
سكانها هم : الطاجيك ، والأوزبك والتتار، والقرغيز ، والتركمان بنسب ضئيلة وجميعهم مسلمون ، وهناك الروس ، والأوكرانيون، وهؤلاء من النصارى .



يشكل المسلمون (84,2%) من السكان الأصليين ، والنصارى (11,5%) ، وكانت نسبة المسلمين في عام 1358 هـ حوالي (98%) ، ولكنها تقلصت بفعل أساليب البطش الشيوعي ، والمسلمون سنة في معظمهم من أصحاب المذهب الحنفي ، وتوجد جماعات من الشيعة ، أكثرها من عنصر الطاجيك .
نظام الحكم في طاجكستان جمهوري .ويؤكد الطاجيكيون الذين يتحدثون اللغة الفارسية ، أن لهم تاريخاً وأصولاً فارسية ، ويقولون أن دولتهم الأولى كانت هي الدولة السامانية ، وأنه تعاقب على حكم منطقتهم الغزنويين والسلاجقة ، ويقولون أن طاجكستان الحالية ألحقت بالامبراطورية الروسية في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي ، وأن طاجكستان حصلت على الحكم الذاتي عام 1942 م ، لتغدو كياناً داخل أوزبكستان ، ثم انفصلت عنها عام 1929 م لتصبح واحدة من الجمهوريات الخمس عشرة الأعضاء في الاتحاد السوفيتي ، وأنها انفصلت من الاتحاد عام1991 م ، ويدور الآن في الجمهورية صراع حول السلطة بين العناصر العلمانية متمثلة في الحزب الوطني الديمقراطي الطاجيكي ، وبين حزب ( راستاخيز) أي " الانبعاث " ، والذي يدعو إلى إحياء التراث القومي المرتبط بالثقافة الفارسية ، وبين حزب النهضة الإسلامي والذي يتمتع بشعبية هائلة بين سكان الريف

3 – جمهورية أوزبكستان :
تقع في إقليم تركستان في وسط آسيا , عاصمتها طشقند , ولغة الجمهورية الرسمية هي اللغة الأوزبكية وهي قريبة من اللغة العثمانية, أهم عناصرها السكان الأوزبك ( 68،7% ) , والتتار ( 4،2% ) , والطاجيك ( 3،9% ) , ومجموعة صغيرة أخرى , وكل هؤلاء مسلمون , أما النصارى في الجمهورية فهم الروس ( 10,8% ) , والأوكرانيون ( 1،1% ) , وتوجد أقلية ضئيلة من اليهود بين السكان .
المسلمون هم أغلبية سكان الجمهورية ونسبتهم ( 86،8% ) , والنصارى يشكلون حوالي ( 12،6% ) , واليهود ( 0،6% ) .. والمسلمون سنة أحناف , وهناك مــــجموعة من الشيعة الاثنا عشرية .
وتعتبر هذه الجمهورية بمثابة القائد الروحي لبقية الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق , لأن طشقند العاصمة كانت تحتضن مقر المجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يشرف على شئون المسلمين هناك .
نظام الحكم فيها جمهوري , وقد انفصلت عن الاتحاد السوفيتي في أواخر عام1991م , مناخها صحراوي , حار صيفاً , بارد قليل الأمطار شتاءً , تعتمد في اقتصادها على الصناعات الخفيفة , وصناعة الورق والبلاستيك , وعلى المحاصيل الزراعية كالحبوب , والأرز , والخضروات والفواكه , وفيها من المعادن الفحم والغاز , والملح , ونسبة الأمية بين سكانها تصل إلى حوالي 70% .




4 – جمهورية تركمانستان " تركمانيا " :
تقع في وسط آسيا , تحدها كازاخستان من الشمال , وأفغانستان وإيران من الجنوب, وأوزبكستان من الشرق , وبحر قزوين من الغرب .
عاصمتها ( عشق آباد ) ويتكلم سكان الجمهورية اللغة التركمانية واللغة الروسية وهناك لغات أخرى خاصة ببعض العناصر القاطنة داخل حدود الجمهورية , ويشكل التركمان العنصر الرئيسي في البلاد وتصل نسبتهم إلى ( 68،4% ) , ثم الأوزبك( 8،5% ) ,والقازاق ( 20،2% ) من السكان .
المسلمون هم أغلبية السكان ويشكلون ( 79،8% ) , والنصارى حوالي ( 20،2% ) .. والمسلمون سنيون معظمعهم أحناف , وهناك قلة من الشيعة الاثنا عشرية تعيش في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود الإيرانية والأفغانية .
مناخها متباين قاري , ثم معتدل في الشمال , وصحراوي في الأجزاء الجنوبية ,اقتصادها يقوم على الصناعات الثقيلة مثل صناعة الجرارات , وعلى الصناعات المعدنية والبلاستيك , وبها محاصيل زراعية كالقمح , والسكر , وبذور عباد الشمس , والفواكه .. إلخ , وبها ثروة حيوانية , وكانت تمد الاتحاد السوفيتي بالقمح, ولذا سميت بسلة الخبز , ومن أهم معادنها البترول والفحم والغاز الطبيعي ,والحديد والنحاس والملح , ونسبة الأمية بين سكانها حوالي 70% .

5 – جمهورية كازاخستان :
إحدى جمهوريات وسط آسيا , تحدها روسيا من الشمال وجزء من الصين وقيزغيرستان , وأوزبكستان وتركمانستان من الجنوب , والصين من الشرق ,وجزء من روسيا وبحر قزوين من الغرب .
عاصمتها ( ألما – آتا ) , ولغة البلاد الرسمية هي القازاقية وهناك الروسية التي فرضها الشيوعيون عليهم , وأهم عناصرها السكانية : القازاق ( 36% ) , وهناك التتار , والأوزبك , والألغور , والأذربيجان بنسب ضئيلة وهم كلهم مسلمون ,ويوجد بجانبهم الروس بنسبة ( 41،9% ) , والأوكرانيون ( 6،1% ) ,والكوريون ( 0،6% ) وهؤلاء كلهم من النصارى , وهم غرباء من البلاد , وكانوا مستعمرين لها حتى عام 1991م سنة إنفصال الجمهورية عن الاتحاد السوفيتي السابق .
ومعظم سكان الريف من المسلمين في حين يسكن النصارى المدن ويشكل النصارى معظم السكان إذ يبلغ نسبتهم ( 58% ) , في حين أن نسبة المسلمين تصل إلى ( 41،4% ) , إلا أن الروس بدأوا يعودون إلى روسيا حيث تزايدت نسبة المسلمين إلى (50%) والمسلمون سنة أحناف وهناك قلة من الشيعة الاثنا عشرية .





6 – جمهورية قرغيزستان :
موقعها في الجزء الشرقي من آسيا الوسطى , تحدها كازاخستان من الشمال ,والصين وطاجكستان من الجنوب , والصين من الشرق وأوزبكستان وجزء من طاجكستان من الغرب.
, ولغة سكانها القرغيزية التي تكتب بالأحرف الروسية , وهناك اللغة الروسية ,ولغات الأقليات الأخرى . وأهم عناصر السكان : القرغيز, والأوزبك والتتار,وأقليات أخرى مثل الأويفور , والقازاق , والطاجيك , وجميع هؤلاء مسلمون ,وهناك الروس والأوكرانيون وهم نصارى . والمسلمون يشكلون ما نسبة ( 77،4% ) وهم من أهل السنة , ومذهبهم المذهب الحنفي , وكالعادة هناك أقلية ضئيلة من الشيعة الاثنا عشرية , ونسبة النصارى ( 22،6% ) .
مناخ البلاد بارد , وأمطار معظم أيام السنة , وفي وسط البلاد مناخ حار جاف صيفاً , اقتصادها يقوم على الصناعات الخفيفة والثقيلة , وعلى بعض المحاصيل الزراعية كالحبوب , والقطن , والبطاطا , والخضار والفواكه , والعنب , ونسبة الأمية عالية حوالي 70% . وهناك الآن اتجاه رسمي وشعبي في الجمهورية إلى بناء المؤسسات الدينية , وإقامة علاقات ثقافية واقتصادية وسياسية مع دول العالم الإسلامي .

المسلمون في شرق أوروبا :
لم يكن حال المسلمين في شرق أوربا بأسعد أو أحسن منه في الاتحاد السوفيتي السابق , ذلك إن دول أوروبا الشرقية كانت حتى حين خاضعة لنفوذ الاتحاد السوفيتي الذي كان يهيمن عليها , ويوجه سياساتها كلها , سواء كانت تجاه المسلمين أو تجاه أمور أساسية أخرى , ومن ثم فإن سياسة تلك الدول تجاه الإسلام هي نفس سياسة الاتحاد السوفيتي السابق تجاه .

انتشر الإسلام في بلاد شرق أوروبا بوسيلتين :
1- التجار المسلمون الذين كانوا يتاجرون بالفراء والسلع التي كانوا يحصلون عليها من البلاد الشمالية ,
2- عن طريق القبائل التتارية في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي التي أسلمت واستقرت في شمال البحر الأسود وفي أسفل حوض نهر الفولجا .
ولكن دخول الإسلام إلى جنوب شرق أوروبا تأخر بسبب مناعة القسطنطينية التي حاول المسلمون ودخولها منذ عام خمسين للهجرة , وفي أواخر القرن الرابع الهجري بدأ المسلمون البلغار الذين سكنوا حوض نهر الفولجا يهاجرون إلى جهات بلغاريا , ويوغسلافيا , وألبانيا , والمجر – لكن أثرهم في تلك البلاد كان ضعيفاً ,
ولم يدخل الإسلام بصورة واضحة وفاعلة , ولم يتعزز وجوده إلا حينما فتح السلطان العثماني محمد الفاتح عاصمة الدولة البيزنطية ( القسطنطينية ) في عام857هـ / 1453م , وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية . ومركزاً لانطلاق حملات الفتح العثماني لبقية أراضي شبه جزيرة البلقان , فاجتاحت جيوش العثمانيين لبقية أراضي شبه جزيرة البلقان ,



فاجتاحت جيوش العثمانيين فاتحة وناشرة للإسلام في تلك الأصقاع من جنوب شرقي أوروبا , واستطاعت تلك الجيوش أن تحاصر ( فينا ) مرتين , كانت أخراها في عام 1095هـ / 1683م.
وبفضل جهود العثمانيين صارت معظم أقطار شرق أوروبا مقراً لجاليات إسلامية ,وأصبحت بعضها دولاً إسلامية , كدولة ألبانيا التي لازال أكثر سكانها من المسلمين, ووجدت جاليات إسلامية كثيرة في يوغسلافيا , وفي رومانيا , وبلغاريا , والمجر ,وتشيكوسلوفاكيا , وبولنده .
ثم عندما ضعفت الدولة العثمانية , وعندما انهارت تماماً بعد الحرب العالمية الأولى بدأ نفوذ الإسلام ينحسر عن تلك الجهات , وعندما وقعت تحت السيطرة الشيوعية شهد الإسلام والمسلمون فيها ما شهدوه في الاتحاد السوفيتي , فكانت معاناتهم كمعاناة إخوانهم المسلمين العائشين تحت سلطان البطش الشيوعي السوفيتي .
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي , وتفكك جمهورياته انهار الحكم الشيوعي في كل دول أوروبا الشرقية , وتفككت العديد من دولها , وأصابت بعضها الحروب الأهلية ,وتمزقت إلى دويلات صغيرة , كما هو الحال في يوغسلافيا السابقة . نستعرض فيما يلي الوجود الإسلامي في بعض دول أوروبا الشرقية :

1 – ألبانيا :
هي جمهورية اشتراكية في نظام حكمها , استقلت إدارياً عام 1912م وتقسم إدارياً إلى 26مقاطعة , وتقع ألبانيا في جنوب أوروبا , في الجزء الغربي من شبة جزيرة البلقان بين يوغسلافيا واليونان وبحر الأدرياتيك , وعاصمتها ( تيرانا ) .
دخلها الإسلام في أخريات القرن الثامن الهجري / وأخريات الثالث عشر الميلادي من الفتح العثماني , الذي أخضعها لسلطان الدولة العثمانية في معركة " قوصوا "في عام 792هـ / 1389م , وانتشر الإسلام فيها خلال فترة وجيزة فصارت البلد الأوروبي الوحيد الذي يتمتع بأغلبية مسلمة , إذ وصلت نسبة المسلمين فيه أكثر من( 85% ) من السكان الذين يبلغون اليوم حوالي 2 مليون نسمة , أما النصارى الكاثوليك والأرثوذكس فأقلية لاتتعدى الـ( 14% ) والمسلمون من أهل السنة الأحناف وتنتشر بين المسلمين الطرق الصوفية مثل البكتاشية , والخوتية ,والرفاعية .
وحين ضعفت الدولة العثمانية وانفصلت عنها دول البلقان , تبعتها ألبانيا , ونالت استقلالها التام في أواخر الحرب العالمية الأولى , ثم وصل الشيوعيون في أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى السلطة , وحكم أنو خوجة البلاد مدة إحدى وأربعين عاماً عزلها تماماً عن العالم حتى عن جارتها الشيوعية يوغسلافيا , وسام المسلمين العذاب كما فعل الشيوعيون في الاتحاد السوفيتي والصين وعمل على حرب الإسلام, واقتلاعه من جذوره , وأعلنت حكومته في عام 1967م أنها أغلقت 2169 مبنياً دينياً , معظمها مساجد , وأعدمت عدداً كبيراً من الأئمة ورجال الدين بتهم الدعاية ضد الدولة , أو التحريض أو حيازة كتب دينية , وفي دستور 1967م نصت المادة الثالثة على أن الدولة لا تعترف بأي دين , وتعمل على بث الدعاية الإلحادية بغرض غرس النظرة المادية في نفوس المواطنين .



2 – يوغسلافيا ( السابقة ) :
انهارت وتفككت في أعقاب الانهيار الشيوعي , وما زالت دولها المتفككة تشهد عدم الاستقرار حتى اليوم , وقد كانت قبل ذلك دولة بلقانية تتاخم حدودها جميع الدول البلقانية : المجر , رومانيا , بلغاريا , اليونان وألبانيا , وكانت مجموعة جمهورية اتحادية تتكون من ست جمهوريات صغيرة هي : صربيا , وهي أكبر الجمهوريات وعاصمتها بلغراد العاصمة الاتحادية , وكرواتيا والبوسنة والهرسك وعاصمتها سيراجيفو , ومقدونيا, وسلوفينيا وأخيراً جمهورية الجبل الأسود وعاصمتها وهي أصغر الجمهوريات .
وصل الإسلام إلى هذه الجمهورية التي بلغ عدد سكانها أكثر من 22مليون نسمة,بعد فتح صقلية في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي , إلا أنه ازداد بشكل كبير مع الفتح العثماني , ويشكل المسلمون حالياً حوالي 20% من السكان في يوغسلافيا , أي أن عددهم أكثر من 4,5 مليون نسمة , يكون البشناق نصف عددهم , ثم يليهم الألبان وعددهم حوالي 1,5مليون نسمة , معظمهم في إقليم كوسوفا حيث اجتزئ هذا الإقليم من ألبانيا في الحرب العالمية الأولى , ثم الأتراك وقد قل عددهم بسبب هجرتهم إلى تركيا , ولكل قومية من هذه القوميات لغتها ومدارسها الإسلامية . وعندما ضعفت الدولة العثمانية استولت النمسا على مناطق عديدة من يوغسلافيا , واستقل بعضها مثل الجبل الأسود وصربيا , واضطرت الدولة العثمانية للتخلي عن إدارة البوسنة والهرسك سنة 1295هـ / 1878م ,لإمبراطورية النمسا والمجر .
وبعد الحرب العالمية الثانية تسلم الشيوعيون الحكم بزعامة " تيتو" , وتعرض المسلمون لمذابح وأذى كثيراً , وهدمت معظم مساجدهم ومدارسهم , وألغيت المحاكم الشرعية , وكانت خطة " تيتو" أن يقضي على جيل كامل من المسلمين القدامى ,فقد أباد الشيوعيون عند تسليمهم الحكم 24ألف مسلم ,

3 – بلغاريا :
دولة صغيرة تشرف على البحر الأسود من الناحية الشرقية, وعدد سكانها حوالي تسعة ملايين نسمة , سميت باسم قبائل البلغار التي أسلم كثير منها قبل القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي , ثم دخول معظم أراضيها في حكم المسلمين حين فتحها السلطان العثماني مراد الأول , وابنه بايزيد بالتدريج , واستغرق فتحها الفترة من 744-799هـ / 1396م , فأصبحت جزءاً من ديار الإسلام , وقاعدة لانطلاق الجيوش العثمانية إلى أواسط أوروبا , وبقيت ولاية عثمانية لمدة خمسة قرون , حتى عام 1296هـ / 1878م , حيث انتشر الإسلام فيها ذلك انتشاراً كبيراً .
وقد انفصلت بلغاريا عن الدولة العثمانية , بدسائس الدولة الأوروبية وإثارة النعرات القومية , وكونت بها مملكة قائمة بذاتها سنة 1326هـ / 1908م , بعد أن هجرها كثير من المسلمين , وهاجر إليها كثير من النصارى , وانضمت لألمانيا في الحرب العالمية الأولى والثانية , فغزاها الروس , وسيطر عليها الشيوعيون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , فأصبحت ضمن منظومة الدول الشيوعية .



وكان المسلمون أغلبية سكانية في بلغاريا قبل استقلالها ، ولكن تعرض المسلمون لكثير من الظلم والاضطهاد بعد الاستقلال ، فهاجر كثير منهم إلى خارج بلغاريا ، وحل محلهم البلغار الذين استقدموا من البلدان المجاورة ، كما تقلصت أعداد المسلمين بسبب تعرضهم للتنصير الإجباري ، والتشريد ، ومحاولات تذويبهم في المجتمع النصراني ، فصودرت مدارسهم ومساجدهم . وبعد انهيار الشيوعية سمح للمسلمين البلغار بالعودة إلى مدنهم وقراهم في شمال وجنوب بلغاريا ، فعاد منهم حوالي مائة ألف مسلم ، ولكنهم وجدوا منازلهم ومتاجرهم قد هدمت ، أو احتلها البلغار الآخرون ، وشهد المسلمون انفراجاً نسبياً فأخذوا في إعادة بناء وتأهيل مساجدهم ومدارسهم الإسلامية ، وبدأت بعض الهيئات الإسلامية تظهر للوجود ، وتحاول مزاولة نشاطها في أوساط المسلمين ، كالهيئة المؤقتة للإفتاء ، وكجمعية الإرشاد الخيرية الإسلامية ، وغيرها ، ولكن السلطات البلغارية النصرانية تقف للمسلمين بالمرصاد ، وما لم يتحرك العالم الإسلامي ومنظماته للدفاع والذود عنهم ، وما لم تضغط الدول الإسلامية على الحكومة البلغارية ، لتصلح من أساليبها ضد المسلمين ، فإن معاناة المسلمين ستستمر ، ومحنتهم لن تتوقف .

4 – رومانيا :
تقع في شمال شرق البلقان ، وهي أحد جمهوريات أوروبا الشرقية الاشتراكية ، وسكانها حوالي 22,5 مليون نسمة ، وعاصمتها (( بخارست )) .
دخلها الإسلام عن طريق الدعاة الأتراك في النصف الثاني من القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ، وقد بدأت الدعوة الإسلامية في رومانيا حوالي عام 661 هـ / 1262 م على يد داعية تركماني يدعى ( سامي سالتيك ) على وجه التحديد ، ثم جاءتها هجرات تركية زادت من انتشار الإسلام فيها ، ثم اتسعت دائرة الإسلام وعم مدنها وقراها يوم أن فتحها العثمانيون في الفترة 814 – 819هـ / 1416 م .
تعرض المسلمون بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحروب العالمية الأولى إلى ألوان عديدة من الاضطهاد ، فهاجر الآلاف منهم إلى تركيا ، فقتل عدد المسلمين في رومانيا ،ومورست بحقهم عدة امور منها:
من إهمال لهم ، وللتعلم الإسلامي ، وتضيق عليهم – وبالرغم من ذلك فقد حافظت بعض المناطق على أسمائها وأوضاعها الإسلامية مثل مدينة المجيدية في جنوب رومانيا على البحر الأسود

5 – بولنده :
تعتبر من دول وسط أوروبا ,يرجع دخول الإسلام إلى بولنده إلى التتار الذين انطلقوا في القرن السابع الهجري / منتصف القرن الثالث عشر الميلادي نحو الغرب إلى بولنده , واستقرت جماعات منهم هناك , وكان ملوك بولنده يسمحون لتلك الجماعات المسلمة باستقدام علماء



الإسلام , وإرسال أبنائهم إلى مصر لطلب العلم والتفقه في الدين فضلاً عن السماح لهم بأداء فريضة الحج , وكانت هذه الجالية تتمتع باحترام ملوك بولنده .
وقد ازداد اتصال بولنده بالشرق الإسلامي بعد امتداد نفوذ العثمانيين إلى شمال البلقان خلال القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين / السادس عشر والسابع عشر الميلاديين , وأصبحت بولنده سوقاً للسلع والتحف التركية والإيرانية – كما كان الحج وسيلة اتصال أخرى لمسلمي بولنده بإخوانهم في البلاد الإسلامية .

ويتراوح عدد المسلمين حالياً بين 15- 20 ألفاً , مهددون بالانقراض لعدم وجود المدارس الإسلامية , وبسبب عزلهم من العالم الإسلامي , وبسبب عدم وجود علماء يعلمون الناس أمور دينهم , ثم بسبب كثرة الزواج المختلط نتيجة لضعف الوعي الديني .

6 – المجر :
وصل الإسلام إلى المجر عن طريق البلغار الذين انطلقوا من حوض نهر الفولجا في القرن الرابع الهجري / العشر الميلادي نحو الجنوب الغربي , وتوزعوا في شبه جزيرة البلقان فاستقرت جماعة منهم في بلاد المجر , وكان بينهم مسلمون عملوا على نشر الإسلام في تلك البلاد . وعندما دخل العثمانيون المجر عام994هـ / 1586م أقبل قليل من السكان على اعتناق الإسلام , واستقرت جماعة من المسلمين الأتراك في البلاد بقيت حتى خروج العثمانيين من العاصمة بودابست عام1098هـ / 1687م وكان في البلاد عدد من المساجد والمدارس الإسلامية والمكتبات , لم يبق منها اليوم إلا مسجداً واحداً .
وتجدر الإشارة إلى وجود عدة آلاف من المسلمين الذين جلبهم الأتراك والتتار في مناطق أخرى في شرق أوروبا مثل تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية .
وجهة العالم الإسلامي
لقد تعرضنا بإسهاب فيما سبق إلى المشكلات والتحديات الجسيمة التي تواجه عالمنا الإسلامي اليوم ، ونود أن نشير إلى بعض الحلول المقترحة لتلك المشكلات والتحديات .

مواجهة المشاكل والتحديات :
إن البناء الجديد للمجتمع المسلم لا يكون إلا بتربية الشخصية المسلمة حتى نعرف وجهتها الصحيحة ، وذلك بإقامة المؤسسات الإسلامية التي تسهم في هذا البناء ، فتعود للمسجد رسالته ، وتبنى المدارس الإسلامية من جديد ، وتوضع لها المناهج التعليمية والتربوية الصحيحة ، ويقوى الإعلام الإسلامي الذي يسهم في توعية جماهير الأمة الإسلامية ، ويوجهها الوجهة الإسلامية السليمة .




وإن لم يكن في مقدور الأمة إصلاح كل أمورها ، فعليها أن تبدأ بما تستطيع إصلاحه وبناءه من جديد ، فعليها أولاً تصحيح مسارها ورفض مناهج أوربا ومفاهيمها التي لا تتسق والمفاهيم الإسلامية ، والعودة إلى الإسلام ، وتفعيله في حياتها من جديد ، وحمل رسالته ليكون هاديها وقائدها في مسيرتها كلها ، فما دامت الأمة تسير في ركاب الغرب الأوروبي دون وعي أو إدراك ، فستبقى أوروبا صاحبة السيادة والقيادة والتصرف في أمر المسلمين ، ولن تتخلص الأمة من قيود الذل والضعف إلا بالتخلص من قيود التبعية بكل ألوانها الفكرية ، والسياسية ، والاقتصادية .
ولابد أن تتجه الأمة إلى التمسك بعقيدتها الإسلامية الصحيحة ، وبترابطها ووحدتها الإسلامية ، فذلك هو الطريق الوحيد إلى استرداد قوتها ومجدها ، وهذا هو السلاح المعنوي الذي يجب أن تتسلح به الأمة قبل أن تلجأ إلى التسلح بقوة السلاح ، والأساليب المادة الأخرى ، وعلى قادة الأمة وعلمائها ودعاتها والحريصين على مستقبلها وهويتها ، أن يغرسوا الإسلام والإيمان من جديد في قلوب أبنائها ، وعليهم إيقاد عاطفتهم الدينية ، وربطهم بتراثهم الإسلامي...

وكل المؤامرات والأوضاع المحزنة التي يعاني منها المسلمون إنما ترجع أساساً إلى عدم تمسكهم بعقيدتهم الإسلامية الصحيحة ، وإلى غياب الإسلام منهجاً وسياسة وتطبيقاً عن حياتهم ، وإلى تبعيتهم للقوانين والمبادئ ، والنظم العلمانية المستوردة ، ثم فوق هذا وذاك إلى فقدان الوحدة الإسلامية , وانعدام التعاون بين الأقطار الإسلامية , الأمر الذي جعلها فريسة سهلة لأعدائها المتكالبين على تفريق كلمتها ,وابتزاز مواردها وطاقاتها , وإبعادها عن دينها الإسلامي . فالعقيدة الإسلامية توحد كيان الفرد المسلم , كما توحد الأمة الإسلامية , وتجمع شملها , فالمؤمنون أخوة في كل زمان ومكان – كما تقرر المبادئ الإسلامية – كالجسد الواحد بتضامنها ,وتكافلها في كل ما يأتيها من خير , أو يلحقها من ضرر , فالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " , وقوله : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " ,

الاقتصاد الإسلامي في خدمة العالم الإسلامي :
يمكن للإسلام أن يقدم حلولاً تخدم العالم الإسلامي من الناحية الاقتصادية , ذلك أنه إذا ما التزم البشر بالفكرة الاقتصادية الإسلامية , فإنهم سيجدون فيها الحل الشافي لكل عللهم الاقتصادية , فالإسلام يعتبر أن صلاح المجتمع أساسه صلاح النفس ,وفساد المجتمع أيضاً أساسه فساد النفس , ذلك أن الله لم يكن مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , ومع ذلك فإن الإسلام لم يهمل الإصلاح العملي ,وعليه فقد اهتم بالنواحي الاقتصادية , وقرر لها مبادئ إسلامية عامة , فهو ينظر إلى الثروة كعرض من أعراض الحياة الدنيا , ووسيلة من وسائل تيسير الحياة على الناس , فهو لم يذم المال , وإنما جعله مجرد وسيلة إن استخدمت في الخير


فهي في الخير , وإن استخدمت في الشر فهي في الشر , فالمال ليس وسيلة إلى المتعة واللذة , ولا هو غاية الناس في الحياة , فيقتتلون من أجلها , ويأكل بعضهم بعضاً .
والإسلام يحث على الكسب والعمل , ولا يريد أن يكون المسلم عاطلاً , ولكن يريده عاملاً مكافحاً يستغل المال لخيره وخير أمته , وخير أهله , ويعتبر هذا عبادة من العبادات , والإسلام لا يقر التجرد والانقطاع عن الدنيا , كما تقول بعض الشرائع الأخرى , بل اعتبر الساعين وراء الكسب من الساعين إلى الخير , واعتبره قرة إلى الله سبحانه وتعالى , كما حدد الإسلام منابع الثروة وأنواعها , فجعلها التجارة ,والزراعة , والصناعة , وآيات القرآن الكريم تشير إلى ذلك , كما تتحدث عن ثروة المعادن , والثروة المائية والحيوانية .

وكذلك حدد الإسلام مفهوم الملكية , ومقوماتها وأنواعها , وبين أحكام المعاملات من بيع , وشراء , وتجارة ودين , والإسلام يحرم الكسب الحرام , ويوصي بالتعامل بالأمانة , والوفاء , وعدم الغش , ويحرم الإسلام الربا , ولا يقر أخذ مال الغير بغير حق شرعي كالغصب , والسرقة والغلول , وهو سرقة الأموال العامة , وما يأخذ بطريقة القمار , وأخذ المال في مقابل عمل محرم كالبغاء والرشوة وارتكاب الجرائم لقاء أجر , والعقود المحرمة وفي مقدمتها الربا , وكل ملكية تكسب بطريق عقد باطل . وإلى جانب تحريم الربا , وأكل أموال الناس بالباطل , فقد حرم الإسلام أيضاً الاحتكار , والجشع والاستغلال , ونهى أن يكون المال دولة بين الأغنياء , كما قرر الإرث والوصية لتوزيع الثروة وعدم تجميعها في أيد معدودة .

ولم يفصل الإسلام الحياة الاقتصادية عن الحياة الدينية والخلقية , فإن الإنسان خلق لعبادة الله , وما في الأرض من ثمرات خلق لعين الإنسان في تلك العبادة , كما أن الإنسان حث على السعي في طلب الرزق وأباح الملكية الفردية , وبين الحلال والحرام في الكسب , ولقد ترك الإسلام للدولة أن تضع خططها الاقتصادية في هذه الأطر الإسلامية بما يناسب ظروفها وزمانها . فأهداف الاقتصاد الإسلامي أهداف أخلاقية , وليس هدفه الإنتاج والربح المادي البحث الذي يجعل الحياة تكالباً وصراعاً وشقاءً , وهو مبني على قواعد أساسها العدل , وتكافؤ الفرص , والتعاون والتكافل , وكذلك التوازن بين حرية الفرد ومصلحة المجتمع , فجمع بين حرية الفرد وتدخل الدولة إقرار للعدالة والتكامل ومنعاً للظلم والاستغلال , مما يجعله متميزاً ومستقلاً عن سائر الأنظمة الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية , ومبرأً من نقائضها وعيوبها , وهو يقرر الكليات ويترك التفاصيل لاجتهاد القائمين على معرفة ظروف الأمة وحاجاتها , والملتزمين بكليات الشرع الإسلامي .







الأخذ الواعي بأسباب الحضارة :
الحديث عن أسباب تدهور المسلمين ، وتقدم الغربيين ، أمر مطروق لا نود الخوض في تفصيلاته ، وتكفي الإشارة إلى ما قاله وردده الكثيرون من أن تأخر المسلمين عن ركب النهضة الحديثة ناتج عن تخليهم عن إحدى المميزات الأساسية للإسلام وهي التوافق التام بين العقيدة وبين ضرورات الحياة ، ما لم يحدث ذلك التوافق ، وما لم يتمسك المسلمون ويعودون إلى جوهر دينهم ، فلن تقوم لهم قائمة ، وسيظلون يتخبطون في دياجير الجهل والتخلف .
الإسلام دين يحض على العلم والتعلم ، وهو دين لا يتعارض والعلم الحديث ، بل يحث أتباعه على طلبه، وعليه لا مناص للمسلمين من العمل على الأخذ بأسباب الحضارة الحديثة ، ولكن في كثير من الوعي والتدبر ، فهم في غنى عن جوانبها الروحية والمعنوية ، ولكنها بحاجة إلى تقدمها التقني ، ومنجزاتها المفيدة ، وحتى في محاولة الاستفادة من التطور التكنولوجي ، فلابد من الاهتمام بالقيم الإسلامية حتى تكون استفادتنا من التطور العلمي والتقني إيجابية ومفيدةً .

أضف إلى ذلك أن العالم الإسلامي لن يتجاوز أزمة الجوع والفقر ، والتخلف إلا بالاستعانة بالتكنولوجيا في عصر تتطور فيه المعارف ، وتنمو بسرعة مذهلة – والتكنولوجيا تحتاج إلى تهيئه اجتماعية ، وتعليمية – قد تأخذ الكثير من وقت دول العالم الإسلامي التي يرزح معظم سكانها تحت ظلام الأمية والجهل ، ولكن لا مهرب من مواجهة التحديات الجسام والتغلب عليها ، والأخذ بأسباب النهضة الحديثة بما يتوافق مع مبادئ الشرع الإسلامي ، والطريق إلى ذلك صعب وطويل ، ولكن لابد من أن نبدأ أولاً بترجمة المراجع العلمية الكبرى في شتى مجالات التخصص والميادين التي نحتاج إليها – إلى اللغة العربية ، ولابد من إنشاء هيئات أو مؤسسات لتحقيق هذا الغرض ، وهو نقل الحضارة العالمية إلى اللغة العربية ، وعن طريق ترجمة تراث العالم القديم – الإغريقي وغيره – اكتسب علماء الإسلام الأوائل المهارات العلمية ، وأنجزوا وأضافوا إلى المعرفة البشرية ، الحضارة الإنسانية – وإسهاماتهم تلك حقيقة لا تحتاج إلى بيان ، وإسهامهم في الحضارة الأوروبية الحديثة التي قامت على ترجمة علومهم ومعارفهم – أمر لا يختلف عليه إثنان .**
 
قديم 2014- 5- 2   #15
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

على بركة الله نبدى المذاكرة الجماعية ,,

حاضر العالم الإسلامي

اهم مادار في المحاضره المباشرة الاخيرة ,,



أهم ما ذُكر في المحاضرة المباشرة الثالثة، للدكتور مهند الدعجة :
·جـــــــــــداًمهمه
1- الأرقام (تواريخ، نسب، عدد سكان،... إلخ): غير مهمة لا تحفظ ، المهم أن نهتم بالحدث إلي صار .
2- الثروات(كـالزراعية، المعادن ...إلخ): لاتحفظ أماكن ومصدر زراعتها .
3- المضائقالمائية: مهم مهم جدا وللغاية ... أن نفهم موقعها مثلاً مضيق باب مندب يقع بين .... ...
4- المناخ: مثلاً المناخ الصحراوي أين يوجد ....
5- أقليةإسلامية: مثلاً يجيب سؤال فيه اسم (الدولة) في أي قارة توجد: (آسيا ،أفريقيا...)
6- الدعواتالدينية الهدامة: مثل القاديانية، البهائية والبابية.......إلخ ، مهم جدا أن نعرف (أين ظهرت ، وقائدها)
7- الكتبومؤلفيها : تحفظ .مثل مؤلف كتاب البيان من هو..(محمدالشيرازي)
8- الحروبقائديها: تحفظ
9- الرموز أواختصارات : تحفظ مثل منظمة الصحة who
10- الحدود : نفهم مواقعها فقط لا تحفظ
11- أهدافالمنظمات :افهموها(يعني مثلاً ما راح يجيب سؤال لهدف معين: ونحن نختار اسمالمنظمة)
·بعد ذلك طرح أسئلة عامة:
س1: مفهوم الأمةالإسلامية هو:................
س2: استعمرتإيطاليا واحد من الدول التالية:......................
س3: استعمرتفرنسا إحدى الدول التالية:............
س4: معنىالعلمانية:.............
س5: اختصارالصحة العالمية: .............
س6:مشكلة دارفورمن الدول التي دعمتها:..........
س7: أين ظهرتدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:........
س8: متى انتشرالإسلام في كشمير (في أي عهد):.........
س9: دولة سميتبــ سلة الخبز لوفرة القمح فيها: .........(تركمانستان) مهم مهم جدا ...
س10:الاستقلالالمزيف بوجود الاستعمار(اعتقد قال المسمى كذا ) :...........
انتهت المحاضرة ،*
كـاسب, N.A.R.M, الجلاد و 8 آخرين معجبون بهذا.
 
قديم 2014- 5- 2   #16
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

هنا رح اختصر لكم الاشياء المهمة المطلوبه في المحاضره المبارشرة الاخيرة

المضائق التي يشرف عليها العالم الإسلامي




.1-مضيق جبل طارق الذي يتحكم في اتصال المحيط الأطلسي بالبحر المتوسط .


-2 ومضيق الدردنيل والبوسفور , ويتحكمان في اتصال البحر الأسود بالبحر المتوسط .


-3 وقناة السويس الإستراتيجية التي تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط .


-4 ومضيق باب المندب, وخليج عدن اللذان يتحكمان في اتصال البحر الأحمر ببحر العرب .


-5 ومضيق هرمز وخليج عمان , ويتحكمان في اتصال المحيط الهندي بالخليج العربي .


-6 ثم هناك مضيق ملقا وسنغافورة, ويتحكمان في اتصال المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي , والمحيط الهادي




كل ذلك أكسب العالم الإسلامي أهمية إستراتيجية وعسكرية لها خطورتها في ميزان القوى العالمية



المراجعة المحاضرة الاولى..
.............................................


بث الدعوات الدينية الهدامة وتشجيعها


ثانياً: القاديانية :
هي دعوة منسوبة إلى " ميرزا غلام أحمد القادياني " ، الذي ولد حوالي سنة1839 م في مدينة " قاديان " إحدى مدن مقاطعة بنجاب بالهند في بيت من البيوتات التي اشتهرت بخدمة سياسة الإنجليز الاستعمارية وتحقيق مصالحهم


الأحمدية :
انشقت القاديانية بعد نشأتها بقليل إلى فرقتين : الأولى القاديانية أو الأحمدية والثانية اللاهورية – أو جماعات لاهور – والفرقة الأولى تعتقد أن الميرزا غلام أحمد نبي مرسل من الله تعالى ، وأنة المسيح الموعود ، وأنة أفضل من كثير الأنبياء ، وأن أصحابه هم صحابة ورجال البعثة الثانية ،والمسلمون يسمونهم " قاديانيين " نسبة إلى مدينة " قاديان "


: البابية :
ظهرت الفرقة البابية في عام 1844م في إيران في وقت كانت تعصف الاضطرابات السياسية ، والفوضى الفكرية الدينية ، وفي هذا الجو المضطرب ظهر اسم علي محمد الشيرازي في عام 1844م- وقد عرف فيما بعد – بالميرزا علي – ليعلن أنه " الباب " الموصل إلى صاحب الزمان ،الإمام المنتظر الذي ينتظره الشيعة الإثني عشرية ،

: البهائية :
بعد إعدام " الباب " قام بالأمر من بعده أحد أتباعه وهو الميرزا حسين علي المازندراني ، الملقب " بالبهاء " أو بهاء الله – وأخوه المسمى صبح الأزل ، وادعى " البهاء " أنه الموعود الحقيقي ، والمسيح المنتظر ، وأن " الباب " لم يكن إلا داعياً ومبشرا به ، فمثله معه كمثل يوحنا المعمداني مع المسيح عليه السلام ،


المرجع المحاضرة الثامنه ,,


.........................



يتبع....>>>>>

التعديل الأخير تم بواسطة الجــــ@ـارح ; 2014- 5- 3 الساعة 04:31 AM
 
قديم 2014- 5- 2   #17
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجــــ@ـارح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 124112
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 17,718
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3031785
مؤشر المستوى: 3260
الجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond reputeالجــــ@ـارح has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علـــم اجتـــــــماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الجــــ@ـارح غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

هنا اجابات على الاسئلة التي وضعها الدكتور في المحاضرة المباشرة الاخيره

بالتوفيق للجميع



س1: مفهوم الأمةالإسلامية هو:................

ج1: وفي ضوء ما سبق يعرف البعض الأمة الإسلامية بأنها :
"مجموعة من الناس يعيشون على رقعة جغرافية واحدة ، ومتشابهة التضاريس،تجمع بينهم عوامل مشتركة مثل العرق والدين، واللغة ، والتاريخ ، والثقافة ،و العادات والأخلاق والمصالح المشتركة والأماني السياسية الواحدة ، وبمعنى آخر فإنها وحدة اجتماعية متماسكة لديها الانسجام والرغبة العامة في الحياة المشتركة "

س2: استعمرت إيطاليا واحد من الدول التالية:......................

ج 2 :الدول الاسلامية التي استعمرت من ايطاليا هي ,, ليبيا و الصومال ,


س3: استعمرت فرنسا إحدى الدول التالية:............

ج3: الدول الاسلامية التي استعمرت من فرنسا هي
الجزائر ,تونس ,سوريا ,لبنان ,المغرب, موريتانيا


س4: معنى العلمانية:.............

ج4: هي فصل الدين عن الدولة أو عن الحياة العامة




س5: اختصارالصحة العالمية: .............


ج5:(بالإنجليزية: WHO) (:World Health Organization)



س6:مشكلة دارفورمن الدول التي دعمتها:..........

ج6: هي مشكلة ورثها السودان من الاستعمار البريطاني , وهي من صنع ذلك الاستعمار




س7: أين ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:........

ج7:نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي في نجد حيث انتشر المذهب الحنبلي بعد موت الإمام أحمد بن حنبل في عام 241 هـ في بلدة " العيينة " سنة 1115 هـ / 1703 م في العيينه



س8: متى انتشرالإسلام في كشمير (في أي عهد):.........

ج8: زاد الإســـــــلام انتشاراً في عـــهد الخليفة العـــــــبـــاسي المعتصم بالله (218 هـ -227 هـ)



س9: دولة سميت بــ سلة الخبز لوفرة القمح فيها:

اكبر دولة منتجة للقمح هي تركمانستان,,




س10:.........(تركمانستان) مهم مهم جدا ...


ج :10تقع في وسط آسيا , تحدها كازاخستان من الشمال , وأفغانستان وإيران من الجنوب, وأوزبكستان من الشرق , وبحر قزوين من الغرب .

عاصمتها ( عشق آباد ) ويتكلم سكان الجمهورية اللغة التركمانية واللغة الروسية وهناك لغات أخرى خاصة ببعض العناصر القاطنة داخل حدود الجمهورية , ويشكل التركمان العنصر الرئيسي في البلاد وتصل نسبتهم إلى ( 68،4% ) , ثم الأوزبك( 8،5% ) ,والقازاق ( 20،2% ) من السكان .
المسلمون هم أغلبية السكان ويشكلون ( 79،8% ) , والنصارى حوالي ( 20،2% ) .. والمسلمون سنيون معظمعهم أحناف , وهناك قلة من الشيعة الاثنا عشرية تعيش في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود الإيرانية والأفغانية .
مناخها متباين قاري , ثم معتدل في الشمال , وصحراوي في الأجزاء الجنوبية ,اقتصادها يقوم على الصناعات الثقيلة مثل صناعة الجرارات , وعلى الصناعات المعدنية والبلاستيك , وبها محاصيل زراعية كالقمح , والسكر , وبذور عباد الشمس , والفواكه .. إلخ , وبها ثروة حيوانية , وكانت تمد الاتحاد السوفيتي بالقمح, ولذا سميت بسلة الخبز , ومن أهم معادنها البترول والفحم والغاز الطبيعي ,والحديد والنحاس والملح , ونسبة الأمية بين سكانها حوالي 70% .





س11:الاستقلال المزيف بوجود الاستعمار,,


ج11: ،وعندما سلم المستعمرون أولئك مراكز القيادة والتوجيه ، لم تتغير الحال كثيراً بعد هذا الاستقلال المزيف ، بل ظلت البلاد تعاني آثار الغزو الفكري ، والتسلط السياسي والاقتصادي ، وتتخبط في مسيرتها – في معظم الأقطار الإسلامية – بعيداً عن هدي دينها وشريعتها السمحة . ووقع الصراع في كثير من البلدان الإسلامية نتيجة التبعية السياسية ،


حل اخوكم الجــــــ@ـارح

اذا فيه تعديل ياليت تنبهوني


بالتوفيق لكم جميعا

التعديل الأخير تم بواسطة الجــــ@ـارح ; 2014- 5- 5 الساعة 04:53 PM
 
قديم 2014- 5- 3   #18
متميزة كلية الأداب _علم اجتماع
 
الصورة الرمزية هنوف عبدالعزيز
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 120422
تاريخ التسجيل: Tue Sep 2012
المشاركات: 1,159
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 34107
مؤشر المستوى: 98
هنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond reputeهنوف عبدالعزيز has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هنوف عبدالعزيز غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

الكتب

كتاب البيان ( محمد الشيرازي )

كتاب المسآله القاديانيه ( ابو الاعلى المودودي )

كتاب الاسلام واصول الحكم ( علي عبدالرزاق )

كتاب مستقبل الثقافه في مصر ( طه حسين )

مجله المنار ( رشيد رضا )



فيه غير هالكتب ؟؟؟
 
قديم 2014- 5- 3   #19
متميز في التعليم عن بعد _علم اجتماع المستوى الخامس
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 145363
تاريخ التسجيل: Thu May 2013
المشاركات: 2,543
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 748815
مؤشر المستوى: 823
ابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond reputeابن السلطان has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم العمران البشري
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابن السلطان غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنوف عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
الكتب

كتاب البيان ( محمد الشيرازي )

كتاب المسآله القاديانيه ( ابو الاعلى المودودي )

كتاب الاسلام واصول الحكم ( علي عبدالرزاق )

كتاب مستقبل الثقافه في مصر ( طه حسين )

مجله المنار ( رشيد رضا )



فيه غير هالكتب ؟؟؟
# عفواً في كتاب تو انتبه له من اسئلة الفصل الثاني 1434هـ

مؤلف كتاب حاضر العالم الاسلامي
تاج السر حران

وجاب منها اسئلة في الاختبارات الماضية على ما اضن
كتاب المسألة القاديانية
مجلة المنار

المادة حلوة بس طويلة وفيها تفاصيل واجد
الله يستر منها بس

يعطيك العافية عزيزي الجارح على جهودك

التعديل الأخير تم بواسطة ابن السلطان ; 2014- 5- 3 الساعة 03:36 PM
 
قديم 2014- 5- 3   #20
متميزه في برنامج الكويزات
 
الصورة الرمزية Nawarah*
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 117073
تاريخ التسجيل: Sat Aug 2012
المشاركات: 1,308
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 253824
مؤشر المستوى: 319
Nawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond reputeNawarah* has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الأداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
Nawarah* غير متواجد حالياً
رد: ★★ مذاكرة جمآعية لمادة حاضرة العالم الاسلامي ★★

أسمآء/شخصيآت...
من المحاضرة 1-7
( بإذن الله راح أكمل لآخر محاضرة راح أضيفها هنا أعدل بالرد)
*
*
1- أصحاب الاتجاهات الحديثة في التجديد الإسلامي ( جمال الدين الافغاني ، الشيخ محمد عبده)
2- رأي الحادبين عن الإسلام (الأمير شكيب أرسلان)
3- أسقط الخلافة العباسية في بغداد ومن ثم تقدم للشام وأسقط دمشق (هولاكو)
4- قيض الله المسلمين المماليك في مصر استطاعوا الوقوف ضد الخطر المغولي وهزمهم في معركة (عين جالوت)
5- سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس على يد (فرديناند و إيزابيلا )
6- قامت الحركة الإصلاحية في نجد على يد ( الشيخ محمد بن عبد الوهاب )
7- قامت الحركة الإصلاحية في أفريقيا (حركة عثمان دان فوديو )
8- استبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية في مصر كانت في عهد (محمد علي وابنائه )
9- رفض لليهود الهجرة إلى فلسطين رغم إغراءاتهم المالية في حين الدولة العثمانية في ضيق اقتصادي (السلطان عبد الحميد الثاني )
10- أول رئيس انتخب للجمعية الوطنية التركية ،وبمساندة القادة التركية العلمانية، إلغاء الخلافة الإسلامية ز تنفيذ مخطط غربي مرسوم نصت عليه بـ (اتفاقيه لوزان) ، قام بعمل كل ما يجعل تركيا بلداً علمانياً و غير اسمه إلى " كمال أتاتوك ".. وهو .......... (مصطفى كمال )
11- أبدى إعجابه الشديد بالحضارة الغربية و يدعو الأخذ بتلك الحضارة ألَّف كتاب " مستقبل الحضارة في مصر" ، و ألف كتاب "الشعر الجاهلي" ابدأ الشك في الروايات الجاهلية و نقد الروايات والنصوص الدينية . (طه حسين)
12- هناك كتابات تدعو تبني لأراء طه حسين المتحيزة إلى الحضارة الغربية .. (سلامة موسى، قاسم آمين)
13- نقل لغة العربية إلى اللاتينية في مؤتمر باكو .. (مصطفى كمال أتاتوك)
14- مؤلف كتاب "الإسلام و أصول الحكم ".. (علي عبدالرزاق)
15- بعض الأدباء العرب يدعون لأفكار الغرب المنحرفة .. (إسماعيل مظهر ، لطفي السيد ، منصور فهمي ، أمين الخولي ).

التعديل الأخير تم بواسطة Nawarah* ; 2014- 5- 3 الساعة 09:44 PM
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ المستوى الرابع ] : حاضر العالم الاسلامي رايه11 علم إجتماع 34 2014- 4- 6 06:56 PM
[ استفسار ] تصويت علاقات عامة ام حاضر العالم الاسلامي soso... اجتماع 5 12 2014- 2- 4 09:57 AM
[ جميع التخصصات ] : حاضر العالم الاسلامي mrs:mn منتدى كلية الآداب بالدمام 2 2014- 1- 6 05:21 AM
[ جميع التخصصات ] : حاضر العالم الاسلامي شنو صيغة الاسئلة محبة الحبايب منتدى كلية الآداب بالدمام 2 2014- 1- 5 12:26 PM
[ كويز ] : كويزات حاضر العالم الاسلامي اسئلة الترم الماضي hamud اجتماع 4 19 2013- 12- 21 05:18 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 03:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.1 جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
Adsense Management by Losha
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه